الشرط

50.2K 547 9
                                    

في اكبر دوار في البلدة نسمع صوت مشاجرة كبيرة بين الحاج عبد الرحيم وولده فارس.

فارس :- بس انت عارف يابا ان دا حلمي طول عمري وإني ماليش ف شغل الاراضي اللي هنا دا وإن طول عمري بحلم اخد الدكتوراه من لندن وارجع افتح اكبر شركة ف الصعيد كله.

الحاج عبدالرحيم:- بس انا ي ولدي ماليش غيرك عايز تسبني وتمشي دا انت اللي حيلتي انا و أمك أختك بسنت اهي اتچوزت والصغيرة مسيرها تسبنا وتتچوز هتسيبنا لمين انا وأمك.

فارس:- يابا هو انا بقول مهاجر انا بقول هسافر سنتين تلاته وارجع .

الحاج عبدالرحيم:- لا ي ولدي الغربة بتجسي(بتقسي)وبتنسي الواحد اهله وناسه وانا مش مستغني عنك اياك ناسي ولد  شكري اللي هاجر من ١٥سنة وانت لسه صغير ولساه مرچعش لحد دلوجت وابوه مات بحسرته عليه عايز تموتني بحسرتي عليك يا ولدي.

فارس:- بعد الشر عنك يا ابوي بس والله انا هارجع.

الحاج عبد الرحيم :- انا قلت اللي عندي يا ولدي لو عايز تسافر سافر بس انا مش راضي عنك لو سافرت انا رايح الاراضي وانت قرر مع نفسك.
ثم  خرج الحاج عبد الرحيم من الدوار غاضباً.

جلس فارس على الاريكة مهموماً يفكر في حل  لمشكلته فوجد امه تربت على ظهره وهي تقول:- استهدي بالله يا ولدي واللي فيه الخير هيجدمه ربنا.

فارس :- ياما حاولي تقنعيه دا حلمي.

الام :- هو خايف بس تسيبنا ومترچعش يا ولدي احنا محلتناش غيرك.

فارس :-ياما والله بالكتير سنتين تلاته هخلص اادكتوراه  وهرجعلكو طوالي.

الام:-خلاص يا ولدي روح انت اتوضي وصليلك ركعتين وانا هحاول اتكلم معاه تاني.

وقف فارس مقبلاً راس أمه وقال وهو يصعد السلم:- ماشي ياما انا هاروح اصلي وانت حاولي تتكلمي معاه تاني وتقنعيه.

دخلت اسماء والتي كانت في زياره لاختها الكبرى قائله:- في ايه ياما ده انا سامعه الغفير بيتكلم ان ابويا خرج غضبان من هنا.

الام :-ايوه يا بتي كان بيتكلم مع اخوكي في نفس الموضوع كالعاده واتخنقوا.

اسماء:- انتو مكبرين الموضوع ليه ياما ما تسيبوه يسافر و يشوف مستقبله.

الام:- ملكيش انتي دعوه بالموضوع ده خلينا في المهم اختك عامله ايه هي وعيالها.

اسماء :- حلوين ياما و بيسلموا عليكي.

الام :- طب قومي بقى خلينا  نجهز الغدا قبل اما ابوكي يرجع.

اسماء :- حاضر اديني قايمه اهو اما نشوف اخرتها.

---------"---------"---------"---------"---------
مساء في غرفه الحاج عبد الرحيم وزوجته:

اغلق الحاج عبد الرحيم المصحف الشريف وانزل نظارته وقال:- صدق الله العظيم مالك يا نعمات حسك عايزه تقولي حاچه اياك يكون موضوع ولدك.

الحاجه نعمات :- بصراحه ايوه يا حاج انا عايزه اكلمك في الموضوع ده.

الحاج عبد الرحيم :- ما تجوليليش انك موافقه يسافر ويسيبنا الغربة هتنسيه اهله وناسه ومهايرچعش تاني.

الحاجة نعمات:- لا ما جلتش كده يا حاج بس ممكن  نخليه يسافر ويضطر يرچع تاني غصب عنه.

الحاج عبد الرحيم:-  كيف يعني.

الحاجه نعمات:-الواحد لو وراه مره وعيال لازم يرچعلهم مهما طول ف الغيبة.

الحاج عبد الرحيم :-جصدك اي نچوزه.

الحاجة نعمات :-ايوه ي حاج وبكدا نرضي الكل.

الحاج عبدالرحيم :- وهنچوزه مين بجا يا حاچه شكلك شيفاله شوفه.

الحاجة نعمات :- بصراحة ايوه ي حاچ من يومين كانت سنية مرات عوضين  اهنه وكانت بتتكلم عن بنت الحاچ ابراهيم حسني  بس بتشكر ف ادبها وأخلاجها وبتجول انها كيف البدر ف ليلة تمامه.

الحاج عبد الرحيم:-جصدك مين بنت مرته فوزية دي .

الحاچة نعمات :- لا ي حاچ جصدي بنته هو من مرته الاولي الله يرحمها.

الحاج عبدالرحيم :-ايوه بس دي ف البندر عايشه عند خالتها من وهي صغيرة من يوم وفاة امها الله يرحمها ويحسن اليها.

الحاجة نعمات:- لا رچعت ي حاچ من يچي شهرين بعد ما ماتت خالتها يا حبة  عيني واتيتمت الغلبانة مرتين ومرة ابوها مرة جادرة ومستجوية على البت الغلبانة سنية بتجول انها مورياها الويل وكمان بتجول انها ف للثانوية يعني متعلمة ومتنورة عشان ابنك ميبجاش ليه حچه واصل.

الحاج عبدالرحيم:-خلاص بكرة انا هكلمه ف الموضوع دا.

---------"---------"---------"---------"---------

في الصباح الباكر على سفرة الافطار يجلس الحاج عبدالرحيم واسرته يتناولون طعامهم.

نزل فارس السلالم متجها إليهم وقبل يد أبيه وأمه ومال على أمه قائلاً بصوت منخفض ولكن وصل إلي مسامع أبيه:-هااا يا أمي كلمتيه ف موضوعي ولا إيه.

قاطعه الحاج عبد الرحيم قائلاً :- اجعد ي ولدي مكانك وكل فطورك وانا هجولك اللي عايز تسمعه من أمك.

جلس فارس مكانه وبدأ في  طعامه وهو يستمع إلي أبيه قائلاً:- بص ي ولدي انا هسيبك تسافر  وانا راضي عنك بس عندي شرط .

فارس :- اؤمر يا حاج انا موافق على اي حاجة من قبل ما تقول.

الحاج عبدالرحيم :- عشان اسيبك تسافر لازم اضمن رچعتك اهنه .

فارس ممازحاً:- ايه يا حاج عايزني اكتبلك كمبيلات ولا اي.

الحاج عبدالرحيم :- لا ي ولدي شرطي هو انك تتجوز.

انتهي الفصل⁦☺️🤗
--------"---------"---------"---------"---------

الصغيرة والصعيديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن