كانت قد حزمت حقائبها عندما سمعت صوت مفتاح جولي يدور في قفل الباب , فخرجت الى الردهة لتستقبلها :
- مفاجأة!
- اهلا بك في البيت..تبدين تعبة قليلاً , ولكن الأمر ليس غريباً في ظل الظروف التي تمرين بها.
وتنشقت رائحة الهواء مضيفة :
- طعام .. ايتها الملاك !
- نوع واحد...بدا لي هذا أقل ما استطيع فعله ... واتمنى ان تظلي معتقدة انني ملاك عندما اخبرك بالأخبار.
وفتحت باب غرفة نومها كي تشاهد جولي حقائبها , وارتفع حاجبا جولي.
- يا إلهي ! تبدو سرعة الضوء ضئيلة بالنسبة لسرعة مارك ايفانز! متى كان الزفاف ؟ بالأمس؟
- لا...
- ولماذا لا؟ ليس هناك مايدفعك للانتظار , وخاصة بعد ان ذاب الجليد من حولك .. واشكر الله ان الأمر تم لصالح مارك بدلاً من احد اصدقاء جيرمان المزعومين , شقيقك على اتفاق مع كل القذرين في لندن ... وليس كلهم من الرجال.
وتناولتا اللحم والخضار المطبوخة التي حضرتها لوسي, في المطبخ , ثم وبينما كانت جولي تنظف الصحون وترتب المكان , تابعت لوسي توضيب ثيابها ... سوف تشتاق لجولي كثيراً, كانت تود ان تخبرها ببعض اسرارها , ولكن شيئاً ما منعها , ربما شعور بأن مامن نصيحة مهما كانت جيدة سوف تساعدها في وضعها هذا, اضافة الى ان جولي لديها مشاكلها الخاصة , وتساءلت بمرارة لماذا كانت عمياء عن هذا الواقع.
وقالت جولي وهما جالستان تشربان القهوة :
- ربما بعض التغيير من حولنا سيكون مفيداً لنا, والأمر سهل عندما يستطيع الانسان ان يكون مرتاحاً في مكان محدد, ولكنني لن استطيع تحمل مصاريف الشقة لوحدي , سوف ابدأ بالتفتيش عن مكان آخر... ربما سأحاول مع زميلتي في المكتب , فرفيقتها في السكن ستتزوج ايضاً, ولكننا سنبقى على اتصال.
- بالطبع ... فأنت اشبينة العروس الرئيسية .وتابعت عملها بسرعة , ولكنها لم تكن قد انتهت عندما رن جرس الباب فصاحت لجولي ( سأفتح الباب بنفسي ) ووجدت مارك يقف عند العتبة , والتقت عيناه الباردتان بعينيها فقال:
- هل انت جاهزة؟
- ليس تماما بعد .. يبدو ان لديّ اغراض اكثر مما كنت اتصور , هل يجب ان أذهب هذا المساء بالتحديد ؟... لو ان امامي يوم آخر...
- هذا المساء ... فأنا ايضاً لا احب الأشباح .
واستدارت لوسي مبتعدة , فما فائدة النكران إذا كان لن يصدقها ؟ ربما عندما تصبح زوجته , ويصبح لديه البرهان القاطع انها لا زالت عذراء , فسوف يعيد النظر بأفكاره ثانية , وقالت له :
- إذاً ... ربما لن تمانع في الانتظار ... أنا متأكدة ان جولي ستقدم لك بعض القهوة .
فهز رأسه واتجه نحو المطبخ , واسرعت لوسي ترمي آخر اغراضها في الحقائب , كانت توضب ثيابها فقط, ولكن كان هناك اشياء لم يكن معها مكان تضعها فيه , او الوقت لتوضبها, بعض الحلى, والكتب , وشرائط التسجيل , ولوحات اشترتها اكثرها غير ثمين , سوف تعود لتأخذها فيما بعد.
ووقفت جولي عند باب المطبخ تراقب مارك وهو يخرج الحقائب من غرفة نوم لوسي , وقالت وهي تنتهد:
- كم أحب الرجل السيد.
فابتسم لها :
- نحن سلالة تنقرض.
فتأوهت :
- أيعني هذا ان لا أخ لك؟
- ولا حتى ابن عم.
ودعت لوسي جولي, واعدة إياها بالاتصال بها عندما تقرر نهائياً ماذا ستفعل , وتبعت مارك الى سيارته .
وما ان جلس في مقعده حتى نظر الى لوحة العدادات امامه مفكرا للحظة , فوضعت لوسي يدها على ذراعه وقالت :
- خذني الى محطة القطار ... استطيع الذهاب لوحدي , لقد واجهت يوماً مزعجاً , ولا يمكن ان تكون مرتاحا في القيادة لهذا المسافة الطويلة.
- ربما لا... ولكنني سأذهب على كل الاحوال , وتخلى عن هذا الدلال يا لوسي , فأنا لا اريد هذا منك إطلاقاً.
أنت تقرأ
زهرة الرماد _ آن ميثر
Romanceالملخص " هل هكذا يأتي الحب ؟.. كانت تتوقع دائماً ان تشعر به ينمو رغم إرادتها , ولكن لم يحذرها احد انه يمكن ان يزهر في داخلها بهذه السرعة " ولكن مهما كلف الأمر يجب ان لا يعرف مارك ايفانز حقيقة مشاعرها نحوه, فكل مايريده هو الاستيلاء على شركة جدها و إب...