ما زال في ذاكرتي

98 10 7
                                    

عندما كُنت جالس في الباص أنظر من خلال الزجاج الى حركة الناس في الشارع كُنت في حالة من الأنفصال عن المجتمع الخارجي سمعتُ صوتٌ ليس بغريب علي صوت فتى صغير كلماته ترن في أذني التفتُ أليه.أنه فتى في الخامسة من عمرهُ سبحان الخالق كم يشبه نبيل ابني .
يشبهُ في جمالهِ ولون شعره ونبرات صوته وعفويته ومشاكسته و طريقة كلامه مع أمهُ لكن له خال على خده ونبيل ليس له . كنت مستغرق بالنظر أليه اعدت نظري الى الشارع . عادت بي الذاكرة الى ذالك اليوم انه الخامس من اب كان الجو حاراً جدا حتى عندما خرجنا للتسوق في الليل كان الحر شديد و يكسو السماء لون قريب الى الاحمرار نتيجة هبوب رياح خفيفة محملة بالأتربة. ذهبت انا ونبيل وأمه الى السوق بينما كنا ننظر الى البضاعة و ألوان الملابس حيث كان السوق مزدحم جدا . نبيل ؟!! نبيل؟!! نبيل؟!!أين انت؟ . بدأنا بالصراخ أين انت يا نبيل!!اصرخ وامه تصرخ وتبكي بعد البحث لمدة تزيد على ساعتين لم نعثر عليه .خُطف نبيل ولا نعلم اين هو خطفوه وخطفوا معه قلبي وضحكتي وسعادتي و أنفاسي وروحي وكل ما لدي . أبلغنا الشرطة بالأمر . وعدنا الى البيت نجرُ معنا حسرات وندم وعويل ودموع ولا نعلم ماذا نفعل أو ماذا نقول .لم أنم في تلك الليلة ولم اغلق اجفاني . رن الهاتف عند الساعة الثالثة فجراً رقم مجهول . رفعت سماعة الهاتف جاء الصوت . _"أنت ابو نبيل "-"أي نعم اني. منو انت؟"_" أسمع ولك حضر خمس شدات لو نقتل ابنك باجر العصر اخابرك واجيبهن "اغلق الهاتف . 50 الف دولار كيف لي ان أجمع هذا المبلغ وانا موضف بسيط جدا حتى سيارة لا أملك .اتصلت زوجتي بأخيها الذي هاجر الى السويد منذ زمن نتيجة بطش النظام السابق . أخبرته بالأمر لم يتردد الرجل بتحويل المبلغ . في اول الصباح ذهبت واحضرت المبلغ وجلسنا ننتظر قدرنا بين الخوف والقلق والدموع وخفقان القلوب رن الهاتف عند الساعة الرابعة الا ربع عصراً . رفعت سماعة الهاتف ._" ها حضرت الفلوس ؟"-"اي نعم حضرته بس كولي خوما اذيتوا ابني ؟"_" ابنك بخير راح انطيك عنوان تروح عليه راح تلكه حاوية تخلي بيه الفلوس وتروح "-"بس شلون اتأكد ابني يمكم ؟"_"أفتح الباب راح تلكه قميص ابنك معلك على الباب ومن تجيب الفلوس ندزه الك . " أعطاني العنوان و اغلق الهاتف . ذهبت وفعلا وجدت القميص على الباب . اخذته وبكيت واغرق القميص بدموعي .ذهبت على الموعد ووضعت المال في المكان ورجعت الى البيت كانت الساعه السابعة مساءاً انتظرنا وانتظرنا حتى الساعه الواحدة ليلا رن الهاتف جاء الصوت "ابنك بلباب روح تلكا "قفزت من مقعدي الى الباب . وجدت نبيل اي نعم وجدت نبيل عاد الى حضني مرة اخرى ولكن .....عادة غارق بدمه مذبوح جسمه ازرق من التعذيب . اغمي عليه في لحظتها. "نازل نازل!" أعادني الصوت الى عالمي كنت قد وصلت الى مكان العمل نزلت و اكفكف دموعي بمنديل . مره على مقتله ما يقارب الخمس سنوات اعاد الي ذكراه هذا الفتى لم يعد ذكراه لانه لا يغيب عن ذاكرتي فهو قطعة من قلبي قد سقطت .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 21, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ما زال في ذاكرتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن