بارت ١

10 0 0
                                    

على ارض تلك العلية المهترئة... التي بدت شبه فارغه .. احتوى ركنها على سرير صغير استلقت على طرفه تلك الفتاة الصغيرة التي تدعى ريا... راسمة في وجهها تلك التعابير الضاحكة تارة و الحزينة تارة اخرى... ما الذي تواجهينه في منامك صغيرتي ... و لما هذه الدموع التي تعترض هذه الاجفان ... اترين كابوسا!  ام ان هنالك ما يزعجك! ?....
و كالعادة تستيقظ لترتب سريرها و تحمل تلك المرآة المكسورة لتسرح تلك الضفيرتين
...و من ثم تلتقط معطفها الصغير و تهم بنزول الدرج .. و اذا بها تستقبل اسرتها و تسلم عليهم جميعا ... يستمر اليوم كالمعتاد و تذهب إلي للمدرسة .. كانت متميزة إلى حد كبير في الدراسة و أحبها كل من في الفصل ... حتى المدرسون..
  و بعد انتهاء الدوام تهب لترتيب اغراضها و الخروج برفقة صديقتها ريما الى المنزل ... و في اثناء الطريق تروي كل من ريا و ريما ما حدث في يومهما و يتسلين كثيرا الى ان تصل ريما اولا و تودع ريا قائلة: اراك غدا عزيزتي ... حافظي على نفسك جيدا و انت تسيرين في الشارع
و من هنا تواصل ريا المسير صامتة الى ان تصل المنزل و تدخل و لكنها تجده مبعثرا جدا ... تسير بخطوات مثقلة الى غرفتها في العلية لتحضر نفسها لتنظيف المنزل كالمعتاد .... فلم يكن احد يأبه بالتنظيف.. و اما والدتها فقد اصيبت منذ عامين بشلل قي القدمين ... و كان ابوها لا يأتي الا ليلا متعبا لا يسعه ان يلقي حتى التحية عليهم ... فقد كان يعمل لمدة دوامين صباحي و مسائي كي يوفر لهم مصاريف الدراسة و المعيشة ...
اخذت ريا تنهيده عميقة و تناولت المكنسة و اسرعت تنظف الارضية و زوايا الحائط التي اتخذتها العناكب مسكنا ... و من ثم حضرت بعض الطعام و تركته على تلك الطاوله الخشبية ...
ريا: ايري ... جاكي ... نايا...... الغداء جاهز (اسماء اخوتها الاصغر )
ترتب الكراسي و يجلسون جميعا ثم يسمون الله....... و يبدؤون بالاكل.....  الى ان تقوم ريا بسرعه مدعية انها ممتلئة  لا تستطيع ان تأكل اكثر من ذلك ............( علما بأنها كانت تترك لاخوتها حصتها لحتى يفرحو و لكي لا تشعرهم انهم لا يملكون من الطعام ما يكفي لهم جميعا )
تذهب ريا الى غرفه ابيها حامله صحنا من الطعام 
ريا: ( تقرع الباب ) ابي ....... ابي  .....حسنا سأدخل ,..... الطعام تحت السرير انا ذاهبة
و اخيرا يحين وقت ريا الخاص بعد العشاء و لكنها قد اصبحت خائرة القوى
بعد ان عادت الى عليتها الصغيرة و جلست على الارض امسكت حقيبه المدرسة و ضمتها اليها بقوة و بدأت بالبكاء ...... ليت لي طاقة كافية لأتمكن من فتحك و أداء فروضي المنزلية
رمت بكامل جثتها على الارض و نظرت الى السقف : ما الذي ابقاك صامدا لهذه اللحظة  ايها السقف و قد بدت الحشرات تلتهمك شيئا فشيئا .....
و فجأة تجد نفسها قد غفت و ان الوقت قد تأخر على المدرسة...
ارتدت ملابسها و جرت بسرعه و عندنا وصلت المدرسة فتحت باب الفصل بأقصى قوة و هي تلعث:ه...ه...لقد وصلت
فزع من في الفصل للحظة ظنا اياهم انه المعلم
و لكنهم اطمأنو لحظة دخول ريا
ياللهول ... افزعتنا يا فتاه
ريما:(لوحت لها من اخر الفصل) مرحبا ريا لقد تأخرتي يا عزيزتي 🙂 ماذا جرى !؟تعالى و اجلسي قليلا
سارت ريا نحو مقعدها الذي يطل على نافذه الفصل بجوار ريما
جلست و وضعت رأسها في الدرج و قد كان واضحا عليها اثار الجري
ريما: ما بال واجب الأمس
ريا : لم اكتبه بعد لقد نسيت
ريما:حسنا خذي مذكراتي و اكتبيه الان قبل ان يأتي المعلم
ريا : لا بأس استطيع فعلها بمفردي
ريما : يالك من عنيدة  كنت اريد مساعدتك ليس الا
ريا : اقدر لك ذلك
بعض الطلاب ( لقد حضر المعلم صه)
المعلم: مرحبا اعزائي انا مدرس جديد لمادة الكيمياء
بدٱت الحصة و كان الجميع منتبها
و لحظة ان شردت ريا قليلا نحو صديقتها ... خافت قليلا و قالت لم ريما تتصبب عرقا هكذا !؟ ماذا بها لا تنظر نحو المعلم بل رمت كل بصرها للاسفل ... ما كل هذا التوتر ؟!
ريما و قت التفتت الى ريا ثم سحبت نظرها مرة اخرى : استاذ !!! اتأذن لي بالذهاب الى الحمام
الاستاذ: تفضلي يا صغيرتي
اسرعت ريما معلقة نظراتها نحو الارض و لم تغلق باب الفصل كما يجب
... انشغلت ريا بها كثيرا و لما تأخرت كل هذا الوقت ...
ريا.... ريا....رياااا (كان المعلم يصرخ قائلا لها)
اين انتي شاردة ...!؟
ريا : اسفه يا استاذ ... حقا اسفه
بيرين (احدى صديقات ريا) تضحك ضحكة خفيفه ...
ريا : ايمكنني الخروج قليلا !؟ سأعود سريعا
المعلم: حسنا و لكن عندما تعودين سأعطيك سؤالا عقابا على ذلك الشرود
ريا : حسنا ...
خرجت و توجهت نحو الحمام من غير وعي ... و اذا بها تتفاجأ ...
ريما...  يا الهي ريما ما الذي حل بك يا صديقتي ؟؛
كانت ريما ملقاه على الارض ممسكه بيدها اليمنى على صدرها و و كان جسمها يرتعش ....
صدمت ريا من هول المنظر و بدأت بالصراخ :: ريمااا .. احضرو الممرضة الى هنا حالا
ريما مالذي كان يحصل معك في الفصل ... ما كانت تلك النظرات ... لم كنت تتصببين عرقا !!!
لم تكمل ريا كلامها الى ان حضرت الممرضة ... لقد اشارت بقلل كبير على احضار الاسعاف ....
اخذت ريما للمشفى و كانت ريا تنتظرها بالخارج لانه لم يسمح لها بالدخول ... 💔 كانت تبكي برفقه احدى صديقات ريما اللتي لم تعرفها حتى
...
سمعت ريا ضجة كبيرة بالمستشفى و قد استطاعت سماع شيء واحد ... MI  طوارىء !!!!
امسكت ريا بالفتاة التي تبكي بجوارها ما معنى MI?! ثم لما الطوارىء !؟
سقطت الفتاة ارضا لا تحرك ساكنا فقد اغمي عليها ... اصبحت ريا في حال يرثى لها و هي ممسكه بقميص الفتاة و تهزها اخبريني !!! اخبرينيييي !!!
الى ان اتى بعض من الحرس و امسكو بها و اخذوا بالفتاه الى عنبر الممرضات
....

المأساةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن