في عصر السلطان سليم خان عصر تميز بالازدهار والعدالة و القوة وكثرة الفتوحات الاسلامية التي جعلت من القارات الثلاث تنحني الى سلطان الدولة العثمانية، إلا أن هذا السلطان كان قاسي القلب لا يعرف الرحمة، وكان يدير الدولة بقبضة من حديد مع انه كان عادلا يطبق القوانين الاسلامية بحذافيرها. هذا السلطان انجب أربعة أبناء أورهان، موسى،كوركود الذين لم يحبوه لشدته مع الجميع و قوته التي جعلت السبع أقاليم تحت سيطرته ما عدى ولده الاصغر جونغكوك خان يده اليمنى ومساعده الاول و نور عينيه الذي يعتمد عليه في جميع أعماله السياسية.
الأمير الصغير جونغكوك خان الذي أخذ دروسا من أساتذة الروم و كان عمره ستة سنوات فقط، يحب الجبال و النجوم و القمم العالية و تغوين الأرقام، بحث عن العلم في إسطانبول و عمره عشر سنوات، هو القارئ النهم الذي يسأل كثيرا و الذي لا يقنع بأي جواب، الذي يحفظ السر طوال العمر، تعلم صنع المجوهرات ليتعلم الصبر، الذي رأى النور في المعدن و الحجر ، أصبح يميز بسرعة بين اللمعة الحقيقية و المعة الزائفة من أول نظرة، الذي لا ينسى الشيء الذي تعلمه، الذي يبحث عن العدالة في كل خطوة يخطوها، الذي تعلم المبارزة بالسيف و الرماية في التاسعة من عمره حتى أصبح من أقوى و أشجع المقاتلين، دون ذكر وسامته التي جعلت من جواري والده الإنجذاب إليه بل حتى و خادمات القصر، كبيراتهن و صغيراتهن، و بنات و نساء شعبه و الممالك المجاورة، فوسامته جعلت الكل تحت تأثيرها لدرجة أنهن يتكلمن فقط عنه، أما جسده القوي بنيانه المزين بالعضلات القوية في جميع أنحاء جسمه الذي يجعلهن يرغبن فقط بلمسه، فهو يثيرهن فقط بمشاهدته له من وراء ملابسه، فمذا إن رأينه دون أن يستره شيء؟ .كل هذه الصفات جعلت منه الإبن المفضل لسلطان سليم خان و لكثرة الصفات المتشابهة بينهما، بالأضافة إلا أن هذه الصفات قد جعلته ولي عهد السلطان و السلطان المستقبلي لآل عثمان.
عنذ بلوغ الأمراء العثمانيين لسن المناسب يتم توكيلهم باستلام أحد السلاجق بهدف تعليمهم كيفية إدارة الولاية تمهيدا لهم لاستلام أحدهم العرش، و على رأس هذه السلاجق سلجق مانيسا الذي عرف بسلجق العرش و يعين عليه ولي عهد العرش العثماني و الذي تولى قيادته الأمير العثماني جونغكوك خان و هو في السن السادس عشر.
وفي أحد الأيام طلبه والده حضور من سلجقه مانيسا إلى العاصمة اسطانبول بغية الذهاب لتلبية دعوة ملك كوريا كيم لي شان بحكم الصداقة التي تجمع بينهما و توطيد العلاقات الدبلوماسية و السياسية بين الإمبراطوريتين.
وللملك الكوري كيم ثلاثة أبناء و بنت لكنه كان ينفر من ابنه الأصغر كيم تايهيونغ لشبهه الكبير الذي يحمله من أمه المتوفات التي عشقها والده، فقد كانت فائقة الجمال و فاتنة ملامحها و كل من يراه يحسبها ملاكا من السماء لنقاوة روحها و شدة حسن محياها لكنها توفيت أثناء ولادتها لمولودها الرابع و الأخير تايهيونغ بعد ولادتها لإبنته الكبرى و ابنيه الذكور للملك كيم و الذي أضحى يحمل ملامحها و نقاوة روحها و برائتها، حتى أنه قد فاقها جمالا، و فاق الجمال جمالا، كل من يراه يصدم و يصعق من درجة جماله. و هو لا يتصف بالجمال فقط و إنما أيضا في تفوقه بالعلم و حسن إستخدامه لسيف و القوس، و كلما ازداد عمرا إلا و تطورت مهارة في المبارزة و الدراسة و التعلم و الرماية. ليست مهارته التي تتطور وحدها فقط بل و حتى جماله و فتنته، إلا أنه يخبأ ملامحه منذ الرابعة من عمره بأمر من أبيه الملك،فلم يرى ملامحه أحد إلا أخته و شقيقته الكبيرة، فكلما رأى والده محيى إبنه إلى و تذكر عشيقته الراحلة و فتحت جروح قلبه و ازداد نفورا منه.عند وصول السلطان سليم و زوجته عائشة-حفصة أم أبنائه و الأمير جونغكوك ستحدث أمور لم تكن في الحسبان، أمور قد تغير مجرى الأحداث كلها، أمورا تتضمن خطيئة وقعوا فيها، خطيئة لا مخرج منها.
-فكيف سيتصرف الأمراء لحظة وقوع أعينهم على بعض؟
- و كيف سيواجهان الواقع؟
-و كيف سيتصرفان عند معرفة سر قد يقلب ما حولهما رأسا على عقب؟
-و ما هي نهايتهما؟
أنت تقرأ
السلطان المقدس Taekook
Fanfictionفي عصر الدولة العثمانية، سلطان ملك من الأراضي مشرقها و مغربها، بحارها وأنهارها، جعل القارات الثلاث تنحني له، و كلما نطق إسمه إلا و دب الرعب و الخوف في كيان أعدائه. معروف بعدله و حكمته و رزانته و قوته، إلا أنه وقع في خطيئة لا خروج منها منذ أن كان أ...