ما ذنبهم ؟

6 1 0
                                    

نبذه :

لم أكن أظن يوما أن قصص كتلك يجسدها الواقع ولم أكن أتخيل مدى حياتي أني سأجد شخصا عاش تلك العيشة المميته طول حياته فمن هذا المنطلق عرفت مدى قيمة الحنان والعطف وظل سؤال يجوب خاطري ألا وهو :

ما ذنبهم ؟

القصه :

في الرابع من شوال  قررنا نحن الطلاب المتخروجون من الجامعة
أن نقيم إحتفالا بسيط للإستمتاع وقد دعي كل زملائنا وقد جاء الحفل وبدأنا بالأحتفال والتمتع بعد كل تلك السنوات التي بذلنها وفي نهايته قد قررنا الإجتماع والجلوس للتحدث وبدأنا بالتحدث فعلا عن كل ما قد خطر بالبال ولكن ومن بين كل تلك المواضيع قد لفت أنتباهنا موضوع واحد ألا وليس مشاكل الأبناء وقد كانت تلك القصص التي قد قالها الطالبان الآخران غريبة و حزينه في الوقت نفسه وقد قال الطالب الأول قصة كان محتوها :

في أحد الأيام قد بدأت هذه القصه منذ ذلك اليوم الذي عرفته فيه ابن خالتي كان ابن خالتي في عمري تقريبا كان ذكيا جدا وكان يحب الهدوء في كل أفعاله ومنذ عرفته وجلست إلى جواره لم أحبه أو بالأحرى لم أحب البقاء معه فقد كان في نظري شخصا مملا مما جعلني لا أتقرب منه وقد كنت صاخبا لا أحب الهدوء ولست بمستوى ذكائه وقد كنت أحب اللعب كثيرا وفي أحد الأيام وبينما كنت في المنزل برفقة أمي كنت ألعب بدون أي توقف وبعدها أوقعت مزهرية أمي الغالية الثمن وقد كانت تلك المزهرية هدية من جدتي
بدأ الخوف يتسلل إلى قلبي وبدأت الدموع تنهمر من عيني
ولكن ومع ذلك جمعت كل القطع المنكسرة ووضعتها في القمامه وفي المساء جائت أمي إلي وقد كان الغضب يبدو على محياها وبدأت بالصراخ في وجهي وتأنيبي وقد طال التأنيب إلى أن مرة نصف ساعة وأيضا قد أرغمتني على ملازمة غرفتي طول العطله ولكن كل هذا لم يكن ليؤثر بي ويغير حياتي سوى تلك الجمله
( أنت لن تكون مثله أبدا أنا أكرهك )
ومنذ ذلك الحين وهي تصرخ بوجهي وتخبرني أن أكون مثله ابن خالتي الذي ازداد كرهي له لمقارنته بي وحب أمي الشديد له. وقد تطور الأمر إلى أنها كانت إذا ذهبنا إلى خالتي كانت تعطيه الهدايا و تلاعبه ولم تكن لتنظر إلي ولو لنظرة واحده وفي أحد الأيام حاولت أن أكون مثله لأنال ما يناله من أمي بقيت أحاول مرارا وتكرارا ولكن من دون جدوى
ولم أستطع أن أكون مثله بدأ اليأس يسيطر علي وبدأت أفقد الأمل في العودة إلى ماكنت عليه ...
وبعد أشهر من هذا الحال وفي أحد الأيام حصل حادث مروري على خالتي و زوجها وإبنها لم أصدق كمية الفرح الذي إنتابني عند مكالمت أمي للطبيب لقد كنت أتمنى أن يموتوا جميعهم وذهبت للنوم وقد كنت في غاية السعاده وفي اليوم التالي حدث مالم يكن في الحسبان
تلك الإبتسامة العريضة من أمي سألتها بكل إستغراب
ما الأخبار هل هم بخير؟ .
وليتني لم أفعل فقد جاء الرد صاعقا !
لقد ماتوا جميعا ما عدا إبنهم ولهذا سأرعاه أنا
ومنذ اللحظه بقي ابن خالتي يعيش معنا و ظل الأمر على ما كان عليه سابقا وقد كنت منبوذا حقا وقد كانت أمي تعطيه الحلوى والهديا وتتركني خلفها وقد كان ينظر إلي ببتسامته المتعجرفة الحقيرة وكأنه يخبرني أني لم أعد أبن أمي وقد أخذ هو مكاني
وفي أحد الأيام ذهبنا للتنزه وبقي هو يلعب هنا وهناك وأنا لم أعد أود اللعب وعندما ذهبت أمي لتشتري له المثلجات ذهبت إليه وقد سيطر علي الغضب أمسكت بعنقه والدموع في عيني وبدأت بالصراخ أنت لن تأخذ أمي مني أفهمت أنا لن أسمح لك بهذا أنا ابنها الحقيقي
وبعد فترة وجيزة من هذا الحال أمسكت بي أمي ورمت بي بعيدا وقالت ما الذي تفعله أتريد قتله أيها الغبي ألم أنهك عن هذا ؟ وبقيت تأنبني وبعدها ذهبت مسرعة و أخذت ابن خالتي وركبت الحافله كأنها تريد مني الموت جوعا هنا حاولت اللحاق بها ولكن من دون جدوى ولم يكن مني أن أفعل شيئا سوى البكاء صرخت بأعلى صوتي ( أنا أكرهكما أتمنا أن ترحلا مدى الحياة ) بقيت في الحديقة وقد حل الظلام علي وقد كنت أتظور جوعا وقد كان البرد قارسا سمعت أحدهم يقول يا فتى لم أنت وحيد هنا نظرت ورائي وإذ به رجل عجوز أمسك بيدي وقال : أين هي أمك؟ ولما أنت وحيد هنا ؟
أخبرته بكل حزن وألم شديد : لقد تخلت عني وفقدت الوعي بعدها أستيقظت بعد إذ وقد كنت على سرير من الحرير و قد كان الجو دافئ نهظت بسرعه نظرت حولي فرأيته الرجل العجوز أخبرني أنه قد قرر الإعتناء بي ورعايتي إن كنت أسمح بذلك
لم أستطع أن أصف شعوري حينها فرح ممزوج بحزن عميق
وبعدها وافقت على طلبه
وبعد ستة عشر  سنه صرت جرحا و قد كنت قمة في البراعة في الجراحة
وفي يوم من الأيام قررت أن أذهب لمنزل أمي لعلها قد إشتاقت إلي وعندما وصلت قرعت الباب لم أجد أحدا في المنزل وحينها قابلت فتاة سألتها عن أمي وابن خالتي فأجابت لقد ماتت منذ سنوات ألا تعلم لقد قتلها ابنها وهو الان ملاحق من قبل الشرطه !!
لم أستطع تصديق الأمر لقد كانت تريد قتلي فماتت على يد من تحب

وقال الآخر :

في إحدى ايام العطلة الصيفيه قد بدأت قصتي
كانت أيامي كلها هم وحزن لم أعرف السعادة يوما منذ إجتماعهما أمي وأبي بل قد كانت تبدو أن الحياة لم تكن لتوفر لي أجواء سعيدة منذ ولادتي هل أنا السبب ؟ هل أنا وجه نحس على البيت ؟ ظل هذا السؤال يدور ببالي طول تلك الأيام التي عشتها معهم كانا دائما ما يبدئان بالشجار عندما يرى أحدهما الأخر كنت أخذ أختي الصغيره إلى الغرفة وأغلق الباب أبدأ بالبكاء لأني أعلم ماينتظرني بمجرد أن تنتهي المشاحنات بين الإثنين تذهب أمي وتصب جل غضبها علي وتبدأ بضربي إلى أن أفقد الوعي كأني أنا من كنت السبب في ذلك وبعدها أبقا محبوسا داخل غرفتي أياما عدة لتشفى جميع جراحي وفي أحد الأيام أنفصل والدي عن والدتي وحان وقت الرحيل ذهب أبي تاركا البيت خلفه وكأنه يريد التخلص منا حقا بقيت في غرفتي لتجهيز حقيبتي للذهاب لمنزل جدتي برفقة أمي وعندما ذهبت إليها بدأت بالنظر إلي كأنها لم تكن ترغب بي وقالت : لماذا لم تذهب مع والدك ؟
ألا تعلم أن أختك تكفي لأرعها هيا أذهب أنا لا أريدك
صدمة حلت علي ما مالذي تقوله لم أستطع تصديق الأمر أنا الذي كنت دائما ما أرعاها أرعا أختي وأتحمل كل تلك المشاق وفي نهاية الأمر لم أكن سوى فتى غير مرغوب به ذهبت بسرعة نحو المطبخ جلست هناك وقد كنت محطما فاقد الأمل ماذا أفعل؟ أين أذهب؟ لماذا تركوني ؟ وبعدها أمسكت بي أختي من الخلف وقالت بكل حزن وهدوء أنا آسفه لم أكن أرغب بأن نتركك خلفنا وبعدها أخرجت السكين من خلف ظهرها وغرزته في قلبها ...
لا لااااا أختي أختي بقيت أبكي وأصرخ  لم لم فعلت هذا أن أترجاك عودي عودي للحياة وبعدها جائت أمي وأخذتني بلا مبالاة  منها وعشت معها على الرغم من أن الحياة كانت قاسية ومليئة بالحزن ولكن تنفيذا لطلبك أختي أنا لن أضيعه
ولكن ما ذنبي إن كانت المشكلة بينهما ..

                     *************

النهايه

تهمني آرائكم و إنتقاداتكم 💜🖤
وشكرا لكم 💜

🎉 لقد انتهيت من قراءة ما ذنبهم ؟ 🎉
ما ذنبهم ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن