غطاء طريق

9 0 0
                                    

بالأمس اضمحل ظلام عاتٍ وانقشعتْ آخر آثاره من سماء بغداد العميقة ، كنت أسير بخطوات متسارعة وأنا ألفظ زفراتي بحنق شديد ﻷني شعرت بأن العالم يعيش في كوكب وأنا أعيش في صومعتي لوحدي مستاءة من كلام أبي وتجريحات أمي فكان باعتقادي أني صاحبة الحظ العاثر فقط دون الآخرين . توقفت هنيهة بعد أن لاحظت شيئا غريبا بدى لي من بعيد، اقتربت وإذا به غطاء أحمر اللون ابعدته وأنا اهجس خوفا مع ريبة تصاعدت إلى رأسي وفضول احمق دعاني لهذا فإذا بها امرأة عجوز نائمة بعمق يتخلله تعب مضن وخسارة كاسرة، كان وجهها طافحا بالتجاعيد منتشيا بلذة النوم مع احمرار وجنتيها من لفح البرد ، تمتمت قائلة: من هناك؟
_أنا آسفة لإزعاجك يا خالة سامحيني . استجمعت قواها واستيقظت بسرعة.
_من أنت يا فتاة؟
_أنا كنت أتجول في الأرجاء ولمحتُ غطائكِ هذا فتقصيتُ الأمر ووجدتك أنت، عذرًا لتطفلي لكن ماذا تفعلين هنا في وسط برد ديسمبر الغاشم؟ لم أشعر للحظة أني سألت سؤالًا فحسب بل كأني أثقلت كاهلها بحمل أحجار صلدة.
لم تجبني بكلمة واحدة اكتفت فقط بذرف الدموع صاخبة الوقع، هزتْ دموعها أوتار قلبي المتفرقة و قالت :
إن نكأ الجرح يا ابنتي يشبه نبش قبر قديم وإخراج جثته فدع كل ميت هانئا بقبره. قبلتها بقبلة حارة لعلها تدفأها قليلا ووقفتُ لأكمل طريقي إلى ما حيث أدري . مع كل خطوة أصبحت أتمعن  بما حولي ... كل شيء في هذه الحياة يتألم لكن كل يئن بصوت يشبهه وإن شعاع الألم لباقٍ حتى لو حجبته كل الغيوم السوداء.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 01, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غطاء طريقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن