البارت السادس

3 1 0
                                    

قد تجد راحتك بمنزل جميل يشرف على الشاطئ ذو نسيم عليل....

و معظمكم يجد الراحة الزائفة الا وهي راحة المال الوفير.... المال و العيش القلق كروح و جسد  ..... فلا تهوى جني المال يهلكك و بنهاية المطاف تجد نفسك بأسا و اصبحت كألة...لم تحتوي  سوى احتاج المزيد.... و تكتشف انك لم تجني سوى خردة افقدتك المحبين لك بصدق

و قد تكون بهواية  تمارسها للترويح عن ما بداخلك فتشعر بالبهجة... كالرسم  .. الموسيقى.. الرقص.. 

و قد تتجسد بشخص فمابلك راحتك متعلقة بشخص... لا تريد تركه ترافه بكل مكان و يلازمك ايضا   و تحاول معرفة كل شئ عنه.. و كانه ملكك و لم تعلم بانك تضيق الخناق عليه....  وهو يعلم مدى حبك له...لكن الروح بطبعها تعشق الحرية...

هكذا كانت علاقتي بوالدي... انا راحته و هو عشقي و التكالي...  لكن تمردت روحي على  ارشاداته.....  فندمت الان

ندمت على اغضابه ذاك اليوم... عندها خرج دون اي حرف..  خرج و بعينه الف سؤال  لم ارى عينيه بعدها

اه...من الم يراود قلبي...و من يخفف اختفى...

لا اعلم كيف تمردت بلحظتها.... أيعقل كلام ذاك الوغد  الذي يدعى زميلي بالصف اثر بي... عندما رأى والدي  ياتي ليصطحبني بنهاية الدوام للمنزل....بدء بالسخرية و الاستهزاء مني لم ابالي ببادء الامر لكن بعدها بدأت بمقارنة  كلامه و هنا بدأت بالتمرد....

الى ان اتت تلك اللحظة و ناقشت والدي لاول مرة بحياتي..... اعترضت على ان ادرس العلوم البيئية و قلت من لا وعي و لم ادرك هل كنت راغبا حقا ام كانت مجرد  اثبات وجودي كما كنت اعتقد....كنت احمقا حقا....حين قلت

....... لا اريد يكفيك تحكما  بحياتي..انا اريد ارتياد الفنون....

عندما نطقت تلك الجملة  تنفست الصعداء و كأن مئات الكلاب كانت تلاحقني... لاني لم ارفع نبرة صوتي من قبل ابدا....كنت الفتى الهادئ المدلل  ...

كانت ردة  فعل والدي غير متوقعة... نظر لي بنظرة جعلتني اكره  نفسي... لم ينطق بحرف بخصوص ما قلت...سوى.. تلك النظرة

فيها الكثير من المعاني التي قد شعرت بها... كانت خيبة امل ... أو يأس مني و من تعبه الذي راح سدا بفتى وقح

او قد تكون  وجع  صدر من قلبه و ظهر بتلك النظرة...

او الكثير من المعاني....  كالغضب المكتوم...  خرج من المنزل...  بعد ان  اخترق اعين امي بنظرته... و كأنه يقول لها... ما هذا؟ .. هل هذا ابني؟....  من هذا؟... 

بتلك الدقائق  و بعد خروجه ادركت اني كنت على خطأ كبير و لم يكن  علي فعل ذاك ابدا.....  اه...

تمنيت ان تعود الدقائق فالثواني و عندها ساكتفي بهز رأسي بالأيجاب  للاجابة على كلامه عندما قال يجب ان ارتاد العلوم.....

لكن لا ثواني تعود  و لا دقائق تسترجع ...  و الاخطاء عندما تقع لا تمحى... قد تصحح لكن بعد فوات الاوان...

 

هل اخرج للقائها ام  هنا و انهي ما بدأت؟  ....كان هذا ما يدور بذهني بعد ما علمت عنها....

سأذهب  لاجد نفسي بين كل ما تقول.. فهي تلامس بكلامها واقعي... اشعر عند الاستماع اليها و كأن لا مشاكل لي...

المي لا شي تجاه ما وجهت هي.....

تناولت  قلمي و مسجل الصوت و دفتر ملاحظاتي..و رتديت معطفي الصوفي لوقايتي من البرد....

و خرجت و انا عازم على دعمها نفسيا  لان الوحدة بانت بعينيها.....

خرجت لفحت وجهي البرودة  ...و كان لا احد اليوم خارجا  فقط انا و المتسولة من بعدي.....

اتخذت موقعي بمقعدي المعتاد..... و بدأت افكر بكل ما قالت لي....

خرجت تنهيدة من بين اضلعي  بتذكري قساوة الحياة معها....

و كم كان زوج خالتها حيوانا دنئ.... انتظرت ثم انتظرت و لم تظهر....

البرد اجتاح حواسي...  و الملل تسلل لقلبي.. لكن باصرار مني بقيت انتظر... اريد ان اثبت لنفسي باني استطيع...

استطيع سماعها و ادلاء  رأيي..و ان قراري صحيح بأستمراري  بسماع  قصتها....

لكن اين هي...؟  هل خافت بان لا تجدني... هل قررت عدم المجئ بعد اليوم.....؟  لا اظن... لكانت اخبرتني...

بدأء الليل يخيم على الوجود و البرد اشتد... فيأست و عدت الى  مخبأي....

خلعت معطفي و رميته بأهمال كانت متضايقا لعدم مجيئها....

استلقيت على الاريكة... سأبقى انتظرها حتى تعود... يبدو انها  مشغولة بشئ ما.... الاعذار تسابقت الى ذهني... فقط كي اثبت بأني لم اخطأ عندما خرجت لانتظرها

تذكرت والدتي... فذهبت للغرفة و اخذت الهاتف... فتحته و كتبت لها رسالة... بما فيها..... امي لقد اشتقت اليك...كيف حالك و اختي...  انا بخير سأعود قريبا

ليست الا دقائق و رن هاتفي...  ترددت في اغلاق الخط.. لا استطيع الاجابة.... لانه بمجرد سماعي لهمسات امي المليئة بالحزن  سأضعف.....

اريد ان اطيل البعد قليلا كي اتعلم كيف اعتمد على نفسي... او ان اعود لها بكذبة اني اصبحت راشدا و تستطيع الاعتماد علي....

لا احب رؤية نظرتها الطفولية لي.. اريد ان ارى ذاك الرجل بعينيها... كم اود ان ارى  نظرة الاعتماد  و المسؤلية تجاهي منها عندما اعود....

اغلقت الخط فأرسلت رسالة..... بني عد ارجوك  ..اين انت... لا تقلقني عليك  لم يعد بأستطاعتي التحمل.. انا اضعف من كل هذا

اقشعر جلدي بتأثير كلماتها....

لا استطيع..  لا اجد نفسي و انا منسحب....

كتسلق  شاهق جبل و هبوب اعصار   فما استطعت نزولا من تعب و لا رمي نفسك لاسفله....امامك المواجهة لتعيش

هذه حالي ضاق العالم بأسره بي عند قراتي لتلك الكلمات...  لكن ان عدت الان ساخسر  هويتي... 

ما تركتها  لاعود طفلا  .. سأعود رجلا شبيه ابي تسند برأسها على متنه..  تشعر بالدفئ بوجوده بجانبها...  لن اعود طفلا و لو كلفني ذاك سنين...

من  وحي الخيال الواقعي 🔞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن