سكن البرد المدينة وتغرب الكثير من اهل المدينة وهاجروا الى مدن بعيدة بسبب الأجواء الباردة التي تسكن مدينتي، وقلت الحركة في المدينة ولم يبقى إلا من يعشق شوارعها ، فصل الشتاء فصل هادئ و جميل و محبوب عند الجميع و في بعض الأحيان يأخذك لعالم نفسك، عالم لا ترى فيه إلا نفسك ولا تسأل فيه إلا عن نفسك...
في تمام الساعة الثامنة مساءً كنت أجلس أمام النار والجو شديد البرودة وكانت والدتي تجلس خلفي وتستمع للراديو فسألتها بكل عفوية : امي ما قصة ذاك البيت الذي في آخر الحي، أطفأت امي الراديو، وأتت وجلست إلى جانبي و أعطتني الغطاء الذي كانت تتغطى به وقالت : هذا بيت جدك المتوفي، فقلت في نفسي: حقا، لم أكن أعلم أن جدي كان يسكن هناك، ثم سألت امي: لماذا لا يسكن احد البيت بعد ان توفي جدي ؟ ، ارتبكت امي وقالت بخوف: ان جدك كان يعمل في طرد السحر الأسود و الشعوذة وإخراج الجن من أجساد الناس، قلت : وماذا في ذلك، قالت وقد امتلك الخوف جسدها : ان طريقة موت جدك هي السبب، حيرت طريقة موته الأطباء الشرعيين، جدك قتل بسبب الجن !!، وهنا ضحكت بعفوية وقلت : ولكنني سمعت قصصا أخرى عن هذا البيت، سمعت ان صاحبه كان دجالا وكان يقتل ضحاياه في ذلك البيت، فقالت : لقد تأخر الوقت، اذهب إلى النوم، ذهبت إلى غرفتي وجلست على السرير وإذا بصوت هرة من الخارج، ما الذي تفعله هرة في هذا الجو البارد قلت في نفسي، نظرت من الشباك ولكنني لم أجد أي هرة، إلا أنني لاحظت شيئا غريبا، كان هناك رجل ضخم البنية و اسود البشرة يقف بالقرب من منزل جدي وكان يحدق في وجهي!! لقد ارتعبت من هذا المشهد وما زادني خوفا هو القطة التي قفزت إلى الشباك فجأةً، ارتميت على السرير و الخوف ينتابني، ثم غططت في النوم حتى صباح الغد، في الصباح حضرت امي الإفطار لنا، وللملاحظة اعيش انا وأمي فقط بعد أن سافر والدي خارج البلاد من أجل العمل بعد الإفطار جلست في غرفتي لكي أقرأ كتابا عن أحد المستكشفين، كان المفضل لدي، ولكن قاطعني صوت الرعد والمطر، انا بصراحة انسان أعشق المطر واحب صوته، فإنه يعيد لي الذكريات الجميلة والحزينة، لحظة ذكريات، ذكريات، ذلك الرجل الغريب الذي كان واقفا هناك !! ما قصته وهل حقا كان يحدق في وجهي؟؟ ربما فقط علي ان انسى الأمر، لاحقا في المساء وفي الساعة التاسعة والنصف، كانت امي نائمة على الأريكة، و كنت أقرأ نفس الكتاب إلى أن قاطعني صوت هرة !! إقشعر بدني و ارتجفت، ذهبت و ارتديت معطفي وأخذت مظلة وخرجت من البيت، بدأت ابحث في الحي ثم توجهت إلى بيت جدي، كان الباب اسود اللون، وكانت النوافذ مكسورة، لكن لم يكن هناك أحد، فضحت في نفسي وقلت: يالها من تخيلات، عدت إلى البيت وتوجهت إلى المطبخ لأعد طعام العشاء، ولكنني لاحظت رسالة معلقة على النافذة من الداخل، فإن في نفسي : امي كانت نائمة طوال الوقت وايضا انا أغلقت النافذة بإحكام وهي الآن مفتوحة، ليس من طبع امي ام تترك اي رسائل وهكذا، مهلا!! هذا ليس خط أمي !! خط من هذا ؟ أمسكت الرسالة وقرأتها وكانت كالتالي : لا تنظر إلي لا تبحث عني لا تعبث معي ، انا بجانبك طول الوقت، وانت هو التالي !! ، ما زادني رعبا هو ان الرسالة مكتوبة بالدم !! تلفت يمينا ويسارا ، لا يوجد أحد في البيت غيري انا و امي، لحظة من كتب الرسالة، هل يعقل انه ذلك الرجل !؟ أحل انه هو بلا أدنى شك فأنا خرجت باحثا عنه، والأهم من هذا، ماذا قصد بـ انت التالي !!انتهى، يتبع في الجزء الثاني
أنت تقرأ
البيت المهجور السلسلة الأولى
Acciónقصة صغيرة و جميلة من تأليفي تتحدث عن شاب في الثامنة عشرة من عمره يكتشف بيتا مهجورا وينتابه الفضول لمعرفة ماذا يوجد فيه إلا أنه يكتشف أمورا لم يكن يجب ان يكتشفها عن هذا البيت...! فماذا يحصل مع صديقنا وما الذي اكتشفه تتكون القصة من سلسلتين، كل سلسلة...