رمَــادِي 16

9.2K 713 805
                                    

أستـغفِر اللّـه العظِيــم وأتُـوب إلَيــه

🥀

الحَياةُ لاتبدأُ بالوِلادَة بل بِالوَعي، ولاتنتَهِي
بالمَوت، بل بانطِفاءِ الرّوح، ورُوحُ عسلِيّة العَينَين باتت
عَلى وشكِ الإنطِفاء، وحتّى لَو هِي عادَت، فإنّها
لاتعُود، شيئٌ مِنها يذهبُ للأبَد!

«أخي! توَقّف! ستقتُلـه!»

صرخت آيلا بِهلَع، بينمـا كُحلِيّ الشّعر الذِي كان قادِمًا
يحمِل بيدَيهِ صينِيّة الطّعام، جحظَت عَينَاهُ مُندَهِـشًا لِما
يحدُث، فرَمى الصّينِيّة جانِبًا لِيُسرِعَ بإتّجاهِ كستنـائِيّة
الشّعـر ويلتحِف الأرضَ رابِضًا يضعُ رأسَها على حجرِه
يُحاوِلُ إيقاظهـا بِضربَاتٍ خفيفَة على وجنتَيها.

«يـوث! يـوث أفيقِي!!»

«نبضُها ضعِيف! يجبُ أخذُها إلى العِيادة!»

صاحَ جيميـن بلكنةٍ عالِية والخوفُ يتربّصُ
بِه مِن حالِها، حيثُ أنّ الوضع بالمطعَم قد إنقلَب
رأسًا علَى عقِب، في حِينِ كانَ البُندُقيّ قد بلغَ أوجّ
مرَاحِلِه هلعًا، فرَاحَ يضرِبُ جانِبي رأسِه بيدَيه
مُغمَض العَينَين مُتمتِمًا بكلِمةِ نُـونـا.

«العيادَة تحتَ الصّيانة اليَوم! يجِبُ نقلُها إلى المَشفى!»

أجـابَ سُوكجِين مِن بَينِ مُحاوَلاتِه لِفكّ
النّزاع بينَ الغُرابِيّ وكانغ داي الذِي أصبحَ وجهُه
مُشوّهًا بالدّمـاء، وتحتَ صخبِ الطّلاّب وهُتافاتِهم،
صَرخ كُحلِيّ الشّعر بشقيقِه الأكبر الذِي كان
هوَ الآخر يتشاجرُ معَ رُفقاءِ كانغ دَاي
الذِين تدخلّوا لِحمايةِ صديقِهِم

«جيهـون هيـونغ! فلنأخُذها إلى المشفى رجـاءً!»

طالَعهُ الأكبر بِصُعوبة لشِدّة دِفاعِه عنِ الغُرابِيّ الـذي أصرّ
على التّشبّث بذاك الفتى جاعِلاً إيّاهُ يندمُ على اللّحظة
التِي قرّر فيهـا لمسَ شقِيقتِه، يُجيب

«إنّها فُرصتُك لتتخلّص مِن رُهابِ القيـادة، جيميـن!
فلتأخُذهـا أنت! تستطِيعُ فِعلَها أخِي!»

نفى كُحلِيّ الشّعر قولَ شقيقِه يُعيدُ تثبيتَ نظرِهِ علَى عسلِيّة العَينَين، يُكرّرّ تحتَ أنفاسِه بِهستيريّة

«لا أستطِيع! لا أستطيـع!»

وَبعد أن رَأى سُوكجيـن حالهُ الغرِيبة تلك، أشاحَ وجههُ
لجيهُون يطلُب تفسيرًا، غيرَ أنّ هذا الأخير قد جبّ
تواصُل النّظرِ بينهُمَا يُعيدُهُ لِشقيقه، مَا جعلَ الأكبر يُشيرُ بعَينَيهِ للحُورَاء التِي كانت عَلى مقرُبةٍ مِنه

 رمَادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن