وقفت "سامرين" أمام المرآة تضع زبدة شفاه حمراء علي شفتيها وتدلكهما ببعضهما البعض .. عدلت حجابها ونادت علي والدها قائله :
- بابا أنا خارجه
أتاها صوته من غرفة النوم قائلا :
- طيب اقفلي الباب كويس وراكي
نزلت "سامرين" الدرج بخفه .. وسرعة .. اصطدمت أثناء خروجها من البوابه بصدر "مهند" الذي كان متوجها الي الداخل .. تراجعت الي الوراء بخجل وانتظرت أن يفسح لها الطريق .. انتفضت عندما سمعت نبرات صوته الغاضبه وهو يقول :
- ايه الهباب اللي حطاه علي شفايفك ده ...
قالت بتوتر وهي تمسح الصبغة الحمراء بلسانها :
- دي زبدة كاكاو
قال بحزم :
- امسحيها
أخرجت منديلا من حقيبتها المسدلة فوق كتفها ومسحت شفتيها .. فأفسح لها الطريق .. أطرقت برأسها وتوجهت الي البناية المقابله حيث كتب كتاب ابنة جيرانهم .. سلمت علي العروس وجلست بجوار "نهلة" التي قالت لها بعد فتره :
- مالك مبتسمه كده ليه من أول ما دخلتي
مالت علي أذنيها قائله بنشوه :
- وأنا نازله قابلت "مهند" علي السلم .. كنت حطه زبدة كاكاو زعقلي وقالي أمسحها
غارت عينا "نهلة" وهي تقول بإقتضاب :
- وايه يعني
قالت "سامرين" بلهفة :
- تفتكري بيغير عليا .. هو مبيرداش أبدا اني احط ميك آب ولو لبست لبس ضيق شويه بيزعقلي .. حتي مبيرداش يخليني أقف أتكلم مع "رامي"
قالت "نهلة" بحده :
- أنا أصلا مش عارفه انتي بتسمحيله يتحكم فيكي كده ويزعقلك كده ازاي .. المفروض توقفيه عند حده قوليله ملكش دعوه بيا انت مش ولي أمري
قالت "سامرين" بهيام :
- بالعكس أنا ببقي مبسوطة أوي لما بيعمل كده .. بفرح أوي لما بيعلق علي حاجات خاصة بيا .. بحس انه مسؤل عني واني أهمه
احتقن وجه "نهلة" وصمتت قليلا ثم قالت بحزم:
- أصلا اللي بيعمله ده مش معناه انه حاسس بحاجه نحيتك .. هو بيعتبرك زي "فريدة" أخته وعشان كدة بيتعامل معاكي بالشكل ده .. لكن مش غيره ولا حاجه .. أصلا هو أكيد شايفك عيله صغيره
لاحت امارات الحزن علي وجه "سامرين" وتحولت السعادة في عينيها الي أسي***************************
وقفت "سامرين" في المطبخ تقطع صنية البسبوسة وتضعها في طبق تقديم كبير ..
ارتدت الاسدال وحملت الطبق وصعدت به الي الأعلي .. فتح لها "مهند" فابتسمت بخجل .. سلمت علي أم "فريدة" التي قالت ببشاشه :
- ايه ده يا "سامرين"
قالت بسعادة ممزوجة بالخجل :
- دي بسبوسة يا طنط أنا اللي عملاها
هتفت أم "فريدة" :
- تسلم ايدك يا حبيبتي
توجهت الي المطبخ قائله :
- هروح أجيب اطباق
وضعت قطعتين في طبق وقدمته الي أم "فريدة" ثم فعلت المثل مع "مهند" وهي تطرق برأسها مبتسمه بخجل .. تناوله منها قائلا :
- تسلم ايدك يا "سامرين"
شعرت بالسعادة لكلماته كما لو كان أسمعها غزلا .. رأته يزيح القشدة بطرف الملعقة فقالت :
- بتشيلها ليه .. دي حلوة
ابتسم قائلا :
- مبحبهاش بالقشطة
هتفت أم "فريدة" :
- الله .. تسلم ايدك يا "سامرين" حلوة أوي
جلست وهي تقول بسعادة :
- بالهنا والشفا يا طنط
نهضت أم "فريدة" فجأة وتركت طبقها قائله :
- نسيت الأكل علي النار
بعد لحظات شعر "مهند" بالحرج من جلوسه بمفرده معها .. فنهض حاملا طبقه .. قالت "سامرين" بنبرة حزينة التقطتها أذناه :
- انت ليه معدتش بتتعامل معايا زي الأول؟
التفت اليها فأكملت بتوتر :
- انت مضايق مني في حاجه ؟ .. بحس علي طول انك مضايق مني ومبتحبش تعد معايا لما آجي
أطرق برأسه للحظات صامتا ثم قال بهدوء :
- لا انتي غلطانه أنا مش مضايق منك ولا حاجه .. وان كنتي شايفه فرق في معاملتي معاكي .. فده لانك كبرتي ومعدتيش "سامرين" الصغيرة بتاعة زمان
ثم قال مبتسما :
- يعني مينفعش أعد معاكي أنا وانتي لوحدنا .. بصراحة بقيت بتحرج
أطرقت برأسها بخجل .. توجه الي غرفته فتركت شفتيها تتسعان لتعرب عما بداخلها من سعادة لكلماته التي أشعرتها بأنه يراها فتاة كبيرة .. يتعامل معها كأنثي .. وليس كطفلة