part12

20 0 0
                                    

قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Part12

تفاجأ بشدة حتى هتف بسخرية ناظراً لها:بتحبنى؟...انتى شكلك اتجننتى، امنيه بنت كويسة ومستحيل تسمح لنفسها تحبنى وهى عارفة انى بحب غيرها وكمان اتجوزت
شهد بجدية:بس الحب بيحصل غصب عننا يا أنس...مش بإيدينا نمنع نفسنا منه
تنهد هاتفاً بنفاذ صبر: شهد ارجوكى كفاية بقى واقفلى الموضوع دا
شهد بعناد:لا مش هقفله....انا مش هسكت غير لما تبعد عنك
أنس بانفعال:عايزانى اعمل ايه يعنى؟...اطردها من الشركة!
اجابته بلامبالاة:اعمل اللى تعمله،بس اهم حاجة انها تبعد عنك وتخرج من حياتنا خالص
أنس باعتراض:وانا مش هعمل كدة يا شهد...عشان كل اللى فى دماغك دا اوهام مش اكتر
شهد بغضب:لا مش اوهام...انا متأكدة من كلامى وبقولك لازم تبعد عنها والا...
أنس بترقب:وإلا ايه؟
صمتت ناظرة له بضيق بينما زفر هو بانزعاج حتى تقدم ل يلتقط سترته الجلدية ثم يهتف باقتضاب:شكل الكلام معاكى ملوش فايدة...براحتك
شهد بانفعال:انت رايح فين؟...اكيد رايحلها مش كدة!
تطلع اليها باستياء قبل ان يتحرك متقدماً من الخارج حتى يترك المنزل مغلقاً الباب خلفه بعنف غاضب
************
حدقت به بدهشة وقد شعرت بالخوف من نبرته الحازمة تلك بينما كانت عيناه لاتنم عن خير ابداً...تراجعت بخطواتها الى الخلف كى تصبح بعيدة عنه ثم تهتف بتلعثم:يعنى انت...انا لو رجعت معاك،هتطلقنى؟
اومأ برأسه متنهداً ل تتطلع اليه بشك حتى يهتف بسخرية:متقلقيش،انا اكيد مش عايزك للدرجة دى يعنى...بمجرد ماتجيبيلى ابنى هطلقك واسيبك براحتك،تمام!
نظرت له باستياء غاضب ل يعود مجدي ثانيةً وهو يتطلع اليهم بتساؤل حتى يتقدم منها قائلاً:هترجعى!
حدقت به بعيون دامعة وهى ترفع كتفها بقلة حيلة ل يتنهد هامساً:ارجعى يا نهله ،على الاقل عشان ابنك...ومتخافيش،هو مش هيقدر يأذيكى
أحمد بسخرية:اهو صديق عمرك بيقولك ارجعى...اعقلى بقى واسمعى الكلام عشان انا صبرى قرب ينفذ
اغمضت عيناها متنهدة عدة مرات حتى اومأت برأسها بتردد ل يتحركو ثلاثتهم خارج الغرفة بينما يتقدم هو من والديها الجالسين فى الخارج كى يوجه حديثه الى والدها قائلاً بعفوية:بعد اذنك ياعمى...نهله هترجع معايا
نظر له باستفهام حتى نهض كى يتطلع اليها قائلاً بشك:انتى موافقة ترجعى معاه يا نهله؟
ابتلعت ريقها بصعوبة قبل ان تومأ برأسها مجيبة باستسلام وقلة حيلة
عادا معاً الى المنزل ل تنزل هى من سيارته بعدما ظلا صامتين طوال الطريق بينما هى تشيح بوجهها عنه بضيق...تقدمت من المنزل بخطوات مترددة ناظرة امامها بعبوس بينما امر هو احد الخادمين ان يضع حقيبتها فى غرفتهم بالاعلى
فى نفس الوقت،كانت جيسى تجلس وهى تهز قدمها بملل منزعج الى ان وقعت عيناها عليهم وهم يتقدمان معاً ف نهضت مسرعة ل تركض نحوها كى تعانقها هاتفة بفرح متفاجأة: نهله!...انتى رجعتى؟،وحشتينى اوى...انا كنت متأكدة انك هترجعى
ابتسمت بخفوت ل تضمها مجيبة:عاملة ايه؟
جيسى بابتسامة:اكيد كويسة طالما رجعتى...تعالى بقى،عايزة اتكلم معاكى كتير
تحركا معاً متقدمين من غرفتها بينما تنهد هو بانزعاج شارد بعدما نظرت له باقتضاب قبل ان تذهب...جلسا سوياً وسرعان ماهتفت جيسى مبتسمة بفضول:قوليلى بقى...أحمد صالحك مش كدة!
نهله بسخرية:صالحنى!..هو اللى زى أحمد بيصالح ياجيسى؟
جيسى بتساؤل:اومال رجعتى معاه ازاى؟
نهله بحنق:بالقوة...خادنى غصب عنى
جيسى باستنكار:غصب عنك!..افهم من كدة انه اعترف بغلطه وعايزك تبقى معاه خلاص؟
نهله باستهزاء:لا طبعاً،دا مستحيل...هو اجبرنى ارجع بس عشان مصلحته،عشان ابنه مش اكتر
جيسى بعدم فهم:ابنه!...نهله انتى...
قالتها وسرعان ماحدقت بها بتعجب ل تهتف بفرح مندفع: نهله انتى حامل؟
ابتسمت بخفوت مجيبة:ايوة
تابعت بطريقة مضحكة؛يعنى انا خلاص هبقى عمتو!...بجد مش مصدقة يا نهله ،دا احلى خبر ممكن اسمعه
ضحكت رغماً عنها ف ابتسمت جيسى هاتفة:ايوة كدة اضحكى...تعرفى انى اتضربت قلم بسببك!
نهله بدهشة:ايه!...مين اللى عمل كدة؟
تنهدت بحزن مجيبة: أحمر...كنت بحاول افهمه غلطه والنتيجة...أحمد صعب اوى يا نهله
نهله بأسف:انتى هتقوليلى!...بس انا بجد اسفة ياجيسى،انا السبب فى كل دا
جيسى بعفوية:لا متتأسفيش،وبصراحة انا اللى اتماديت شوية..بس غصب عنى استغليت الفرصة بقى وهزقته
ابتسمت وهى تخفض رأسها متنهدة ل يجدا والديه قد اتوا متقدمين منهم ف تنهض نهله باضطراب حتى تتفاجأ بوالدته تقف امامها ل تقول مبتسمة:الف مبروك يا نهله...انتى مش عارفة الخبر دا فرحنى ازاى،لازم تخلى بالك من نفسك بقى وتهتمى بصحتك تمام!
نظرت لها بتعجب حتى اومأت برأسها مجيبة بهدوء:حاضر ياطنط...الله يبارك فيكى
تقدم منها والده هو الاخر كى يضع يده على رأسها قائلاً بهدوء:مبروك
اجابته بابتسامة متعجبة:شكراً ياعمى...الله يبارك فيك
وبمجرد ان ذهبا وتركاهم حتى هتفت جيسى بابتسامة:متستغربيش،هما اكيد مبسوطين عشان هيجيلهم حفيد بقى وكدة
اجابتها بابتسامة ساخرة:لا انا مبقتش استغرب اى حاجة تحصل من اهل البيت دا
جيسى بتذمر:حتى انا!
ابتسمت نهله :لا انتى مش منهم خالص...قوليلى بقى عاملة ايه فى التدريب!
جيسى بعفوية:عادى،مروحتش غير مرتين او تلاتة عشان كنت متضايقة اوى ومش متعودة اروح من غيرك..بس انتى خلاص رجعتى وهنروح سوا
نهله بهدوء:طيب انا هروح انام بقى عشان تعبانة
جيسى بمكر:ايوة...اكيد أحمد واحشك مش كدة!
نهله باستهزاء:واحشنى...هو فعلاً واحشنى لدرجة انى مش طايقة اشوفه
اجابتها باستنكار ساخر:اه ماهو باين عليكى
ضربتها بالوسادة هاتفة بغيظ:تصدقى ان مفيش فرق بينك وبين اخوكى!
جيسى ضاحكة:اه اصل احنا قرايب
************
ظلت جالسة تنتظره بقلق غاضب وهى تفكر الى اين يمكن ان يكون قد ذهب!..اخذت تهز قدمها بعنف اثر تلك الافكار الساذجة التى اتت فى ذهنها الى ان فُتح الباب ل تجده يدخل امامها ف تنهض هاتفة باندفاع:كنت فين كل دا؟
لم يهتم لها بل تقدم كأنه لم يسمعها حتى كررت بحدة: أنس رد عليا
اجابها ببرود دون ان ينظر لها:مش مضطر ارد عليكى...وياريت تدخلى تنامى بقى عشان انا مش عايز اتكلم
قالها ثم تحرك ل يكاد يذهب الا ان تمسك يده كى توقفه هامسة بخفوت: أنس...انا اسفة
تنهد هاتفاً بملل: شهد قولتلك مش عايز اتكلم...ادخلى نامى
تابعت بندم كأنها لم تسمعه:صدقنى كل اللى قولته دا كان غصب عنى...انا بس خايفة...
قاطعها وهو يجيب بحدة:خايفة اسيبك واروحلها مش كدة!...انا بجد مش فاهمة انتى بتفكرى ازاى
شهد بانزعاج:يعنى عايزنى اعمل ايه وانا شايفة واحدة تانية قريبة منك ومتأكدة انها بتحبك!
أنس بنفاذ صبر:متعمليش حاجة يا شهد...تصبحى على خير
قالها وسرعان ماتحرك متجهاً الى الغرفة كى يذهب ويتركها تنظر بحزن حتى تتنهد آسفة قبل ان تتقدم هى الاخرى ف تدخل كى تجده مغمض عينيه ويتظاهر بالنوم...نظرت له بعتاب غاضب ثم اتجهت ناحية الفراش كى تستلقى بجانبه وتوليه ظهرها بصمت تام
لم تمر دقائق وكان قد استمع الى شهقات بكائها الخافتة ف تنهد بأسف ل يلتفت كى يقترب ويعانقها من خلفها هامساً باحتواء:خلاص اهدى...متعيطيش
هتفت ببكاء طفولى:ملكش دعوة...روح كمل نوم
ابتسم رغماً عنه حتى مالك كى يقبل وجنتها مجيباً:مبعرفش انام غير وانتى فى حضنى
شهد باقتضاب:يبقى متنامش عشان انا مش هنام فى حضنك تانى
أنس بانزعاج مزيف:بقى كدة!...يعنى امشى؟
شهد بعدم اهتمام:اه امشى
أنس بجدية مصطنعة:طيب انا همشى واروح ل امنيه بقى يمكن...
قاطعته وهى تنهض فى غضون ثوانٍ كى تهتف بغضب:متجيبش اسمها على لسانك...لو عايز تروحلها براحتك،بس اعرف انى هقتلك قبل ماتعمل كدة
ضحك باستنكار هاتفاً:لا انا مش مستغنى عن حياتى...تعالى
قالها ثم قربها منه ل يضمها الى صدره ف سرعان ماتبدأ فى البكاء ثانيةً حتى يهمس بخفوت:طيب ممكن افهم بتعيطى ليه دلوقتى!
شهد ببكاء:عشان انت زعلان منى...وكمان عايز تروحلها وتسيبنى
مسح على شعرها بحنان ل يجيب بابتسامة:انا مقدرش ازعل منك...وبعدين هو انتى مش بتثقى فيا يا شهد
شهد بضيق:بثق فيك،بس مش فيها هى
أنس بنفاذ صبر:انا مش فاهم هى عملت ايه...وبعدين هى قالتلى انكوا اتكلمتوا يوم الفرح وكنتو كويسين اوى مع بعض،ايه اللى اتغير دلوقتى بقى؟
شهد باقتضاب:دى بتحكيلك على كل حاجة بقى!
أنس بعفوية:ياحبيبتى متنسيش انها سكرتيرتى،وغير كدة احنا صحاب ف عادى
شهد بجدية:لا مش عادى...عشان لو انا اللى عملت كدة مش هيبقى عادى بالنسبالك
كاد ان يبعدها عن حضنه ولكنها تمسكت به ل تهتف بحزم:لما اكون فى حضنك متبعدش عنى فاهم!
ابتسم باستسلام وقبل رأسها مجيباً:حاضر
ظلت متشبثة به بقوة الى ان غفت ونامت بينما تطلع هو اليها بابتسامة ل يتمتم متنهداً:متعبة اوى..بس بحبك
قالها وسرعان ماضمها بقوة بعدما تمدد بحذر ل يغمض عينيه بهدوء كى يستسلم الى نومٍ عميق
************
تقدمت متجهة الى الغرفة ل تدخل حتى تجده يقف وبمجرد ان يراها حتى يهتف بابتسامة مستفزة:اكيد البيت وحشك اوى مش كدة!
نهله بضيق:لا طبعاً موحشنيش،انا كنت مرتاحة فى بيتى بس
أحمد باستهزاء:ايوة اكيد لازم ترتاحى،كل اللى هناك بيحبوكى..مامتك، باباكى،و...مجدي!
نظرت له بانزعاج حتى اتجهت ناحية حقيبتها ثم اخرجت منها بعض الملابس ل تكاد ان تخرج الا ان يوقفها هاتفاً بتساؤل:انتى رايحة فين؟
اجابته ببرود متنهدة:هنام فى اوضة تانية...مش هقدر افضل معاك فى مكان واحد
أحمد بسخرية:ليه؟..مش عايزانى ابقى معاكى!
نهله باقتضاب:ايوة...مش طايقة حتى ابص فى وشك
أحمد باستفزاز:ليه؟،هو انا مش جوزك وحبيبك!
نهله بغضب:بطل بقى الطريقة دى عشان انا خلاص عرفت حقيقتك..مفيش داعى تمثل تانى
أحمد بجدية:ماشى بس انتى هتنامى هنا
نهله باعتراض:مستحيل...مش هفضل معاك فى مكان واحد
أحمد بحزم:بس انتى مضطرة تعملى كدة...وبعدين كلها كام شهر وهترتاحى،ف حاولى تستحملى شوية
نهله بانزعاج:مش عارفة ازاى هستحمل اشوفك كل يوم...بس هحاول عشان ارتاح من كل دا فى الاخر
أحمد باستخفاف:متقلقيش هترتاحى...بس انتى مبتعرفيش تخبى اللى جواكى...وانا عارف انك من جواكى ولو حاجة بسيطة،مبسوطة انى معاكى
نهله بسخرية:مبسوطة!..تعرف انى مخنوقة عشان بكلمك دلوقتى اصلاً!
تطلع اليها مجيباً باستنكار:بجد!..هحاول اصدقك
زفرت بضيق ثم ذهبت حتى تقدمت ل تستلقى على السرير وهى تحاول ان تكون بعيدة عنه قدر ماتشاء،تقدم هو الاخر ل يستلقى بجانبها وعندما يجدها تبتعد هكذا يهتف باستهزاء:متخافيش اوى كدة،انا مش هاكلك
نهله بحدة:مش خايفة...بس قرفانة اكون قريبة منك
أحمد بغضب: نهله ياريت الفترة اللى هنعيشها مع بعض تتعاملى معايا كويس،عشان صدقينى انتى مشوفتيش حاجة من غضبى...دا احسنلك
نهله باستخفاف:واحسنلك انت كمان متحاولش تقرب منى، والافضل ميكونش فيه بيننا كلام..عشان مليش مزاج اشوف غضبك دا
تنهد بانزعاج حتى تحرك ل يوليها ظهره ثم يطفئ الضوء بينما تغمض هى عيناها متنهدة بحزن بعدما دمعت رغماً عنها
************
فى اليوم التالى،كانت جالسة تعزف على البيانو باندماج بينما هو يتطلع اليها بإعجاب وبعدما انتهت ذهب اليها كعادته ل يقف امامها هاتفاً بابتسامة:مساء الخير
اجابته بعفوية:مساء النور
عمر باستنكار:ايه دا؟...انتى رديتى عليا بجد ولا انا بحلم!
جيسى باستهزاء:لا رديت ياخفيف
ضحك عمر:طيب بما انك رديتى،ممكن اعرف اسمك ايه!
جيسى بتعجب:انت متعرفش اسمى؟
عمر موضحاً:لا انا كل مااجى اتكلم معاكى تتضايقى وتقوليلى امشى،ف اكيد مقولتليش اسمك ايه...شوفتى انتى ظالمة ازاى!
اجابته ضاحكة:ياسلام!..اسمى جيسى
حدق بها بتعجب ل يهتف مبتسماً:لا كدة كتير...انتى رديتى عليا وقولتيلى اسمك وقولت عادى بتحصل،لكن تضحكى!...دا مش عادى خالص
جيسى بابتسامة:لا دا عادى عشان انا مبسوطة شوية،ف مليش مزاج اقولك امشى زى كل مرة
عمر بفضول:طيب ممكن اعرف مبسوطة ليه!
جيسى بعفوية:لا مش ممكن،بس المهم انى مبسوطة
ابتسم مجيباً:عندك حق،دا المهم...بتمنى تبقى مبسوطة دايماً..عشان ضحكتك حلوة اوى
نظرت له بانزعاج ف هتف مسرعاً:خلاص اسف اسف...دا انا ماصدقت
تنهدت بابتسامة قبل ان تهتف:طيب قولى،انت بتتدرب هنا من امتى؟
عمر مجيباً:بقالى كتير اوى...انا اصلاً خلاص بقيت بعزف كويس جداً،وقريب هعمل حفلات
جيسى بتعجب:بجد!
عمر بعفوية:ايوة وممكن كمان اشتغل هنا،انا بعزف جيتار..لو عايزة تتعلمى انا ممكن اعلمك
جيسى نافية:لا انا لسة بتدرب على البيانو عشان اتحسن اكتر،وبعد مااخلص ابقى افكر فى الجيتار
عمر بتلقائية:طب ماانتى ممكن تتدربى على الاتنين فى وقت واحد..مش صعبة خالص
جيسى بتردد:مش عارفة بصراحة...بس معقول انت اللى هتدربنى!
عمر بثقة:متستخفيش بيا،انا مش سهل
ابتسمت بخفوت حتى هتفت بتفكير:طيب هفكر واقولك
عمر بابتسامة:ماشى هستنى...قوليلى جاهزة لمسابقة الاسبوع الجاى؟
جيسى بثقة:انا دايماً جاهزة
عمر بترقب:هنشوف
************
أحمد بابتسامة باردة:قوليلى ابنى عامل ايه!...اكيد مبسوط عشان موجود مع باباه
نهله بسخرية:ايوة طبعاً مبسوط اوى...بس مامته مش مبسوطة خالص
أحمد :ازاى مش مبسوطة؟..دا انا حتى جوزك...وحبيبك
قالها وهو يتطلع اليها بابتسامته الساخرة ل تزفر هاتفة بضيق واضح: أحمد بطل طريقتك دى عشان بتضايقنى
أحمد باستنكار:بتضايقك!..بتتشايقى من الحقيقة؟..مش انا جوزك وحبيبك ولا،كنتى مبسوطة مع مجدي!
اشارت له محذرة وهى تهتف بحدة:متجيبش سيرة مجدي على لسانك انت فاهم!
رفع حاجبه متعجباً بغضب كى يجيب:كمان بقيتى تدافعى عنه!..واضح انه كبر اوى فى نظرك...وفى قلبك
نهله بجدية:ايوة كبر فى نظرى اوى...وتعرف كمان!...انا ندمانة انى سيبته واختارتك انت
أحمد بانفعال:انتى اختارتينى عشان بتحبينى..ولحد دلوقتى لسة بتحبينى يانهله
اجابته مبتسمة باستهزاء:لا انت فاهم غلط...انا كرهتك من ساعة ماعرفت حقيقتك...كرهتك ومستحيل احبك تانى
أحمد بسخرية:كرهتينى!..فعلاً؟
نهله بغضب:ايوة كرهتك...وكرهت نفسى عشان كنت غبية واتخدعت فيك
قالتها وسرعان مانظرت له باستياء ل تتابع بجدية حازمة:وصدقنى لو جاتلى الفرصة مرة تانية،هختاره هو
استطاعت اثارة غضبه دون قصد ف وجدته يقترب باندفاع ل يمسك يدها بقوة هاتفاً: نهله....
دخلت والدته فى نفس اللحظة ل تقاطعه وهى تحدق بهم هاتفة بتساؤل:فيه ايه مالكوا!،صوتكوا عالى كدة ليه؟
ترك يدها بهدوء تام ل يقترب ويحاوط كتفيها بذراعه ثم يجيب بابتسامة مصطنعة:مفيش حاجة ياماما..انا بس كنت بقولها تاخد بالها من نفسها،وهى مش راضية وبتعاند معايا
حدقت به بغضب وهى تحاول الا تظهر ردة فعلها ل تتابع والدته بابتسامة:لا لازم تسمعى الكلام وتاخدى بالك من نفسك كويس...انا جايبالك لبن تشربيه عشان مفيد ليكى
اعترضت هاتفة باندفاع:لا ياطنط مستحيل...انا مبحبش اللبن خالص
الأم بإصرار:لا هتشربيه عشان صحتك تبقى كويسة...يلا اشربى
نهله بخفوت:بس ياطنط...
الأم بجدية:مفيش بس...انا خلاص قولت هتشربيه،يلا اشربى
نظر لها بابتسامته المستفزة وهو يهمس:اشربيه ياحبيبتى...دا مفيد ل ابننا
تطلعت اليه باستياء منزعج حتى رفعت يدها كى تمسك الكوب باستسلام ل تكاد ترتشف منه ولكن سرعان ماتشعر بالغثيان ف توقعه من يدها بينما يحدق بها هو هاتفاً: نهله مالك؟
اسرعت الى الحمام ل تأخذ تتقيأ ف تهتف والدته باندفاع: أحمد ادخل شوفها
أحمد بلهفة:حاضر
اسرع خلفها ل يتقدم منها كى يجدها تمسح وجهها ملتقطة انفاسها بصعوبة ف ينظر لها قائلاً بقلق:انتى كويسة!
اجابته بتعب وهى تومأ برأسها:اه انا...انا كويسة
أحمد باستنكار:لا مش باين عليكى كدة
نهله بخفوت:دا عادى ياأحمد متقلقش
أحمد بجدية:مقلقش ازاى؟...تعالى ارتاحى
قالها ثم اقترب منها واسندها ل يتقدم بها من الخارج حتى تتطلع اليها والدته كى تهتف بقلق:انتى كويسة يانهله!
نهله بهدوء:اه كويسة
الأم بعفوية:طيب انتى لازم ترتاحى دلوقتى...خلى بالك منها يا أحمد
أحمد مجيباً:حاضر
خرجت ل تتركهم وسرعان ماتطلع اليها وهو يهمس بعتاب:ينفع كدة!
نهله بتعجب:هو ايه اللى ينفع يا أحمد!...دا طبيعى
أحمد مازحاً:لا انا قصدى على الكوباية اللى كسرتيها...هنجيب غيرها منين دلوقتى؟
ابتسمت رغماً عنها حتى اجابته بسخرية:هبقى اجيبلكوا غيرها متقلقش
ضحك بخفوت ل يقترب ويلمس وجنتها هامساً بشوق:ضحكتك وحشتنى اوى يا نهله
توترت قليلاً وابتعدت عنه ف تنهد بتفهم حتى قال بعفوية:لازم تخلى بالك من نفسك وترتاحى
نهله بخفوت:حاضر..بس انا مش عايزة انام دلوقتى
أحمد بجدية:لا هتنامى عشان لازم ترتاحى
نهله بضيق: أحمد قولتلك مش عايزة انام،هو بالعافية!..وبعدين احنا بالنهار
أحمد بعناد:ايوة بالعافية ولازم تنامى...اسمعى الكلام بقى عشان مجبركيش تنامى بطريقتى
نهله باستخفاف:وايه طريقتك دى بقى!
نظر لها مجيباً بمكر:تحبى تشوفيها؟
قالها وسرعان ما اقترب منها بشدة ف ابعدته عنها باضطراب ل تهتف بغضب:ابعد عنى...خلاص انا هنام
أحمد متنهداً:ماشى يلا نامى حالاً
اغمضت عينيها بانزعاج وبعد دقائق قليلة نهض كى يدثرها بحذر ثم يقول بهدوء:تصبحى على خير
لم تجبه ف عقد حاجبيه بتعجب حتى ادرك انها قد نامت ل يضحك هاتفاً باستنكار:بتنام فى اقل من ثانية وتقولى مش عايزة انام...مجنونة
قالها ل يتطلع اليها بابتسامة متنهداً وسرعان مايشرد قليلاً حتى ينحنى كى يميل ويقبل جبينها بحنان ثم يتحرك متجهاً الى الخارج ل يتركها نائمة وهو يزفر بانزعاج
*************
كان جالسًا في مكتبه وأتاه مكالمة هاتفيه فأخذ هاتفه للتو ورد قائلًا :الو
الأم مجيبة: الو يا انس اخبارك ايه؟
أنس مبتسمًا: ازي حضرتك يا طنط
الأم: الحمد لله....كنت عايزه اكلم معاك ضروري
أنس متعجبًا: خير يا طنط في حاجه؟
الأم بتردد: لا بس....يعني كنت عايزه اكلم معاك ف موضوع حسام دا ضروري
أنس بتفهم: اه اه ...انا كنت جلي لحضرتك دلوقتي اصلا وشهد كمان لسه قافله معايا وقالتلي انها هلاص هتدخل لحضرتك
الأم بتفاجؤ: ايه!!!...بتقول شهد جايالي؟...انا مش في البيت و..مفيش حد في البيت غير حسام
أنس بخوف: حسام!!!..طيب حضرتك فين دلوقتي
الأم مجيبه: انا تحت شركتك خلاص
أنس: طيب انا نازل لحضرتك حالًا
ترك أنس مكتبه واتجهه للأسفل متجهه الي ام شهد وهو يحاول الاتصال بشهد ولكنها لم تجيب علي الهاتف فأخذ انس السياره وركبت معه ام شهد متجهين الي المنزل وعندما وصلا للتو دخلا مسرعين متفقدين المنزل ولكنهم تفاجئوا بشهد يداها مربوطتان ويحاول حسام خطفها ومعه ثلاثة رجال وعندما لاحظ مجيئهم وجه المسدس إليهما وربط ايديهم ايضًا وجعلهم محاصرون بشدة ثم يقول بسخرية وانتصار: 19 سنه!! 19سنه وانا مستني اللحظة دي... مستني اللحظة اللي هنتقم فيها واخد حقي... مستني اللحظة دي من زمان اوي... مفكريني واحد كويس وهبقي سندكم... وانا جاي اصلا عشان... عشان اقتلكم....
بينما كان يتحدث كثيرًا عما فعله فيما مضي وتتعالي ضحكاته المليئة بالسخرية والانتصار تفاجئ بدخول هاجر وهي مصدومه بما تراه لتسأله قائلة: بابا... بابا في ايه؟... وليه عامل في ماما وشهد وانس كده... بابا رد عليا
ليجيبها بتردد: مفيش حاجه... يلا بينا احنا هنمشي... هنسافر بعيد
هاجر بعدم فهم: نسافر اي في ايه يا بابا عامل في ماما كده ليه!!
الأب مجيبًا: انسي ان ليكي ام واخت من الاساس.... انتي بنتي انا.... يلا بينا
قالها ثم شاور لرجاله حتي يقتلونهم وكانت شهد والأم ينظران الي هاجر باستعطاف شديد وهاجر تحاول ان تقاوم ابيها وبينما كان علي وشك ان ينزل ببنته لوقفه عمر ومعه الشرطه فذهبت هاجر راكضه الي جانب اخيها وهي تقول لابيها: انا سمعت كل اللي انت قولته... وسمعتك وانت بتقول انك انت اللي قتلت ابو شهد... وسمعتك وانت بتقول ان انت اللي خطفت شهد... انا سمعت كل حاجه وعرفت حقيقتك القذره.... انا بكرهك
وقاطعها عمر قائلاً: واتصلت بيا عشان ابلغ البوليس واجيبه واجي... وهو دا اللي انت تستحقه فعلًا
نظر لها الاب بصدمة ثم أخذته الشرطه هو ورجاله الي القسم ليتم سجنهم، ثم ذهبت هي وعمر الي داخل المنزل ثانية لينزعوا اللاصق من فم شهد وامهم وأنس وفك رباط ايديهم
وعانقتهم هاجر بشدة قائلة بحزن: انا اسفه ....انا مش عارفه اودي وشي منكوا فين.... انا اسفه
عانقتها شهد وهي تمسح علي راسها قائلة: كنت خايفه اوي... كنت خايفه تمشي وتسيبيني
هاجر مجيبة: ازاي عايزاني اسيبك وامشي بس وانتي حته مني
قالتها ثم اخذتها امها لتعانقها وتدفن هاجر راسها في صدر امها وتتماسك بها بقوه،، ويحاول أنس أن يحاوط خوف شهد ويعانقها لتهدأ وتتناسي كل شئ، ثم يصعد عمر ويطمئن علي اختاه وامه ويهدأ الجميع محاولين تناسي وتجاهل كل شيء
**************
مرت عدة ايام والامور كما هى بين الجميع
وذات يوم كانا جالسين سوياً كى يشاهدا التلفاز حتى تنظر له بتردد قبل ان تهتف بعفوية:أنس انا..كنت عايزة اكلمك فى موضوع مهم
التفت كى ينظر لها حتى يجيب باهتمام:خير قولى!
شهد بخفوت:هو ليه علاقة بشغلى يعنى...كان جايلى فرصة سفر ل امريكا الشهر الجاى ،بس انا قولتلهم هفكر
أنس بتعجب:امريكا!...ازاى يعنى هتسافرى مش فاهم؟
شهد موضحة:انا مش هسافر لوحدى،انت هتيجى معايا...دى فرصة كويسة اوى أنس ومش بتتكرر كتير
أنس باعتراض:لا...انا مش هينفع اسافر
شهد باستنكار:ليه؟
أنس بجدية:عشان انا كل شغلى هنا ومش هقدر اسيبه واسافر..وبعدين مش هينفع نكمل حياتنا فى بلد تانية منعرفش فيها حد
شهد بإصرار:بس ياأنس دى فرصة كويسة اوى وانا...
قاطعها أنس : شهد قولتلك لا...ومش بسبب شغلى وبس...احنا مش هينفع نسافر عشان انا متأكد انك عايزة تسافرى عشان تهربى مش اكتر،مش عشان شغلك زى مابتقولى
شهد باضطراب:اهرب!..لا طبعاً ايه اللى انت بتقوله دا؟
أنس بثقة:دى الحقيقة يا شهد....انتى عايزة تسافرى عشان تتأكدى ان مروان مش هيقدر يوصلنا...انتى مش واثقة انى اقدر احميكى منه مش كدة؟
تنهدت بحزن مجيبة:الموضوع مش كدة بس...انا عايزة ابعد عن كل دا،ارجوك وافق يا أنس
أنس بعناد:لا مش هوافق يا شهد...عشان الهروب مش حل،احنا لازم نواجه مشاكلنا مش نهرب منها، وزي م قدرنا علي حسام هنقدر علي مروان...احنا مش هنسافر ودا كلام نهائى
شهد برجاء:بس...
قاطعها هاتفاً بحزم:مفيش بس...انا قولت اللى عندى خلاص،ياريت تشيلى الموضوع دا من دماغك
قالها ثم نهض متجهاً الى الغرفة وقبل ان يدخل التفت لها متابعاً:واعملى حسابك اننا خارجين نسهر برة النهاردة
شهد باقتضاب:مش هخرج
أنس بجدية:لا هتخرجى...ودا امر منى
قالها ثم ذهب من امامها ل تغمض عينيها زافرة بضيق وهى تضرب بيدها على الطاولة باقتضاب
***********
كان فى الخارج ف رن هاتفه ل يجد جيسى تتصل به حتى يجيب متنهداً:ايوة ياجيسى
اتاه صوتها المضطرب وهى تهتف بخوف: أحمد بابا تعبان وفى المستشفى...تعالى بسرعة
عقد حاجبيه بدهشة وسرعان ماهتف باندفاع قلق:ايه!...قوليلى مستشفى ايه؟
اخبرته ب اسم المستشفى ف ذهب مسرعاً ل يجدها تقف بصحبة والدته و نهله بالخارج حتى يتقدم منهم هاتفاً بجدية:فيه ايه...ايه اللى حصل؟
اجابته والدته بخفوت قلق:اتصلوا من الشركة وقالول انه تعب فجأة، ف نقلوه المستشفى
حدق بها بصمت مضطرب قبل ان ينقل بصره الى تلك الغرفة حيث يوجد والده...ظلوا ينتظرون كثيراً الى ان خرج الطبيب ف تقدم منه هاتفاً بقلق:طمنى يادكتور،بابا كويس!
تنهد طويلاً حتى نظر له مجيباً بأسف:للاسف مقدرناش نعمل حاجة...شد حيلك
************
فى المساء،كانت تقف امام المرآة تعدل من هيئتها بضيق ل يأتى هو حتى ينظر لها بحب هاتفاً:ايه القمر دا!
شهد باقتضاب:يلا
تطلع اليها قبل ان يهتف باستفزاز:سوستة الفستان مفتوحة
حدقت به بتعجب وسرعان ماادركت ان سحاب فستانها مفتوح بالفعل ف حاولت اغلاقه ولكن دون جدوى ل تزفر بضيق حتى يتقدم منها هاتفاً:لو ملقيتيش حد تعاندى معاه بتعاندى مع نفسك
شهد بانزعاج:اقفلها وخلص
أنس باستنكار:شغال عند حضرتك انا!
ابتسمت رغماً عنها بينما نظر لها هو فى المرآة بابتسامة حتى هتفت بتساؤل:ها خلصت!
لم يجب بل اقترب منها كى يميل ويقبل كتفها هامساً: شهد!
هزت رأسها بترقب ل يتابع وهو يتحسس تلك السلسلة الموضوعة حول عنقها:لما كنا فى لندن،دى اكتر حاجة اثبتتلى انك لسة بتحبينى...لانك قولتيلى ان...
قاطعته بخفوت:طول ماانت فى قلبى،هفضل لابساها
ابتسم محدقاً بها حتى تنهدت ف هتف بعفوية:خلاص بقى متزعليش...صدقينى دا الاحسن،وبعدين مش هنخرج وانتى مكشرة كدة....يلا اضحكى
شهد بتذمر:لا مش هضحك
أنس باستنكار:بقى كدة!...طب عارفة لو مضحكتيش دلوقتى هعمل ايه؟
شهد باستخفاف:هتعمل ايه؟
أنس ضاحكاً:هحضنك قدام الناس دى كلها
نظرت له بابتسامة وسرعان ما ضحكت رغماً عنها ف اقترب كى يقبل جبينها بحنان هامساً:ربنا ميحرمنيش من ضحكتك دى
ابتسمت شهد:ولا يحرمنى منك...يلا بقى!
أمسك يدها مجيباً بابتسامة:يلا
************
تسارعت انفاسها بمجرد ان دخلا المنزل ل تلقى حقيبتها الصغيرة بإهمال حتى تجلس واضعة وجهها بين كفيها المرتجفان باضطراب بينما يتقدم هو منها كى يهتف محاولاً تهدئتها: شهد اهدى عشان خاطرى...
قاطعته هاتفة باندفاع قلق:اهدى!...عايزنى اهدى ازاى؟..بقولك شوفته..شوفته يا أنس
أنس بخفوت:ياحبيبتى يمكن مش هو،او انتى بيتهيألك
نهضت محدقة به كى تجيب بانفعال: أنس انا مش مجنونة...انا شوفته،كان...كان بيبصلى كأنه بيحذرنى...هو رجع عشان ينتقم منى،انا عارفة...مروان رجع...هو موجود هنا
أنس بجدية:طب ولو رجع فعلاً،ازاى قدر يعرف مكاننا ويوصلنا؟...وعرف منين اننا اتجوزنا؟
شهد بخوف:معرفش...انا مبقيتش عارفة حاجة..بس انا متأكدة انى شوفته..أنس ارجوك خلينا نسافر ونبعد عن كل دا،ارجوك...
قالتها وسرعان مااخذت تبكى بقلق وهى ترتجف حتى ينظر لها بأسى ل يقترب منها كى يضمها الى صدره ثم يمسح على شعرها هامساً:عشان خاطرى اهدى...صدقينى مش هيحصل حاجة...انا معاكى
تمسكت به ل تهتف بخوف باكى: أنس ارجوك ابعدنى عنه...انا مش هقدر استحمل ان اللى حصل يتكرر تانى...عشان خاطرى احمينى منه...انا..انا تعبت
قبل رأسها متنهداً حتى هتف باقتضاب:وحياتك عندى ماهخليه حتى يفكر انه يقرب منك...متخافيش
ظلت تبكى كثيراً بينما هو يحاول تهدئتها الى ان نامت وهى متمسكة به ف حملها برفق ل يتقدم بها من الغرفة حتى يضعها على الفراش بحذر...مسح على شعرها بحزن قبل ان ينهض ل يدثرها جيداً حتى يقترب ويتمدد بجانبها مسنداً رأسه الى الخلف كى يأخذ فى التحديق امامه بأسف غاضب
************
,تعالت صرخاتها بينما هو يقترب منها ناظراً لها بغضب حتى وجدته يدفعها امامه ل يقترب باندفاع كى يسلبها ماهو ليس بحقه اطلاقاً,
استيقظت شاهقة بفزع ل تنهض محاولة التقاط انفاسها بصعوبة كأنها تختنق حتى ينهض هو كى يهتف ناظراً لها بقلق: شهد انتى كويسة!
اجابته بأنفاس متقطعة:ااا شوفت...شوفت كابوس...
قاطعها مجيباً بخفوت:طيب اهدى...خدى اشربى
قالها حتى اخذ يسقيها بعض الماء بحذر ل تنتهى ف ينظر لها هامساً بحزن:اهدى ياحبيبتى...دا كابوس مش اكتر
شهد بجدية:لا دا مش كابوس وبس يا أنس ...دى حقيقة...انا حلمت بيه وهو بيحاول يقرب منى وكان....كان عايز...
قالتها ولم تكمل ف اغمضت عينيها بصعوبة بينما تنهد هو بأسف قبل ان يضغط على يدها محاولاً ان يطمئنها وهو يقول: شهد...انا بس عايزك تثقى فيا،وبوعدك ان مفيش حاجة هتحصل
شهد بضعف:صدقنى انا مش خايفة على نفسى..انا خايفة عليك..كل شوية افكر لو اذاك،وانا...انا مش هقدر استحمل،مش هقدر اشوفك بتتأذى بسببى..انا خايفة لدرجة انى احياناً بتمنى انى مكنتش قولتلك الحقيقة وكنت رجعتله..مهما كان هيعمل فيا بس على الاقل كنت هبقى مطمنة انك كويس ومش هيحصلك حاجة
أنس بجدية:لو مكنتيش قولتيلى ورجعنا لبعض كان زمانى مت عشان انتى بعيد عنى
ضربته فى كتفه هاتفة بحدة:بس متقولش كدة
ابتسم بخفوت مجيباً:طيب مش هقول،بس انتى كمان لازم تهدى وتبطلى الخوف دا...عشان انتى عارفة انى مبقدرش اشوفك كدة،وممكن اعمل اى حاجة عشان اخرجك من اللى انتى فيه
شهد بتساؤل:اى حاجة زى ايه؟
أنس بمراوغة:اى حاجة زى....
قالها وهو يقترب منها ف دفعته وهى تضحك هاتفة:بس بقى يا أنس
ابتسم أنس :ايوة كدة اضحكى..عارفة لو فضلتى زعلانة كدة تانى هعمل ايه؟...هخاصمك ومش هكلمك خالص،وممكن كمان اروح ل امنيه
شهد باندفاع:امنيه!...لا خلاص انا مبسوطة اهو ومفيش حاجة
ضحك حتى اقترب ل يقبل وجنتها هامساً:مجنونة
شهد بتذمر:مجنونة عشان بغير عليك!
أنس متنهداً:لا،مجنونة عشان مش عارفة مكانك فى قلبى...انا مستحيل حتى افكر فى واحدة غيرك،وقولتلك قبل كدة..قلبى مش هيقبل غير بيكى
شهد بشك:بس عينيك ممكن تقبل!
تطلع اليها ل ثوانٍ حتى اجاب بحب:مستحيل...هى عمرها ماهتحب تشوف غيرك،انتى مكفيانى يا شهد...ومكفية كل حاجة جوايا،تفتكرى ممكن افكر فى غيرك!
حدقت به حتى اومأت برأسها نفياً بعدما ابتسمت ببراءة بينما اقترب هو ل يمسح على وجنتها برفق قبل ان يبعد خصلاتها بهدوء ثم يكاد يميل كى يقبلها الا ان يرن هاتفها ل يقاطعهم ف يبتعد هاتفاً بضيق:مين المستفز اللى بيتصل دلوقتى؟
ضحكت بعفوية وهى تنحنى كى تلتقطه مجيبة:بس يا أنس دى هاجر
أنس بانزعاج:وايه اللى يخليها تتصل دلوقتى!
شهد بابتسامة:حبيبى الساعة٧...سيبنى ارد بقى
تنهد أنس: ماشى ردى
اجابت متنهدة ل تهتف بعفوية:ايوة يا هاجر ازيك!...ايه!
لاحظ تغير تعبيراتها فجأة ف عقد حاجبيه بشك بينما تابعت هى بخفوت:طيب انا هجيلك حالاً...سلام
أنس بتساؤل:فيه ايه؟
تطلعت اليه بحزن قبل ان تجيب بأسف:والد أحمد مات
************
نهله بأسى:ارجوكى ياطنط اهدى
لم تستمع لها والدته بل ازداد بكائها ف تنهدت بيأس قبل ان تتقدم من جيسى الواقفة بعيداً بشرود حزين حتى تنظر لها هامسة:انتى كويسة!
اومأت برأسها ل تجيب بصوت مبحوح:متقلقيش عليا...المهم دلوقتى لازم نعرف أحمد راح فين
نهله بحزن:انا حاسة انى تايهة...أحمد مشى اول ماعرف ومش عارفين فين،ومامتك مش راضية تبطل عياط وخايفة تتعب...دا غير الناس اللى هتيجى كمان شوية تعزى وأحمد مش موجود
تنهدت بأسى مجيبة:اول مرة احس ان بابا كان شايل عننا كتير اوى كدة
قاطعهم مجيئه فجأةً ف التفتا ل يحدقا به بتعجب حتى يجداه يتقدم من والدته ثم ينحنى امامها كى يهمس بهدوء:ماما الناس بدأت تيجى...لازم ننزل
نظرت له بأسف حتى تنهدت بصعوبة وهى تمسح دموعها ل تنهض ثم تتحرك ذاهبة معه...وقبل ان يذهب وجه حديثه ل شقيقته قائلاً:يلا ياجيسى
اومأت برأسها بشك متعجبة بينما تطلع هو الى نهله التى تقف بجانبها بنظرة غير مفهومة قبل ان يتحرك ذاهباً بصحبة والدته
نزلو الى الاسفل جميعهم وبعد قليل من الوقت جاءت شهد وهاجر ف ذهبت اليهما نهله وعانقتهم بألم بينما هتفت الاخرى بحزن:شدى حيلك ياحبيبتى...البقاء لله
تنهدت بأسى حتى ذهبا ل يجلسا سوياً ف تهتف هاجر بهدوء:انتى كويسة!
هاجر بخفوت:تقريباً
امسكت يدها كى تضغط عليها برفق قائلة:لازم تبقى اقوى من كدة...اكيد الكل هنا محتاجك،واولهم أحمد
اجابتها ب حيرة آسفة:انا خايفة عليه اوى يا هاجر ..اول ماسمع الخبر اتصدم ومقالش اى حاجة،وفجأة مشى وسابنا...لسة راجع دلوقتى
شهد بجدية: نهله...أحمد محتاجك اوى،لازم تبقى جنبه
نهله باستنكار حزين:حتى بعد اللى عمله فيا!
شهد بخفوت:انا عارفة انك لسة بتحبيه رغم كل اللى عمله...وعشان كدة لازم تبقى جنبه الفترة دى،هو محتاجك..حتى لو هتيجى على نفسك شوية،بس حاولى
تنهدت مجيبة بعبوس:هحاول ياشهد...هحاول
*************
انتهى العزاء وقد انتهى معه ماانتهى
تحرك متقدماً من الغرفة بخطوات ضائعة ل يجدها تقف ناظرة له بقلق..لم يبدى اى ردة فعل بل اقترب كى يجلس على طرف الفراش ل يضيع فى شروده وافكاره التائهة
تقدمت منه بتردد كى تجلس بجانبه حتى تنظر له قائلة بخفوت: أحمد...انت كويس!
لم يتفوه بشئ ف ازداد قلقها ل تتابع بجدية: أحمد...مبتردش ليه؟
تطلع اليها بصمت الى ان تنهد مجيباً بنبرة لم تعتادها منه من قبل:اه انا كويس
نظرت له بحزن ل تهتف نافية:لا..انا عارفة انك مش كويس،انت مخنوق وشايل جواك اوى...بس عشان خاطرى متعملش فى نفسك كدة..دا غلط عليك
عاد ل صمته مجدداً حتى تفاجأت بدموعه التى اخذت تتساقط بصمت،وكانت هذه المرة الاولى التى تراه يبكى
اسرعت كى تقترب منه هاتفة بأسى: أحمد...
لم تمر ثوانٍ وكان قد بدأ فى البكاء بالفعل ل ترفع يدها كى تحتضن كفه هامسة برجاء: أحمد اهدى...عشان خاطرى اهدى
هز رأسه نافياً وهو يجيبها بصعوبة:مش قادر يا نهله،مش قادر حتى استوعب انه خلاص مات...اول مرة احس انى عاجز،حاسس انى لوحدى...انا اه مكنتش قريب منه ويمكن مكناش بنتكلم كتير بس انا..انا كنت بحبه اوى...وعمرى ماقدرت اقوله كدة...ودلوقتى مات،مات ومش هيرجع تانى
نهله بألم:دا قدر،واحنا منقدرش نعمل حاجة...هو فى مكان احسن دلوقتى...انت المفروض متزعلش..بالعكس يا أحمد ،الدنيا دى مش حلوة اوى لدرجة اننا نزعل لما نسيبها
نظر لها بحزن مجيباً:بس هو سابنى خلاص...سابنا كلنا
نهله بخفوت:لا..هو هيفضل معاك وفى قلبك دايماً...عشان خاطرى اهدى بقى..انا مش قادرة اشوفك كدة
حدق بها باستنكار ل يهمس بضعف:ايه!...قولتى ايه؟
اجابته متطلعة اليه بعيون دامعة:مش قادرة اشوفك كدة يا أحمد...عشان خاطرى اهدى
اخفض عيناه متنهداً بألم حتى شعرت بقلبه الذى يعلو ويهبط ف اقتربت ل تضمه باحتواء حتى يتشبت بها بقوة بينما تهتف هى محاولة تهدئته:خلاص بس...انا معاك
شدد من احتضانها وهو يهتف ببكاء:متسيبينيش
تنهدت بحزن ولم تعرف ماذا تقول ف مسحت على شعره هامسة بهدوء:طيب اهدى...بطل عياط
أحمد بانهيار:متسيبينيش يانهله...ارجوكى
اغمضت عيناها بتماسك وسرعان مابدأت فى البكاء هى الاخرى ل تجيبه بألم مستسلمة:مش هسيبك...بس اهدى عشانى
أحمد بصوت مبحوح:خليكى معايا
قالها وسرعان مااغمض عيناه ل يدفن رأسه بين ذراعيها بضعف حتى تظل تمسح على شعره وتربت عليه برفق الى ان تشعر به قد استكان تدريجياً ف ادركت انه غفا ونام بعد ذلك البكاء المرير...انحنت بتردد كى تقترب وتقبل رأسه بأسف متنهدة وبعد ثوانٍ تدخل جيسى الغرفة ل تكاد تتحدث الا ان تشير لها نهله بالصمت كى لاتوقظه
اومأت برأسها متنهدة حتى اشارت لها بصوت خافت:عايزاكى
اومأت برأسها مجيبة ثم نهضت بهدوء بعدما وضعت رأسه على الوسادة بحذر ل تقترب وتدثره جيداً حتى تتحرك متقدمة منها كى تهتف بقلق:خير فيه حاجة!
جيسى بحزن:ماما مش راضية تاكل ولا تاخد الدوا،مش عارفة اعمل معاها ايه
تنهدت بأسف مجيبة:طيب انا هروح احاول معاها
جيسى بشك:ماشى بس...هو أحمد كويس!
نهله بأسى: أحمد تعبان اوى ياجيسى...فضل يشيل جواه ويحاول يبقى قوى،بس اللى حصل دا صعب عليه اوى
جيسى بعيون دامعة:هو صعب علينا كلنا مش عليه لوحده...بس انتى بجد كويسة اوى يا نهله،بعد كل اللى حصل لسة واقفة جنبه وبتحاولى تساعديه!
نهله بجدية:دا واجبى...مهما كان اللى عمله أحمد بس انا مش زيه...انا مستحيل انسى اللى عمله فيا،ورغم كدة انا لازم افضل جنبه...على الاقل لحد مايخرج من الحالة دى وبعدين...ابقى اشوف نهاية للموضوع دا
جيسى بخفوت: أحمد بيحبك
حدقت بها باستنكار وسرعان ماابتسمت باستخفاف هاتفة:تعالى نشوف مامتك
اومأت برأسها موافقة باستسلام ل يتحركا معاً متجهين الى غرفة والدتها
************
امنيه بهدوء:قولى ايه اخبارك دلوقتى!
تنهد أنس :مفيش جديد..كل حاجة زى ماهى
امنيه باستنكار:طيب ليه محاولتش تقولها؟
أنس بخفوت:صدقينى حاولت كتير،بس مش قادر...خايف اوى من ردة فعلها
امنيه بجدية:وهتفضل خايف لحد امتى؟...هى مسيرها هتعرف اذا كان دلوقتى ولا بعدين..دا غير انها كل ماتبتدى العلاج بدرى هيكون احسن
أنس بحزن:لو عرفت لوحدها هيبقى اهون عليا من انى اقولها..انا مش هقدر اقولها،مش هقدر اشوفها منهارة قدامى وانا مش قادر اعمل حاجة
امنيه بخفوت:بس انت معاها وهتقويها...وبعدين الموضوع دا منتشر اوى،وفى اغلب الاحيان العلاج بيجيب نتيجة وبتخف
نظر لها حتى اجاب ب حيرة:مش عارف يا امنيه...مش عارف
************
تنهدت صhديقتها التي تجلس معها في المستشفي وهى تخلع نظارتها الطبية حتى تتطلع الى ذلك الجالس امامها ينظر لها بترقب قلق الى ان تصدمه وهى تهتف بأسف:استاذ اسر انا مش عارفة اقولك ايه،بس...للاسف حالتك معقدة جداً و..مفيش قدامك وقت كتير انك تعيش
..............................يتبع

قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن