المقدمة

29.5K 329 26
                                    

المقدمة ...
هربت ...
زوجته العزيزة هربت مع عشيقها ...
كلمات مقتضبة سمعها على لسان خادمه العجوز تؤكد شكوكه التي ساورته مرارا ...
كلمات جعلته يقفز من مكانه ويحمل مسدسه ثم يخرج من غرفة مكتبه غير أبها بصراخ خادمه ولا والدته ...
هبط درجات السلم الطويل بخطوات سريعة راكضة متجها الى خارج القصر العتيد ...
تبعه رجاله ما إن رأوه يخرج من القصر ليستدير إليهم ويهتف بصرامة :
" محدش يلحقني ...."
ثم ركب سيارته السوداء العالية واتجه الى اول مكان خطر على باله عله يجد اية معلومات عنها ...
...........................................................................
أمام كوخ قديم يقع في أطراف البلدة هبط هو من سيارته الفخمة والتي لا تناسب اجواء هذا المكان ...
وضع مسدسه داخل جيب بنطاله ثم اتجه نحو الباب وأخذ يطرق عليها بعنف ...
ما ان فُتحت الباب حتى اقتحم المكان وقبض على ذراع المرأة العجوز التي فتحته ليصرخ بها بنبرة قوية :
" بنتك فين يا حفصة .....؟!"
ارتجف جسد المرأة بالكامل خوفا من هذا الرجل وبطشه الذي يرهب أعتى الرجال وأقواهم ...
" معرفش ...هي مش المفروض تبقى مراتك وعارف مكانها ...."
" بنتك هربت يا هانم ....هربت مع عشيقها وجابتلي العار ..."
هزت رأسها نفيا وإنكارا لما يقوله وقالت بنبرة مستنكرة:
" مستحيل بنتي تعمل كده ...انا بنتي أشرف من الشرف ... "
شدد من قبضته على ذراعها غير أبه بكونها إمرأة في سن والدته وهتف بها بنبرة عالية غاضبة :
" بقولك هربت مني ...وانتي اكيد عارفة هي هربت فين ومع مين ..."
" معرفش ...قلتلك معرفش .."
صرخت به ببكاء ليدفعها بعيدا عنه فترتطم بالحائط خلفها بينما أخذ هو يسير داخل الصالة الصغيرة للغاية ذهابا وإيابا قبل ان يتجه نحوها مرة اخرى قائلا بنبرة قاتمة :
" بصي انا مش عايز امد ايدي عليكي عشان انتي ست كبيرة وقد أمي ....بس لازم تعرفي إنك لو بتكدبي عليا هتاخدي عقاب قد عقاب بنتك لما الاقيها ..."
" بنتي شريفة متعملش كده ابدا ...."
ابتسم بتهكم ولسانه يردد :
" شريفة .... ضحكتيني والله ... عالعموم لازم تعرفي اني هلاقيها وساعتها مش هرحمهما ..."
ثم اتجه خارج الكوخ وقبل ان يغادره وقف للحظة يهتف بها للمرة الأخيرة:
" قولي لبنتك مش عاصي الغول اللي يسكت عن حقه ... كلها كم يوم وهاجيبها هي وعشيقها ... أخليهم يركعوا قدامي ... يترجوا السماح مني .... وساعتها انا هعرف أتصرف معاهم ....."
انتهت المقدمة

العاصي والمتمردة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن