لطالما أحببت أن تأتيني رسالة ورقية مكتوبة بخط اليد،
أشم رائحة حروفها ،
أدقق في تفاصيلها،
نوع الورق ، ولون الحبر
وكيفية طيها في الظرف!
أتذكر أخر رسالة كتبتها . كانت لصديقتي عندما كنّا في مرحلة الثانوية
كان لاوجود للهواتف الجوالة، وللأسف لم تحظى هي بقراءتها
لأن وبكل بساطة كانت والدتها متحفظة جداً ،
فقامت بقراءتها وتمزيقها ،
وبعد عدة سنين اكتشفت انها لم تتلقى الرسالة ابداً
ولم يكن لها علمٌ بها،
كنت دائما انا من يكتب الرسائل
لم أجرب قط شعور ان تكتب لي رسالة ما
تمنيت لو انا من يستلم الرسائل
لطالما تخيلت نفسي في سطور أحدهم
اتخيل شكل شاعي البريد
نظراتهُ وهو يشاهد لهفتي
كل شيء جاهز ، حتى صندوق البريد الذي اهترئ من الانتظار
غالبا ما يثيرني زمن اللامرئيات
زمن ماوراء الشبابيك
اتمنى حقاً لو انتي انتمي لتلك الحقبة من الزمن
ويهديني احدهم ابيات ل(نزار قباني) او (محمود درويش)
فأنا لاأقنع بأية ابيات شعرية عابرة
بل تلك العتيقة المليئة
تلك التي تشبه كل شيء قديم
كالأزقة الضيقة
ك شرفة منزلنا المطلة على الشارع
كشجرة الزيتون في حديقتنا
كسترة امي الصوفية المهترئة
انا لا أؤمن بحب عابرٍ ، بل اريد ذلك الحب الثائر
فأنا تستهويني المتاعب
وأرغب بما هو ثمين
سأعمل على اختيارك جيداً
فالمدن تعرف بسكانها يا سيدي❤️