عمري بالعشرين
و قلبي بالستين
و إحساسي و ضميري ميتين
(بعض الصفات استعملتها سيلين للتعريف بنفسها)
في عمر الورود لكن حتى فوق القبر تنمو الورود ، حتى فوق جثث شهداء الخدمة العسكرية ، و جثث من نحبهم توضع الورود ، أشعر نفسي بسن اليأس، لدي حساسية من السعادة،كلما أصابتني أو حتى كادت تصيبني ينال منها يأسي، تغلبها مآسيَّ،
ليس لأمثالي شبيه ، أو ربما لا شبيه لنا في ما نعانيه، أصغر أحلامنا،أن نملك لعبة باربي ربما نجعلها تنام معنا ليلا و نحضنها عند حزننا،نحن نضحك أحيانا معا و طالما بكينا من أجلنا، إن ضحكت واحدة يضحك الكل، و إن بكت ، تبكي معها حتى مدينتنا ، تبكي معها حتى ذكريات طفولتنا ، ولدنا كلنا بيوم مختلف لكن جُلّنا لا يعرف يوم ميلاده لذلك نحن وحدنا يوم ميلادنا ، و هو ذكرى تعارفنا ، ليس عيبا لبنات المجتمع أن تسهرن ، تتفقهن ، تلبسن أو تملكن حبيبا حتى ، لكن نحن حتى تنفسنا جعلوه من أكبر عيوبنا ، هناك منّا آلاف المنتحرات يوميا ، آلاف الفدائيات في الجماعات الإرهابية ، و مئات تبعن شرفهن من أجل لقمة العيش ، ليس الذنب ذنبنا،يعني،لست بذاك القدر من المعرفة ،لكني على علم بكل أوجاعنا ، انظري ، تُراكِ ترين تلك النافذة البيضاء التي من القِدَم بهت لون طلائها ، تُحاذيها مزهرية ورود شبه ميتة ، أحضرها أحد المتبرعين بلباسه القديم لنا، نحن نوري ثرى أحلامنا هنا كل ليلة و الشاهد على ذلك هذه النافذة ، مأساتنا صارت مأساتها ، نحكي لها كل ما طرأ علينا بيومنا ، لا نحلم عبثا فيوما سنحقق على الأقل حلما من أحلامنا،جمعنا القدر هنا و الموت فقط بقدرتها تفريقنا،
المهم ، ببساطة أنتم تحلمون بفيلا بعد كسبكم لمنزل تُسمونه بسيط و تصفونه بالضيق و القديم ، نحن حلمنا ليس منزل بل حلمنا أن يأخذنا يوما آباءنا، هناك منا من مات أهلها لكن سيكون أهلنا أهلها ، سيكون بيت أهلنا و لو كان بمتسع غرفتين بيتها ، أترين تلك اللعبة المرمية هناك ، إنها لعبتنا،نحن كما نتقاسم الملابس و الأكل نتقاسم جرحنا ، لا تحزني من أجلنا ، فحين نتقاسمه يشفى سريعا و طالما امتثلت للشفاء بفضل الصبر أعمق جراحنا ، كل من تجرحه الدنيا يقصد عائلته لكي تشفيه و لكن نحن جرحنا هو عائلتنا فمن بيده شفاءنا ؟"حوار مع بنت من دار الأيتام"
28/03/20
YOU ARE READING
يتيمة
Short Storyلم يكن ذنبي أني ولدت يتيمة فليس باليد حيلة حين يتدخل القدر و ليس ذنبي أني فقيرة فالفقير فقير الدين لا الجيب