أخبرتني صديقتي بأن معرض للرسوم سيقام غداً وأرادت أن أذهب معها ، في البداية رفضت لكنها أصرت ووافقت بعدها ..
وفي اليوم التالي عند الساعة المحددة غيرتُ ثيابي وأنتظرتها لنذهب معاً ، لم أكن مُحبة للرسم كثيراً ..عندما وصلنا هناك كان معرضاً كبيراً وبهِ لوحاتٌ كثيرة تحكي قصص المختلفة ..
ذهبت صديقتي لرؤية شخصاً ما ..مشيتُ وحدي الى أن توقفتُ عند أحد اللوحات لفتت إنتباهي بينما أنا أُدقق في التفاصيل الرسمة والمعنى سمعتُ صوتاً متزناً وجميل من خلفي يقول
الرجل : مرحباً أنا الذي رسمتُ هذهِ اللوحة ، ما رأيك ؟
ألتفت أليه وأنا مندهشة رأيتهُ ينظر ألي بابتسامة جميلة ..
أنا : أنت جميلٌ جداً
اووو ..لاااا
الرجل : ماذا ؟ مع ضحكةٍ خافته
أنا : أقصد أنها لوحه جميلة جداً
الرجل : شكراً جزيلاً ، اقتبستُ فكرة هذهِ الرسمة من لوحه أسمها ...
بقيّ يتكلم أمامي عن الفكرة والتاريخ وما يشغل تفكيري كم كانت عيناهُ جميلة وطريقه كلامه المحترمة و ...
الرجل : فما رأيك أذن بهم ؟
أنا : عفواً ، بمن؟
الرجل : بالفرسان الثلاثة ؟
أنا : جاوبت مترددة .. أنهم كانوا شجعان كثيراً ..
أبتسم الرجل وابتسمت أنا تلقائياً ....
الرجل : يجب أن أذهب الآن ، استمتعي بوقتكِ ..
أنا : حسناً .. وشاهدتهُ يبتعد ، ثم أتت صديقتي قالت
صديقتي : هل اعجبكِ شيئاً ؟
أنا : أجل ، قولي لي من هم الفرسان الثلاثة ؟
صديقتي : ضحكت ..
أنا : ما الأمر ؟!
صديقتي : الفرسان الثلاثة هي أخر رسمة رسمها رسامٌ قبل أن يموت ومشهورة جداً
أنا : حقاً ؟!
هزت رأسها لي مع ابتسامة .. ثم أدركت كم كان كلامي غبياً ما قلتهُ عندما سألني الرجل ..
عدنا الى المنزل وأنا أفكر بكل اللوحات الرائعة وكم كان يوماً جميلاً ..
أحياناً هناك من يبعثون بداخلنا البهجة وحب المحاولة من خلال كلامهم اللطيف ووجودهم حتى ولو كان لوقت قصير .
