البيت المهجور (3)

22 6 3
                                    

بيت جدي، بيت كبير وجميل، كانت تعيش فيه امي و إخوتها مع جدي و جدتي، كان يقال عن جدي أنه كان ساحرا او مشعوذا ولكن امي كانت تقول لي انها فقط مجرد اشاعات مزعجة، كانت تقول انه يخرج الجن من أجساد البشر، ولكنني صدقت امي بالتأكيد، لأنها لم تكذب علي من قبل، ولكن.... اختلفت الأمور بعد ما دخلت إلى بيت جدي...*سعال* اح اح... اح اح اح.... اح.. اح اح اح.... استيقظت لأجد نفسي داخل البيت على الكنبة المهترئة داخل غرفة المعيشة ولا استطيع تذكر شيء عدا الشمعة التي كانت تضيء المكان نزل ذلك الرجل و على كتفه الجثة وكان بيده كتاب، كان الكتاب مثيرا للخوف حقا، كان لونه اسودا وعليه خطوط ذهبية وفي الوسط جمجمة صغيرة، لم أكن استطيع فعل اي شيء إلا المشاهدة،جلست على الأرض ثم بدأ برسم دائرة وبها عدة أشكال ثم وضع الجثة عليها وفتح الكتاب وبدأ القراءة، لم أفهم شيئا مما يقوله، لم يكن الكتاب باللغة العربية أو الإنجليزية بل كان يهذي بكلمات تحسبها غمغمة عند سماعها لأول مرة... ما...ما هذا الشعور الغريب.... أشعر بأن الأرض  تهتز من تحت أقدامي، ز بدأت حرارتي بالارتفاع لا بل حرارة المكان بأكمله وكأننا داخل بركان رغم أن الجو بارد للغاية، بدأت اسمع أصوات غريبة كأنها صرخات  وهمسات و ضحكات وكلمات مبعثرة  أشعر أن رأسي تريد أن تنفجر أغلقت الأبواب و النوافذ فجأة من تلقاء نفسها، والذي أثار خوفي اكثر هو ان الجثة بدأت تحرك أصابعها ثم فتحت عيونها، بدأت بالتكلم وقالت : ها ها ها، لقد عدت مجددا، استطيع التنفس و استطيع... استطيع الإحساس بالأشياء باستخدام هذا الجسد ، وقفت الجثة على قدميها  ونظرت إلي وكان صوت ضحكها يملأ المكان ، وقفت من تلقاء نفسي، وبدأت الجثة المشي نحوي  وانا ارجع إلى الخلف وانا اصرخ واستنجد ولا فائدة، اصطدمت بالخزانة التي  خلفي، وسقط منها خاتم على رأسي وامسكته، كان الخاتم مصنوعا من الفضة وبه جوهرة حمراء وكان داخلها شيء يتحرك وكأنه وكما يدعونه السحرة "الإكسير" ، وجهت الخاتم لا إراديا إلى الجثة، فانطلق منه ضوء أحرق وجه الجثة، نظر إلي ذلك الرجل  ثم اقترب مني وهو يصفق و قال : أحسنت أحسنت، لكن أريدك أن تعلم  نحن لم نخترك عبثا، نحن نريد شخصا يحمل نفس دم القائد، انت التالي!، انت التالي!، استجمعت شجاعتي و صرخت في وجهه : انت !! من انت وماذا تريد مني !؟ نظر إلي ثم ضحك وقال : سوف تعرف قريبا... قريبا جدا... ثم قال : تعال معي، أمسك بيدي ثم بدأت أحس أن الهواء يدور من حولي، ما هذا ؟ انه الانتقال الآني !! وجهت الخاتم نحو يده وتركني ثم اختفى هو و الجثة لم أصدق.. ما الذي فعلته لتوي؟!،لا يهم، ما الذي علي فعله الآن؟! صحيح تذكرت ! المفاتيح الخمسة! لابد أن وراء كل واحد سر مخفي، واحد للغرفة السابعة في الطابق الثاني، واحد للباب الامامي، تبقى ثلاثة ! ما قصتهم يجب علي أن اكتشف سرهم، أمسكت الشمعة وبحثت في كل أبواب البيت ولم أترك بابا لم اتفقده، وكل ما وجدته هو  باب ثالث مقفل في هذا البيت وهو باب القبو، وأما المفاتيح الأخرى فهي تعود لأبواب خارج هذا المنزل! رجعت إلى بيتي وكانت الساعة الثالثة فجرا، كانت امي ما تزال نائمة، ذهبت و أخذت حماما دافئا، ثم ذهبت إلى غرفتي و استلقيت على سريري وأخرجت المفاتيح من العلبة وبدأت احدق بها و الحيرة تملأني ، إلى أن غفوت، و استيقظت على الساعة الثانية عشرة ظهرا، ذهبت وتناولت وجبة الإفطار، ثم أتت امي وقالت : الم اقل لك انك سوف تفسد نومك هكذا؟! تلعثمت و ارتبكت وقلت ها.. اه نعم، لكن لا بأس، فأنا لن ادخل الجامعة إلا بعد شهر على الأقل، ثم نظرت إلي وقالت: أين كنت ليلة البارحة ؟، بقيت صامتا ثم قالت : اسمعني انا أخاف عليك من الخروج في هذا الجو البارد، اعلم انك تحب المطر ولكن، الجو بارد للغاية ولا أريدك أن تمرض فلا يوجد طبيب قريب من هنا، قلت : آسف يا امي، لن اكررها أعدك، وبعدها مرت ساعات و ساعات ولم يحدث شيء يستحق الذكر، الساعة الآن العاشرة مساءً ذهبت امي للنوم كالعادة، أما أنا فتوجهت لغرفتي وأخذت الخاتم و المفاتيح الخمسة وتوجهت إلى بيت جدي!!
إنتهى، يتبع في الجزء الرابع
.
.
اعتذر عن التأخر في نشر هذا الجزء مع العلم ان الجزء الرابع سوف يتأخر بسبب الانشغالات

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 15, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

البيت المهجور السلسلة الأولى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن