لحظات طيش

25.8K 561 94
                                    

رواية لحظات طيش
تبدأ القصة في بلد عريق ... عرف عنه الاصالة ..
قامت به اعرق الحضارات ...
ورثت هي جمال ملكات هذ البلد ... الجمال السومري ...
في الثاني عشر من شهر فبراير ... في تمام الساعة الثاني عشر ظهرا ... اطلقت امرأة صرخاتها ... كانت تتألم كثيرا ... ربما جميع من هم في حي الاعظمية سمع صراخها ...
هذه الولادة الاولى لرباب ... تتمسك بيد والدتها بقوة ... الى ان اعلن الطفل عن حضوره الى هذه الحياة ...
ارتخى جسد رباب ... هاقد انتهت معاناتها ...
عبست والدتها ... فأثارت قلق رباب ...
- يمة شكو !.
- جتج بنية .
عادت الطمأنينة اليها من جديد ... قالت بأيمان : الحمد الله على كل حال .
دخل عامر زوج رباب بعد ان سمع بكاء المولود الجديد ...
قال بفرح : بشروا !.
ابتسمت رباب وقالت : اجتنا بنية .
تناول عامر ابنته الصغيرة ... كانت صغيرة جدا ... حت انه يخاف ان يحملها او يؤذيها ... هذه اول مرة يشعر بالابوة ...
نظر اليها والى جمالها ... قال : حسميها ليليان .
رباب : حلو كلش هالاسم .
مرت السنين ... كبرت ليليان كان كلما تكبر تزداد جمالا ... حتى انهم في يوم ميلادها من كل سنة يغنون لها ( كل ما تكبر تحلى ) ...
كانت مدللة جدا .. فجدها كان غني ويحضر لها ما تشاء .. اما رباب فكانت تحافظ عليها بشكل كبير ... لم يكن لها اصدقاء بالرغم من خفة ظل ليليان ...
كانت تنظر عبر النافذة الى الاطفال وهي يلعبون في الشارع ...
كانت وحيدة .. بالرغم من وحدتها كانت مرحة للغاية ... تسلي نفسها بنفسها ... تجمع العابها وتقيم لهم حفلة ... كانوا هم اصدقائها ...
حتى عندما كانت تنام ... كانوا تضعهم على سريرها ... كان عددهم كبير ... لذا كانت تنام على حافة السرير وتترك الباقي لهم ...
اعط لكل لعبة منهم اسماً ... ( نوسة - ادوراد - سالي ... الخ ) ...
في ١٩٩٩ دخلت المدرسة كان عمرها خمس سنوات ...
كان تحظى في المدرسة بعناية خاصة ... لأن جدها كان يهدي المعلمات هدايا كثيرة ...
حتى ثيابها كانت من ارقى مايكون ....
مرت الايام ... وصولا الى عام 2003 ...
الجميع استنفر لحدوث الحرب ... رحلت عائلة رباب الى محافظة ديالى ... اما رباب وعامر وليليان فضلا المكوث في المنزل ... وبرووا ذلك بقولهم ( منريد نتبهذل ) ... ولسوء الحظ كان منزل عامر الجديد الذي انتقلوا اليه منذ اشهر معدودة ... قريب من معسكر قريب على الخط السريع ... يفصل بينهم كيلو متر واحد ...
بدأت الغارة لأول مرة ملعنة الحرب في الساعة الرابعة فجرا ... هرعت ليليان من فراشها واتجهت فورا لغرفة والديها ...
اختبأت بخوف في احضان امها ... كانت اصوات القنابل والصواريخ مدوية ...
كل يوم كي لا تسمع تلك الاصوات المرعبة كانت تضع السماعات في اذنيها ولكني هذه الطريقة لم تجدي نفعا ...
حتى انها احيانا كانت تفرش الفراش تحت طاولة الطعام ... وتنام تحت الطاولة... ظننا منها ان السقف اذا وقع ستكون هي تحت الطاولة ...
كان يوما مسأويا وكأيبا ... حيث تحولت سماء بغداد الى اللون الشفقي ... كان الغبار في الجو يملأه ويملأ صدور الجميع ...
رحلت عائلة ليليان الى ديالى ... لحقوا بعائلة رباب ... عند وصولهم تفاجئوا مما رأوا ...
كان منزلا قديما جدا ... ايل للسقوط ... مزدحم ...
كان به جميع اقارب رباب ... كانت اربع غرف ..
الغرفة الاولى والدا رباب وهي وزوجها وليليان ...
في الغرف الثانية ... كانت غرف خالاتها واعمامها ...
بالنسبة لطفلة .. كان معاناتها عدا الحرب هو ذهابها الى الحمام ليلا ... حيث يقع الحمام خارج المنزل ... عدت الاشباح الذين في مخيلة ليليان كان يخيفها الحشرات التي في الطريق ...
مرت الايام بصعوبة ... وهاقد اتى يوم سقوط اعظم البلاد ... سقطت بغداد ... كان المنزل منقسم لنصفين ... والدة رباب وجديها يبكون في الغرفة .... والاخرون يحتفلون في الغرفة الاخرى ... كانت في حيرة !!... هل تبكي ام تحتفل !!... هي حتى لا تعرف مالذي يجري ...
عادوا الى بغداد ... كانوا في حافلة ... شاهدت في طريق عودتها اشخاص يحملون اغراض على ظهورهم ... نساء ورجال ...
سألت والدتها : ماما هذولة شديشيلون ؟.
رباب : شايلين غراض الدولة .
- وليش شايليها .
- لأن ماعدهم .
- زين وهاي البناية حتبقى فارغة ؟.
- اي .
رأت هذا المشهد كثيرا خلال طريقها ... ورأت عربات مخيفة اطلقوا عليها ( دبابات ) ...
كان الجميع يلوح لتلك الدبابات بفرح ...
سألت ليليان خالتها : خالة ليش تأشرولهم !.
- لأن فرحانين بيهم .
- ليش؟.
- هذولة الامريكان جايين يطورون العراق ... حيسوونا مثل امريكا .
ابتسمت ليليان بفرح .. لسماعها تلك الاخبار ...
كبرت ليليان واصبح في الصف الرابع الابتدائي ... كانت يوميا تذهب مع جارتهم ستيفاني المسيحية للمدرسة .... كانتا معا في نفس الصف ..
ذات صباح وبينما تستعد ليليان للذهاب الى المدرسة ... سمعت صوت صراخ ... خرج الجميع من بيوتهم كانت عائلة ستيفاني خارجا يصرخون ويبكون ...
سألته رباب : شبيكم !!... شكو ؟.
قال والدة ستيفاني وسط شهقاتها : الن خطفوه ااااه ابني .
كانت هذه اصعب ايام تمر على ليليان كانت الكوابيس تطاردها ... تخاف ان تخطف !!...
في عام 2005 ... خافت رباب كثيرا على زوجها عندما اتت موجات الاغتيالات ... طلبت من اختها سحر التي تسكن في دولة قطر وهي متزوجة من رجل قطري ان تجد لعامر عمل في قطر ...
وفعلا وجد عبد الله زوج سحر عملا جبدا في شركة هندسية لعامر ... سافر عامر الى قطر ...
اما رباب وليليان فذهبتا الى بيت والدا رباب للعيش هناك ...
كان عامر فيالاشهر الاولى في قطر يشعر بالغربة ... كان عندما يستمع لاغنية تحبها رباب ... يتصل بها ... وهي ايضا كانت تفعل هكذا ...
اما ليليان كانت تنام وهي تحتضن صورة ابيها ... كان دائما تردد ( اني حزوج واحد مثل بابا ) ...
بالنسبة لسحر .. كان لديها صديقة اسمها جمانة ... سورية ... كانتا صديقتان جدا ... جمانة عمرها اثنان وثلاثون ...
ولكنها في الاشهر الاخيرة تركت عملها في قناة الجزيرة لانه متعب جدا ...
جمانة : يا الله لازم دور على شغل بسرعة قبل ماتنلغي اقامتي .
سحر : زين رح اكتبلج عنوان هايالشركة الي يشتغل بيها زوج اختي وانتي روحيله بلكي يلقالج شغل .
وفعلا ذهبت جمانة الى الشركة ... وقابلت عامر ..
حصلت على الوظيفة ... وايضا عامر ...
اقاما علاقة غير شرعية معا ... وعندما حملت منه ... تزوجها ... بالطبع انقطعت اخبارها عن سحر ..
ولكن المفاجاة عندما كانت سحر في احدى المرات في الصيدلية ... رأت عامر وجمانة يمسكان يد بعضهما ... كانت بطنها كبيرة بسبب الحمل ...
لم يعر عامر سحر اهتمام وكأنها ليست موجودة من الاساس ...
انهارت سحر من الصدمة... كانت لا تنام ليلا من شدة التفكير ... وايضا بسبب شكوى رباب لها بأن عامر تغير في الاونة الاخيرة !..
لم تطق سحر ان تخبر رباب بالامر ... ولكن عبد الله اتصل برباب وقال لها بصريح العبارة : حجزت لج انتي وبنتج اقرب طيارة جاية قطر تعالي بسرعة شوفي ريلج .
كانت ليليان في منزل صديقتها ريا تلعبان معا ... عادت لمنزلها لأخذ بعض الالعاب ... وجدت والدتها تلكي بحرقة وجديها بحتضنانها ...
سألت ليليان والدتها : ماما شبيج تبجين ؟.
لم تجبها والدتها واستمرت بالبكاء ... اخذتها جدتها الى داخل الغرفة ومسحت على شعر ليليان وقالت بحنان : حبيبتي ماما ضايجة عوفيها اليوم .
- زين بيبي شبيها هي دتبجي !.
- واحد نعرف مات .
- منو !.
- جيرانة متعرفيهم .
- اها .
وصدقت ليليان الكذبة ...
في منتصف الليل كانت ليليان متجهة الى الحمام فسمعت صوت بكاء ونحيب ينبعث من غرفة والدتها ... اقتربت من باب الغرفة ... رأتها تقطع صور وتبكي بحرقة ...
كان رباب تقطع صوره كما يتقطع قلبها بسببه ...
كانت ليليان تتسائل دوما لم والدها لا يتصل كثيرا مثل السابق!... كانت جدتها تجبيها انه يتصل عندما تكون هي نائمه ...
عندما عرفت انهم سيسافرون الى البلد الذي سافر اليها والدها طارت من الفرح ... اخيرا ستجتمتع اسرتها مجددا ...
كانت هذه اول مرة تركب فيها الطائرة ... شعرت بالخوف كثيرا .. وازداد خوفها عندما علمت ان قطر من دول الخليج ... كما درست في الجغرافية اي انها ستكون فوق البحر !!...
وصلت رباب وليليان الى قطر ... اتجهتا فورا الى العنوان الذي بعثته سحر لرباب وهو منزل عامر ...
وصلت رباب مع ابنتها وحقائبها الى منزله ...
طرقت الباب وهي تبتلع ريقها ...
فتحت لها الباب وصدم عندما رأها ...
نظرت اليه بعينين يملأهما العتب ...
بكل وقاحة وقف امامها وقال : شتريدين .
قبل ان تستوعب رباب ماقاله ... احتضنت ليليان ابيها بشوق ...
لم يحرك ساكنا ... بل قال لها : جاية وجايبة البنية ومبهذلتها مناك لهنا شكو!!.
لم تجبه رباب لان الصدمة كانت قوية عليها ...
استرسل : اخذي البنية ورجعوا ... صار عدي عائلة وجهال .
امسكت بيد ابنتها الصغيرة ... ابعدتها عن ابيها ...
قالت له : حسبي الله ونعم الوكيل .
اتجهت رباب الى منزل اختها ... دخلت غرفة النوم وتركت ابنتها برفقة سحر وعبد الله ...
اشتاقت ليليان لوالدتها ارادت الدخول لرؤيتها ...
لم ترها لمدة يوم كامل ...
استيقظت في اليو التالي على صوت صرخة هزت المنزل بأكمله ....
اتجهت فورا الى مصدر الصراخ ...
دخلت غرفة امها ... وجدت خالتها تجلس على الارض وتبكي ... وزوج خالتها بقف مصدوما ...
لكن الصدمة كانت عندما رأت والدتها ملقاة على الارض ...
كانت الارض مليئة بالدماء ... يد والدتها مجروحة .... انتحرت رباب ... ظنت انه الحل !!... الشيطان اعماها ...
ليليان الطفلة ذات التاسعة من عمرها ... تشاهد هذا المنظر المروع !!!....
بكت ... صرخت ... حتى انها ضربت انها علها تفيق ... لكن لا جدوى لذلك !!...
حضر عامر الى العزاء ... احتضن ابنته ... بقي معها طوال اليوم ...
ولكن عندما حل المساء وذهب الجميع نهض عامر ... وقال : يلا اني استأذن .
صرخت سحر به وقالت : انت شنو من بشر بنتك تيتمت !!!... وجاي تعزي جنك غريب ... مكفى الي سويته وموتتها !!.
قال ببرود : محد قلها انتحري ... جانت لحظة طيش منها .
عبد الله : وبنتك حتعوفها هيج!.
عامر : ماقدر اخذها وياي لبيتي .
عبد الله : عيل !.
عامر : خلوها يمكم بين ما اتصرف .
خرج عامر تاركا خلفه يتيمة محرومة من الحنان ... وحيدة لا تعرف اين ستذهب وماذا يخبئ لها القدر ...
اغلق الله بابا ... ليفتح لها بابا اخر ... وها هي الان ستضع قدمها على هذه العتبة المجهولة ...
كان عبد الله مهموما طوال يومه ...
لا يشعر بمن حوله ... حتى انه لم يشعر بدخول صديقه الى مكتبه ...
- الى ماخذ عقلك يتهنى .
انتبه عبد الله لوجود صديقه محمد ...
- هلا والله محمد اخبارك .
- احسن منك .
- هههه .
- شفيك حال مايسر عدو ولا حبيب .
اخذ نفسا عميقا وقال : اوووه الدنيا غريبة وايد .
- عسا ماشر شصاير.
اخبر عبد الله صديقه بكل شئ ...
محمد بهم : ياريت لو اقدر اساعدك .... انزين ليش ماتودوها دار ايتام او ردوها للعراق .
- مالها حد هناك كلن مشغول بهمومه ... بعدين انا ماقدر اخليها عندي في البيت البنت خلاص مراهقة وتعرف زوجتي دوامها طويل وشفتات مايصير تتم معاي في البيت .
- صح كلامك ... انزين حاولت مع ابوها ؟.
- ابوها مسكر حتى الجوال ومايرد على حد .
- ياريت لو اساعدك واساعد هالبنت اليتيمة .
قال عبد الله بلحظة طيش : اي تقدر تساعدني .
- شلون؟.
- تتزوجها .
- نعم!!!... بصدمة قالها محمد .
- اي .
- شفيك !! ... اتزوج بزر عمرها عشر سنين وانا اكبر منها باحدعش سنة!!!.
- مب زواج زواج !!... يعني حاليا تزوجها بس تكون تحت وامرك وبعدين لما تكبر البنت يحلها حلال.
- ماقدر كان بودي اساعدك بس اهلي شقولهم !!.
- مادري .
صمت محمد ليفكر .... وبعد دقائق قال بلحظة طيش : موافق ... بس بالسر يعني مابعيش معاها بقعدها بروحها في بيت وانا مع اهلي .
- كفووو فيك .
- افا عليك وبعدين بنت يتيمة اخذ اجر فيها .
اخبر عبد الله سحر بما حدث عارضت في البداية ولكنها في الاخير قبلت ورضخت لزوجها ...
اتصلوا مرارا بعامر ولكنه لم يجب ... ارسل عبد الله رسالة لعامر ( لا تخاف مابقولك تعال خذ بنتك بس في واحد يبي يتزوجها افرح اخيرا بتفتك اتصلي )
وفعلا اتصل عامر بعبد الله واتفقا على كل شئ ...
اما ليليان كانت لا تعلم ماذا سيحدث ... تقضي اغلب الاوقات مع الخادمة الفلبينية التي تلعب معها ...
جهزت محمد شقة في برج راقي جدا ... اراد ان يعوض الفتاة عن المعاناة التي عاشتها بتوفير حياة كريمة لها ... بالرغم انه لم يتقبل فكرة انها ستصبح زوجة الا انه سعي لمساعدتها ...
طلب من معلمة بريطانيا تعمل في مدرسة اخيه الصغير ان تصبح مربية لليليان وتسكن معها بمقابل راتب ضخم ...
تمت الاجراءات في يوم ١٥ مايو ٢٠٠٦ حزمت سخر اغراض ليليان للذهاب مع محمد ...
كانت ليليان في حيرة من امرها لا تعلم اين تذهب !!.
- خالة حرجع العراق يم جدو وبيبي!.
- لا حبيبتي حتروحين ويا عمو محمد حيدير باله عليج ويوديج مدرسة ويجيبلج لعابات هواية .
- لا اريد ابقى يمج .
- مو حبيبتياني وعمو عبد الله مسافرين عدنا شغل.
- زين شوكت ترجعين !.
- حنطول بس انتي صيري عاقلة وسمعي كلام عمو زين !.
- اوك بس لتتاخرين .
- عفية بالشاطرة .
اختضنتها بقوة وهي تودع رائحة اختها رباب ...
ذهبت ليليان مع محمد ... كانت تنظر للشوارع بدهشة هذه اول مرة تخرج وتمعن النظر بما حلوها لأنها لم تخرج منذ وصولها للدوحة ...
وصلوا الى ابراج المها .. حيث كانت شقتها هناك ...
كانت تسير معه ولا تعلم حتى ما اسمه سوى ( عمو ) ....
وصلوا الى الطابق السابع عشر .... دخلت الشقة حيث كانت ايلينا باستقبالهما ....
كانت الشقة جميلة جدا وواسعة .... قالت الينا : مرحبا بك ليلي .
لم تفهم ليليان لأنها عندما اتت من العراق اخذت الحروف الانجليزية فقط في الصف الخامس ابتدائي ...
قال محمد : تحدثي معها في الاونة الاولى باللغة العربية وبعدها عوديها .
قالت الينيا : نورتي ليلي .
نظرت ليليان لمحمد بدهشة وقالت : هاي عربية!.
- لا بس مولودة هني عشان جي تتكلم عربي .
- زين منو هاي ... مرتك !.
- لا هاي المربية مالج .
الينيا : شرايج نشوف الغرفة مالج الجديدة .
مدت يدها لليليان ... امسكت بها ليليان وسارتا الى الغرفة ... دهشت لجمال تلك الغرفة قالت بفرح : الله براتز شكد حلووووو احبهن .
الينيا : قولي لمستر محمد شكرا.
نظرت اليه ببراءة وبعدها ذهبت اليه واحتضنته : شكرا عموو .
ابتسم محمد ... غلب عليه الشفقة كثيرا...
قام بتسجيلها في مدرسة مستقلة ... كان يجب على ليليان ان تعيد دراسة الصف الخامس لأنها دخلت المدرسة مبكرا ...
وضع لها سائق ... وخرجت مع الينيا لشراء الادوات المدرسية ...
لم تنم طوال تلك الليلة من الخوف ..، كانت تفكر في يومها الدراسة الاول في هذه المدرسة وهذا البلد .... هي لم تكن من الاساس تحب المدرسة بسبب ماعانته في العراق ... مدارس مدمرة ... قذرة ... وادوات واثاث قديم ... عدا الضرب ...
ذهبت برفقة الينا الى المدرسة ... كانت المدرسة مبهرة ... لجمالها وحداثتها ... كانت ليليان تنظر الى الارض التي تعكس صورتها ...
دخلت الى صفها كان الصفة رائع ... الحائط مطلي باللون الزهري ... يجلس الطلاب على شكل ثااث مجموعات ... السبورة بيضاء وليست خضراء ... الالواح والرسومات معلقة على الحائط بترتيب ...
كانت حصة اللغة الانجليزية ... شعرت انها ضائعة ... تتحدث المعلمة بطلاقة ... والغريب ان الطلاب يتسجيون معها ويتحدثون مثلها ...
في وقت الاستراحة ... اخذت حقيبة الطعام وذهبت الى الكافتيريا ... كانت تجلس بمفردها ...
مرت الايام ومحمد في بريطانيا يكمل دراسته للطيران ... ويتواصل مع الينا باستمرار ...
تعودت ليليان على المدرسة ... اصبح لها صديقات ... ولكنهن مصريات ... كانت لا تعرف اللهجة القطرية جيدا لكن المصرية اتقنتها بسرعة بسبب الافلام التي كانت تشاهدها ...
عندما حان موعد اجازة محمد ... واتى الى الدوحة ... قرر الخروج مع ليليان ... ولكنه كان خائفا ان يراه احد معها ... وان كانت صغيرة ...
كانت ليليان تريد الذهاب الى السينما لمشاهدة فيلم عمر وسلمى الجزء الاول ...
حجز محمد السينما Vip..
كان متستمعة لانها اول مرة تدخل سينما ...
كانت تتحدث وهي صامت ...
كان يشعر بالملل معها ولكن انسانيته تجعله يستمر ...
في اليوم التالي ذهبت ليليان مع الينا الى جنغل زون ... استمتعت كثيرا هناك ... التقطت الكثير من الصور ...
اما محمد قضي بقية عطلته مع عائلته ...
اتصلت الينا بمحمد واخبرته ان ليليا تريد رؤبته ...
وعندما اتى ... جلست بجانبه بغنج وقالت : باجر عيد ميلادي .
- كل عام وانتي بخير .
- لا اريد حفلة .
- ماينفع .
- ليش!.
- مابنفع وبس .
- بكرة بيصير عمري ١٢ سنة وبعدين رفيجاتي كلهن يسون.
- ههههه رفيجاتي .
- هههه شنو !.
- صرتي تحجين قطري.
- اي تعودت ... حباب الله يخليك .
- اسف ليلي ماقدر .
نهض وهم بالرحيل ... جرت ليليان الى غرفتها لتبكي ...
قال الينا : ليش ماترضا تسوي!.
- لان ماينفع لما رفيجاتها واهل رفيجاتها يجون مارح يسالون وين اهل ليليان !!.
- عادي بنقولهم مسافرين .
- لا ماينفع .
رحل محمد ... وذهبت الينا لتصالح ليليان لي غرفتها ...
في اليوم التالي ... سمعت ليليان طرق باب الشقة .... فتحت فكان محمد ...
فتحت واعطته ظهرها بزعل ...
- صايرة تعطيني ظهرج !.
- اي ماحجي وياك .
- انتي للحين بالبيجاما يلا بسرعة وراج مشاوير .
- ما وراي شي .
- يلا بسرعة عيل من بيعلق زينة العيد ميلاد !.
- شنووووو.
- اليوم بسويلج احلى حفلة .
- بس مالحقت اسوي شي !!.
- انا ظبطت بس روحي للصالون مع الينا خلها تسويلج تسريحة سندريلا .
- حفلة تنكرية !.
- ايوة .
كانت اروح حفلة عيد ميلاد ... الزينة والطعام وكل شئ حتى انه احضر هدايا لصديقاتها ....
بلغت ليليان ... ودخلت مرحلة المتوسطة ... وهذه رابع رمضان تقضيه ليليان في الغربة ...
كان محمد متواجد في الدوحة لقضاء رمضان مع اهله ....
كانت تريد ليليان ان تدعوه لتناول الافطار معها ولكنها تخجل ...
كان يأتي لزيارتها بعد صلاة التراويج ...
ذات مرة وعندما كان يزورها قالت له : اريد اشتري ثوب نشل .
قال باستغراب : شحقه ؟.
- علمود القرنقعوه .
- تبين تطلعين ف القنرقنعوه !.
- اي اتفقت ويا صديقاتي نطلع .
- ههههه الحين شكبرج تبين تطلعين .
- ليش اني بعدني صغيرة.
- ثاني اعدادي وصغيرة!!.
- اي عاجبني اطلع ولا رمضان طلعت .
- انا بجيبلج حلاوة وكل شي وقعدي في البيت .
امسكت يده وقال بترجي : حباب الله يخليك اررررررررررريد .
- اوووف ... طيب بس الينا بتطلع معاكم .
- لا ماريد .
- اوك .
وفعلا في يوم الخامس عشر من رمضان ... ارتدت ليليان ( ثوب النشل ) وحملت كيس ال( قنوقعوه ) وخرجت مع صديقاتها ....
كانت ليليان تسافر معالينا في كل اجازة ... الى بلاد مختلفة ...
مضت السنين ... اصبح عمر ليليان سبعة عشر سنة ...
وهنا بدأت هي بخوض رحلة عذاب ثانية ...
انتهى محمد من الدراسة في بريطانيا وعاد الى الوطن ليعمل مساعد طيار ...
ذهب لزيارة ليليان ... جلس معها بمفردها ...
قال لها بجدية : انتي تعرفين انا شنو اصيرلج ؟.
قالت ليليان بحزن : اي ادري .
- من قالج .
- الينا .
- تعرفين ان سويت كل شي عشانج صح؟.
- اي ... شنو تريد تطلقني؟.
- لا .
- لعد !.
- لازم تصيرين زوجتي صج.
- أأأ ..
- انتي كبيرة وواعية ... بنكون مثل اي زوج وزوجة .
لأن ليليان تحبه ... ولم ترفض له طلبا قط ... وافقت ... ظنت انهما سيصبحان زوجين امام المجتمع ... ولكن الحقيقة انها اصبحت زوجته في الفراش فقط ... عندما يخرج من غرفة النوم ينساها ....
كانت زياراته لها فقط لينام معها ... لم يعد كما كان في السابق ...
في احدى المرات ...
قالت له : احنا لمتى رح نبقى على هذا الحال !.
اجابها بشرود : مادري .
- اني اريد يصيرلي عائلة .
- بس هالعايلة مابتكون معاي ... انا لي حياتي الخاصة ليليان.
- زين واني !.
- انتي دخلتي حياتي غصب عني .
- اني ع الهامش بحياتك ... اريد اسوي عائلة ... اريد يصير عدي هواي جهال ... اا..
قاطعها قائلا : ليليان ... عمري مارح اسمحلج تكونين ام .. سواء مني او من غيري .
نهض من السرير .. وارتدى ثيابه ... خرج من الغرفة ... بقيت هي في حيرة تجلس على السرير سألت نفسها مرارا ... : يعني رح ابقى بحدي!.
يجلس في المقهى ... يفكر .. ما نهاية قصتي معها ... هل اتركها؟... ولكن مستحيل ان ابقى معها ... اقتحمت حياته فجأة ...
كانت هذه الافكار تدور في رأسه ... ولكن لم يصل لحل ...
في يوم ميلادها الثامن عشر ... لم يقم لها احتفالا كالعادة ... بل حضر لها مفاجأة ثانية ...
عادت من المدرسة وهي تفكر يا ترى هل سيفاجأها بحفلة !!... دخلت غرفتها ... وجدت صندوق للهدايا ... سألت الينا : منو جابه !.
- استاذ محمد .
فتحته على الفور ... وجدت به تذكرة سفر واحدة ... قرأت الى اين الرحلة .... فرنسا !!..
اتصلت به وقالت بدون ان تقول مرحبا : هاي المن .
- اول شي يقولون السلام عليكم .
- عليكم السلام .
- شلونج ؟.
- تمام ... شنو سالفة التيكت؟.
- شنو ماتبين تسافرين !.
- اي اريد اكيد بس ليش وحدة والينا.!
- بتروح بلادها اجازة .
- شن اسافر وحدي!.
- لا انا معاج .
- ياااااااي الله شكد حلووووو.
ابتسم هو عندما سمعها تهتف بفرح ...
سافرا الى باريس ... كانت هي سعيدة جدا لان هذه اول مرة تسافر معه ...
وصلا الى الفندق ... هو ايضا كان يشعر بالحماس ... غيروا ثيابهما فورا وخرجا ...
سألها عندما كانا واقفين في ردهة الفندق : وين تبينا نروح ؟.
- برج ايفللللللللل .
- ههه اوك يلا.
ذهبا الى برج ايفل ... وقفت امامه تنظر بدهشة وفرح ...
بدأ باخذ الصور لها ... امسكت يده وقالت : مو وكت صور هسة تعال .
كانت تركض وتجره ... الى ان صعدا الى البرج ..
وقفت لتشاهد المنظر ...
- واااااااااو روعة المنظر يخبل يخبل.
- مستانسة!.
- اكيد .. شريد اكثر من هيج .. حلم احس.
- اقرصج!.
- اوك بس لتوجعني .
قرص خدها وقال : ها صدقتي!.
- اي .. قالته وي تدير وجهها من جهة اخرى كي لا ترى عينيه التي تجذبانها اليه ...
ذهبا الى مطعم لتناول العشاء ... استأذن هو للذهاب الى الحمام ...
بينما كانت تنتظره ...
رأت على الطاولة التي امامها ... رجلا .. لطالما احبته ... لطالما حلمت ان تتزوج رجل مثله ...
هو نفسه الذي خذلها ... كان مصدر عذابها ...
تسبب بتيتيمها ...
كان يطعم ابنتيه ... ويضحك مع زوجته ...
نهضت بغضب واتجهت اليه ...
وقفت امامه ... ثنيت ذراعها الى صدرها ...
قلت : سم ان شاء الله .
نظر الي بصدمة ...
قال : ل ... ليليان!!!.
صفقت له وقلت : عفية عليك بعدك متذكو اكو وحدة اسمها ليليان ... زين بالله شتصيرلك؟.
قالت زوجته : مين هيدي حبيبي !.
- اني الي ماتتشرف تكون بنته .
نهض من مكانه بغضب وقال : احترمي نفسج.
- ههههههههه محترمة نفسي بس مو محترمة الي قدامي .
- قسم بالله لو قلتي كلمة ثانية اندمج .
- هههههههههههه رجت ضحكتي المكان ... قلت : اولا زين تعرف الله ثاني شي شتسوي اكثر !!! انت اب!! الحيوانات احسن منك .
مد يده ليصفعها ولكن كانت هناك يد امسكته ... وقف امامها محمد وقال : ياويلك لو لمست شعرة منها .
قال له : انت منو؟.
اجبت : هذا تاج راسك هذا الرجال الي تزوجني وعيشيني احسن عيشة عده قلب واحساس .
وجه الكلام لمحمد: اخذوها وروحوا .
صرخت : الله ياخذك ... الله يطلع حوبتي وحوبة امي ببناتك ومرتك ال.............
اخرجها محمد من المطعم وهي تقاومه وتبكي
كانت تصرخ : حقييييير ... اكرهككككككك.
احتضنها بقوة كي يهدئها ...
- اششششش اهدي ... خلاص .
بقي يهمس في اذنها الى ان ارتخى جسدها ...
مسك يدها وسارا الى بحرية تقع بالقرب من الفندق ... ناولنز بعض الحصا وقال : حذفيهم في الماي باقوى شي عندج .
بدأت ترمي حصى تلو الاخرى ... الى ان شعرت انها هدأت ..
التفت اليه حيث كا ينظر اليها بهدوء ... قالت له : خلص هديت .
ابتسم اليها وقال : انا ماعوضتج عن ابوج!.
احتضنته وقالت : بالعكس ولو باقية ويا ابوية ماجنت رح احس بالامان مثل وياك .
بقي يفكر هو بسرحان ... يريد ان يطمئنها ولكن هو يعلم انه لن يبقى معها !!... فما الحل ؟...
عاد هي لترمي الحصى اما هو فرن هاتفه ...
ابتعد قليلا عندما رأى اسم المتصل ...
اجاب : الو .
- حبيبي .
- هلا حياتي .
- ولهت عليك .
- انا بعد والله .
- لازم ترد .
- ليش؟.
- نسيت ان مافي وقت .
- اي صح .
- هاي امك تبي تكلمك .
- اوك قلبي .
- الو هلا يمة .
- هلا بالغالية اخبارج واخبارج ابوي!.
- الحمد الله ... كانك طولت !.
- اي ع حسب الرحلات .
- انزين ابيك تسوي مفاجأة لاسما .
- شلون؟.
- كانت تبي فستان الخطوبة من فرنسا ... شرايك تجيب لها؟.
- من عيوني وزين انج علمتيني .
- يلا يمة فمان الله .
- مع السلامة .
نظر اليها كانت تقترب منه ... سألته : اهلك؟.
- ايوة.
- خير خوماكو شي؟.
كذب وقال لها : اختي تبي فستان حق خطوبتها .
- مبرووووووك ... خلص تعال اني وياك نشتريلها .
عادت ليليان مع محمد الى قطر بعد ان اشتريا الهداية والفستان لأسماء ... كانت تحرص ليليان على اختيار اجمل شئ لها ... بصفاء نية ...
كان على ليليان ان تتطوع في احد الاماكن العامة لمدة ٥٠ ساعة قبل تخرجها من الثانوية ...
لذا هي اختارت ان تتطوع في المطار ...
كي تكون قريبة منه .. حتى وان لم تلتقي به ...
في وقت الاستراحة ككل يوم ذهبت مع بعض الفتيات الاتي تعرفت اليهن الى المطعم الذي يوجد في المطار ...
وعندما كانت الفتيات جالسات يثرثرن ...
اتت اليهن فتاة ... تدعى ( اسماء ) ...
اجل هي ذاتها حبيبة محمد ... تعمل موظفة في المطار ...
القت التحية على الجميع وجلست : شخباركم .
ريهام : ويي نسيت اعرفج على ليليان ... متطوعة جديدة عندنا .
اسماء بمرح : نورتي .
ليليان : حبيبتي نورج .
ريهام : شرايكم بعدالشغل نطلع مع بعض ... نقوي الصداقة .
اسماء : ههههههههه اوك مادام الكاتبن مسافر ماعندي مشكلة .
قال ريهام لليليان : تراها مخطوبة وبتقعد تذلنا الحين .
ليليان : ههههههههه الله يخليهم لبعض .
رن هاتف ليليان ... شعرت ان قلبها يرن ايضا لمجرد رؤيتها لأسمه ...
اجابت بنعومة : الوو .
جاء صوته المخملي من الجهة الاخرى : يازين هالصوت .
توردت وجنتيها خجلا فلم تعلق ... فعلم هو الاخر انها خجلت ...
سألها : اليوم جاي بعد الشغل .
- ليش!.
- شنو ليش!!... مو من حقي؟.. وبعدين اشتقنا للحوين ونبي نشوفهم .
ابتسمت بحب وقالت : اوك .
- حاولي تستأذنين وتردين بدري من اسبوع ماشفتج وواااايد ولهان عليج .
علمت هي مقصده ... وقالت بمطاوعة : اوك .
- يلا مع السلامة .
- سلام .
اقفلت الهاتف وهي مازالت هائمة ...
حركت ريهام يدها في الهواء امام ليليان لتوقظها :
هييييي وين رحتي؟.
- ها؟.
- من ورااااااااانا ؟.
- شنو من وراكم ؟.
- تحبين !!.
- ها لا لا .
اسماء : عيونج فيها حب اسأليني انا حابة ومجربة .
ابتسمت بخجل حيث فهمت ريهام واسماء انها غارقة في الحب ...
عادت الى المنزل بسرعة ... استحمت وارتدت فستان قصير وعادي الصدر ... وضعت ال ( مكياج ) ... شعرت بالدوران ... وحرقة في معدتها ...
قال لالينا : اريد باندول .
- عسا ماشر؟.
- احس باخذ برد.
- انزين خذي الحبوب ونامي .
- لا لا ماقدر محمد رح يجي .
اخذت الدواء ول تشعر بنفسها الا وهي اغط بنوم عميق ...
وصل هو المنزل ... دخل ورأها تنام بعفوية على الاريكة ... دقق نظره عليها ...
كانت في ابهى حلة لها ... شعرها الطويل البني الذي يحيط بكتفيها ...
العقد الذي يزين نحرها الابيض ... اتجه اليها ...
جلس على الارض ... امامها ...
اقترب منه وقبل وجنتها ... مسح على خدها ..
تلمس رقبتها الناعمة وطبع قبلته عليها ...
شعرت هي بمداعبات ... استيقظت ... كانت تشعر باضلاعها تتحطم من الالم ...
قال لها : شنو هالجمال .. ماقدر انا عليه .
اعتدلت بجلستها خائفة ..
امسك يدها ليجعله تنهض معه ... ولكنها امتنعت ..
قال لها : يلا عاد ترا ولهان عليج وايد .
- أأ ماقدر .
- ليش؟.
- تعبانة وعندي انفلاونزا .
- تتحججيلي!!.
- لا والله .
- وليش ماقلتيلي قبل ما اجي!.
- من شوي مرضت .
صرخ : وليش تسوين فيني جي تعذيني ... تجيبيني عشان اشوف شكلج وبالاخر تقولين ماقدر اقربلج !!.
تجمع الدموع في عينيها وقالت : والله مجان قصدي .
اتجه الى الشرفة .. اخذ نفسا عميقا ...
قال لنفسه ( شفيني انا جي عالبنت !.. حرام تعبانة ... اوووف ) ...
اتجه الى غرفة النوم حيث كانت هي نائمة على السرير بتعب ... تلمس جبينها !!...
حرارتها مرتفعة جدا ...
سار الى المطبخ واحضر كمادات باردة ...
بقي معها طوال الليل يحاول اخفاض حرارتها ...
فتحت عينيها في الصباح بتعب ... نظرت حولها فوجدته يجلس على الكرسي المقابل للسرير...
ينظر اليها بهدوء ....
قالت له بخوف : اسفة .
نهض من مكانه وارتدى ( الغترة والعقال ) وقبل ان يخرج من الغرفة قال : لا تروحين اليوم باقولهم تعبانة .
وخرج ....
بعد اسبوعين .... حان يوم ميلاد محمد ... قررت هي ان تفاجأه ... هذه اول مرة تفكر ان تحتفل معه ...
ذهبت لمحل ( لاريسا ) لتشتري الورود ... اشترت عدد كبير من الجوري .. الابيض والاحمر ...
ملأت الشقة بالورود ...
وذهبت لمحل الحلويات ... اتفقت معهم ان يصنعوا لها كعكة كبيرة يوضع عليها طائرة صغيرة ...
وكتبت عليها
Happy birthday captin MOHD
اشترت بالونات كثيرة ... وزينت الشقة ... ارتدت فستان لونه ابيض ... قصير من الامام وطويل من الخلف ...
وضعت القليل من ال( مكياج ) ...
اشعلت الشموع التي نشرت العطر مع ضوئها ...
كانت تعلم انه سيقضي هذا اليوم مع عائلته ..
ولكنها كانت مصرة ان تقضيه معه ...
لذا اتصلت به ...
- الو .
- هلا حبيبي .
- هلا ليلي .
- انا تعبانة وايد وابيك تجي توديني المستشفى .
- شفييييجججج!!.
- مادري بطني يعورني .
- انزين خذي معاج الينا والدريول .
- لا ابيك انت .
- انزين خلاص مسافة الطريق واكون عندج .. انطريني .
- اوك .
ركب سيارته وقبل ان يتحرك رن هاتفه مرة اخرى ...
اجاب : الو.
- حبيبيييي كل سنة وانت سالم .
- اونتي سالمة حبيبتي .
- تعال على فندق الشرق مسويتلك مفاجأة.
- بس خبيبتي صاحبي تعبان وبروح اوديه مستشفى .
- امانة محمد عشاني .... بليزز ابي اقضي هاليوم المميز معاك .
- اوك ... يلا جاي .
غير وجهته واتجه الى الفندق ...
ذهب الى الجناح الذي حجزته له اسماء ...
كانت هي بانتظاره بزينتها ...
دخل الغرفة ... فاختضنته هي بقوة ... همست بأذنه : كل عام وانت عمري .
قبل وجنتها وقال : وانتي حياتي .
امسكت يده وسارت معه الى الغرفة الي كانت مزينة ...
احضرت الكبريت واشعلت شمعة ميلاده ...
شغلت له اغنية : غنو لحبيبي .
امسك بها من خصرها ... وبدأ يرقص معها ...
في صباح اليوم التالي ... استيقظ محمد بكسل ... تذكر انه نسي الاطمئنان الى ليليان ...
كانت الساعة العاشرة صباحا ...
اتجه فورا الى شقتها ... فتحت الباب ودهش عندما رأى المنظر ... كل شئ رائع في المكان ... دخل الى غرفة النوم فلم يجدها ...
دخل الى المطبخ فوجد الينا ...
سألها : وين ليلي؟.
- راحت على الشغل .
- شلون تروخ وهي تعبانة .
- من قال !.
ضرب رأسه بندم وقال : اووووووف .
سار الى غرفة الضيوف حيث كانت هناك كعكة الميلاد ..
نظر اليها وابتسم بحزن ...
اخرج هاتفه واتصل بها ....
اجابت : الو .
- ليليان انا اسف .
تصنعت انها بخير وقالت : على شنو!.
- سوري ماقدرت اجي امس اهلي ماخلوني اصروا يحتفلون معاي.
- لا عادي ماكو مشكلة ... كل عام وانت بخير .
- وانتي بخير ... اسف ليان .
- يمعود عادي مو زعلانة .
- انزين متى اشوفج !.
- اليوم صديقاتي يريدن اطلع وياهن .
- خلص ع بكرة .
- اوك باي .
اقفلت الهاتف وهي تحاول الاحتفاظ بدمعة تحاول الخروج من عينيها ...
بعد ان انتهت من العمل خرج برفقة ريهام واسماء ...
قالت اسماء بفرح : بنات ماقلت لكم شلون احتفلت في عيد ميلاد خطيبي .
بدأ بسرد لهم التفاصيل ... اما ليليان كانت تستمع لها بحسرة ... تمنت لو انها مكانها ...
رن هاتف اسماء معلنا عن وصول رسالة اليه ...
قرأتها اسماء وقالت : صج ابن حلال ... الحين حبيبي جاي ع الكوفي .
ريهام : حلووووو عشان نشوفه .
كانت هي ترتشف عصريها بهدوء وبذهن شارد ...
سمعت صوته المخملي يقول : السلام عليكم .
نظر بصدمة وبفرح اليه ... تفاجأت انه حضر م اجلها ....
نهض الجميع ... بقي هو متصنما مكانه ...
قالت اسماء : بنات اعرفكم على خطيبي محمد .
بلعت العبرة التي خنقتها وقالت بهمس : تشرفنا .
ريهام : هلا فيك اخوي .
اشارت اسماء اليهن وقالت له : هذي ريهام ماي بيست من ايام الثنوي ... وهذي ليليان رفيجتي العراقية .
قال : تشرفنا .
نظرت اليه ... كان يشبه والدها ... هو نفسه ذاك الموقف ... عندما ذهبت له والدتها وطردها ببرود ..
يتكرر معها نفس الموقف ذاته ...
قالت بضيق : يلا عن اذنكم اني اتأخرت .
ريهام : توا الناس.
- لا اتأخرت ... يلا مع السلامة .
كانت يداها ترتجفان ..، جسدها ينخض ...
في المساء ... ذهب الى شقتها ... دخل الى الغرفة ... وجدها تجلس في الظلام ...
شغل الانوار ... جلس على حافة السرير ...
قال لها : ماكنت ابي كل هذا يصير .
- ولا اني .
- شكرا لانج ماقلتيلها.
- مالي حق.
- انا حاولت افهمج كذا مرة ان انا بعد لي حياتي الخاصة .
- واني شنو؟.
- كانت لحظة طيش .
- الكل لعب بحياتي بسبب لحظات الطيش هاي.
- كنت ابي اعوضج .
- فعلا عوضتني.
اخذ نفسا عميقا ثم قال : انا بتزوج.
- واني!.
- ماقدر اطلقج لانه اقامتج بتنلغي .
- والحل .
- تتمين زوجتي بس مانلتقي... وتاكدي انج مابخليج تحتاجين شي.
- تحبها!.
لم يجب ... بقي صامتا ... فأعادت السؤال : تحبها!.
- ايوة .
كتمت بكائها ... وقالت : الله يوفقكم .
- ااااه ... اي شي تحتاجين قولي لالينا بتم معاج .
نهض من مكانه ... فعلت هي مثله ...
اقترب منها وقبل رأسها ... قال : انتي عزيزة علي وايد .
اعتصرت قبضة يداها ... تحاملت كي لا تبكي ...
خرج من عندها ... وهنا انهارت ... بدأت بالبكاء ... هو ذاته ذاك البكاء عندما فقدت والدتها ...
الجميع تخلى عنها ... الجميع لايريد قربها ...
لا تستطيع استيعاب فكرة انها لن تراه ... ثمانية اعوام هي معه ... والان فجأة قرر الرحيل من حياتها ...
وكأني نهايتي معاك متعادة يكتبها اي مؤلف
هتسيبني وتمشي وتعرف غيري تبني حياة وتخلف..
وكأني مكتتش شئ في حياتك في يوم من الايام ..
طب سيب حاجة ليا .. صورة هدية ... جيب بنت وسميها على اسمي تفكرك بيا ... متحسسنيش اني مجرد تجربة والسلام ...
تشعر بالعطش ليس لحاجتها للماء بل لحاجتها اليه ... كالمدمن هي ... تتحرك في ارجاء المنزل باحثة عنه ...
تتصل به كثيرا ولكنه هاتفه مقفول!!.
هل كان محرد عابر سبيل في حياتها!!!.
كان حلم واستيقظت منه!!...
هاي هي انتهت اخر سنة لها في المدرسة ....
غدا حفلة التخرج ...
ارتدت فستان احمر ... كما كانت ترتدي والدتها في حفلة تخرجها من الجامعة ...
وصففت شعره كما فعلت والدتها ايضا...
ارتدت روب التخرج الاسود والقبعة ...
نظرت لنفسها في المراة ... تشبه والدتها ... شعرها البني ... بياض بشرتها ... رشاقة قوامها ...
تمنت ان تكون معها في هذا اليوم المميز ...
ذهبت للحفلة ... كانت جميع زميلاتها مع امهاتهم او اشخاص يحبونهم ليشاركوهم هذه اللحظة ...
اما هي كانت وحيدة ....
عندما ذاعت مديرة المدرسة اسمها ...
صفقت لها صديقاتها ... صعدت الى المسرح ..
نظرت حولها لعلها تجد احد تحبه .. شخص يمسح دمعة فرح من عينيه...
عادت الى المنزل وهي مهمومة اكثر ... ندمت لأنها ذهبت ...
وجدت كعكة على الطاولة فوقها قبعة التخرج من الشوكولاته ... كتب عليها
Happy graduation LiLi
بقيت تنظر اليها هي تعرف هذه منه ...
كانت بجانب الكعكة ورقة قبول في جامعة قطر ...
وضعت رأسها على الطاولة وغنت بهمس ...
والله دنيا !! تحتفل وحدك حبيبي وأحتفل وحدي أنا
والله دنيا !! السنه صعبه يا حبيبي وين كنا بكل سنه
أتخيلك شاغل الجلسه وقمر مابين الحاضــــــــــرين
تبتـــــسم تضحــــــك تغني وداخلك جدا حزيــــــــن
ودي أضمك يا حبيبي ودي ابوسك يا حبيبي ودي؟؟
لكن ضاع ودي وضعت من ايدك انـــــــــــــــــــــا
...
دخلت ليليان الجامعة ... اختارت مجال التغذية ...
تعرفت على بنات كثيرات من بينهن فتاة عراقية اسمها نور ...
ذات مرة كانت في الجامعة ... بينما هي بين صديقاتها ... وصلتها رسالة من رقم غريب ...
( باجر عرسي ) .... يدها لم تقوى على حمل الهاتف ... سقط منها ...
اما هو فكان متأكد انها ستتصل ... اراد سماع صوتها ... فاختار افضع طريقة لذلك ....
انهارت هي واصبحت لا تعي لفعل شئ ...
اتصلت به ...
في لحظة طيش اتصلت ...
رد على اتصالها لكنه لم ينطق بحرف ...
فأنهارت هي ....
- محمد!!.... رد ............. رررررررررررررد .... مستحيل رح تتزوج !!.... يعني هاهية !!!..... الله يخليك قول شي ...........
كان يسمع صوتها من الجهة الاخرى ...
استفزته عندما قالت : اني همين حتزوج .
- شلون وانتي على ذمتي !.
- ليش سويت بية هيج !... ليش جنت تبينلي حبك ... ليش تعلقتي اذا انت متعلق بغيري ليش!!.
- انا مشغول بسكر بس حبيت تعرفين .
- انت تدري اني لمن حدري رح انقهر وسويت هالشي .
اغلق الخط ... ندم لانه في لحظة طيش بعث اليها بتلك الرسالة ... هو نفسه لا يعلم لم فعل هذا ...
انت لغيري وانا مش ليك ... ولا عمرنا هنكون مع بعض ... مهما بنحلم نبقى سوا ... هنفضل زي السما والارض ...
عادت ليليان الى المنزل ... فوجدت في البريد ظرف لرسائل ...
فتحته ... كان بطاقة دعوة للزواج ... بعثتها اليها اسماء ...
جلست على الارض بالقرب من المصعد ... بقيت تنظر الى البطاقة ... كانت جميلة جدا مزخرفة بشكل رائع ....
كتب عليها اسمه واسمها ... تنهدت بضعف وقالت : ياربي ليش مالي حظ بهالدنيا !!.
في صباح اليوم التالي اخذت ليليان حبوب منومة كي يفوت هذا اليوم دون ان يحدث شئ ...
نامت وتزوج هو .... هربت من الاحزان بالنوم ...
استيقظت في صباح اليوم التالي ... نهضت من السرير ... وقفت امام المراة ... نظرت لنفسها ...
قررت ان تكون قوية ...
صرخت : الينا .... الينا .
اتت الين بقلق وقالت : نعم !!!.
- بطلع هسة ولين ما ارجع شيلي كل الملابس والغرفة هاذي كلها فضيها .
- ليش !.
- اريد اغير كل شي ... حتى ملابسي ماريدها .
- اوك .
اتجهت فورا الى محل ( هوم سنتر ) واشترت اثاث للغرفة ... وذهبت للتسوق ... اشترت لها ثياب جديدة ب( ستايل ) مختلف ...
ذهبت لمحل العباءات ... فصلت لها عباءات جديدة بتصاميم مبهرجة ليست كما كان يختار لها محمد ...
واخيرا ذهبت الى الصالون ... قصت شعرها ... ( فيكتوريا )...
سجلت ايضا في مدرسة تعليم القيادة ...
غيرت كل شئ في حياتها ....
بالجامعة كانت علاقاتها طيبة مع الجميع ... ولكن لا تخلو من بعض المضايقات ... خصوصا من العراقيات ... ابناء البلد الواحد في الغربة يصبحون اعداء ... لايريد احد ان يكون افضل منه ...
بالنسبة لليليان محبوبة ومجتهدة في دراستها ... لذا كانت مصدر غيرة لبعضهن ...
بدأن بتشويه سمعتها .... اي انها على علاقة مع رجال ... او ثيابها ...
ذات مرة كان الفتيات يثرثرن معا ... يتداولن الاوضاع القائمة في كل بلد ...
قالت نور : اي والله مرة اني همين بنية ضوجت اختي وسبتها لانها ............ .
احدى الزميلات : يعني الشيعة/ السنة.... همة الي موزينين!.
- اي ال....... تعاملهم مو زين وكلهم حقراء .
تدخلت ليليان في الموضوع : شدخل !!!... بكل مان اكو الزين والموزين .
نور : انتي شكو تدافعين عنهم خوما انتي منهم!.
- ترا عيب والله نسوي طائفية كدام العالم .
- يعني انتي منهم .
- انتي عراقية وماسمح احد يشوه صورة بلدي .
- لتحسسين الوطنية تخر منج .
لم تعلق ليليان لانها تعودت ان لا تهتم لشئ ...
وايضا من ضمن هذه المواقف .... ذات مرة كانت الفتيات يثرثرن مع موظفة قطرية في الجامعة ... اسمها شموخ ... كانت تحب العراق كثيرا واحبته اكثر بسبب كلام ليليان باللهجة العراقية ...
شموخ فتاة ملتزمة جدا دينيا ... حتى انها ترتدي النقاب ...
سألت ليليان : لولو شسويتي بالويكيند ؟.
- والله ماك شي طلعة كالعادة.
قالت نور : هههه قولي لها الصج لولو.
نظرت ليليان الى نور باستغراب: شقول!.
ضحكت نور وقالت : هههه راحت حفلة وليد الشامي .
- اي رحت .
شموخ: الحفلات مال سوق واقف؟.
- اي .
- بس ماكان في عراقيين وايد .
- اييي اكثرهم مصرين .
قالت نور : اي العراقيين ميروحون هيج اشياء حرام .
قالت ليليان بمرح كي تغير الموضوع : ولبست علم العراق .
نور : لا تحسسين انج لابسته في مكة.
رأت شموخ ان الجو بدأ يتوت فغيرت الموضوع وقالت : انتي متى جيتي ليليان لقطر ؟.
- ٢٠٠٤ .
- وانتي نور؟.
- ٢٠٠٦ .
- بس غريب انتي تتكلمين قطري اكثر من ليليان.
ليليان : هههه .
نور : احنا بالعراق منلبس هيج لبس كله عبايات محترمة مب اوفر مثل هذولة اهل بغداد .اشارت الى ليليان
شموخ : عيل انتي من وين العراق!.
- عايشة ببغداد بس اهلنا عشاير وعراقة .
كانت نور هكذا ... تحال دائما ابراز نفسها وان تظهر انها افضل من ليليان ... في طريقة الاكل .. المظهر ... حتى الكلام ...
كانت ليليان كالاسفنجة تمتص كل هذه الاشياء ...
مرت الايام واصبح عمر ليليان عشرون عاما ...
اشترت ليليان كعكة ... واحتفلت بمفردها ...
اشعلت الشموع ...
اطفأت الانوار ... كانت قد كتبت على الكعكة ...
( عامر - سحر - محمد ) ...
نفخت واطفأت الشموع ... قالت : اجا الوقت حتى ارد لكل واحد حقه .
في صباح اليوم التالي ... اتصلت بصديق قديم ...
اتلقت به منذ عام ... كانت تجلس في مقهى امام البحر كالعادة ... عندما قطع سلسلة افكارها ..
صوت رجولي : السلام عليكم .
رفعت نظرها اليه ... قالت : عليكم السلام .
قال : ممكن اقعد معاج !.
رفعت حاجبها بسخرية ...
قال لها : لا تفهمين قصدي غلط ... انا كاتب بجريدة الشرق ... اسمي فيصل الكبيسي .
اشارت الى الكرسي الذي امامها وقالت : تفضل.
جلس وقال : انا كل يوم اجي هني عشان افكر شنو اكتب ... وكأي كاتب لما شفتج حسيت وراج قصة ... وحيدة وعايشة بعالم ثاني .
ابتسمت لما قاله ...
اردف : اعتبريني صديق .
نهضت من مكانها وقالت : صدقني بيوم بقولك .
قال : انزين خذي رقمي لو احتجتي لشي قوليلي .
- اوك .
عاد من ذكرياتها الى اليوم ... اتصلت به ...
جائها صوته : الو.
- السلام عليكم .
- عليكم السلام .
- انا مرة قلتي ان لو احتجت شي اتصلك ... انا الي اقعد في الكافيه الي تكتب فيه .
- تذكرتج ... هلا والله .
- ابي مساعدتك ... كصديق .
- امري .
- اقدر اشوفك؟.
- اي بعد ساعة ماعندي شي .
- خلص عيل نلتقي بالكوفي.
- اوك.
بعد ساعة كان هو هناك ينتظرها ... ابتسم عندما رأها ... جلست امامه وقالت : سوري تأخرت .
- لا عادي .
- شلونك.
- تمام انت؟؟.
- الحمد الله .. حسبت سحبتي علي.
- ههههه كل شي بوقته حلو .
- صح .. امري !.
- حقولك ع كل شي .
- وانا مستعد اسمع .
اخبرته بكل شئ ... احيانا نريد ان نخبر الغرباء بكل شئ ... لانهم لن يسألوننا كيف ... او يعاتبوننا ...
بعد ان اخبرته بكل شئ ...
بقي صامتا لفترة .. ليس لديه شئ ليقوله لها او يواسيها ...
قالت له : ههه شبيك سكتت!!... ماريد شي تواسيني.
- مستعد اسوي اي شي اساعدج فيه .
- زين انت ليش تريد تساعدني .
- يمكن لأني بوقت من الاوقات مالقيت حد يساعدني فيه .
اخرجت ورقة بها اسماء ...
نظر اليهما وقال : شنو المطلوب!.
- اريد العنوان .
- على شنو ناوية .
- اخرب حياتهم .
- شلون!.
- لو طلبت منك تشغلني عندك واسطة!.
- ههه اكيد .
- بأي مكان اريده!.
- اي مكان تبيه .
مدت يدها وصافحته ...
- اتفقنا .
بدأت فعلا بالسير في طريق الانتقام ... اخذت العنوان الذي طلبته ...
ذهبت الى شركة دولفين للطاقة ... حيث يعمل هناك عبد الله ...
تبرجت كثيرا ... وتأنقت .. طلبت رؤيته ...
سمحت لها السكرتيرة بالدخول ...
دخلت وقال بصوت كله نعومة : السلام عليكم .
رفع بصره اليها وبهر بجمالها ...
- عليكم السلام .
مدت يدها وصافحته ...
جلست امام مكتبه وقالت : انا اسمي سارة ... مممم طرشتني لك سونيا .
- هههههههه ... سونيا!!.
- مممممم ادري انها مو عادتها تطرش طلبات للشغل صح!.
- صح.
- بس انا سويت الي فراسي وجيت .
- وليه؟.
نهضت من مكاني واقتربت من المكتب وانحنيت اليه وقلت : احب اكون سبيشل .
- من الحين انتي سبيشل .
- عيل انطرك في فندق التورج .
- ههههه وبعد سونيا معلمتج ع الفندق !.
- عشان تعرف اني ماحب اضيع وقتي .
خرجت من المكتب وهي تتذكر ماحدث ... عندما اتصل بها فيصل ...
- عندي لج خبر بمليووون ريال.
- شنووو.
- خليت الدريول يراقبه .
- انزين!.
- كل ويكيند يروح بيت وحدة اثيوبيا قدام الناس هي تجيب خدامات ... بس بالخشة تجيب حريم ... وكل مرة يمر عليها ياخذ وحدة .
- الحقييييييييييير ... اريد اروح لبيتها .
- مجنونة انتي !.
- بليز .
- اوك بجي معاج .
وذهبت الى سونيا وكان فيصل بانتظارها ...
عادت من ذكرياتها عندما وصلت الشقة ...
اتصلت بفيصل واخبرته بما حدث ...
بعث لها رسالة ( اذا تبين تشوفين شي عمرج ماتنسيه روحي فندق التورج غرفة رقم ٧٦٥ ساعة تسعة )
ذهبت الى الفندق ليليان في الوقت المحدد ... كان هو بانتظارها ... اما فيصل بقي ينتظرها بالقرب من الغرفة ... طرقت الباب بخوف ...
فتح لها بابتسامة كلها خبث ... دخلت معه ...
كان سيقبل وجنتها ولكنها ابتعدت وقالت : شفيك مستعجل .
- ماصبر على هالجمال .
- مممم جوعانة .
- بطلب لنا اكل .
اتجه الى الهاتف ليتصل ... سسمعت صوت طرق الباب ... كان هو في الغرفة لا يسمعه ...
اتجهت اليه بسرعة وخلعت العباءة ...
نظر اليها بشهوة ...
قالت له : افصخ ثيابك لين مايوصل الاكل...
وفعلا فعل ماطلب منه ،،.
كان سيقترب منه ولكنها قالت : في حد قاعد يطق الباب .
- اوووف مب وقته الحين .
- عاد يلا قوم عشان مابخربون علينا الجو.
نهض ليفتح الباب وهنا كانت الصدمة ...
بقي متسمر امام الباب ... ابتسمت بنصر ...
كانت تنظر لزوجها بعيني ملتهبتين ...
ارتدت عبائتها ووقفت تنظر اليهما ...
صدمت عندما رأتها ....
سحر : ل ... ليليان!!.
صدم هو الاخر عندما عرف انها ليليان ...
- اي ليليان ... بنت اختج الي شمرتيه للغريب .. علمود ترضين رجلج ... وياريت يستاهل .. هههههههه .... وانت .. مسوي نفسك شريف ومتريد تبقيني بالبيت لو تعرف نفسك مو راحة اذا بقيت وياي !!... تكوم بسرعة تعرضني ع الرجال ... بضاعة عندك ... بس مو صوجك ... صوج الرخصتني قدام العالم .
سحر كانت مصدومة ... تبكي بحرقة ..
حاولت الاقتراب من ليليان ولكن ليليان ابتعدت عنها ...
- دير بالج تلمسيني ... اني وحدة ثانية .. ماحتاجج والا احتاج حضنج .
خرجت ليليان من الغرفة وهي قوية ... التقت اثناء سيرها في الممر بفصيل ...
نظر لها وقال بأبتسامة : خلاص!.
- اي هاهية .
- شرايج اعزمج في مطعم الفندق نحتفل ؟.
- موافقة .
ذهبا الى المطعم ...
- شكلج مستانسة وايد .
- واااايد .
- ههههههههه بس انتي بهالطريقة ماتكون اذيتيها بتكونين بينتيله حقيقة زوجها .
- اتأذت ... يكفي انها انجرحت واحتمال تتطلق وملتكة مكان تروحه.
- عفية عليج .
ابتسمت له ..
- وابوج!.
- حجيت ويا مدير الشركة !.
- اي وتحت امرج المكتب بأي وقت .
- اني ماعرف انت ليش هيج دتسوي .. مادري بدونج جان شسويت!.
- تعرفين انا ليش ساعدتج!.
- ليش؟.
- لأن من خمس سنين كنت احب وحدة ايطالية .. كانت معاي في الجامعة ... كنت ابي اتزوجها ... بس اهلي مارضوا عاندتهم ... وهي بعد عاندت اهلها ... اهلها قاطعوها حتى مصروف ماعطوها ... انا كنت هني في الدوحة سويت حادث .. تميت بغيبوبة شهرين ... هي حسبت اني تخليت عنها والدنيا تسكرت بوجهها ... مالقت حد يساعدها ... انتحرت... تعرفين ليش!.
- ليش!.
- لانها تحاف تعيش وحيدة .. بس للاسف عاشت وحيدة وماتت وحيدة .
هطلت دمعة من عين ليليان : قصدك مثلي !.
- حسيتج وحيدة وتايهة .
- صح .
في صباح يوم الاحد ... بداية اسبوع جديد ... بدأ كل شئ ...
كان عامر في عمله عندما ... طلبه مدير القسم ..
دخل غرفة المدير حيث كان ظهره الى الباب ...
لم ير وجهه ...
دار الكرسي وصدم عندما رأى من يجلس عليه !!..
فتحت ليليان الملف الذي امامها وقالت : تفضل عامر.
- هي هي انتي شدسوين هنا!!.
- لو سمحت انت رجال جبير يعني محترم يعني من تحجي ويا مديرك تحجي بأدب .
- جاية انتي تعلميني الادب!.
- اي شكو بيها .
- صدك ماعرفت اربيج .
- ههههههههه طبعا ماربيتني لأن جان وراك تربية غير بنات .... المهم هذا المشروع اريدك اليوم تسهر عليه .
هم بالخروج قائلا : ماخذ اوامر منج .
- قبل ماتروح لازم تعرف اني اذا قدمت عنك تقرير انك ماتسوي الشغل زين رح افنشك... وساعتها ترجع لبغداد ... تذكر بغداد !.
- تفنشيني!!.
- عبالك ماقدر!.
- ههه ترا مية شركة يريدوني .
- لعد روح للمية .
خرج من المكتب اما هي فأسرعت بالاتصال بفيصل ...
- هااي شنو اشو بسرعة قبل يطلع من الشركة!.
- لا تخافين .
- شنو ماخاف !!.. شحتسوي.
عاد عامر الى منزله ... استقبلته ابنتاه بقبلة على خده ...
جلس على الاريكة بتعب ... دخلت زوجته جمانة الى غرفة المعيشة .. رأته يجلس بهم ...
- شوبك حبيبي؟.
- اااااه ... استقاليت .
- نعم !!!! .. ليش؟.
- بنتي ليليان صارت المديرة للقسم الي انا بيه وقاعدة تذل بية .
- وانت مشان هيك تركت الشغل!!.
- لعد شتريدين اسوي!.
- مابتعرف انهم رح يلغوا اقامتك !.
- ادري بس ححاول ادور ع غير شغل وانقل الاقامة .
- ومن وين بدك تلاقي هيك شغل مرة تانية !!.
- الله يحلها .
- شو الله بيحلا !!... والمصاريف .. وبعدين مدارس البنات ؟.
- نطلعهم وندخلهم مدرسة مستقلة.
- بالله شو!!... بدك بناتي انا يدرسوا بمدرسة عادية!!.. لا حبيبي بناتي بيدرسوا الا بانترنشنل.
- ومنين اجيب عشرين الف بالسنة!!.
- دبر راسك.
- هسة حدور والله كريم .
وفعلا بدأ بالبحث ... ولكن فيصل كا له بالمرصاد ... توسط للمدراءالذي يعرفهم كي لا يقبلوه في اي شركة ...
ذات يوم عاد عامر من التجول الذي ارهقه وهو يبحث عن عمل ...
وجد جمانة وابنتاه يستعدان للخروج ...
- وين رايحة ؟.
- مسافرة .
- ههه شنو مسافرة هيتة هية مو متزوجة رجال!.
- الرجال الي مابيقد يصرف علي انا وبناتي مابيكون رجال.
- وين مسافرة .
- فرنسا عند خالتي.
- واني .
- ظل هون ودور ع شغل .
- رايحة وعايفتي بعد كل شي سويته علمودج !.
- محد قلك اعمل كل هاي .
خرجت وتركته ... بقي يفكر ... يفكر ... الى ان شعر بكل شئ ينهار منه ...
خرج م البيت غاضبا ... يريد اللحاق بها ...
اسرع ... اسرع ... الى ان اصطدمت سيارته في الحواجر التي على جانب الشارع التي وضعها العمال لاصلاح الشارع ....
مات عامر ... وحيدا ...
عندما علمت ليليان بالخبر ... انهارت ... بكت ... ارادت ان تنتقم منه ... ولك ليس بتلك الطريقة ...
مر شهران على ماحدث ... كان فيصل يتحدث مع ليليان ويسألها عن شأنها ...
سألها : على وشو ناوية بعد!.
- ولا شي .
- ومحمد ؟.
- شبيه!.
- ماتنتقمين ؟.
- مستحيل ... هو الوحيد الي وقف وياي والي سواه شي منحقه .
- تحبيه للحين !.
لم تجب ... غيرت الموضوع قائلة : بخصوص شناوي تسوي بالاجازة؟.
- بسافر مع الاهل ... وانتي ؟.
- صديقي عازمتني ع شاليهات الغارية حروح.
- وناسة.
- هاي اول مرة حروح هناك .
- بتستانسين صدقيني اهم شي تركبين بطبطة.
- ههههه اي كلش عاجبي ولو اخر مرة ركبتها بسيلين وقعت .
- ههههههههه .
عادت للمنزل كي تجهز اغراضها ... ستقضي اسبوعان هناك ... والرائع انها ستذهب مع سارة وعائلتها اي ستقضي جو عائلي ... لطالما هي ارادت ذلك عندما كانت تسمع سارة تسرد لها تفاصيل مغامراتهم هناك...
بعد ساعتين وصلوا الى مجمع الشاليهات ... كانت عائلة سارة كبيرة ... سارة وعائلتها في قمة التواضع اعتبروا ان ليليان فرد من العائلة ...
كان في الشالية الاول للسيدات فقط ... سارة وخالاتها وبنات عمها ... والاخر للرجال ...
في المساء خرج الجميع ليجلس امام الشاطئ ..
اما سارة امسكت بيد ليليان ...
- تعالي نقعد عند الشباب .
- هههههه عيب هسة شيقولون علينا.
- اصلا انا كل ماجي هني اقعد معاهم .
- واني عيب جاية وياج .
- عاد يلا تعالي بعدين حبيبتي هذول خوال مايحبون البيض .
- ههههههههه اوكي.
جلست سارة وليليان برفقتهم ... اندمجت بسرعة معهم وكأنها ( واحد من الشباب ) ...
اتى اليهم احد اقاربهم نهض الجميع للترحيب به ...
جن جنونها عندما سمعت نبرة صوته ... فتحت عينها على اوسعها ... محمد !!!.... مالذي اتى به ... بعد سنتان !!!!.....
مازال وسيما ... كلا بل ازداد وسامتا ...
اما هو فذهل عندما رأها ... لقد كبرت ونضجت وازدادت جمالا ...
بقي ينظر اليها بصدمة ..
سألت ليليان سارة مستفسرة : منو هذا ؟.
- هذا امه تصير عمة امي .
- حيييل .
- هههههه .
قال ناصر عم سارة : حياك حمود.
جلس وبقي صامتا ربما كان يحاول استيعاب وجودها بينهم ...
قالت سارة بحماس : شرايكم نلعب !!.
قال الجميع : شنو .
- طلب كل واحد يطلب من حد طلب او سؤال .
قال الجميع : اوك .
اما هي وهو كانا صامتين ...
قاموا بلف الزجاجة ... وكان دور الماس ابن خالة سارة ...
ناصر : يلا سارة سألي الماس .
سارة : ممممم ... ابي اطلب .. تغني لنا اغنية .
- اوك .
صفق الجميع له ليشجعوه ...
الماس وهو ينظر لسارة وكانه يهديها كلمات هذه الاغنية : هالعيون شلون املها ... سحر ذوبني بغزلها .. بوسة م عندك حبيبي تسوى عندي الدنيا كلها ..
بدأ الحميع يصفق ويغني معه ...
همست ليليان لسارة : سمعت ان الخوال صوته حلو بس مو لهدرجة .
سارة : احم احم .
قاموا بلف الزجاجة مرة اخرى كان دور ليليان ...
قال ناصر : يلا انا بطلب.
- بربك اطلب طلب سهل .
- ممممم ... غني .
- ههههه لا لا صوتي مو حلو .
سارة : مايصير لازم تسوين الي يقوله .
فكرت قليلا ماذا ستغني ... اما هو فكان يتأملها ...
نظرت اليه بدأت تغني :
ما عاد بقلبنا ذكرى نسيناكم
ولا لأيامنا ذكرى نسيناكم
مدام أنتوا تغيرتوا
بعد حنا تغيرنا
ولابه شئ يرجعنا
خلاص اليوم نسيناكم
ياليت فوقتها كنتوا فهمتونا
ولا عنا تخليتوا وبعتونا
وقدرتوا الوفاء والحب
اللي جالكم منا
حسافة ماتفاهمنا
خلاص اليوم نسيناكم
عانيت ياما لأجل أرضي خواطرهم
وداريت همي وكنت أشقى وأريحهم
صبرت وصرت أنا وقلبي
ندور من يصبرنا
خسارة ماتفاهمنا
خلاص اليوم نسيناكم
بقول يثرثرون ويلعبون ... الى منتصف الليل ... دخل الرجال الى الشاليه الخاص بهم ... والنساء ايضا ...
اما سارة وليليان بقيتا تجلسان على الرمال ...
رن هاتف سارة ...
اجابت : الو ........... اوك حبيبي.
- وين رايحة ولج؟.
- يريد يشوفني.
- يلا روحي وانتظرج .
- اوك حياتي مابتاخر.
ذهبت سارة لرؤية الماس ... بقيت ليليان وحيدة ...
رن هاتفها ... اتصلت صديقتها ابرار ...
- هلو برو شلونج .
- حبيبتي مس يو وينج؟.
- ويا سارة بالغارية .
- وناسة... انا حدي ملانة في السعودية .
- ليش مو كل مرة تتونسين هناك.
- بنات خالي مسافرات ... خذي علوي يبي يكلمج قعد يصيح ويقول ابي اكلم لولو.
- حبيبي فديته اطينياه.
في تلك الاثناء خرج من الشاليه محمد ... رأها تتحدث في الهاتف وهي جالسة على رمال الشاطئ بمفردها ...
اقترب ليسمع مالذي تقوله ...
جن جنونه عندما سمعها تقول : حبيبي انت ........ انا بعد ولهت عليك .......... خلص من ترجع من الخبر اشوفك ....... مووووووح ......
لم يشعر بنفسه الا وهو يمسكها من زندها ويجلهها تقف ... اخذ الهاتف منها بغضب ووضعه على اذنه وقال : الىوووو.... يالحقير .... رد ...... حقيررررررررر.
اتاه الصوت من الجهة الاخرى : اااااه يمة يمة في واحد عو قاعد يصارخ علي اهئ ..
ارتخى جسده واحاسيسه ... اخذت الهاتف منه بغضب وقالت : شدتسوي انت .
عاد له البرود وقال : ههه داتطمن ع البنوتة الي ربيتها ماشية عدل ولا انحرفت .
- الي ربيتهاا!!.
- اي صار عشر سنين اعرفج .
- هذا من الياهل ؟.
- اخو صديقتي .
- اسماء !.
قال هذا للاسم ليستفزها ... سارت له بعنف وضربت صدره بقوة ...
امسك يديها الاثنين وقربها نحوه ...
- ههههههه شفيج عصبتي من قلت هذا الاسم ... بوشو يذكرج !!... مممممم ... زوجتي !!!... المرة الي تزوجتها عليج... الي تنام بحضني كل ليلة .
ضربت قدمه بقدميها وكانت في قمة هيجانها ... تلذذ هو بذلك ...
تركها ... فجلست على الارض ... غطت وجهها بكلتا يديها وبدأت بالبكاء ... صدم عندما رأها بهذا الموقف ...
جلس على الارض امامها واحتضنها ...
- ليليان !!!... اسف ماكان قصدي ... ليليان خلاص امانة .
- ليش عفتني وحيدة ... قالتها وهي تخبئ رأسها في صدره ..
لم يجبها ... هو نفسه لا يعرف الاجابة ...
- كنت دايما معاج ... اتطمن عليج واعرف اخبارج.
مسح على شعرها ... القت بكل تعبها وحزنها ... بأحضانه ...
احتاجت من زمن لحضن كهذا .... تعلم هي انه لا يحبها ... ولكنه تعلم ايضا انه الوحيد الذي يخاف عليها...
جلس على المفرش الذي كان على الرمال ... وضعت رأسها على حضنه ...
كان يداعب خصلات شعرها ...
كانت تغني بهمس :
تذكر اخر مرة شفتك سنتا ...
تذكر وقتا اخر كلمة قلتا ...
وماعدت شفتك .. وهلأ شفتك ... كيفك انت .. ملا انت...
كيفك قال عم بيقولوا صار عندك ولاد ... انا كنت مفكرتك برا البلاد ... شوبدي بالبلاد الله يخلي الولاد ...
تذكر اخر مرة شو قلتلي ... بدك ظلي بدك فيكي تفلي ... زعلت بوقتا ... وما حللتا ... انو انت .. هيدا انت ..
بيجي ع راسي رغم العيال والناس ... انت الاساسي ... وبحبك بالاساس ... بحبك انت ..
قال : انا ماعندي عيال .
نهضت من على حضنه ... مستفسرة ..
اجاب : مأجلين الموضوع .
استوعبت ما تفعله هي معه ... نهضت بسرعة وقالت : غلط الي يصير بينا .
- مو غلط ... انتي زوجتي للحين .
- بس انت متزوج ... بعدين شتريد مني مو عدك مرتك !.
- بس احبج انتي.
- شنو تحبني !!!... الي يحب هيج يسوي!.
- انتي دخلتي حياتي فجاة ... انا كنت من زمان حاجر اسما والدنيا كلها تعرف شتبيني اسوي.
- مادري بس ..
وضع اصبعه على فمها وقال : انزين ممكن بعدين تعاتبيني .. الحين ابي اقعد معاج وبس .
رضخت لامره كما فعلت ... وعدت نفسهاان تكون قوية ولكنها امامها اصبحت اضعف ...
جلسا بجانب بعضهما ... امسك يدها وبدأ بتلمسها وملامسة اصابعها ...
- جنت محتاجة وجودك بهواي مواقف مرت علية ... ردت وياي بس مالقيتك .
امسكت هو بهاتفه ... وقال : شوفي هذي الصور .
امسكت بهاتفه ... دهشت عندما رأت صورها ... هي في الجامعة ... في المنزل نائمة ...
- جنت تجي البيت واني نايمة !!!!!.
- اي.
- ليش !.
- كنت ابي اشوفج اتطمن ...
امسك يدها وقال : المسج ..
احتضنته وقالت : والله اشتاقيتلك كومة .. مو شون ماتتصور .
- انا بعد .
مسحت كتفيها الاثنين وقالت : الجود بدا يبرد .
نهض وقال : اصبري اجيبلج جاكيت .
ذهبت لاحضار معطف ... عاد والبسها اياه ... كان على شكر علم فريق برشلونة ...
- زين قوم روح خاف تجي سارة .
- وينها؟.
- راحت تشوف حبيبها .
- مممم ليلية بس للعشاق .
- ههههه اي .
نهضت معا ... بقي ينظر اليها ... رفع يده ومسح على خدها ... قال بهمس :
اقترب مني ترا الدنيا فرص ... واخذ شوقي اذا شوقك نقص .... خلي احجيلك مواويل وقصص .. شما يعدي العمر حبنا يظل جديد ...
همست له : احبك هواية.
اقترب منها ... لمست شفتاه شفتاها ... ولكن رنين هاتفها قطع عليهما تلك اللحظة ...
اجابت بسرعة : الو.
- لولو انتي وين ليكون رقدي ومدنطرتيني!.
- لا بعدني .
- يلا جاية.
تنهد بتعب وقال : جاية!.
- اي .
قبل خدها وقال: باجر اشوفج .
- اوك .
عادت سارة ... وجدتني اجلس امام البحر وافكر..
- لولو وين سرحانة .
- ها!... لا ماكو شي .
- حبيت الجاكيت مال من؟.
- مالتي .
- شكله رجالي.
- شفته بالركن الرياضي عجبني.
- هههه خبلة ... المهم حدي مستانسة ... قلبي يسوي جذي بوم بوم .
- حاسة بيج .
قضيتا الليل بطوله يثرثران ...
في اليوم التالي استيقظت ليليان وسارة متأخرا ..
كان الجميع يعدون للشواء من اجل الغداء ...
خرجت ليليان وهي مازالت ترتدي معطفه ...
عندما رأوها الشباب في الحديقة حيث كان هو معهم ايضا ...
غنوا لها :
حبيبي برشلوني ... يموت ببرشلونا .. وانا مدريدي لكن بغير لعيونه ..
ابتسمت له .. بعث اليها : بالليل سوي نفسج بتنامين بدري.
- اوك حبيبي .
انتظرت بفارغ الصبر ان يحل المساء ... استأذنت للذهاب الى النوم ...
خرجت من النافذة وتسللت الى الخارج حيث كان بانتظارها ...
مد لها يده وقال : يلا.
- وين حنروح؟.
- مممم مفاجأة.
امسكت يده وسارا معا ...
سألته : حنروح مكان بعيد؟.
- لا وصلنا .
- وين؟.
اشار الى احد الشاليهات ...
- هذا شنو؟،
فتح الباب وقال : تفضلي .
دخلت وهي تتلفت حولها ...
كان المكان مليئ بالشموع ... ورومانسي للغاية ... به موسيقى هادئة جدا ... والعطور منتشرة في كل مكان ..
- واااااااو.
اغلق الباب خلفه ... التفت اليه واحتضنته ...
امسك بيدها وشدها الى منتصف الصالة ...
بدأ يرقص معها ... امسك بخصرها ... وضعت رأسها على قلبه ... اغمضت عينيها ..
تنفس رائحة شعرها ...
خبيني بعينيك.. أوعا تقول أنا مش عم بسأل عليك
حياتي انا..مش عم سدق يمرق الوقت تكون حواليك
حدي خليك..ماتفل تغيب تترك روحك حدي وتروح انا قلبي بحسو ع غيابك صاير مجروح
ارجاع لعندي ياحبيبي ..حياتي بحبك أناااا
بقلبي بخبيك ولا يوم تخاف..من الدنيي أنا بحميك..
حياتي انا .. انا عم بنطر كل العمر حتى لاقيك
انتهيا من الرقص ... خرجا الى الشاطئ ...
استلقت هي على رماله ... استلقى هو بجانبها ... اسند رأسه على يده ... وامسك بأحدى خصلات شعرها ... وقبلها ... كان يمسح على وجنتها ...
- احبج .
- اني همين كلش احبك .
- من متى!.
- من زمان .. كبرت على حبك .. انت امي وابوية وكل شي بحياتي .
- ياريت اعيش معاج بروحنا بدون ناس بدون شي.
- تخاف تواجهني بالناس!.
- اخاف عليج من الناس .
- بس طول حياتي والناس تجرحني اخاف تكون انت منهم .
- انا مستحيل أأذيج .
- بس اذيتني لما عفتني .
- غصب عني .
- وهسة شتغير!.
- ماقدر استحمل بعدج اكثر .
- ومرتك !.
- بحل الموضوع .
- بس ماريد اخرب بيت احد ... ماريد اسوي مثل ماسوت مرة ابوية .
- مافي حل غير اني اطلقها عيل شتبين .
- مااادري .
- لا تخافين تطمني .
اعمضت عينيها بتعب وقالت : خلص ماريد افكر بشي غير هاللحظة .
قال لها : نيميني بحضنج .
فردت ذراعها لتحتضنه فوضع رأسها على صدرها ...
لامست يداها خصلات شعره ... استمتعت بهذا الشعور ... لطالما كانت تشعر انها طفلة معه ... ولكن الان هي طفل في احضانها ...
- حبيبي ... حبيبي !.
لج يجبها لانه كان يغط في نوم عميق ...
فأغمضت هي عينيها ... ونامت ...
مرت الاسبوعان اجمل مايكون على ليليان ومحمد ... كانت في الصباح تراه برفقة الجميع ... وفي المساء تراه سرا ...
مضت اشهر ... حيث انقطعت اخبار ليليان عن فيصل ... في يوم وصل الى مكتبه كالعادة صباحا ... وجد رسالة ... من ليليان اليه ...
فتحها .... كانت بطاقة ... لونها ابيض باطار ذهبي ... بها ظل لرجل طويل يحمل زهرة منحني ليعطي امرأة قصيرة تلك الزهرة ...
فتحها كان مكتوب ....
You have no idea how much fun to attend wedding for couple falled in love ...
Mohammed bin albullrahman
&
Lelian Amer al Maamouri
صدم عندما رأى الدعوة ...
فتح الرسالة التي كانت مع البطاقة ...
( الى اخي وصديقي فيصل ...
اسفة لأنني لم اتواصل معك منذ مدة ... لقد حدث تغيرات كثيرة .... اولها لقائي بمحمد في الغارية ... قضيته معه اجمل ايام حياتي هناك ...
عندما عدنا من هناك ... حل الموضوع مع زوجته اسماء ...
قاطعته لايام لانني شعرت السبب في طلاقهما ...
ولكن فاجئتني اسماء عندما اتصلت بي وارادت رؤيتي ...
خفت كثييرا ظننت انها ستتشاجر ... ولكن هل تعلم مالغريب !!... قالت لي انهما كانا ينويان الطلاق منذ بداية زواجها ... لانهما لم يتفقا ...
والغريب انها باركت لزواجنا ...
طلب محمد مني ان لا اخبر اهله اننا متزوجان ... كي لا ينتقدونني او ينتقدون طريقة زواجنا او يرخصونني ... لذا طلب ان يكون امامهم زواجنا تقليديا .... وها انا ابعث اليك بطاقة زفافنا ارجو حضورك ... )
ابتسم بعد ان قرأ رسالتها ... اخذ قلمه وكتب لها ...
في يوم ٧/٥/٢٠١٣ ... في الدوحة ... تحديدا في فندق ( فور سيزنز ) ...
تشهد قاعة من قاعته حفل زفاف عاشقين ...
على انغام معزوفة كسارة البندق ... دخلت ليليان القاعة ... بفستانها الابيض الطويل ... بابتسامة لم تشهدها من قبل ... سارت حتى صعدت الى المسرح .. كانت اضواء المسرح تضاء مع خطواتها ...
حتى وصلت الى ال( كوشة ) ... عندما جلست عليها اضيئ المسرح بأكمله ...
بالرغم من انه لا يوجد احد من اقربائها في الحفل الا انها لم تشعر بالغربة ... كانت متلهفة لدخول حبيبها ...
بعد نصف ساعة ... على انغام اغنية في عيونك ... دخل محمد ...
ليليان اختار هذا المقطع مع دخوله ...
في عيونك الشرق وليله سحره ...
في عيونك .. الغرب نسيمه وبحره ..
بتغرب في بلاد .. واجمع كل ورود بغداد...
علشان عندي الليلة معاد جوة عيونك ...
اخذها هو من بين الجميع ... وذهبا الى جناحهم ...
اقفل الباب ونظر اليها بخبث ... احبت ان تعذبه فقالت : اوووويلي نعسانة .
- نعم !.
- حبيبي حروح اسبح جسمي هلكان وتعبانة .
- محد تعبان غيري.
- والله كلش تعب من الصبح بالصالون ومماكلة شي .
- انزين تعالي نتعشا ونسهر بعدين .
- اتعشى وانام .
- حلفي !.
- ما .
جرت منه فجرى خلفها ... امسك بها ..
- اووووف خرب مداعرف اركض من ورا الفستان .
- احسن .
- زين هسة شتريد !.
- شفيج تحسسيني جاي دكان .
- ههههههه اي يلا بابا روح .
حملها وقال : ابيج انتي ..
في صباح اليوم التالي ... استيقظت ليليان مبكرا ... استحمت .. وعندما خرجت فتحت هاتفها ..
وصلتها رسالة من فيصل ...
( مبرووووك الذرية الصالحة يارب ...
تعرفين !... بكتب قصتج رواية ... من زمان كان خاطري اكتب رواية بس ماكان عندي قصة حلوة ...
اشكرج على صداقتج .. وتذكري اني اخوج وقت ماتحتاجيني بتلقيني ...
بسمي الرواية لحظات طيش ...
تعرفين ليش!.
لان كل الي صار ومر في حياتج كان لحظات طيش من الكل ...
)
عندما تمر بأزمة وخلالها تكون وحيدا وتتجاوزخا بمفردك فأنت بذلك اصبحت شمعة مضيئة لمن حولك يبحثون عن امل فالشموع لا يظهر جمالها الا في الظلام ... وهذه الرواية قد تكون شمعة امل لاحدهم ... فرح صبري

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Dec 10, 2014 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

لحظات طيشWhere stories live. Discover now