صفقة علي حسابِ حياتي

163 4 0
                                    

قلوبٌ خلتَ من الرحمةِ؛ فَصارت في مبدءِهم لفظٍ ترددهٌ الألسنة والعمل بهَا مُؤجل لحينِ إنتهاءَ الضحيةَ، أَراهم يحسبونيّ سلعةً وفي الاسلامِ أنا مُكرمة، أَراهم يَتغاضون عن أنينِ قلبيّ علي ألحانِ لياليّ يُشاركني فيها رجلاً لائيمَ، رسمتَ الشهوةٌ طريقهُ، فسلبَ طفولتيّ عنوةً، وَسقطَ حلميّ بَين يَدي صريعًا، ولَكن أَري قَدري رَسم ليِ حياةَ زينهَا النعيمٌ في جنةِ، لتَكن جزاءَ مَا عنيتهُ من تقلباتِ الدهورِ، لتَكن نهايتيِ تَحت مُسمي صفقةً مَازال أبي لأجلهَا يعيشٌ عيشةً الكريمَ ، حِين رأَني جثةً هامدةً حِينهَا تَذكر أنَّ الصفقةَ كَانت ثَمانها عَظيم ...صفقةٌ علي حسابِ طفلة ذاتَّ الثالثةُ عَشر ربيعًا....

في غرفة مُظلمة تجلس فتاة على سريرها تضم قدميها إلي صدرها، ترتجفٌ من الخوف، لتسقطَ دمعة مُتمردة من عينيها السوداوين، فتظهر جزء مما تحمله في طيات جوارحها من ألامِ...تتذكر ما حدث مُنذ سنتين في ذلكَ اليوم المُؤلم ....

كَانت في الثالثةِ عشر من عمرها، كأي فتاة في ذلكَ السن تلعب وتلهو، ولكن فرح  كانت تختلفٌ قليلاً، فتاةٌ فائقةٌ الذكاء تسبق عمرها بمراحلِ، ذاتًَ قوام ممشوق، وَعيون سوداء وثغرًا وردي، وَبشرة شقراء.... كانت فائقة الجمال، مُتفوقةً دراسًا؛ نعم فحلمها أنَّ تصبحَ طبيبة في يومًا مَا ...

عذراً فذلكَ خَيال، ربمَا يصير حقيقةً ملموسةً في يومًا مَا، وَلَكن العاصفةٌ لا تدقُ الأبوابَ....

أتي وَالدها في ذلكَ اليوم يُخبرها :-

-بصي يا فرح بكرة هتكون قراية فتحتك

=إزاي ي بابا أنا لسة طفلة

- طفلة أي ي فرح أنتِ مَاشاء الله عقلك سابق بمراحل ...لدرجه إنك بتناقشيني زي بنت في العشرينات

= بس ي بابا أنا عايزه أكمل تعلمي

- إسمعي يا فرح أنا أصلا مكنتش موافق علي حكاية التعليم دي ...البنت ملهاش غير بيت جوزها سمعتيني ....بس رغم كدا خليتك تدخلي المدرسة وهسيبك لما تخلصي الاعدادية وهتفضلي مخطوبه سنتين وبعدين هتتجوزي بعد شهادة  الإعدادي

= يا بابا بس دا حرام

- بنت حرمت عليكِ عشتك ...مافيش نقاش بعد كدا في الموضوع دا أنا عارف مصلحتك كويس

تُدعي فرح ولكنه لم يدق أبواب قلبها أبداً

تمسح دموعها وتخلد للنوم كمَا إعتادت مُنذ سنتين وها هي الثالثة لتترك بيتها وتذهب إلي رجلاً في  الثلاثين من عمرهِ.....
أيّ عدل هذا....؟!

هذا ولدها حقاً أَم وجدهَا مُلقاه في الشارعِ، تُعاودها الذكرياتُ مرةٍ أُخريّ تَتذكر حِينَّ قالت لهَا وَالدتها

-بصي يا فرح أنا عارفه إنك زعلانه ...بس يا حبيبتي صدقيني هتعيشي  عيشة حلوه ...وفي بيت كبير وهتتعملي حلو ...وهيكون معاكِ فلوس

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 09, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

صفقة علي حسااب حياتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن