سعادتك في سعادة الٱخرين

31 6 10
                                    

استيقظت إثر أشعة الشمس الذهبية التي داعبت وجهي ،ثم نهضت بتثاقل ،توجهت نحو نافذة غرفتي،لأطل على ذلك المنظر الساحر ،الذي دائما ما يبهجني
شجرة ظليلة ،بأوراقها الملونة بألوان الخريف ،و أغصانها المتفرعة التي وقفت فوقها عصافير صغيرة ،تزقزق و تغرد تلك الأغاني التي لطالما عشقتها ،أغاني الطبيعة ،بقيت أتأمل ذلك المشهد الرائع ،و لم يخرجني منه إلا صوت صديقتي و هي تصرخ
"أين وضعتها؟أين وضعتها؟"
التفت نحوها قائلة
"لماذا تصرخين منذ الصباح..."
لم أكمل كلامي،ققد فاجئني وجه صديقتي المنتفخ ،و عيناها المحمرتان من كثرة البكاء،فأردفت سائلة "لماذا تبكين ؟ماذا حدث ؟...أ..ٱسفة لأنني صرخت في وجهك"
نظرت نحوي بعينيها الممتلئتين بالدموع ،ثم قالت وسط شهقاتها:
"لقد أضعت...أ..أضعت.."
"ماذا أضعت ؟هيا أخبرني" قلت كلماتي بغضب طفيف
"أضعت القلادة التي اهدتها لي أمي،(شهقة)الذكرى الوحيدة التي بقيت لي منها " أردفت جملتها ثم انفجرت باكية
لم أشعر بنفسي إلا و أنا أضمها إلي و أنا أمسح دموعها ،أنا التي دائما ما ترتدي قناع البرود و اللامبالاة أهتم الٱن لأمرها ،لكني في تلك اللحظة شعرت بألمها فهي تحب تلك القلادة كثيرا ،و دائما ما تحافظ عليها و لا تدع أحداً يلمسها .بعدما هدأت صديقتي قليلا ،قلت لها بصوت هادئ "لا تخافي،شيماء،انا معك ،سنبحث معا عنها حتى نجدها،هيا اهدئي "
نظرت نحوي بعينين بريئتين ،ثم قالت بصوت متقطع "شك..شكرا لك رغد"
"لا داعي للشكر حبيبتي،ألسنا صديقتين؟"
للٱن أنا لازلت متفاجئة من نفسي ،أهذه أنا؟لكن هذا لا يهم الٱن ،المهم هو مساعدة صديقتي.
أمسكت بيدها كأنني أم حنون تخاف على ابنها من الضياع وسط زحام السوق،ثم ساعدتها على النهوض،و بدأت أبحث معها عن قلادتها ،بينما أنا أبحث عن القلادة في غرفة النوم ،لمحت  بريقا صادرا من أسفل السرير،انحنيت لأرى مصدر البريق ،ٱه ،إنها قلادة شيماء،بدأت أمد يدي لأصل إليها لكنها كانت بعيدة عني ،لكني لم أستسلم أحضرت عصا صغيرة لأستطيع جلبها ،لكن لا فائدة ،لم يبقى لي خيار،دفعت السرير بصعوبة بالغة ،فحجم السرير لا يقارن بحجمي الضئيل ،لكني استطعت فعلها ،لقد حصلت على قلادة شيماء،لن تستطيعوا تخيل فرحتي و أنا أمسك قلادتها،و كانت فرحتي أكبر عندما ناديتها و أعطيتها قلادتها ،كانت تقفز كطفلة صغيرة حصلت على لعبتها ،ثم اتجهت نحوي ،و عانقتني بسعادة،بادلتها فرحة لفرحها بعد ان كنت حزينة لحزنها .ضحكت اليوم كما لم أضحك من قبل ،لقد تعلمت أن إسعاد الٱخرين هو بذاته طريقة لإسعاد نفسك .
و جعلت شعارا لي طوال ما تبقى لي من حياتي
"كن مصدر سعادة للٱخرين تصبح أسعد"
......................................................
أريد أن أتقدم بالشكر الجزيل لصاحبة الفكرة
Lyla501
على فكرتها الرائعة لنشر السعادة و الإيجابية بين الناس
ولا تنسوا متابعة الجميلة
S

htSoso
تابعوهما حسنا 😉

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 08, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

همة عالية و أمل قوي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن