في الواقع حيث العالم المختلف عن خيالي، حيث استيعابي أن ما كنت اجريه في أعماق رأسي ليس سوى مجرد خيال، في ذلك الخيال كنت اقابل اشخاصي البعيدين، كان مكان التقائي بهم داخل رأسي، نتحدث ونستمتع، نبكي ونضحك، نعبر عما في قلوبنا دون قلق، ولكن سريعا ما يأتي الواقع ويمنعك من الاستمرار في ذلك الخيال، كنت أشعر أنني أرغب في فعل المستحيل لالتقي بهم، لم أرغب بتحقيق ما فكرت به، رغبت فقط في عناق؛ لاخفف عن قلبي عبء فقدانهم، كانت فكرة انهم ليسو بجانبي تشعل جمرةً بداخل قلبي، وكان عقلي دائماً يستغيث لعدم قدرته على التوقف بالتفكير بهم رغم تعبه، لم يقتصر الأمر على ذلك، ولكنني رغبت دائما في حدوث معجزة تغير أحداث كل شيء، معجزة تخلقهم بجانبي وتعيدني للحياة من جديد، معجزة تشعرني انني انتظر اليوم التالي بكل لهفة لروئيتهم. لشدة بكائي شعرت بالإرهاق مثل شخص كان يجري لأشهر دون توقف، لا أخفي عليكم انني كنت استيقظ ليلاً حتى أفرغ ما بقلبي من ألم، ولكن لم يجدي الأمر نفعاً، شعور رغبتي برؤيتهم مستمر، ونار قلبي لازالت مشتعلة، رغم ذلك الحياة لم تتوقف، رغم ذلك لم تخلقهم الايام أمامي، لم تخبرني الحياة أنها ستحضرهم لي مقابل أن أتوقف عن البكاء، لم تقل لي سأحضر ماءً لقلبك لتطفئ هذه النيران، بلحظةٍ ما ودون مقدمات شعرت ببرود تام في قلبي قبل عقلي، فهمت كم أن الحياة قاسية ولن تكترث لمشاعري، لم يكن فقدانهم سهلاً ولم يكن مرور الأيام سريعاً، بل كان اليوم دهراً والشهر عمراً، ولكن في نهاية المطاف كان من الواجب عليّ أن اتقبل الأمر الواقع، لم يكن عدم حديثي عنهم أو عدم بكائي دليلاً على نسيانهم، بل كان دليلاً على قوتي على التظاهر بأنني تعودت، رغم مرور العديد من السنوات لم يلتئم قلبي، ولكنني كنت دائما أخبر نفسي أنني استطيع وربما بعد انتظاري الطويل هذا تحدث معجزة، لازلت انتظر وسأبقى في انتظار لحظة اجتماعي بهم.
أنت تقرأ
WITHIN YOU TWO WORLDS " بداخلك عالمين "
Romantizmأنتَ جسدٌ واحد ولكن بداخِلُكَ شخصين، كيف؟!