بغداد

54 6 2
                                    



إن كنت تسأل
مازلنا الى الان نفترش الارض الخضراء ،
المكسوة بالعشب البني ،
مازال "إستكان الشاي" العراقي هو الحل الأمثل لصداع الرأس والسلطنة،
مازلنا الى الان نستمع الى "سلامات صبح ومسى يهواي ريتك سلامات" لحميد منصور ،
مازال كاظم الساهر يعبث بعواطفنا السخيّة،
بأغانيه التسعينية،
لازالت شوارع "أبو نؤاس " تحتضن العشاق ،
لازال الهوى يلامس تلك الظفائر البغدادية الجميلة،
نحن لم نتخلى عن عِراقّيتنا الاصيلة ،
نحن قد نُفينا لَيس إلا..!!.
نحن أستُبحِنا لَيس إلا..!
كُنا نلاطف الحروب فأحبتنا فأرغمتنا،
اما دواخلنا لازالت كما هي ،
لازال المطر يُبلل شوارع بغداد ،
لازال المتنبي يتزين بالكتيّبة وبالقرّاء  النهمين،
لازال شارع الرشيد مزدحماً يتوسط بغداد،
لازالت كهرمانة الكرادة شامخةً،
لازال الغزل يتوسط كلماتنا
"عيوني انت" و "تدلل علية".
لازال الطقس يرينا جميع الفصول في يوم واحد!
ايها السادة الكرام :
نحن البغداديون لم نمتلك  مجرد بقعة جغرافية ..!!
بل أكثر من ذلك ،
لاتشبه بقية المدن ،
نخيلها وعبقها الأخاذ لايشبهُ شيئاً
نحنُ نمتلك مدينة عتيقةٌ وعميقةٌ وشامخةٌ.
نحنُ أولاد بغدادٍ  وبيروتٌ ، ودمشقٌ
نحنُ صنيعة النخيل ، والارز ، والزيتون
نحنُ أحفاد المتنبي ، وفيروز ، والقباني
نحنُ خليفة الشهداء ، والدماء الزكية
مازلنا رفيعي الذوق في كل شيءٍ
حتى في أختيار حبيباتُنا
مازلنا نسمع الموسيقى
ونحاول كتابة القصائد
إن كنت تسأل
مازلنا كما عهدتمونا
وسنبقى
رغم الخراب سنبقى

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 29, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بغدادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن