الخامسة صباحا، الجو بارد، لم تشرق الشمس بعد ،لم تستيقظ العصافير بعد، لكنني هنا في الحديقة الخلفية للبيت،
ما الذي أفعله؟
سؤال وجيه..
لا شيء يذكر طبعا، فقط أقوم بجز العشب و تنظيف الحديقة هنا و هناك، لكن..
لما أنا أفعل هذا الآن؟، بل الأصح، لما في هذا التوقيت من عطلة نهاية الأسبوع؟
هل أصبت بأرق و لم أستطع النوم فأردت إشغال نفسي؟
لا ، لا أعتقد ذلك..
هل أنا أحاول أن أبدو رائعا و نشيطا لأتفاخر لاحقا؟
لا، يستحيل أن أفكر في ذلك أيضا..
إذا لما؟..
الإجابة بسيطة، و هي تتواجد هناك مباشرة، أمام الجدار الخلفي للبيت، أين يجلس السيد أخي تحت المظلة، ملتف بغطاء السرير الدافئ، يراقبني، و يأمرني كل خمس دقائق ، أنا هنا تحت هذه الظروف القاسية منذ ساعة، لكن الغريب لست فعلا غاضب أو أشعر بالظلم، طالما تلك العجوز الشمطاء تقاسي مثلي بطريقة أخرى تحت ظل عذاب آخر، و بالحديث عن الشيطان،..ها قد ظهرت، حاملة صينية تحتوي على كأس عصير طازج و بعض المعلبات ، لأول مرة أراها ترتدي مئزر المطبخ، أظن أن السيد أخي ينتقم لي، و هذا ليس بالمجان طبعا..
كانت في طريقها للعودة للداخل، رمت بنظرها نحوي، أرسلت لي رسالة بلغة الجسد و التي مؤكد سأفهمها بما أن محتواها خطير..
"سأقتلك"
هذا كان محتوى الرسالة، بسيط، موجز، مرعب، و أيضا لست مهتم به على أية حال، فقد أعدت نظري للأمام لتجاهلها، الأمر رائع، أليس كذلك؟-أنا تجاهلتها للتو-، حتى أنني أبتسم رغم أن البرد قد صلَّب وجهي، و مع ذلك أبتسم..
خرج جدي من البيت، ليستطلع ما يحصل خلفه، كيف لا و صوت الآلة صاخب في جوف سكون الفجر، أنا أتساءل كيف لم يشتكي الجيران حتى الآن، ما إن رآى أخي توجه إليه و علامات التعجب بادية على محياه، هل سيوبخه مثلا و يبدآن بالشجار؟
-أووه يبدو أنك نشيط منذ الصباح ، ايشيرو
أنا أعتذر يا سادة، فقد نسيت إخباركم أن السيد جدي يستقبل كل أفعال أخي الغريبة الفريدة العجيبة بصدر رحب، السبب، أظنه يستمتع لما يراه يقوم بتعذيبي في الواقع، أنا فعلا واثق من الأمر حتى ...
جلس بالقرب من أخي ليشاركه بداية شروق الشمس...
-أيها العجوز، هل استيقظت أخيرا؟..يبدو أنك لم تصمد طويلا في فراشك
-أغلق فمك أيها الفاسق، من الذي سيقوم بهذا العمل في الصباح الباكر؟، أنا أحذرك، إن بلغتني أية شكوى من الجيران سأقوم بتسليمك للشرطة..
أنت تقرأ
قنبلة تحت سقف بيتي
Humor«أقِفُ مَكْتُوفَ الأيْدِي دَاخِلَ هذا السِجْنِ، أُرَاقِبُ بِصَمْتٍ الكَارِثَةَ التي أمَامِي، أُشَاهِدُ أَرْقَامَها تَتَغَيَرُ بِانْتِظَامٍ كَما لَوْ كَانَت تَتَرَاقَصُ عَلى أنْغَامِ عَدِّها التَنَازُليّ، أنْتَظِرُ انْتِهاءها خَاضِعًا كَيْ تنهِيَ أمْ...