الفصل الاول

52.9K 1.4K 90
                                    


مرت شهور حملها بآلامها...وفرحتها بتلك الروح التي تقتبس قطعة من روحها... التي تتكون داخلها..
جزء من روح جود.. ذلك الذي ساندها وكان درعها الحامي.. جود.. الذي تتمني ان يكون من داخل احشائها شبهه..

واليوم هو ميعاد ولادتها التي حدته طبيبتها..
الكل علي قدم وساق.. يعج قصرهم بمالك ورهف الحامل.. وابنتها حنين... واسر وديالا وذلك الصغير الجميل راجي... وبالتأكيد والدي  وجد..
وتلك الجنيتين جودي وحنين...

يجلس الجميع بالاسفل.. ينتظرون هبوط وجد وجود.. للذهاب للمشفى... بينما جودي وحنين.. يجلسان ارضا.. يستندون علي طاولة صغيرة.. وهم يلتهمون ذلك الايسكريم الذي جلبه مالك.. ويتناقشون في خطة جهنمية.. في خطة تستحوذ علي انتباههم ولم ينتبهوا للجمع الذي يقف خلفهم.. يستمع الي هذا الحديث المهم

-جودي: احنا رايحين دلوقتي.. هم بيقولوا هيجيبوا البيبي ده.. بس انا مش عايزاه

حنين وهي تأكل
-تفتكري هم ممكن يجيبوا البيبي بتاع ماما معاهم

ضربتها جودي علي يدها الحرة
-لا.. احنا لازم مانخليهمش يجيبوا اي بيببهات.. احنا مش عايزين

حنين بقلة حيلة طفولية
-طب هنعمل ايه.. هم خلاص رايحين يجيبوه

همست لها جودي.. وهي تقترب منها
-انا هقولك... مش لما مش بنبقي عايزين نروح الحضانة بنعمل نفسنا عيانين.. نعمل كده.. وهم مش هيروحوا.. والبيبي يضيع...
قالت اخر حديثها بانتصار وفرحة لاعب حصل علي الميدالية الذهبية

رفعت حنين اصبعها تلتهم ماعليه من ايسكريم.. تصحح لها
-يا ذكية.. ماهم راحين عند الحقن.. هياخدونا يدونا حقنة..

اتسعت عيني جودي
-صح.. ممكن يعملوا كده.. طب نستني يجيبوه.. وبعدين نحطه في الشنطة.. ونديه للاطفال الي في الشارع.. بابي بياخد لبسي القديم ويخليني اديهلهم.. تلعب بيه هي.. وكده بابي ومامي يلعبوا بيا انا بس

حنين وهي تضرب كفها بكف جودي
-فكرة حلوة.. انا موافقة

كل هذا يحدث تحت ضحكات اسر وديالا التي تحمل راجي... ومالك الذي يتمسك تلك الشعنونة رهف الحامل.. ورهف بأعين متسعة.. تريد الانقضاض علي من يدعون بأنهم اطفال.. انهم عصابة..
اخيرا افلتت نفسها من مالك..
وهتفت فيهم بحده متعجبة
-موافقة علي ايه منك ليها

انتفضت الطفلتان.. وسريعا كانوا خلف الاريكة... وامسكها مالك مرة أخرى

هتفت بمالك ليتركها
-سيبني يا مالك.. سيبني.. دولا مش اطفال..

-صح احنا مش اطفال احنا كبار
كانت هذه تلك الجودي.. وهي تقف اعلي الاريكة.. وتضع يدها في خصرها

لم تستطع رهف الرد بسبب تمسك مالك بها بشده...

بينما اسر كان له رأي اخر
فانقض علي تلك الجنية.. الجميلة.. هي وحنين.. يداعبهم بشده...

الضحية الصغيرة .. بقلم Doctoritaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن