الرابعة عشر من شهر أبريل عام ألفان و عشرين
بايلغوده، ألمانيا
لا مزيد من الأفكار المتضاربة. هناك أفكار صائبة طليقة حرّة متجهة نحو الأهداف. لا مزيد من القلوب المطفأة الملقية في زوايا السجن. هناك عقل يخطط، يقرر و ينفذ.
ولدت من جديد، كالطائر المقلد الذي يزداد جمالًا بعد احتراقه. ما فعلته به، لم يحطمني، لم يكسرني و لم يهدمني. ربما لوهلة، لكن للعلم أثمان غالية. كيف لي أن أتعلم و أنا لم أشعر. ما فعلته بي زادني قوة.الشهر الثامن عام ألفان و تسعة عشر
بايلغودة، ألمانيا
أذكر أنها كانت الفترة الأصعب في حياتي. خيرت بين جانبين، و أنا أحب كلا الجانبين بشكل لا يصدق. والداي و أنت.
شاب في مقتبل العمر تقدم لخطبتي. رفضت. لكن والداي أصرّا على التعارف و أنا لم أجد أي مهرب من ذلك. كنت قد ذهبت إلى البيت بعد تمضية الما يقارب الشهر في برلين. عطلة ترفيهية. ذلك الشاب كان قد قرر زيارتنا كتعارف. ذلك الأمر لم يعجبك آنذاك بقدر أنه لم يعجبني على الأقل. لكن ما باليد حيلة. أذكر جيدًا أن ذلك اللإسبوع كان الأسبوع الأسوأ على الإطلاق. شعرت بنفسي مرغمة على شئ لا أريده. كرهت نفسي حين شعرت أنني مجبرة على إخبارك. أحب أن أراك متملك فيما يخصني لكن ليس بهذه الطريقة. أنا أعلم أنها مؤلمة، فلم أود أن أؤلمك. ربما ما زاد من كرهي لذلك الشخص آنذاك هو حينما عرفت بزيارتكم التي ألغيت بسببه. مقته كما لم أمقت أي أحد. لقد منع عني رؤياك.
كان يوم الأحد، كنت قد بكيت الليل بينما أشكو لصديقتي أنني لا أريده، لكنك طمأنتني. قلت لي أنني لك وحدك و أنك لن تسمح لأي كان بسرقتي منك. وقعت بحب شهامتك مجددًا و مجددًا، أحببت رجولتك و غضبك حين أعلنت ملكيتك علي.
كلانا استيقظ باكرًا ذلك الصباح. لم أرغب بالاستيقاظ لأنني لا أذكر أنني نمت. ساعدت والدتي بالتجهيزات و دخلت إلى غرفتي. أخرجت من خزانتي ثيابًا أمقتها لأرتديها. أخرجت ثيابًا فضفاضة بألوان مختلفة. دائمًا ما أفضل ارتداء الأسود لكنني في ذلك اليوم فضلت ارتداء الألوان التي أكرهها. لم أرد أن يعرف أي شئ يخصني. وضعت بعض مساحيق التجميل فقط لأخفي الهالات السوداء التي تغطي عيناي. أعني ليس وكأنه لم يراني قبلًا في تلك المظاهرة المشؤومة حبن تزينت بأبهى التزيينات.
استغليت الفرصة لإرسال بعض الرسائل النصية لك ثم خرجت حين نده أبي لي لاستقبال الشاب. كان شابًا عاديًا لا يضاهيك بأي شئ. كنت أنت ملك قلبي فلم أرى غيرك. طوال جلوسه برفقة أبي حاولت دائمًا التملص و مساعدة أمي بالتنظيف ما بعد الغداء. فضلت الصمت و لم أجب طوال جلسته لثلاث ساعات الا على سؤالان. الأول عن مدرستي و الثاني لا أذكره البتة، أظنه كان بشأن عمري.
ظننته سيرفض التعرف علي أكثر من ذلك. أعني من يفضل الزواج بفتاة تنظر له بخوف و ربما القليل من الكره. صامتة، ليس خجلًا بل بعدم رغبة.
ما صعقني هو جملته الأخيرة ما قبل خروجه حين قال أنه سيأتي المرة المقبلة برفقة أعمامه.
انتظرت ذهابه، و ما أن وطأت رجلي باب الغرفة حتى انهرت باكية. لم يكن هناك من يربت على كتفي و يفهم ما أعني. حتى شقيقتي لم تتواجد في المنزل. أردت مهاتفتك و بشدة لكنني لم أرد أن أخيفك. لم أرد أن أخسرك.
تراسلنا في الليل، لقد نجحت مجددًا بتشتيت ذهني عما أفكر به. غازلتني مجددًا و أخبرتني عن كمية الحب التي تكنها لي. و ما لبثت أن شعرت بالاطمئنان حتى أرسل أبي ورائي.
"ما رأيك به؟"
"لا أريد"
"لما لا؟"
"أمقت التدخين"
لم أجد أي سببًا آخرًا. أعني بحق السماء أنا لم أجلس معه و لم أنصت إلى أحاديثه الا الما يقارب الدقيقتان.
"لقد طلب رقمك"
"لكنني لا أريد الزواج"
"كان لك رأي آخر حينما حدثتني عن آدم، افهمي ذلك، آدم ليس لك. لن أسمح لك بتهديم العلاقة ما بين أخوين. لن تدخلي ذلك البيت كزوجة له. كما أنه صغير كذلك أنت. لم لا تتركي الوقت يأخذ مكانه"
"ذلك شئ آخر، لم لا تفهماني أنا لم أشعر بذلك قط مع أحد آخر"
"ليس كذلك، أنت لا تعرفين الشاب لتقرري إن كنت ستقعين في حبه أم لا"
"لكنني لا أريد"
"حدثيه و من ثم نرى"
شعرت بالإختناق مجددًا و كأن العالم توقف عن توفير الهواء لرئتاي. شعرت بالدموع تنهمر فذهبت إلى غرفتي و الغضب يحتويني. ربما خوف. لا أعرف لم أستطع تحديد ما أشعر به. أكل هذا لأنك تصغرني بعام؟ أكل هذا لأن أخاك أرادني؟ و ما بهذا. أنا عاشقة لك، لن أعشق بعدك و ما شعرت به قبلًا لم يكن عشقًا. فاليفهموا إذًا أنك وحدك مالك قلبي.
في ذلك الوقت، غضبي، توتري و خوفي غلبا مزاجي السئ لأصب جم غضبي بك. صدقني لم أقصد أن أفعل، لكنني شعرت بشئ يضغط قلبي، بقتلني ببطء. لم أرد أن أبوح لك عما يحزنني كي لا تستسلم أنت الآخر لكنني لم أود للأنانية أن تسيطر علي. فتركت المصير لك.
في أشد أوقاتنا ضعفًا انتشلتني أنت من خوفي و أمسكت يدي لتعطيني الأمل. دائمًا ما تواجدت بجانبي أينما شعرت بالضعف أتيت أنت و ساعدتني. لا أستطيع أن أقول أنك لم تحارب، بل فعلت. لقد حاربت بقوة أيضًا حين استسلمت أنا، حاربت أنت عني. شجعتني لأمسك السلاح مجددًا و أحارب لأجلك. لقد أردت أن تحادث أبي لكنني أنا من رفضت. لم أشئ للأمر أن يتعقد أكثر.
أعتذر عما بذر مني من تصرفات خاطئة في أوقات استسلامي. حين فقدت الأمل و أردتك أيضًا أن تستسلم، أردت أن أحطم كلانا. كيف استطعت؟ لكنك لم تستسلم.
أنت تقرأ
رسائلي لك📜🥀
Romanceريما يقرأ البعض رسائلي، لكنني اخاف الإعتراف بأنها كتبت لشخص واحد، لغريبٌ يحمل جميع اسراري... في العلاقات، عليك تحمل الم الفراق و نعومة الحب، تحمل قوة الحب و الاستسلام. لربما يتبين لنا ايضًا من خلال ذلك، أن ليس كل ما يُسمى حب، يكن الحب فعليًا... ان...