١١

4.6K 646 255
                                    

كنت أشعر ببعض الأشياء الغريبة وكانت تدور في ذهني أفكار أغرب لكني أردت معرفة المزيد لهذا أكملت دردشتنا إلى أن اقتحم ستيرك الغرفة فجأة مفزعاً إيانا

صُحت به واضعة يدي ناحية قلبي "ما قصتك!"

ضم ذراعيه لصدره ليرفع أحد حاجبيه قائلاً "ماذا تظنان نفسكما فاعلان؟"

هززت رأسي بتساؤل وأنظاري على داميان بجانبي وعندما لاحظت أنه يبتلع ريقه تذكرت أنه لم يكن من المفترض به أن يكون هنا فحادثت ستيرك محاولة تهدئة الوضع "كما ترى كنا نلعب ونتحدث… ونأكل"

أغلق الباب بقوة ليصيح "تباً تستمتعون بوقتكم بدوني!"

تبادلت نظرات الإستغراب مع داميان فقال "ستيرك يمكنك مشاركتنا إن لم تكن غاضب"

"رائع!" قال بحماس وأخرج مفتاحه ليقفل الباب فاِبتلعت ريقي لأني أظن أنها بداية لمشكلة عملاقة ثم قفز وجلس أمامنا وهو ينتظر أن نفعل شيء لكن نحن مازلنا مستغربين من ردة الفعل هذه بعدما حذر الجميع بشدة بألا يقتربو مني

لكننا لعبنا معه بالنهاية، كانا يتحديان بعضهما بمكعب روبيك وأنا أحتسب الوقت الذي استغرقه كل منهما ليتحدد الفائز، لكن داميان فاز، ولعبنا وعبثنا كثيراً بألعاب لا معنى له وأخرى اخترعناها للتو إلى أن تأخر الوقت وقررا الرحيل

لحسن الحظ أن ستيرك فتح الباب بمفتاحه الخاص، هذا أفضل شيء حصل اليوم حقاً لهذا استلقيت على الأرض براحة وفردت ذراعي لأنظر ناحية أسفل السرير مبتسمة بنصر

سأبقى يقظة إلى أن يتأخر الوقت أكثر حتى ينام الجميع، أو على الأقل البعض، لدي خطة غبية لكن ربما ستفلح وهي أن أخرج وأضرب كل من يعيق طريقي وبما أنهم يخافون من ستيرك فلن يلمسني أحد… آمل ذلك

وبعد وقت طويل من التماسك والتحديق بالتلفاز، رفعت الصوت كثيراً ووضعت الوسائد أسفل البطانية ثم فتحت الباب بعدما جربت كل المفاتيح ثم تركتها بجيبي، وكان التلفاز يشوش صوت ضوضائي

كان الرواق خالٍ لهذا مشيت ملصقة نفسي بالجدران وقلبي يخفق بعنف إلى أن وجدت الدرج، لا أتذكر على ارتفاع أي طابق أنا لكن يجب أن أستمر،
حاولت السير أسرع لكني تجمدت مكاني عندما صاح أحدهم "أنتِ!"

استدرت بهدوء وكان أحد المسلحين فقلت بأعين متسعة "لا تفكر حتى بمطاردتي سأضربك حقاً إن فعلت_ تباً" قطعت عبارتي وركضت سريعاً للأسفل لأنه انطلق نحوي فجأة وأنا أحاول الهرب منه

المرحلة الصعبة كانت الدرج لأني فاشلة بالركض عليه وكان هو يصرخ خلفي "لن تهربي بهذه الأرجل الصغيرة!!"

صرخت به "ماذا! كيف تجرؤ وتتحدث عن رجليّ!" توقفت عن الركض بهدف ضربه وهو كان مندفع نحوي فتعثر بقدمي ليتدحرج ويسقط أسفل الدرج فصحت "تباً أأنت بخير! تباً لماذا لم تستعمل سلاحك أو أي شكل من الفنون القتالية!"

ركضت وقفزت من فوقه متخطية آخر درجتين كالعادة، لا يمكنني نزول آخر درجتين كأي شخص طبيعي لكن ذلك الوغد وقف مجدداً ليبدأ بالركض نحوي أسرع من ذي قبل

اتجهت بسرعة إلى تحفة الرخام التي تشبه الرجل الحديدي لحد ما وكانت موضوعة فوق طاولة غريبة من الحجر بالرواق فحاولت حملها بهدف ضربه بها لكنها كانت ملتصقة وكان ذلك وقت كافي حتى يصل الرجل إلي فصرخت "سحقاً" كنت أحاول الهرب من الناحية الأخرى لكنه كان يسد علي الطريق وبدى شكلنا وكأننا نلف وندور حولها مثل ألعاب الأطفال

توقفت وطقطقت بلساني قائلة "أنا آسفة قد يكون لديك أطفال آسفة لأجلهم أيضاً" أخذت نفس عميق لأدفع التحفة بكل قوتي فسقطت فوقه وتكسرت وكان صوت صراخه يأنب ضميري أكثر فاستطردت وأنا أهرب "أنا آسفة!"

وفورما هبطت تلك السلالم سمعت دبيب أقدام قادم إلي من كل مكان لأندفع بسرعة نحو الأسفل وأنا أتمنى أن أجد الباب الرئيسي اللعين لكن الأصوات توقفت فجأة فعقدت حاجبي وأخذت أنظر حولي فماذا لو كان فَخّ

ملأت رئتي بالهواء لأتابع طريقي إلى أن رأيت البوابة من بعيد في نهاية الرواق فتحمست وأسرعت إلى هناك وأخذت أجرب المفاتيح إلى أن تبقى واحد وأدخلته في القِفل فسمعت مَن يصرخ "مارسلين!!"

استدرت برأسي سريعاً وكان ذلك ستيرك لكن بوجه شيطان وعيون تقذف اللهب فصرخ مفزعاً إياي "لماذا تجبرينني دائماً على إظهار هذا الجانب لكِ!"

هززت رأسي وصرخت "تباً لك وتباً لكل جوانبك!"

أعدت تركيزي على المفتاح الذي علِق فصرخ وهو يخطو نحوي "مارسلين لا أنصحكِ بإدارة ذلك المفتاح اللعين! إرجعي إلى هنا هذا ليس من مصلحتك أنا أحذركِ!"

ضحكت بسخرية لأصيح "لنرى ماذا ستفعل عندما أخرج من هنا أيها اللعين! لكن أتعلم شكراً لك على المعاملة الشبه جيدة تقييمك هو ستة!"

تحدث وكان صوته قريب للغاية هذه المرة "أوه يا عزيزتي المسكينة… لا تعلمين أنه عالق لأنه المفتاح الخطأ"

جحظت عيني فاِستدرت ووجدته واقف خلفي تماماً وفي يده المرفوعة مجموعة مفاتيح فتابع باِبتسامة ماكرة "لا يملك أي أحد مفتاح لهذه البوابة غيري"

كززت على أسناني ورفعت قبضتي سريعاً نحو وجهه ولكنه صدها بشكل مفاجئ ثم رفعني رأساً على عقب فوق كتفه وبدأ يتجه نحو السلالم لهذا بدأت بضرب ظهره لكنه لم يفلتني فقمت بالحيلة الأخيرة وعضضت رقبته بشدة فصرخ بكلمات ليست من لغتي وأعتقد أنها شتائم

لكني لم أتوقف وأحكمت فكّي فسقط على ركبتيه لأنتهز الفرصة وأفرّ راكضة، لا أعلم لأين ولكن يجب أن أستمر بالهرب إلى أن أحصل على مفاتيحه

وعندما وصلت للسلالم أخيراً وجدت أن جميع الرجال المسلحين ينتظرونني في الأعلى فابتلعت ريقي وأنا أتحقق مما إذا كانت هناك فرصة للهرب من الخلف

لكن ستيرك ذو الوجه المحمر كان هناك واضعاً يده على رقبته من الخلف حيث العضة ونظراته تكاد تثقبني وشرايين عنقه بارزة فأغمضت عيني وأنا أزفر أنفاسي وعلمت أني قد لا أكون حية غداً فرفعت كلتا يدي للأعلى لأصرخ "أنا أستسلم!"……

|| الثقب ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن