نبي الله سليمان عليه السلام ،هو أحد أنبياء بني إسرائيل و هو ابن سيدنا داوود عليه السلام ، و قد وهبه الله ملكا لم يهبه لأحد من بعده و أورثه ملك أبيه ، بسم الله الرحمان الرحيم :"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81) وَ مِن الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (82) ... "الأنبياء
و كان عليه السلام يمتاز بفطنته و ذكائك و حكمه العادل في القضايا .
و ردت له الكثير من القصص كقصة الحرث و الزرع و الغنم و قصة النملة و الكثير ،لكن سأسرد لكم قصته مع بلقيس ملكة سبأ.
كان الهدهد يجوب البقاع فرأى مملكة يسجدون للشمس ، فأخبر النبي سليمان عليه السلام ، فأراد النبي أن يتيقن من صدق كلامه ، فأرسل معه كتاب إلى ملكة مملكة سبأ ، لما وجدته قرأته دون أن تعلم من أحضره فكان محتواه :
قال تعالى:
"قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ"فشاورت حاشيتها ، فأبدو استعدادهم لمساندتها
قال الله تعالى :
"قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ "فتيقنت ملكة سبأ بلقيس بفطنتها كإمرأة تكره الحروب أنه إذا دخل ملك ما بلاد أفسدها ، فأرادت أن تبعث له بهدية ربما يعدل عن قراره .
فلما وصلته الهدية فهم محتواها و كأنها رشوة فقال أن ما آتاه الله خير و أعاد هديتهم إليهم و علم أنهم قادمون ، فقال للجن الذي كان مسخرا تحت إمرته ، من يأتيه بعرشها قبل أن تصِل ، فقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يطرف جفنك .
قال الله تعالى:
"قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِى بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِى مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّى عَلَيْهِ لَقَوِى أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِى عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّى لِيَبْلُوَنِى أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِى كَرِيمٌ (40)".فأُحضِر عرشها ، فلما وصلت قيل لها أهكذا عرشك قالت كأنه هو و استغربت كيف يصل من اليمن إلى فلسطين ؟
و لما ناداها النبي عليه السلام لتدخل القصر رأت المعجزة الثانية ،رفعت ثوبها ظنا منها أنها ستعبر عبر الماء فكشف لها عليه السلام أنه قصر من زجاج مصنوع فوق الماء ، فدهشت من هذه المفاجئات و العجائب التي يعجز عنها البشر ، فأسلمت لله رب العالمين .
قال الله تعالى:
«قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ».و الله أعلم
في أمان الله ❤️