💘رواية
جنون المطر ( 2 )
الجزء 16استقام في وقوفه ومسح جبينه المتعرق رغم
انخفاض الحرارة فالشمس أطلت عليهم اليوم
من خلف السحب الكثيفة طيلة الأسبوع الماضي
وكان عليهم طبعا إنهاء العمل في مزرعتهم
الخاصة وعليه تحديدا إنهاء مهمته في مد خط
أنابيب الري الجديد بمساعدة والده وعامل وحيد
رفض استئجار غيره كالعادة , فكان عليه أن
يكون أيضا مزارعا زيادة على هندسة الزراعة
التي درسها مجبرا ولا يحق له الاعتراض لكي
يتحقق طبعا حلم والده بتحويل الجزء الشمالي
والأكبر من المزرعة لحقول مقسمة من أجل
زراعة الخضروات الموسمية , حلم لم يسبق
لغيره في هذه المنطقة التفكير فيه وسيقع على
عاتقه هو طبعا تحقيقه ... حلم عليهم هم دفع
الكثير من أحلامهم للهاوية لكي يتحقق .
نظر يسارا حيث الجالسة على الأرض عند
أحد أحواض الأشجار تسوي من تربته
التي انجرفت بسبب الأمطار الأخيرة
وتنهد بحزن فلا يكسر قلبه ويدميه سوى
هذه الفتاة التي فوق اعتنائها بمواشيهم
وكل ذاك العدد الكبير من الدجاج وأعمال
المنزل .عليها أن تساعد أيضا في هذه
المزرعة البائسة ولا يحق لها الاعتراض
ولا يراها تحاول فعل ذلك أساسا ,
وتلك حسنتها الأعظم فهو يعلم أن حديثها
واعتراضها لن يزيدا وضعها إلا سوءا ,
عاد لضرب الأرض بالفأس بقوة
يفرغ فيها غضبه الذي لا يستطيع إخراجه
ولاإخماده ، ما هذا الظلم الذي تلقاه
الفتيات في المزارع هنا؟
بل يرى أن شقيقته لا تحضى ولا بجزء
مما يتمتعن به من حقوق , لا دراسة
لا أوقات راحة لا خروج من المنزل
ولا في المناسبات والأعياد ، حتى خالهم
الوحيد لم يتدخل من أجلها يوما
ويلتزم الصمت لا مبالي ، بل حتى هو
شقيقها يقف عاجزا أمام والدهم المتسلط
صعب الطباع الذي تحكّم حتى في مصيره
هو الرجل وقراراته فكيف بها هي الفتاة ؟
ومن هذا الذي يستطيع أساسا مناقشته
في أمرها والجميع يتجنب غضبه المشتعل
لأبسط الأسباب وعصبيته الدائمة. " يمــــــــااامة "
رفع نظره سريعا ولازال يرفع الفأس المثبت في
قبضتيه القويتين ونظر جهة والده الذي قال بقسوة" تحركي خالتك تناديك من هناك أم أصابك الصمم ؟ "
شد بقبضتيه أكثر على خشب مقبض الفأس ونظره
على التي وقفت من فورها تنفض التراب الرطب
العالق في يديها قائلة بنبرتها الهادئة" حاضر أبي ذاهبة لها حالا "
وكان ذلك ما فعلته فورا وهي تسرع راكضة جهة
المنزل المتواري خلف الأشجار ، طبعا كي تصل
بسرعة ولا تزعج تلك المرأة أحبالها الصوتية أكثر ،
وما هي إلا لحظات وعادت راكضة كما غادرت
وتوجهت جهة الطفلين التوأمان اللذان يلعبان في
التراب المشبع بأمطار الأيام الماضية وأخذتهما من
هناك رغم اعتراضهما الشديد الذي وصل لأن ضربها
أحدهما بقدمه باكيا وهي تسحبه بالقوة ، أبعد نظره
عن كل تلك الجهة وذاك المشهد وعاد لضرب الأرض
بفأسه بقوة متمتما بقهر