٢

8 2 0
                                    

وصلتُ إلى البيت و أجدُني أتوجه إلى غرفتي.
-مرحبا يا سرير ، مرحبا صديقي السقف ، كتبي الجميلة و ألواني .. كان يوما مُتعبا جدا ، احاول البحث عن ملابس نومي ، مرحبا خزانتي ! أحاول فتحها و ها قد سقطت كل الملابس..
كل يوم اتأكد من انني فوضويّة جدّا ، فوضوية من الداخل قبل كل شيء.. هناك رسماتي مرميّة على الأرض ، ليتها كانت لوحات دافنشي لما رتّبتها قطّ ، لكن مع ذلك رسماتي جميلة في نظري حتى و إن لم أمتلك الموهبة الكافية ، و بطبيعة الحال لا أعتقد أن للفن حدّا..
- روبي ، غيّري ملابسك و اهبطي بسرعة .. كم مرة أخبرتك ان تمرّي علي اثناء وصولك البيت ، ألا تشتاقين لأمّك ؟!
- اشتاق يا أمي أشتاقُ و لكنني متعبة جدا .. قادمة على كل حال.
خمّرت الشاي ككل مساء و جلست ارتشفه مع أسرتي الصغيرة.. أبي و أُمي و أخواي الأولاد، أحاديثهم كانت صاخبة و عشوائيّة أما عنّي فكنت أحاول ترتيب المهام داخل رأسي..
واجبات مدرسيّة ، الكتابة على مدونتي الخاصة.. و إن قمت بكلّ هذا سأكافئ نفسي بمطالعة كِتابَا المكتبة.
- "كيف حال المدرسة اليوم ؟"
كنتُ أسمعه في أعماقي لكنني كنت غارقة في أفكاري اللامتناهية.
- روبي!!
- ها ؟ آسفة أبي كنتُ شاردة .. المدرسة على ما يرام.
حملتُ فنجاني و إذا بأرجلي تصحبني مباشرة إلى غُرفتي ، أليس من الجيّد أن تكون للمرء مساحة خاصة من عدة أمتار تحت مُسمى "غرفة"؟ ملاذه الآمن و الهادئ وسط صخب الأسرة و العالم.
كانت آخر رشفة من الشاي الدافئ فاستلقيت و رحت اتجول في حساباتي الشخصية عل الانترنت ذات اسمي الحقيقيّ لكنني لا انشر فيها شيئا حرفيّا ، ما فائدة أن اضع صورة شخصيّة و وصفا لي ؟ لا احب هذا! ولولا لم تكن هته المواقع الوسيلة الوحيدة للتواصل مع اصدقائي المقرّبين لأغلقتها كلّها ، و مع ذلك فمدوّنتي الخاصة باسم مستعار هي مكاني المفضل في عالم مزيّف كهذا، في الحقيقة هو ليس اسما مستعارا حرفيّا ، "روزميري" انه اسمي في أحلام يقظتي الجميلة في زمن خمسينيّ جميل.. اف لماذا اتحدث كثيرا مع نفسي ، علي ان اضع حدا لهذا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 13, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

•فانتازميدا•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن