منتصف الليل

"اللقاء الخامس" الشيطان أبي

اليوم: ١٨/١/٢٠١٧ لم أنم منذ ليلة أمس ولكن تلك المرة ليست بسبب الكوابيس التي تطاردني دائمًا بل بسبب انشغال عقلي بما قرأته في اللقاء السابق كنت أظن دائمًا أن الرعب يأتي من الحديث عن الأرواح الشريرة والمجهولة التي تسيطر على أحدهم أو على مكان ما، أو عن وجه امرأة مليء بالدماء تظهر ليلًا لتختطف أحدهم وتقتله، ولكن الأكثر من هؤلاء هو رجل مثل الذي صمم لعبة "الحوت الأزرق" يدعى "فيليب بوديكين" لم أكن مهتمًّا بالأمر ولكن بعدما قرأت كان بداخلي فضول ناحية معرفة هذا الشخص

الذي يلعب بنفس البشرية وكأنها دمية في أيدي طفل صغير يلهو بها حتى يشعر بالملل ليلقيها بعيدًا أو في القمامة، لم ينكر "فيليب" كل ما فعله بل اعترف به بكل ثقة وفخر، فهو يرى أن ما قام بعمله كان خدمة للبشرية لأنه كان يخلصها من "النفايات البيولوجية" على تعبيره ووصفه لضحاياه، ولكن انقلب السحر على الساحر فإحدى المرات عندما وصلت فتاة إلى آخر مهام اللعبة وهي الانتحار لم تنفذ المهمة وقامت بالإبلاغ عن اللعبة وتم الوصول إليه، لنكتشف أن بداخله كمًّا هائلًا من الاضطرابات والعقد النفسية، خلقت كراهية وعداءً وشرًّا طال الكثير، فقد حرض مئة وثلاثين مراهقًا على الانتحار، النفس البشرية مخيفة أحيانًا تشعرنا بأننا يوجد بداخلنا شر أكثر من الذي يوجد بداخل

الشياطين، وتشعرنا أيضًا بكم الضعف الهائل الذي يكمن فيها، فخمسون يومًا كانوا كافيين لهدم حياة بعض الأشخاص والوصول بهم إلى نهاية مأساوية مثل الانتحار، ومن يعلم ربما يظهر من هو أكثر دهاءً وشرًّا من "فيليب" ليصنع خطة أخرى بعدد أيام أقل!، يبدو أن الأمر أخذ حيزًا كبيرًا من تفكيري، الآن دعني أذكرك يا عزيزي أننا وصلنا لليوم الخامس وأيضًا اللقاء الخامس والأخير، أشعر أنه أخيرًا ستكتمل الصورة أمامي وأستعد لاختيار القصة التي ستتحول إلى الفيلم المنتظر حسنًا لأعرفك كالعادة باسم صاحب اللقاء (مصطفى عادل) محامٍ، عنوان حكايته مثير فمن ذلك الذي يدعي أن اباه شيطان فالعنوان يحمل شيئًا من القسوة، ولكن لننتظر أعلم أن الفضول يتملك مني ومنك أنت أيضًا ولكن نحن رفاق منذ أن بدأنا تلك الرحلة فلننتظر يا صديقي... موعدنا في التاسعة

الساعة: التاسعة مساءً - أكيد استغربت العنوان لما قريته مش كده؟ سألني (مصطفى) بعد أن وصل إلى مكتبي في الموعد المحدد بيننا، ابتسمت ابتسامة خفيفة لأرد قائلًا: - مكدبش عليك أيوا بصراحة، بس ده كان سبب إنك تكون من ضمن الخمس لقاءات... - يمكن الاسم يبان في الأول غريب بس اتأكد إنك بعد ما تعرف اللي حصلي بسبب... نظر في الأرض قليلًا وكأنه تردد في قول الكلمة التالية ليتمالك نفسه ثم يستكمل حديثه بنبرة كئيبة: - بسبب أبويا... - للدرجادي مش بتقدر تقول كلمة أبويا حتى؟! - أكتر حد أذاني في حياتي وضرني أنا وأغلى إنسانة كانت في حياتي، أمي الله يرحمها... ابتسمت بسخرية: