اهداء
الى كل قلب ينزف عشقاً في ارض دفن في ترابها قلوب عشق
... قلوب اباء تركوا خلفهم اسر ...
... قلوب ابناء احرقوا قلوب امهاتهم برحيلهم ...
... قلوب تعيش الحياة وهي ليست على قيد الحياة ...
... قلوب اشتاقت لأحباب تغربوا في اوطان اخرى ...
... قلوب اسرها الحنين لرائحة الفجر في مدينتهم ...
تبدأ القصة في في جامعة قطر حيث تجلس ليان وسارة في مقهى ستاربكس وكالعادة كانت سارة منشغلة تعبث بهاتفها وتلتقط الصور لنفسها واما ليان كانت تضع السماعات في اذنيها لتستمع لانغام اغاني فيروز بينما تحتسي (اكسبريسو )...
سارة : ليون طالعي هاي الصوة .
ارت سارة صورة رجل انيق جدا يرتدي الثوب باناقة ومن خلال وقفته يدل على شموخه ونضوجه ..
ليان : منو هذا ؟.
سارة : هذا طلال الحمد صاحب شركة المها شوفيه مزيوووون تخيلي اني على اخر عمري قاعدة اطالع الاخبار الاقتصادية عشانه يلبه قلبه والله.
ليان : صدك ماعندج سالفة .
سارة : ليون شفيج انا حديقة وابي اكبل .
ليان : محد كامشج .
سارة : نو ابيه هو .
ليان : سارة تخبلتي شوفي الرجال وين وانتي وين اصحي شوية حبيبتي .
سارة : انا مابي احب بس ابي اعيش التجربة شايفة الافلام يقعدون يراهنون على شي وبعدين البنت تجيب راس البطل ... بسوي جي وعطيني اسبوع ولا اقولج 3 ايام بالكثير ويكون رقمه عندي وبتكون تجربة حلوة ولما اعقل والله يهديني بقعد اضحك على الي سويته .
ليان : مادري مومطمنة اقعدي راحة .
سارة : شنو يعني .
ليان : يعني اهدجي احسنلج ... يلا قلب اني رح ارجع البيت بالليل وراية طلعة .
سارة : وين بتطلعين ؟
ليان : فيلاجيو بروح مع رفيجة امي وبنتها .
سارة
بعد ان رحلت ليان بقيت افكر بطريقة توصلني لطلال اشعر انني متحمسةجدا لهذه التجربة وكأنني بطلة لفيلم او قصة وكما في الافلام تحاول البطلة جاهدة للوصول لمبتغاها وانت مبتغاي يا طلال ... فكرت ان اسأل ريهام هي على معرفة بجميع الاسر ربما تعلم احد من افراد اسرته ... هههه اضحك عندما اتذكر ان ليان تلقبها ( مختار الطرف ) ... ذهبت اليها كانت كالعادة تجلس و( تحش ) في الناس جلست بجانبها وقلت : ريهام ابيج بموضوع.
- قولي ساروه .
- تعرفين حد من عائلة الـ......
- لا ...مممممم ... ويت ايوة اعرف هاجر رفيجتي تعرفين ان طلال الحمد ولد خالها .
ضحكت بداخلي وقلت لنفسي انني محظوظة ...
سارة : انزين عرفيني عليها .
ريهام : ليش؟.
سارة : ممم .. اخوي ماجد يبي يتزوج وحدة من هالعائلة وانا قلت ابي اتعرف على حد من هاي العائلة وجي .
ريهام : تامرين حياتي الحين بعطيج رقمها ومثل مايقولون نجمع راسين بالحلال .
سارة : اكيد.
نضحك احيانا عندما نظن اننا استطعنا خداع اشخاص لتحقيق مبتغانا ... لكن ان نظر الشخص الى من حوله سيجد ربما هنا اشخاص ايضا اعتبروه جسرا للوصول الى ما يريدون ... عندما نخدع احد هذا لا يدل على اننا اذكياء .. لا يدل على انهم حمقى صدقوا اكاذيبنا ... بل يدل على جبننا ... ابتسم .. اضحك ... افخر .. ان وصلت لشئ دون ان تستخدم احد وسيلة ..
ليان
في المساء ذهبت مع جميلة ووالدتها الى فيلاجيو تسوقنا شعرت طوال الوقت ان هناك اعين تراقبني لكني لم اعر لمن حولي اهتمام الى ان ...
تقدم رجل الى ام جميلة اظن انه ذاته الذي كان يراقبني كان وسيما جدا باختصار هو ( حاااات ) اسمر ... طويل ... ( معضل ) ... لديه شوارب ولحية خفيفة ..
بكل هيبة وقف امامها وقال : السلام عليكم .
ام جميلة : عليكم السلام .
الرجل : معاج بدر جراح .
ام جميلة : اهلا وسهلا بحضرتك .. خير في حاجة ؟.
بدر : هذي بنتج ؟.... اشار الي .
بلعت ريقي من الخوف ...
ام جميلة : لا ... صاحبة بنتي .
بدر : انا ابي اخطبها .
فتحت عيني من الدهشة من اين يعرفني وكيف يخطبني بهذه السرعة !!
استرسل بدر : شفت الحين وماشاء الله عليها مبينة بنت زينة وايد .. ممكن تعطيني رقم ابوها ؟.
كانت ستأخذ رقمه لكن تدخلت بالموضوع : ماكو داعي فرصة سعيدة .. يلا خالة تأخرنا .... قلتها بحزم .
توجهنا للـ ( مصفات ) كنت سأدخل السيارة لكنه ناداني : بس خذي رقمي .
لم اعره اهتمام ودخلت السيارة .
كيف يعقل ان اتزوج رجل رأني في مجمع تجاري لا يعرف عني شيئا فقط يتزوجني من اجل مظهري او جمالي !!.. هذا اكبر دليل على انه انسان سطحي لايهمه الاخلاق ...
سارة
اتفقت مع ريهام ان التقي بهاجر وكأنني كنت مع ريهام والتقينا صدفة ... جلسنا في مقهى معا انا وريهام وهاجر ...
سارة : انزين هجور ريهام قالتلي انج تقربين لطلال الحمد .
هاجر : ايوة ولد خالي .
سارة : سمعت انه وايد يساعد ناس وعنده جمعيات خيرية .
هاجر : طلال بعد ماتوفت زوجته تفرغ لمساعدة الناس خصوصا مرضى السرطان.
سارة : ماتت بالسرطان ؟.
هاجر : ايوة الله يرحمها .
سارة : انزين ممكن تعطيني رقمه ابي اسأله عن الجميعيات الخيرية .
هاجر : اوك سجلي عنج .........
ليان
كنت في بيت جميلة وتحديدا في غرفتها سمعت صوت هاتفها يعلن عن رسالة بالواتس اب كانت هي في الحمام لذا امسكت هاتفها عندما قرأت اسم بدر ظننت انها قد تعرفت على احد وهذا العادة بيننا هي تمسك هاتفي عادة عندما ترى وصول رسالة الي وانا ايضا ...
كانت صورة الواتس اب هي ... بدر !! هو نفسه الذي قابلناه !!...
كان يقول : هي الحين عندج ؟.
بقيت افكر متى اخذت رقم هاتفه !!..
خرجت جميلة من الحمام ورأتني اعبث بهاتفها ..
جميلة : حد كلمني ؟.
ليان : من متى وانت تكلمين بدر .
جميلة : بدر !! مين ؟.
ليان : انتي فاهمة اني منو اقصد جاوبيني متى ؟.
جميلة : من يوم فيلاجيو هو اداني نمرته قبل ما اركب في العربية كلمني وقالي اقنعك .
جلست على السرير افكر ... جلست بجانبي وامسكت هاتفها وقالت : بصي الصور دي ..
كانت صور له في اماكن من دول مختلفة ..
جميلة : بصي دي صورته لما كان في باريس .. ودي صورته في المالديف .. ودي صورته وهو في روما ... دي عربيته فيراري وبصي العربية التانية رينج روفر وبصي عربية ...
ليان : بس ماريد اسمع .. اطيني تلفونج داتصله .
جميلة : بجد !! .. خودي .
امسكت الهاتف واتصلت به .. بعد قليل اجاب بصوته الرجولي : الو السلام عليكم .
اخذت نفسا وقلت : الو .
- جميلة .
- لا اني ليان .
صمت قليلا كأنه لم يصدق ثم قال : ليان .. هلا والله .. شلونج ؟.
- اسمعني عدل هالحركات كلها مو علية ومال انك تدز صورك وتغريني عالاساس تعالوا شوفو شعندي واني زنكين همين مو علية باختصار طز بيك وبفلوسك ... ميهمني وياريت توخر عن دربي .
- صدقيني انا قصدي شريف .
- اي خوش ذكرتني سالفة الزواج مستحيل ازوج واحد يريدني علمود شكلي .
اقفلت الهاتف ورميته على السرير وقلت لجميلة : شوفي اذا عاجبج الي عنده وسياراته وفلوسه قدامج حبيبتي بس مو الية خوش !!.
خرجت من بيتها وانا اشتط من الغيض ..
انا فتاة كجميع الفتيات احلم مثلهن مثلهن برجل وسيم وغني باختصار كالامير في الافلام والقصص لكن ليس بهذا الاسلوب وليست بهذه الطريقة ... لا انكر انني فكرت به وفكرت ان اوافق لكن ايضا زار تفكيري انني ربما لن اصبح سعيدة عندما اتزوجه .. قد اتزوجه واعيش بقصر معه لكن قلبه ليس لي او انني لن احبه ... اففضل الابواب للخيانة هو المال والفراغ .. وهو يمتلكهما .. من خلال صوره يبدو انه قد سافر كثيرا وبماله تعرف على الكثير ومن المؤكد انه قد عاشر الكثير من النساء وانا لا اجد من العدل ان يتزوج رجل بماضي ملوث بأمرة قضت ماضيها بالحفاظ على سمعتها حرمت نفسها من الشهوات التي بداخلها حتى انها حرمت قلبها من مراهقته فقد لانها تسير على مبدأ : انني سأتزوج رجل يستحق ان اكون بلا ماضي ويستحق من الوفاء حتى ولو اني لم اكن معه .
لذا ليس من العدل ان اتزوجك .. اؤمن بأن الطيبون للطيبات .. والخبيثون للخبيثات ... ربما انك لست خبيثا ولكن بنفس الوقت لست عفيفا ..
سارة
في تمام الساعة العاشرة مساءاً اتصلت بطلال كنت خائفة جدا ولا اعلم ماذا اقول ولكني اتصلت وقلت لنفسي انني سأجد الكلام عندما يجيبني ..
بعد مدة من الرنين اجاب بصوته المخملي : الو السلام عليكم .
- احم .. عليكم السلام ... أأأ.
- من حضرتج ؟.
- أأ ... ( طارت الافكار من من بالي ).
- الو .. الو .. لو عندج سالفة عدلة قوليها ولو ماعندج ياريت ماتتصلين .
اغلق الخط ... كنت اسير دهاباً وايابا في غرفتي محاولة البحث عن فكرة .. لم اجد ... بعد مدة من التفكير وجدت فكرة رائعة ..
اتصلت به مجدداً لم يجبني .. بقيت اتصل الى ان اجابني ..
- الو .
- السلام عليكم.
-عليكم السلام .
- انا الي اتصلت فيك من شوي بس سوري ماكان في تغطية .
- اها .. خير في شي اختي ؟.
- ممكن اقابلك طويل العمر ... في موضوع وايد مهم ابي حضرتك فيه .
- مممم ... بخصوص؟.
- ماينفع على التيلفون .
- بكرة تعالي مكتبي الساعة عشرة .
- ان شاء الله.
ااااه لا اصدق انني قمت بالحديث معه ااه قلبي يخفق بشدة ... بدأت بالقفز من الفرح اخيرا حدث ما اريد ... يااااااي ... هاهي الخطوة الاولى تمت بنجاح لكني يجب غدا ان اتقن الدور ...
المعاصي والاخطاء عبارة عن خطوات خطوة نخيطها تلو الاخرى ... ومن اخطر الخطوات هي الكذبلأن من يكذب بشئ سيفعل معاصي واخطاء اخرى كي لا تنكشف كذبته ... بداية هذا الطريق يقول العقل لنا انها كذبة بسيطة لن تؤذي احد بل ستنفعنا...
لهذا عندما قال - صلى الله عليه وسلم - الكذب يهدي الى الفجور ..
ليان
نسيت موضوع بدر .. كنت اقضي ايامي التي مضت في الدراسة ومع عائلتي .. ذهبت للجامعة كانت محاضرة الشعر العربي انا ادرس تخصص صيدلة لكني الان في التأسيسي ادرس جميع المواد والسنة القادمة سأدرس التخصص... دخلت المحاضرة كان الدكتور لم يحضر بعد لذا كنت اقرأ رواية قلبي ليس للبيع للكاتبة ليلى مطاوع ... دخل الاستاذ سمعت صوته يقول : السلام عليكم .
رفعت رأسي لانه ليس صوت ... نظرت ووجدته هو !! مالذي يفعله ... بابتسامة مكر وثقة توجه الى منتصف القاعة وقال : معاكم الاستاذ بدر جراح انا بكون معاكم لأن(نظر الي بتحدي ) الدكتور خالد في اجازة .
ازاح نظره عني ثم اردف : الحين بنتعرف على بعض والمحاضرة الجاية ان شاء الله بندرس شرايكم .
سأعود الى اللحظة التي دخل بدر .. جميع الفتيات ابتسمن لأن جميع الدكاترة في جامعتنا اما اجانب او كبار في السن .. من ناحية هي جيدة لجامعة للفتيات فقط .. وخصوصا ان الدكتور الجديد شاب ووسيم ... ( الله يستر ويصبرني عليه )...
بدأ بالتعرف على اسماء الفتيات الى وصل الي سألني : شنو اسمج ؟.
- ليان علي.
ابتسم الي لكني بادلت ابتسامته بعبوس .. بعد بالحديث عنه وعن شهادته وامجاده .. علمت حينها انه يحاول ان يغريني بأملاكه ... بدأت بالعبث بهاتفي لكن فجأة وجدته يسحب هاتفي من يدي ويقول : ممنوع تلعبين بالفون بمحاضرتي .
تأففت وقلت : اوك بس ممكن تنطيني تلفوني ؟.
- لا بعدين تعالي مكتبي وخذيه.
اووووف ماذا يريد مني !!
بعد ان انتهت المحاضرة كان يحزم اغراضه اتجهت اليه بغيض وقلت: لو سمحت ممكن ترجعلي جوالي .
- لا.
- ليش بلة؟.
- باخذ رقم الوالد .
- لك بابا افهم اني ماتزوج غير عراقي .
- اولا انا استاذج عيب تتكلمين معاي جي .. بعدين يكمن ابوج له رأي ثاني؟.
- بكيفك اذا عاجبك الجوال اخذه ميهمني .
- لا حبيبتي انا اجيبلج مليون جوال .
- امشي لك قشمر.
- هاي مسبة ؟.
- مادري.
-شنو يعني قشمر؟.
-يعني انت هههههه.
تركته وخرجت
( سارة)
ذهبت لمكتب طلال لمقابلته حسب الموعد كانت قدماي لا تحملانني من شدة الخوف اخربت السكرتيرة انني اود ان اقابله اعلمته بوجودي فسمعت صوته يأذن لي بالدخول .. ازدادت نبضات قلبي ... دخلت بعد ان بلعت ريقي واستعنت بالله ...
سارة: السلام عليكم.
طلال : عليكم السلام .
لم استطع ان اقول شئ امام وسامته وهيبته ...
اشار الي بالجلوس .. فجلست على الكرسي الذي يقابل مكتبه ...
طلال : تفضلي اختي امري؟
سارة : انا ماعرف من وين ابتدي .
طلال: اعتبريني اخوج وقولي الي تبينه .
سارة : الصراحة انا فيني سرطان .
نظر الي بصدمة ... بقي يفكر او ربما ذهب بخياله لذكريات جمعت به وبزوجته التي توفيت بسبب هذا المرض اللعين ... في الحقيقة عندما فكرت بأن اخبره انني مريضة وتحديدا بهذا المرض ... لاني اعلم جيدا مدى المه على الاشخاص المصابون بهذا المرض ... وانه سيحاول فعل المستحيل ليرضيني ...
مثلت بحزن وقلت : انا اعرف ان ماعندك شي تقوله .. اعرف اصلا مافي شي ينقال .. بس انا عندي طلب واحد قبل ما اموت .
كان في عينه فرح لانني طلبت منه شئ وكأنه بطلبي سيشفيني او ربما ظن انه سيحقق لي السعادة
سارة : انا امي وابوي متوفين وماعندي خوات ولا اخون عايشة عن جدتي ... ( كنت اقول بداخلي اسم الله عليهم ) ... وعمري ماعشت جو عائلي عمر ماحد ملاني باهتمام .
نظر الي باستنكار وقال : شمعنة انا .. اقصد انتي ماتعرفيني وانتي تبين حنان ... جاية تطلبيه من شخص غريب!!!
- ايوة ... لان انا اعرف بنت خالتك وسولفتلي عن زوجتك وقلت انت الوحيد الي بتحس فيني وانت الوحيد الي تعرف ان الي يروح عمره مايرد .
نظر الي بأسى وقال : اقسم بالله اني مابخليج تحتاجين اي شي وبعيشج احلى ايام ان شاء الله وانتي مثل اختي .
بغظ النظر عن كلمة اختي الا انني فرحت لانه صدق..
بعض الناس يستخدمون اوجاع الناس للوصل الى مايسعون اليه .... ولا يهمهم مدى اللمهم ولا يهمهم ان مجرد ذكر اسم الشخص او كلمة تذكرنا به هو وجع بحد ذاته
( ليان )
كنت في فود كورن ( كافتيريا ) الجامعة وكالعادة اضع السماعات في اذني لاستمع الى فيروز ...
شعرت باحد يخلع مني السماعات .. رفعت راسي ورايته مجددا
تأففت بانزعاج وقلت : شتريد ؟
- ماريد شي ... اعشق كلامكم فديت العراق والعراقيين والعراقية المزيونة الي في جامعتنا .
- انت الي جاي جامعتنا .. اصلا انت شلو خلوك تدرسنا اشك عدك شهادة .
-واسطات ... احم احم ريلج مب شوي .
- مو يبكيفك تكول رجلي امشي منا .
- انزين بس يبلتج الجوال.. بالمناسبة صورج عذااااب .
احمر وجهي من الخجل لانني كنت اضع صور لي وانا في المنزل بستيلات غريبة وصور اخرى وانا ارتدي ( شورتات) ..
استرسل بدر : ههههههه خلاص عادي انتي بتصيرين زوجتي عادي .
- انجب محد سمحلك تباوع بتليفوني .
- بس مرة ثانية حطي باسكود .. انا حطيتلج اصلا ... عيد ميلاد ٢٩٠١
- مخبل .
ضحك ورحل .. ااااه مجنون كيف اقتحم حياتي وكيف سأتخلص منه ...
فتحت الواتس اب وجدته قد ارسل الي وقال:
انا الحب واكاه مسيف اسمي بجوالج .. اسمعي اغنية مالت عليك اهداء خاص 😘😘😍
بعثت اليه : انجب مالت عليك انت انت مو شكول رومانسية .
بعث الي : مع اني مافهمت نص الكلام بس اسمعيها .
ارسلت: مارح اسمعها ولي .
ولمنني وجدت اصابعي تكتب اسم الاغنية على اليوتيوب ...
مالت عليك عيوني اول ما لمحت .. وفز قلبي من مكانه وطار عقلي لما شفتك ..
ايه صدقني غرورك حيل ميزلك حضورك
( سارة )
كم اشعر بالسعادة اتفق معي طلال على ان يفعل كل مافي وسعه ليسعدني ... حالياً لا اريد ان افكر بغداً كي استمتع بطعم السعادة اليوم ... وكما تقول ليان دائما ( ساعة عن ساعة فرج ) ...
في المساء خرجت برفقة ليان الى كتارا .. صفننا السيارة امام الشاطئ .. كان الجو جميل جدا فنحن في شهر نوفمبر كنا نحتسي القهوة التركية ونستمع لانغام اغاني اليسا .. كالعادة لأن ليان لا تشغل في سيارتها اغاني ليست لاليسا...
كانت ليان تنظر للبحر لكن خيالها وتفكيرها في مكان اخر ...
سارة : الي ماخذ عقلج يتهنى .
ليان : ساروه اريد اكلج على شي .
واخبرتني بما حدث معها ....
سارة : تبين رأيي .. انتي غلطانة اول شي لأنج طولتي لسانج عليه اكثر من مرة وبعدين الريايل مايحبون وحدها لسانها طويل وتراددهم .
ليان : بس هو ديستفزني ... ووين ماروح الكاه .. تعرفين هواي اكو بنات عراقيات بالجامعة واخاف يحجون علية .
سارة : بالطقاق ماعليج من حد .. وبعدين ليش ماتبين تتزوجيه ؟.
ليان : اني اخاف ع نفسي هواي ... تعرفين من بعد ما امي وابوية تطلقوا واني خايفة من اي رجال اخاف يزوج علية .. خصوصا اني مو بنت بلده وثاني شي هو كلش زنكين .
سارة : مب كل الريايل جي وبعدين اذا يحبج ليش يتزوج عليج ؟،
ليان : ترا امي وابوية اخذوا بعض عن حب بس هاي تاليها تزوج عليها بعد 15 سنة وعايفنا وكاعد ويا مرته ... تعرفين ساروه البنات كلهن يريدن واحد مثل ابوهن الا اني ماريد واحد مثله ابوية من نوع ميتحمل مسؤولية ... اخاف بدر هيجي لانه مدلل شكله وكل الي يريده يلكاه .. احنا النسوان بالعراق مو مثلكم متعودة سيارة وخدامة للبيت وخدامة للجهال .. احنا غير بالعراق النسوان كلشي يسون صدك ماجدات .
سارة : انا خايفة انه يكون يحبج صج وتضيعيه من يدج!.
ليان : الله كريم الي الله كاتبه حيصير .
( ليان )
كنت في محاضرة لبدر ... كان هذه المرة يشرح درسا... وقف اما مقعدي وامسك بالرواية التي كانت بجانب دفتري وقال : ما شاء الله شكلج تحبين الروايات .. انتي مثقفة وايد .
شعرت بالخجل كثيرا فلم اجبه ... ولكن تدخلت فتاة كان اسمها ريم وقالت : على فكرة استاذ ترا كلنا نقرا شدعوة مسكت فيها اهي؟!.
لم يعرها اهتمام وقال : اها .
بعد ان انتهت محاضرته هممت بالخروج ولكن وجدت ريم تقف امامي لغلق طريقي ...
نظرت الي بتحدي وقالت : حبيبتي خلي عنج هالحركات عشان شفتيه يدرس عربي قلتي بستغله واسوي روحي اقرا روايات ... ترا احنا بعد عدنا وباجر مستعدة ارواجياهم .
ضحكت باستهزاء من تفكيرها المحدود : واني شدخلني تقرين او متقرين شي يرجعلج قابل هو قران وقاعدة نشوف منو يقرا اكثر ... وبعدين شدراج اني اجيب هالرواية عشان الاستاذ ... ممممم شنو مسويتها انتي من قبل وحسبتي الناس يسون مثلج ههههه .
ريم : هي هي احترمي نفسج انا مو فاصخة الحيا مثلج عالاقل انا متحجبة ومحترمة مب مثلج مطلعة شعري واراوي الناس جسمي .
لم استطع ان امسك نفسي ... تحسب انها بارتدائها العباءة المزخرفة .. التي تفصل جسدها ورائحة العطر التي تفوح منها ... تظن بهده الاشياء هي ملتزمة بالدين!!
لم اشعر بنفسي الا وانا اصفعها ...
ثارت ريم وبدأت تسب وتلعن بي وتدخلن بعض الفتيات لايقاف الشجار ...
توقف الشجار عندما اتى المعيد وامرنا بالذهاب الى مكتبه ...
وقفنا امامه .. وكما يقول المثل ( ضربني وبكى وسبقني واشتكى ) بدأت ريم بالبكاء والنشيج وهي تقول : استاذ هذي البنت اول ماخلصت المحاضرة جات وقفت بطريجي وقعدت تسبمي وتقولي ليش تقولين احنا لعد نقرا روايات بس عشان استاذ قلت للدكتور انا احب الروايات .. ولما شافتني مارديت عليها عشان انا بنت محترمة عطني كفي ... اهئ اهئ .
ليان : عزاااا لج ليش تجذبين استاذ هي ..
قاطعني قائلا : بس ولا كلمة .... بطلب الحين شهود .
وفعلن حضرن الشهود وكانت شهادتهن على هذا النحو : اي انا شفتها قاعدة تسب ريم ... ايوة هي تعدت عليها اول ... اصلا ليان تغار من ريم ...
اشعر اني قلبي يشب بنار الغيض والظلم ... ارى امامي ممثلون بارعون يجيدون دورهم ... يدهشني بعض البشر على قدرتهم على ايذاء الاخرين مع انني اعلم انهم لن يجدوا منفعة ان شهدوا ضدي ...
المعيد : ليان فصل من الجامعة .
ليان : فصل شنو !!!... تعهد هواي عليها ليش!!!
المعيد : هذي قوانين الجامعة الي يستبب بشغب او ضرب للزملاء ينطرد برع الجامعة .
ليان : ترا ميصير ماكو هيج قانون انت اصلا ماسمعت مني !!!.
المعيد : لو عندج اعتراض كتبيه بورقه واللجنة تقرر.
ذهبت لمواقف السيارات ولكن اشعر اشعر اني قلبي احترق .. كيف لهم ان يفصلونني قبل اي يسمعوا شهادتي ... اي جامعة هذه ... لعنت الساعة التي تغربت بها هنا ولعنت القدر الذي جعل بلادي بهذا الحال !! ... في الحقيقة هم ينصفونهم لانه في بلادهم وهم المواطنين .. لعنت الزمن الذي كنا نفضل فيه المقيم على المواطن في العراق ...
كانت سيارة بلقيس ونبأ في المصفات .. الفتيات العراقيا ولكنهن في السنة الثالثة ... تجمعنا علاقة زمالة فقط .. رأيتهما كانتا يدخنن في السيارة ويشغلان الاغاني ...
اتجهت اليهما وقلت بطيش : اريد جكارة .
نبأ : لج هاي شنو ياب من شوكت صرت منحرفة ههههههه .
ليان : من وكت ماعرفتكم هههههه .
ناولتني بلقيس وقالت : شربي شربي علمود القهر .
ليان : هاي جكاير لو حشيش ليش هههه.
نبأ: ههههه معدتش تفرق سينا من سونيا هههه.
كانت اصواتنا ترن في المصفات لم نأبه لغيرنا .. فوجدته يقف امام نافذة سيارة بلقيس ويشير الي بالخروج من السيارة ..
خرجت وبيدي السجارة ..
قال الي : شقاعدين تسون!!.
اخذت نفساً ونفخت بوجه الدخان : ندخن .. ليكون بتفصلني عشان دخنت .
بدر : انزين ليان شفيج شصايرلج؟،
ليان : انت اخر واحد تسأل شبية ... اصلا كله بسببك انت ... كافي تدخل بحياتي وتسأل .
رميت السيجارة على الارض واتجهت لسيارتي .. بقي ينظر الي وهو متسمر ويبدو على وجهه الحيرة ..
في المساء كنت منفية في غرفتي ابكي دون ان اخبر احد من عائلتي انني فصلت من الجامعة ... وصلتني رسالة منه على الواتساب ...
كانت اغنية لعبد المجيد عبد الله :
ليه دايم احتاج اسألك .. وشفيك شلي زعلك
ليه دايم ردودك تكون .. نظرة بمعنى شدخلك
كيف تسأل كيف تسأل .. يعني ماتعرف غلاك
انت تدري اني حبيتك معاك ... لو مكاني انت تقبل! كيف تسأل
تنفيني خارج عالمك .. وانت بقلبي مسكنك
اوقف على حدودك .. ولاتسمحلي اني اوصلك
اتصلت به ..
بدر : الو ... ليان .
ليان : ........
بدر : ليان شفيج ؟.. قاعدة تصيحين ؟.
ليان : اي .. اهئ .
بدر : ليش؟.
ليان : عشان الي صار في الجامعة .
بدر : وليش تصيحين .
عضبت جدا : شنو ليش ابجي اكلك فصلوني شتريدني اغني من الفرح !!!.
بدر : بكرة داومي .
ليان: انت شنو شارب؟.
بدر : هههههههه جاي وحليب .
ليان : ترا والله قاعدة داحجي جديات .
بدر : انزين انا بعد قاعد اتكلم جد واقولج بكرة داومي مب ع كيفكم يفصلونج .
ليان : لعد ع كيف منو بالله كيفك ؟.
بدر : ايوة ع كيفي ... يلا روحي امسحي دموعج مابي اشوفج شكلج يخوف بكرة من الصياح .
ليان : ولي اصلا اخبل اني .
بدر : ههههههههه ادري عيل ليش حبيتج .
ليان : علمود هيج ماريد اتزوجك يهمك الشكل وبس
اقفلت الخط قبل ان يرد علي ... واقفلن هاتفي كي لا يزعجني باتصالاته .
ليان
في اليوم التالي ذهبت الى الجامعة وددت ان ارز ريم عند دخولي لأريها انني مازلت متواجدة ... انا شخصية عنيدة عندما ينهاني احد عن شئ او عندما اعلم ان هناك اشخاص لا يعجبهم ما افعله ... اعاند واستمر .. اتذكر عندما كنت في صف الثاني ثنوي ... كنت اهوى التصوير ومازلت الى الان .. كنت اضع صوري وصور الاماكن التي ازورها على الفيس بوك ... كانت احدى صديقات امي التي تعيش في قطر وهي ايضا عراقية ايضا ... تخبر امي عن جميع تحركاتي بالفيس بوك ... تقول ان ليان اليوم نشرت صورة لها .. ليان اليوم كتبت انها تحب النوم .. ليان ... ليان ... الخ ... لم ابالي بما كانت تقوله ... ولكن المشكلة انهم زادوا حتى ان اصبحوا اقاربي في العراق ايضا يترصدون لما اكتبه او انشره ... ولكن اخر شي قيل لي عندما نشرت صورة لي وكتبت ( فديتني قصيرة) ... لا اعلم ما المناسبة التي اخبرت احدى قريبات امي بأنني نشرت هذه الصورة ... او ما الفائدة باخبارها !!... استغرب من بعض الناس الذي يظلون يتلصصون على غيرهم !!.. هل هذه متعة ؟.. اذكر امي عندما غضبت وقالت لماذا تنشرين هذه المنشورات ... لا الوم امي بل الوم الذين يستغلون انها امرأة قد تخطت عمر الخامسة والاربعين ولا تعلم شئ في عالم الانترنيت ... وفوق هذا يستغلون جهلها في هذه الامور ليفتحون باباً من ابواب ( الفلسفة ) ....
تشاجرت مع امي حينذاك واخبرتها ان الجميع يفعل هذا ... قد تظنني تافهة ولكن هذا هو جيلنا الحالي ... اختلف عن دعاباتهم واختلف عن تسلياتهم ... تظن انني تافهة كما اخبروها بعض الاقارب ... لأنني ارصد تحركاتي ... بمعنى انني اكتب اسم المكان الذي اتواجد به ... او اكتب مايحدث معي ...
المهم انني اخبرتها سأقوم بألغاء حسابي في الفيس بوك .. مممم ولكنني فكرت في اليوم التالي انني لن الغيه وسأبقيه وربما سازيد من منشوراتي ... ومن لم يعجبه ما اكتبه او انشره فهو حر ولا يهمني ..
المهم اعود الى الجامعة في الوقت الحالي ... قررت الذهاب الى مكتب بدر لأشكره على ما فعله من اجلي ...
عندما وصلت الى المكتب نظرت اليه كان يتحدث مع الطالبات في الجامعة واقسم انهن لم يأتين من اجل الدراسة ...
نسيت ان اخبركم ان طالبات الجامعة ( يتلزقون ) بالاستاذ فقط كي يحصلوا على درجات .. فما بالكم بأستاذ مثل بدر .. غايتهن شئ اخر ليس الدرجات فقط ...
شعرت بالاهانة لأنني دخلت المكتب ولكني اتجهت على الفور الى مكتب الدكتور احمد ... شعرت بأنظاره تتجه الي ولكنني تحدثت مع الدكتور احمد .. لطالما كنت احب الحديث معه خصوصا وانه تركي ويحب ان يتحدث معي ايضا لأني استرسل معه في الانجليزي عكس الفتيات الاخريات ...
قاطع حديثنا بدر عندما قال : Excuse me Dr. Ahmed can I catch my student from you ?.
Ahmed : hhhh the girls right there are not enough for you ?.
Bader : I am not looking for any girl , I am looking for the most special girl .
شعرت بالخجل كثيرا ورضخت له ... خرجنا خارج غرفة الاستاذة .. كان يقف امامي وانا اخفض رأسي للاسفل ... لا استطيع النظر اليه .. ( الرجل الوسيم لا استطيع النظر لوجهه من شدة وسامته :p )
ليان : خير دكتور ردت شي ؟.
رفعت رأسي لأنظر اليه .. كان يبتسم ابتسامة جذابة جدا حيث ضهرت غمازته اليتيمة على خده من خلال لحيته الخفيفة التي تزيدها جاذبية ..
بدر : لا بس حبيت اقولج الجامعة نورت .
ليان : مشكور.
لا استطيع الوقف معه اكثر من ذالك .. اشعر انه قطعة مغناطيش يجذبني اليه ... هل السبب وسامته !! ... هممت بالرحيل ولكنه استوقفني قائلاً : ليان ... عندج سناب جات ؟.
سؤال غبي !!.. وما الداعي .. هو يمتلك رقم هاتفي اصلا ..
ليان : اي .
بدر : بطرشلج اسمي عليه ضيفيني .
بكل مطاوعة قلت له : اوكي .
سارة
كنت في المنزل اشعر بالملل .. اولا لأن والداي سافرا .. والسبب الثاني هو طلال .. وعدني انه سيتصل بي ولكنه لم يفعل ..
كنت اتصنع عدم المبالاة ولكني قلبي يشب بالنيران .. هل سبق وان قمتهم باغلاق هاتفكم ظننا بأغلاقه سيتصل احد !!... او هل جلستم ببال طويل تنظرون لشاشته ان تضئ بأسم احدهم !!... هذا ما يفعله الحب يحول اشخاص قليلي الصبر لأشخاص يملكون بالا طويلا وقلبا لا ييأس ...
وفجأة جاء ما كنت انتظره ... رقص هاتفي عند اتصاله واضاءت عيناي عندما رأت اسمه .. ( طلال ) .. بدأت بتهجئة الاسم لأسر نظري بأسمه ... نعم هو من يتصل ..
اجبت بصوت يحمل فرحة طفويلة : الو .
- السلام عليكم .
- عليكم السلام .
- شلونج سارة .
- تمام الحمد الله اخبارك ؟.
- عساج دوم .. الحمد الله .
- شقاعدة تسوين ؟.
- متمللة حدي .
- انزين شرايج نطلع ؟.
- صج ... اوك وين ؟.
- بحر الخليج الغربي .
- اوك والجو بيكون حلو هناك .
- عيل خلص اشوفج .
- اوووك ...باي .
اقفلت الهاتف وبدأت ارقص بفرح .. ادرت الاغاني :
من لهيب الشوق ابتدى امره ...
واصبحت به مجنون والسبب نظرة ..
شل فؤادي فوق .. في سما غمره ...
يا ويلي انا مفتون ... خوفي من هجره ..
قمنا بأيقاف سياراتنا امام الشاطئ وكان الجو رائع ... والمنظر الذي يقابلنا هو جزيرة اللؤلؤة بعماراتها المضيئة والفخمة ...
كان يتكئ على سيارته ويواجه الشاطئ .. قبل ان ارتجل من سيارتي قمت بتشغيل اغنية ... wrecking ball
اتجهت نحوه ...
- سلام .
- هلا والله .
- شلونج ؟.
- تمام .
- تعرفين انا من بعد ما تزفت زوجتي الله يرحمها ماكلمت ولا طلعت مع وحدة .
- عيل ليش طلعت معاي .... عشان مرضي ؟.
- عشان هالشي .. والسبب الثاني بعد هو اني محتاج اكون مع حد .
ابتسمت له وقلت : مشكور لأنك فكرت فيني جي .
- عفوا ... انزين ماقلتيلي شنو طلباتج وانا بحققلجياهم .
- ويت .
اتجهت الى سيارتي واخذت منها الورقة التي كتبت بها ما اريده .. اعطيته الورقة ..
كانت ورقة باللون الاحمر الفاتح... وبها ورود .. حتى انني وضع بعطري فيها ..
كتب على الورقة
10 اشياء اريد ان افعلها معك
1- اريد ان نذهب للتسوق معا .
2- اريد ان اتزلج على الجليد برفقتك .
3- اريد ان نلعب في اكوا بارك معا .
4- اريد اشتري لك الطعام الذي احبه من كارفور بشرط ان تأكله .
5- اريد ان نذهب للبر معا ونتسابق في ركوب ( البطبطة ).
6- اريد ان اكتب اسمي على باب منزل جولييت .
7- اريد ان ترمي قطعة نقطية في البركة وتتمنى لي امنية .
8- اريد نتناول عشائنا في المطعم الطائر .
9- اريدك ان تجرب كل هذه الاشياء معي .. لتصبح تجربة لا تنسى من الفرح.
10- اريدك ان تسامحني .
كان يقرأ الورقة وقد بدت على وجهه ملامح الدهشة بمزيج من الفرح ..
بعد ان انتهى .. قال : اسامحج على وشو؟.
- مالك خص الحين في اخر شي الحين ابيك تحققلي ال9 الي قبلها .
- حد يعرف انج مجنونة ؟.
- لا بس انت هههههه.
- خلص بصير مجنون مثلج ... واسوي الي قلتيه.
في قلب كل امرأة عاشقة عشر امنيات تود ان تحققها مع من تحب .. بالمناسبة عندما اقول انها امنيات .. هذا لا يعني انه يصعب تحقيقها .. او قد يظن بعض الرجال ان المرأة اذا تمنت شئ ستتمنى السفر او التسوق او الذهاب لأماكن فخمة .. لكنهم يجهلون ان هذه الامنيات العشر هي بسيطة جدا ... تحلم المرأة بأن تذهب للتسوق وهي ممسكة بيد حبيبها .. ليس المهم ان تبتاع شيئاً ولكن المهم انه كان معها وتشاور واعطى ذوقه ...
قد يجهل الرجال ان حتى طعم الحلوى او الطعام الذي تتناوله هي عندما تكون برفقته يكون له طعم اخر .. ربما يكون ازكى طعام تناولته في حياتها ..
ليان
قمت بأضافة بدر على برنامج السناب جات .. بعث الي فيديو وهو في المطعم .. مع صديقه وقال : ها يا جماعة شنو بنطلب للعشا ؟.
ارسلت اليه : اريد برجر اطلبلي .
بعث الي بعد قليل : بطلب برجر لج ولي .. قال صديقه : يلا وعلى حسابي بعد .
وبقينا على هذا الحال طوال الليل ... كان يرسل الي الفيديوهات اثناء خروجه مع اصدقائه ... واثناء مشاهدته للتلفاز ..
اتصلت بسارة واخبرتها بما حدث ...
ليان : سارة استحي هسة شيقول علية .
سارة : عادي مابيقول شي بعدين هو الي طلب السناب مالج .
ليان : انزين في بنات يطرشوله بعد فيديوهاتهم ؟.
سارة : لا ماظن .
ليان : ليش ؟.
سارة : القطريات ماسوون جي عشان العوايل كلها يعرفون بعض وممكن يعرفها ... وتصير سالفة .
ليان : اها .
سارة
كنت في الجامعة اجلس مع نوف ... كانت تعبث بهاتفها وانا ايضا بينما انتظر ليان ..
قالت نوف : الاستاذ بدر واااايد كيوت ياخي .
سارة : ليش ؟.
نوف : على السناب جات فيديوهاته تضحك ههههه.
سارة : انتي ضايفته ؟.
نوف : نص بنات الجامعة ضايفاته .
سارة : اها .
نوف : كل يوم يطرشلي ههههه.
سارة : اها .
نوف : تعالي اراويج شنو طرش امس.
قامت بتشغيل الفيديو كان هو وصديقه كان يقول : في وحدة ضايفها على السنابجات ... فتدخل صديقه قبل ان يكمل بدر وقال : ماتستحي على وجهة ..ضحك بدر وقال : قاعد انا وخالد نستهبل عليها الحين كل شوي تطرشلي فيديو مالها اونة حلوة وتطرش بكل ثقة ... قال صديقه : لا وبعد تقول اطلبولي معاكم اكل هههههه .
انتهى الفيديو وانا لا ازال مصدومة !!!.. هل يقصدون !... ليان .. نعم ليان التي اخبرتني انها بعثت اليه فيديوهاتها وايضا اخبرتني بتفصيل كل المحادثات التي جرت ...
افقت من الصدمة على صوت ليان وهي تقول : صباح الخير .
نوف : صباح النور .
سارة : هلا .
ليان : سارة هاج صوريني سناب جات .
اعطتني الهاتف وقالت : يلا شبيج فهيتي ؟.
قلت لها : بعدين .
- لا هسة صوريني .
- بعدين .
- اوووف شبيج يمعودة ... اخذت الهاتف مني واعطته لنوف وقالت : هاج نوف صوريني .
قلت لها : امس الدكتور بدر كان هو ورفيجه يستهبل على وحدة عشان كانت تطرشله فيديوهات في السناب جات .
ليان
شعرت بأنني اختنق عندما قالت سارة هذا الكلام ...
قلت بعدم تصديق : شدراج ؟.
- توها نوف راوتني .
هل سبق وان شعرتهم ان انكم تريدون الصراخ والبكاء لكن المكان والاشخاص الذين حولكم يمنعونكم !!.. شعرت انني اريد ان ابكي ... حتى
غادرت نوف وبقيت معى سارة ...
- لولو حياتي لا تزعلين .
- منو قلج اني زعلانة اصلا اعرف بيه حقير .
- شدراج .
- من البارحة لليوم يدز صور شقته الي باللؤلؤة ويصور منظر اليخوت ومدري شنو يحسس فد شي ... ويدز صورته بالمسبح مال فيلتهم ... لو صورته توه سابح بالحمام والمنشفة على خصره وعضلاته مبينة اسمر وشعره مبلل ومبتسم وغمازته طالعة ... عباله حلو .. عابت .. قليل ادب .
- اها .
- يلا اني حروح عندي محاضرة .
ذهبت للمحاضرة وقبل الدخول للقاعة ترددت وفكرت ان لا احضر محاضرته لا اطيق رؤيته ... وعندما استدرت لأعود .. وجدته يبتسم الي ويقول : صباح الخير.
لم اجبه وهممت بالرحيل لكنه امسكني من معصمي وقال : وين دشي المحاضرة .
- ماريد احضرها .
- ليش ؟.
- مالي خلق .
- دشي .
- ماررريد .
- بسجلج غياب .
- اوكي .
- ليان شفيج علي ؟.
لم اجبه فقط اكتفيت بسحب يدي منه ... ورحلت عنه ...
اشعر بخيبة امل .. ظننت انني مخطئة بحقه وانني كنت مخطئة عندما اعتقدت انه مغرور ... ولكنه فعلا هكذا ...
عدت للمنزل وعندما دخلت قلت كالعادة : ماما .
انا لا احتاج الى شئ منها ولكن يكفيني ان اتاكد انها موجودة ...
لم تجبني .. ذهبت لغرفتها وجدتها تبكي ..
- ماما شكو ... شبيج ؟.
- بيبي ماتت .
لم اصدق !! جدتي !! ... المشكلة انني في هذه المواقف لا ابكي بل ابقة مصدومة ... حتى انني لم اذرف دمعة واحدة ...
بقيت يومان في المنزل .. فقط اجلس بلا كلام .. صامتة .. يسودني الهدوء والجفاف ... اشعر انها كذبة وانني لو عدت الى العراق الان ساجدها تجلس كالعادة في غرفة المعيشة وبجانبها حقيبتها الصوفية التي تضع بها الدواء وامامها جهاز التحكم في التلفاز الذي كانت تحتكره عندما اذهب لزيارته ولا تسمح لي بقلب القناة ... وتحمل بيدها المسبحة ...
اتذكر عندما احضرت لها المسبحة الالكترونية لكنها لم تعجبها .. وفرحت عندما احضرت لها مسبحة بخرز كريستالي ...
بحكم ان اسرتي صغيرة وانني عشت في غربة .. فأنا اعشق العائلة كم وددت الزواج برجل عائلته كبيرة .. حرمت من دفئ العائلة عندما غادرنا العراق ..
لا انكر اننا هنا نمتلك الكثير من المعارف والاصدقاء ولكن تبقى العائلة شئ مختلف ومميز .. خصوصا في الاعياد كم قضينا اعياداً مملة هنا .. جميع صديقاتي كان يقضين اعيادهن برفقة اسرهن والقطرييات يقومون بزيارة اقاربهم .. ولكن كانت اعيادي هنا باردة ... افضل عيد قضيه كان في العراق عندما ذهبت هناك السنة التي مضت كانت مدة قليلة تقريبا اسبوعان ولكنها افضل اسبوعين في عمري ...
كنا نقيم في منزل جدتي لأن منزلنا كان قد استأجرته عائلة منا ..
كان العيد هناك مختلف ... له طعم مميز .. ممم ربما بسبب طعم ( الكليجة) !
اتذكر عندما سهرنا انا وبنات خالتي وخالاتي في اعداد ( الكليجة ) .. كنا نضحك كثيرا وبنات خالاتي يسخرون مني لأنني ( مو ام بيت ) ...
اتذكر انني عندما ذهبت هناك كسرت الحمية ... كنت أأكل كثيرا ... الدولمة ... وخصوصا الكباب العراقي .. اااه والفلافل ... اشتقت لتلك المأكولات ... اتذكر صباح العيد هناك ... بعد ان جهزنا انا وبنات خالاتي ثيابنا قبل النوم كالأطفال ..
استيقظت على قبلة من بنت خالتي الصغيرة وقالت : كل عام وانتي بخير ليونة .
ابتسمت بفرح : حبيبتي وانتي بخير .
اتذكر تجمعنا على الارض ونحن نتناول الفطور ... كان عددنا كبير .. رائحة ال( جاي العراقي ) ... ال( كاهي ) الساخن ... و (قمير عرب ) ... كل شئ له طعم اخر ... كنا انا واولاد خالاتي نمزح كانت دتي تسمع ضحكاتنا وتقول : ضحكوني وياكم .
بالرغم ما مرت به جدتي .. فقدان اولادها الاثنين في حرب 1986... ويليها فقدان جدي في عام 1990 ... واخر الطامات كانت فقدان خالتي في عام 2010
امرأة شهدت ... استشهاد ولدها الصغير الذي كان يطمح بأن يصبح طياراَ ... توفي في شهر مايو في عام 1986 ... سلمت امرها لله الواحد ودعته ان يحفظ لها ولدها البكر ... ولكن في شهر يناير من عام 1987... توفي ولدها البكر ... عندما طرق باب المنزل طفل من اطفال الحي في بغداد القديمة ... فتحت الباب له بهلع .. قال لها الطفل ان رجال الحي يحملون جثمان ولدها ....
اي كلمة تصفك يا جدتي !! لستي وحدك هكذا بل انتي وجميع نساء هذا البلد ... انا منهن ولكنني لست احمل السر الذي يحملنه .. سر لا اعرفه ... ربما كان ايماناً .. ايمان بالله ... يمدهن بالقدرة والصبر على كل هذا ... والغريب والمدهش انها كانت تضحك وتبتسم كثيرا ... روحها كانت كالفراشة ...
اعود من ذكريات الامس لأصل الى اليوم ... اصبح اليوم بارد جدا رغم حرارة الصيف ... باردا من المشاعر ...
ذهبت للجامعة .. كنت اشعر باستنكار جميع من حولي لشحوب وجهي ... كنت اسير كرجل الي ...
استوقفني صوته ...
- ليان ... صارلج اسبوع ماجيتي الجامعة .. ومسكرة جوالج عسا ماشر ؟.
- جدتي ماتت ... قلتها ببرود .
بقي ينظر الي باحثا عن دموع تهطل ... ولكنه وجد عيناي جافة ..
- انزين تعالي معاي برا الجامعة تغيرين جو .
رضخت له وذهبت برفقته الى احد المقاهي ....
قال : البقية بحياتج ليان .
- حياتك الباقية .
بقينا صامتين ... لا اعلم لم قبلت الذهاب معه .. او لم اتحدث معه من الاساس !!.
بقي معي طوال اليوم اخذني لعدة اماكن... في الحقيقة لقد نجح ... انساني قليلا ...
اوصلني الى مصفات الجامعة حيث كانت سيارتي هناك ...
ليان : مشكور تعبتك .
بدر : بالعكس استانست وايد عشان قضيت اليوم معاج .
اكتفيت بابتسامة ... فتحت باب السيارة وقبل ان اركبها قال لي : ليان ليش المرة الي طافت ماكنتي تبين تكلميني ؟.
- لتذكرني .
- امانة .
- عشان السناب جات .
- شفيه ؟.
التفت اليه بحدة وقلت : تضيفني وبالاخير من ادزلك شغلة تقول للناس اني ما استحي وتضحك انت وصديقك علية !!!.
- شدخل !! من قال جي ؟.
- شفت الفيديو .
- بس ماكنت اقصدج .
- لعد جنت تقصد منو ؟.
- وحدة ماتستحي على وجها قاعدة تطرشلي فيدوهات .
- لا بربك واني شنو الي يثبتلي .
- اوك براويج .
اراني في هاتفه فيدوهات لفتاة ترتدي ثياب تليق ب( العاهرات ) وتقول كلام بذيء جدا ..
- عزااا هاي شنو .
- شفتي شلون .
ابتسمت بخجل .. ضحك وقال : انتي دايما تظلميني وانا طيب وبرئ واحبج .
اشعر اني وجهي يشب بالنيران من شدة الخجل ...
امسك كف يدي ورفعها الى شفتيه وقبلها ... ثم وضعها على خده ... كنت سأسحب يدي من على خده لأنني ساموت من الخجل خصوصا وان دقات قلبي تتسارع والاكسجين اشعر انه نفذ من الهواء ...
بدر : خلي يدج هني ... ولا تبين تشلينها عشان لحيتي تشوكج ؟... تبين احلقها ؟.
قلت بتسرع : لا لا كلش حلوة تخبل .
ابتسم ابتسامة اذابتني .. وعنى بهمس : قلي يا حلو منين الله جابك !!
خزن جرح قلبي من عذابك ..
قولي وش شفت مني اذية .. قلبك من صخر ماحن علية ..
لو كان الهجر منك سجية ... تعال ونصطلع وهاي هي
قلي يا حلو شجابك علية ... كملت الالم والهم والاذية
وانا الي جرحت ايدي بأيدي هويتك ...وانت مغتر بجمالك
جرح القلب من فرقاك خزن ... ماحد مثلي بمحبوبه تمحن
هم هذا نصيبي وانجبر بيه ... لا اني اتوب ولا الله يهديه
كان صوته حنونا جدا ... قلت له واشعر اني جسدي تخدر بالكامل
ليان : بدر احبك .
قال بدر بعدم تصديق : بربج ؟!.
ابتسمت بخجل ولم اجبه ...
قال : ياقلب وعمر بدر انتي اعشقج .
- انت تحبني علمود شكلي.
- انتي ما تامنين بالحب من اول نظرة .
- لا.
- الحب من ال نظرة هو تحسيه لما تشوفين شخص ماتعرفيه ولا يعرفج بس تحسين انه نصج الثاني ... تحسيه انه وايد قريب منج .
- انت كل هاي حسيته لما شفتني.
- تعرفين انا لما رديت البيت تميت اتخيل .
- تتخيل شنو؟.
- اتخيل اني اشفج .
- عززاااا ولي.
- ههههههه لا اتغشمر ... تخيلت نتزوج .. وعيالي بيطلعون حلوين على امهم .
- ابوهم بعد حلو.
- بس عيالي فيهم جمال من نوع خاص ... جمال عراقي ... جاي من بابل واشور وسومر.
- ترا بغتر .
- ههههه حقج ... انزين تعرفين ان كان في ملك يدور على زوجة له بس قال انا بتزوج احلى وحدة في العالم ... جابولها من كل بلد وحدة .. لين اختار وحدة احلاهم ... قاللهم هاي من وين .. قالولها ها من بلاد الرافدين .
كان يسرد لي امجاد الحضارات التي نشأت في العراق واخبرني عن مناطق عراقية كان يود زيارتها ...
كان يتحدث بهمس وماتزال يدي على خذه ويده لم تتعب من مسك يدي ..
بعد ان انتهينا من الحديث سحبت يدي من على خذه كان خده ساخن ...
قلت له : سوري خدك صار حار.
- اصلا يدج تريح حتى كان ضرسي يعور راح العوار .
- ههههههههه قلنا غازل بس مو جذب.
- انزين احبج .
- اني تاخزت هواية لازم ارجع البيت .
- اوك حبيبي .
نمت هذه الليلة وانا اشعر ان عصافير الحب تحلق حول راسئ ... اااه انا مغرمة ... مغرمة بك يا بدر
( سارة )
قضيت اسبوعان مع طلال حقق الي بعض مطالبي ... كانت افضل اسبوعان على الاطلاق
...
اتصل بي : ساروه .
- هلا والله .
- اطلعي برع عند الباب.
- ليش؟.
- اطلعي وبس .
خرجت امام منزلنا فوجدت صندوق كبير ... ولكنني لم اجده ..
حملت الصندوق ودخلت الى الداخل ... بدأت بالهرولة الى غرفتي طوقا لفتحه ... كان هناك بطاقة على الصندوق كتب عليها :
There is one way to rich the love ... And there is another way to rich the life... Also there is way to rich the happiness ... And all those ways rich to rome .
فتحت الصندوق فوجدت به تذكرة سفر ومعها صورة لروما ... وايضا داخل الصندوق ثياب مثيرة واغراض لي ...
بدأت بالصراخ : واااي امبيه .. من صجه ... ااااه. مو مصدقة .
اتصلت به وعندما اجاب صرخت : احببك طلال مشكوووو هاي عشاني امبيييه حدي مو مصدقة .. من صجك ولا تتغشمر .. اااه مستانسة .. قلبي بيوقف ..
- ههههههه. شوي شوي ... مو تبين تكتبين اسمج على باب جوليت خلاص بيصير الي تبيه ... وشريت لج ثياب عشان ماتعطلينا وتقولين انطر عشان الرحلة بكرة العصر .
- اووووووك من عيوننننننني .
- استأذني جدتج الاول .
- اوووووك .. فديتك طلال .
اغلق الهاتف ربما لخجله ...
اتصلت بأمي في دبي كالعادة لحضور مهرجان التسوق ... اخبرتها انني ذاهبة برفقة صديقاتي الى روما ولم تمانع لانشغالها ...
( ليان )
اقضي معه ايام يسودها العشق .. اشعر بالحب لأول مرة .. كأن قدماي تطير بالهواء ... سعيدة انا طوال الوقت ... قلبي يخفق بشدة عندما اراه يتصل بي ... لدي قوة خارقة لفعل اي شي ...
افكر به كثيرا ... حتى انني اتخبله معي في المنزل اتصرف على مبدأ انه يراني ... طريقة اكلي وضحكي ونومي ... اتخيله بجانبي ...
هداني مرة عطره .. استغربت كثيرا م يهديني عطرا لي بل يخصه هو ... ولكنه فعل ذلك ليجعلني ادمنه ...
ادمن رائحته ... اضع عطره يوميا على وسادتي قبل ان انام ... واحتضنها بشدة ...
ابقى لساعات طويلة وانا فقط اشاهد صوره ... ادقق في ملامحه ...
اعشقك يا بدر ... اعشق الحب بسببك ...
اتصلت بي ذات مرة وقلت : حبيبي متى نجي نخطبج .
- مادري .
- بخلي امي اليوم بتكلم امج .
- اليوم!!!
- اي فيه شي ؟.
- لا بس متوترة .
- تطمني حياتي يلا عاد الحين عطيني رقم بيتكم
في المساء دخلت امي غرفتي وجلست على حافة السرير ... كنت اشعر بالغثيان من شدة الخوف .. قالت : اليوم اكو وحدة خابرتني .
قلت بغباء : اي؟.
- تربد تخطبج لابنها .
- منو هذا ابنها .
- يشتغل بشركة ابوه ... عمره ٢٨ ومبينين خوش ناس .
- بكيفج .
- لازم رأبج .
- مبين خوش ولد .
- اذا هيجي لعد خلي اكللها تجي المرة وهمة عدهم النظرة الشرعية ... ووراها اذا شفناهم خوش ناس نخابر ابوج ونكلخ حتى الرياجيل يروحوله لبيته هذاك .
- اوكي .
بعد ان خرجت امي اتصل بي وقال : حبيبي مس بو .
- ماريدك تحجي وياي لحد ما اشوفك المظرة الشرعية خاف تطلع مو حلو وارفض .
- ههههههههههه بتزوجج غصب .
- ما .
- ما عند ابوج حبيبتي مو عندي .
كنت اشعر انني احلم من شدة الفرح ... ولكن هذا الفرح ينقص اقاربي ... ينقص اخوات ... تمنيت لو ان لي اخت تساعدني في شراء ثيابي ... تمنيت و ان لي قريبات يتلصصن خلف الباب ليرونه ...
في الليلة التي حضر بها بدر ووالدته واخواته الاربعة وزوجة اخيه ... كنت حريصة على ان اظهر بأبهى حلة امامهن ..
اشتريت فستان لونه احمر قاني ... وشعري جعلته ينساب على ظهري الي ان وصل لنهايته ... لم اضع مستحضرات تجميل لان امي قالت : فتحي شعرج حتى يعروف انه طبيعي ولتحطين مكياج لان اذا حطيتي عبالهم مثل بنات هالوكت كله جمال صناعي .
اتت عائلة بدر .. رحبت بهم امي وبعدها دخلت انا بخجل ... رغم خجلي الا انني سرت بثقة كي اريهم انني اثق بنفسي .. رحبت بهم ...
جلسنا قليلا ثم دخل بدر ...
اضحك عندما افكر انه لا يطيق الانتظار ...
قالت والدته : ام ليان شرايج تراوينا بيتكم .
علمت حينها انه قد اخبر والدته مسبقا انه يود ان يجلس معي بمفرده ...
خرج الجميع .. بقيت معه وانا اشعر بخجل كأنني اراه لاول مرة ... بثوب ناصع البياض وغترة بيضاء كان مظهره رجولي جدا ...
اقترب مني فنهضت .. اصبحت اواجهه ... امسك يداي الاثنان ووضعها حول رقبته ... من شدة خجلي شعرت انني لا املك السيطرة على نفسي لذاك سلمت له ... انحنى الى ... حتى لامس انفه انفي .. وبدأ بهمس : طالعة تجنين ... احبج يا احلى من شافت عيوني .
كانت عيناه مصوبة على عيني .. فاغمضتها من الخجل ... لم اشعر الا بشفتاه وهما تقبلان شفتي ... بقي يقبلني لمدة لا اعلم كم ولكني كنت منومة ... ربما مدة طويلة لم نستيقظ منها الا على صوت الباب
دخل الجميع الى غرفة الضيوف فابتعدت عنه بسرعة وانا اتمنى لو ان الارض تنشق وتبلعني من شدة الاحراج ...
جلس الجميع وجلست انا بجانب امي ...
اشار الي بدر الى شفتاه ... فرأيته يمسحهما ... تذكرت انني !!!!! يا الهي ماذا سيقولون عني ... استأذنت على الفور منهم وذهبت للحمام وقمت بغسل وجهي بالكامل ووضع القليل من احمر الشفاه ..
عدت لهم كانت والدته تتحدث مع امي ...
سألت والدته : انتوا شيعة ولا سنة .
قبل ان تجيب امي قلت : احنا مسلمين .
قالت والدته بحدة : ندري بس شيعة ولا سنة .
- والله قتلج احنا مسلمين .
- يعني سنة .
- لا
- شيعة ؟!!.
- لا مسلمين .
قال بدر : ليان جاوبي .
نظرت له بحدك وقلت : انت بشنو يهمك ؟.
تدخلت والدته وقالت : اكيد يهمنا عشان نعرف ولدي بيتزوج وحدة شنو مذهبها ؟.
- واني مذهبي الاسلام .
عادت والدته السوال ولكن هذه المرة نظرت لامي ... وابضا قبل ان تجيب امي قلت : قتلج وماكو داعي ترجعين تسألين .
بدر : ليان .
- شوف هسة لو كتلك اني شنو رح تزوجني !!!.
والدته : ع حسب .
- واني ماعندي على حسب .
نهضت والدته وقالت : اصلا انا غلطانة خليت ولدي يختار الي يحبها .
بقيت انتظره يقول شيئا ولكنه رحل مع والدته .
سارة
سافرنا الى ايطاليا ... كانت رحلة العمر ... تجربة لن تنسى مع الفرح مثلما قال طلال ...
قضينا معا افضل اسبوعين في حياتي ....
استيقظت على صوت رنين هاتفي .. اجبت بنعاس : اممم .
- يلا قومي يالكسلانة .
- ههه صباحو .
- صباح النور .. يلا قومي باخذج مشوار .
- وين بنروح اليوم ؟.
- مفاجأة .
قمت بتجهيز نفسي وخرجت من غرفتي ... كان طلال ينتظرني في ردهة الفندق .. قلت له : وين بنروح ؟.
- قلت لج مفاجأة .
ذهبت معه الى ان توقفت سيارة الاجرة امام مبنى !!!.. مستشفى ؟..
لم احضرني الى هنا ....
ترجلت من السيارة بتردد وقف يبتسم امامي قائلا : في هذا المستشفى دكتور عالج امراض السرطان ... وان شاء الله بيعالجج .
قلت له بخوف : لا مابي .
امسك بيدي وقال : ادري انج فاقدة الامل في العلاج بس انا عندي امل بالله سبحانه وتعالي انه يشافيج .
سحبني من يدي وادخلني معه المستشفى ...
ليان
بعد يومان مما حدث .. قررت الرحيل لمدة ... سافرت الى العراق لأقضي عيد الاضحى هناك .. وايضا محاولة الهروب الى بلد لا يوجد صدفة تجمعني ببدر ...
هذه اول مرة اذهب فيها هناك من دون اسرتي ... كانت الاجراءات بسيطة عندما سافرت من الدوحة ولكن عندما وصلت هناك !!...
اولا الموظفين والعمال الذين يعملون بالمطار يتصروفون بتصرفات لا تليق بوظيفتهم !!...
ثانيا لا شئ يسير من دون مال... لحسن حظي ان امي اعطتني علمة عراقية معي ... ربما كانت تعلم ما سيحدث ...
عندما وصلت لموظف الجوازات .. كان في العشرينات من عمره ويمضغ العلكة !!. حتى ان وقفته تدل على انه رجل اخرق ينتظر فتاة ليغازلها ليست وقفة موظف يعمل في مطار !!..
استوقفني وبقي يطرح علي الاسئلة ...
- انتي يا مواليد ؟.
- مواليد 94.
- هااا ... شكر صارلج من رحتي قطر ؟.
- عشر سنين .
- وين ساكنة بالعراق .
قلت بنفاذ صبر : مادري .
- شنو متدرين .
- ساكنة ويا اهلي .
- اي ندري بيا منطقة ؟.
- بالمنصور .
بقي يدقق في جواز سفري حتى انه رأى تأشيرات الدول التي سافرت اليها .. كان يقول : الله مسافرة لتايلند ... حلو رايحة ماليزيا ... جم مرة رايحة امريكا هواي ..
المهم انه انهى استجواباته ... وخرجت من المطار ... في كل مرة اشاهد الطرق وانا عائدة من المطار الى منزل جدتي ... الاحظ مدى التغير فيها ... لم اعتد على رؤية شوارع بلا اشجار ولا حدائق ... بالرغم من ان طبيعة قطر صحراوية وارضها صخرية الا انهم تمكنوا من زرع جميع الصحاري حتى الطرق تحيط بها الاشجار ...
وصلت الى منزل جدتي ... كنت خائفة من مواجهتي للحقيقة ... اخاف ان ادخل المنزل فلا اجدها في مكانها المعتاد !!..
استقبلوني الجميع ... دخلت المنزل ... رأيت الحديقة ... الارجوحة الخضراء التي بها ... ( المبردة ) ... دخلت المنزل كان الديكور يخلتف قليلا الا انه لا يخفي غيابها...
اعدت خالتي لي .. ( الدولمة) .. لأنني طلبت منها مسبقا ان تعدها ...
مضت اربعة ايام هناك .. خرجت لعدة اماكن ... كنت استمتع بأشياء تثير سخرية من حولي .. على سبيل المثال انني عندما اسيرفي الشارع اجد اشخاص كثيرين متواجدين في الشوارع !!.. اشعر انه هناك حياة فعلا ... على العكس في قطر .. لا يوجد احد في الشارع .. ربما بسبب طبيعة جوها الرطب ... وايضا كل شئ تفعله اثناء تواجدك في سيارتك ... تسوقك .. طلبك لطعام من مطعم ... حتى الشيشة يخرجها العامل الهندي اليك ...
كنت افرح عندما اجد الجميع من حولي يتحدثون بلغة واحدة ... انها تعادل اضعاف فرحتي عندما كنت هناك واجد من بين الكثير شخصا يتحدث بـ( العراقي) اشعر بالحنين والانتماء ....
اشتريت مأكولات لم أأكلها منذ عشر سنوات .. ربما اكثر ... كالشبيس الذي يباع بالوزن حيث يوضع في صندوق زجاجي ... اتذكر سخرية ابنة خالتي عندما كنت اكله .. كنت أأكله واغمض عيناي كي اتمتع بالطعم ...
كانت ليلة العيد عندما كنت اقف في المطبخ لكي اجهز التمر الذي سنضعه في ( الكليجة ) .. كنت اقلبه على النار ... عندما سمعت صوت هاتفي يرن ..
رأيت اسمه ... يتصل بي بعد هذه المدة !!... ماذا يريد ؟..
اجبت بحدة : نعم !!... شتريد ؟.
- بس اي اسألج سؤال واحد .
- اذا نفس سؤال امك لتسأل فاهم !!.
- لا .
- لعد قول .
- اي مطعم احسن الشيف ستي ولا كنج فود ؟.. جوعان وماعرف وين اتعشا .
- نعم !! هاي وين المطاعم .
- ببغداد .
- شنو بغداد !!.
- المهم يلا بسكر يادوب الحق اتعشا ... وباجر جهزي نفسج .
- عزااا... شدتحجي انت بالعراق شتسوي ؟.
- والله جاي اخطب وحدة عراقية قالولي العراقيات حلوات.
- بربك !!.. صدك جاي علمودي .
- لا جاي عشان وحدة خبلة اسمها ليان .
- اي اني هاي المخبلة .
- انزين باجر اجهزي باجي اخطبج من اهلج .. والبسي شي حلو عشان النظرة الشرعية ... البسي فستان احمر .
- جم نظرة شرعية ... المرة الفاتت نظرة شرعية وفشلتنا لعد هالمرة شتسوي !!.
- اغتصاب وحياتج .
- انجب .
- ههههه عيب وحدة تقول لخطيبها جب .
- باجر بيش ساعة تجي .
- اذا تبيني الحين اجي اباب عندكم موافق .
- عييبببب ... باجر بات ههههه.
اقفلت الهاتف وبقيت اصرخ ... سمعت من في البيت صراخي وظنوا انني احترقت عندما كنت اعد التمر ...
سارة
دخلنا الى الدكتور ويدي ترتجف ... ظن طلال انه خوف او رهبة من المستشفى ..
اخبرنا انه يجب ان اقوم ببعض الفحوصات واخذ عينة من الدم ...
وبعد اجراء الفحوصات بلعت ريقي عندما جلسنا انا وطلال والدكتور ...
نظر الدكتور بدهشة الى طلال ...
كنت اشعر بالخوف من رد فعل طلال وما سيفعله ان علم ...
الدكتور : مع كل اسف هي لديها سرطان بمرحلة متقدمة جدا .
ليان
ارتديت فستان لونه احمر كما طلب مني بدر .. رفعت شعري للاعلى .. ووضعت المكياج ( الخليجي ) لأعجبه ... ارتديت حدذاب بكعب عالي .. كي اقلل من فارق الطول بيننا ...
اشعر ان قلبي يقفز فرحا ....
ارسل لي بدر فيديو على السناب جات اثناء ارتدائه لبدلته السموكي ..
بدر : شوفيني الحين كاشخ عشان املي عين اهلج ويوافقون .
بعثت اليه بفيديو لي : اكيد بتملي عيونهم يكفي انك مالي عيوني حبيبي .
بدر : شنو هايي الحين بهون على الخطوبة واقول لهم زواج ودخلة على طول .
- اذا رح تبقى هيج لسان لتجي احسن .
اخبرتني خالتي ان انتظره في الغرفة كالعروس ... وعندما يأتي ينادوني ...
بقيت انظر لنفسي في المراة واتخيل كيف سيتصرف بدر مع اهلي ..
دخلت خالتي الغرفة ...
- ها خالة اجا بدر .
- بدر مات .
بقيت انظر اليها بأستغراب وقلت : شنو مات ؟.
- هسة اتصل صديقه على عمج وقاله صار انفجار بالطريق ... صديقه تصوب .
جلست على السرير .. وقلت لها ببرود : عوفيني بحدي .
لم ابكي لم تذرف مني دمعة اطفأت الضوء واحتضنت وسادتي التي يملأها عطره ... عطره الذي ظننت انني سأتخلى عنه عند زواجي به !!...
اعتصرت وسادتي ...
تذكرت السؤال الذي لطالما حيرني ... سالته لنفسي عندما توفي خالي .. كيف بقيت جدتي على قيد الحياة واستمرت ... سألته لنفسي عندما توفت خالتي .. كيف بقي زوجها على قيد الحياة واستمر ... سألته لنفسي عندما كنت ارى الاف الشهداء يموتون في هذا البلد .. كيف استمرت زوجاتهم وكيف بقوا على قيد الحياة ....
اكتفيت من هذا الوطن الذي يعيش على دم ابنائه ... وطني مختلف عن بقية الاوطان ... فشعار كل وطن .. ( نحيا بأبنائنا ) .... وشعار موطني ( احيا بموت ابنائي ) .... والان لم يروي عطشه دم ابنائه بل اخذ دم بدر !!....
الغريب انني اشعر بالانتماء واشعر انني احب وطن كان سبب في هلاك الجميع ... اعطيناه اكثر مما منحنا .... رويناه بدماء شبابنا ... ليمنحنا الحزن ... والشيخوخة المبكرة...
اعلم انني سأستمر بعد بدر .. ولكني ساستمر فقط للقائه ... عرفت السر الذي جعل كل هؤلاء .. يستمرون ... وهو الايمان ..
الايمان بيوم سنلتقي به مع من نحب ...
وانا مؤمنة انني سالتقي ببدر ...
عندما يدخل احد الجنة يخيره الله بين حور العين او الزوجة التي كان يريدها في الحياة ... واعلم ان بدر سيختارني ... وسأختاره ...
اخبرتني سارة انه ستكون تجربة لن تنسى من السعادة والمرح ولكنها انقلبت تجربة لن تنسى من الالم
تجربة لن تنسى مع الالم ...
النهاية