دعونى أخبركم انها المرة الاولى التى أرى بها أخى خارج المنزل .....
.........
لابد أنى الوحيده التى لا تعرف الفرق بين اخويها التؤم ... ربما لان أمى تسجنى فى غرفتي طويلا؟ ... أم لانهم يتهربون منى ؟
طوال عمرى وان ابحث عن جواب .. وللاسف لم اجد... سوى انه كاى اسرة عربيه يفضلون الرجال عن البنات ...!!
ربما تصدوقونى ان اخبرتكم انى لا أتذكر أخر مرة جلست مع عائلتى على مائدة الطعام ...
أشتدت هتافات الفتيات حولى عندما أقترب منى أخى ، ونظر الى طويلا ، لم أكن اعلم ان اخى وسيما الى هذا الحد ، حتى يخفق قلبي له هكذا .. هل اخبركم عن بياض بشرته أم شعره الاسود كظلام الليل ، أم عينيه ....
عينيه....؟ ؟؟؟ خفقان قلبي تتسابق ... على النبض ....لم اشعر بنفسي وقدماى تنساب الى الارض وأنا أتذكر الليله الماضيه ... لكنه امسكنى من يدى حتى استقمت ، ولم يزيح يده عنى ... شعرت انى بحجم الريشه وهو يسحبني خلفه ...
ارتفع الدماء البارد الى عقلي بتسألات مخيفه ...
هل هو ...؟
هل أتى ليقتلنى ؟
ادخلنى سيارته فى المقعد الامامى ، وتحركت السيارة باقصي سرعه، الخوف يحكمنى بقوة وكأنى مقيده .. اريد أن اصرخ .....لا استطيع أن افعل اى شئ .
_ أنت ....أنت...... با..سل ؟
كنت اتلهف لاسمع جواب يطمئن جسدى من ارتجافه ... لكن لم يعطيني اى اجابه ..... سوى الصمت ..
وقفت السيارة فجأه ..... لترتعش شفتاى أكثر ويطوف الرعب حولى .. يهمس بكلمات تذبحنى أكثر ....
صوت الهاتف يملأ السياره ، لم يرد عليه الا بعد المرة الخامسه، صدى الصوت يظهر صوت يبكى ويصرخ .... تغيرت معالم وجهه الغامضه الى ملامح لم أراها من قبل ...
خرج من السيارة ... وفتح لى الباب وامسكنى من زراعى ، شعرت انه سينكسر ..كتمت شهقاتى وبكائى .. لم استطع أن افعل شئ من كثرة خوفى سوى الاستسلام ...
جرنى من زراعى .. بخطوات مسرعه كنت اسقط واقف حتى شعرت انه يحملنى من يدى ...
تمنيت لو انى اموت لكن ليس على يد اخى ..... اريد ان اتذكر لهم الخير وان لم اتلقاه منهم ... لا اريد أن اتألم ... أكثر من ذلك ... لم أرى سوى الالم فى حياتى .
نزلت الدموع من عيني كشلال جارف ، لم اعد استطيع ان اكتم ... بكيت بصوت منخفض ... وازداد عندما أدخلنى ذلك المستودع ... المليئ بالظلام ...
_ ارجوك... لا تقتلنى ياأخى
لم يشفع لتوسلاتى ولا لبكائى وألقانى داخل المستودع وأغلق الباب ... وتركنى داخله
أقبلت أصرخ واصرخ ، حتى اختفى صوتى ... واصلت الدموع على السريان ..
ضممت نفسي بجسدى لا اعرف أأنا ارتجف من الخوف ام من البرودة ... لا استطع أن ارى شئ... أسمع فقط تحركات غريبه ، تأتى وتختفى ...
****
لا اعرف كم لبست ... لكنى بقيت طويلا جدا .. بدون ضوء ... ماء ... طعام ..
ترى هل أمى اخبرته أن يفعل بي ذلك ؟
أتمنى لو كان ابي مازال حياً ...
صدر صوت مباغتا يفتح باب المستودع .. أهو أخى .. هل ندم على فعله بي ...
دهشت عندما رأيت ذلك الرجل العجوز يقف أمامى صادما .. ويسألنى كيف جئت الى هنا ... وبرغم شعورى بالضعف والوهن والعطش ... الا انى وجدت نفسي اهرب بعيدا ... واجرى بكل قوتى ... وحتى وصلت الى الطريق
اوقفت سيارة اجره.... ، طلب منى السائق ان اقول على وجهتي .
التردد يغرقنى ... والخوف يقيد لسانى، راى السائق علمات الخوف والتردد على وجهى وارتعاشه جسدى ، قال لى كلمات تهدئ روعى ،حاولت ان اتماسك واعطيته عنوان منزلى .
لم يكن معى مال ولم يطلب منى السائق اى مال ، وعندما وصلت الى شارع مسْكنى ، لم يستطع ان يدخل بسيارته بسبب وجود حشد كبير من الناس يسدون الطريق ، فاعتزر منى ونزلت ادخل نفسي بين الناس كانى احفر نفقا حتى اذهب الى بيتي ...
اصوات الناس تداخل مع بعضها ... وتعلو وجوههم بالحزن
حتى رأنى رجل فأمسكى من كتفى ويقول لى بشفقه
_ عوضك الله ياابنتي ... اصتبري على حزنك
لم افهم اى شئ من الرجل ولا من انتباه الناس لى ونظراتهم المشفقه.
ـ انها محظوظه ... انها لم تكن فى المنزل ..
عند سماعى تلك الكلمه ارتجف قلبي بجنون .. وهرولت الى بيتى ...
رفعت عيني الى ذلك الدخان الاسود الذي يملأ السماء مررت بعيني الى مصدره ... شهقت عندما رايته يخرج من شرفه المبنى الذي اعيش فيه ...
صرخت باعلا صوتى وجريت الى باب المبنى لكن الجيران امسكونى بقوة منعونى ان اذهب
_ ماذا حدث اين امي .... قولى لى انها بخير .. ارجوكم .
_ عوضك الله ياابنتي
غرقت فى دوامه الصراخ .. حتى فقدت الوعى ...
***
استيقظت من النوم لأرى العيون القط البرية أمامى ... نفس النظرات ... لتأكد لى ظنونى وانى لست اغوص بالاحلام.. وانه واقعا... يشبه الكابوس
لم استطع الصراخ .. لا استطيع التكلم ... فقط ابكي ...
دخل رجل الشرطى فجأة الى غرفتي فى المشفى...
اريد أن احكي له كل شئ ..
اريد ان اقول لهم انه .. المجرم ... يريد قتلى انا وامى ... لكنى لم استطع....
طلب منى الشرطى أن احدثه الى اين ذهبت عندما حدث الحريق ... واين كان اخى ...
وهل هناك احد نشك به ..
........لو جمعت قطرات دموعى لاصبحت بحراً ، ارفع يدي والوحها مابين الشرطى واخى لعله يفهم ماافعله .
لكنه كان عابسا
اقترب اخى منى ووقفا امامى وقال لشرطى ... بنبرة جاده
_ انها متعبه ... لا تتحدث معها . كلامك معى فقط ....
اعتذر الشرطى ..وتكلم معه كثيرا ، حاولت ان اسمع ، لكن اذنى خانتنى ... فلا اسمع سوى الصفير قوى .
****
اليوم الثامن لى فى المشفى وعلى فقدان امى ، تمنيت لو انى اموت لكن لم اتمنى ابدا ان تذهب امى بتلك الطريقه ، فكرت كثيرا بماذا شعرت والنار يحرق جسدها ، وكم من الخوف اعتارها ... احترق قلبي كثيرا ... عليها
نعم اعلم انه هو القاتل ....لكن لم يفعل ذلك ، بماذا فعلت له امى ، كانت تحبه كثيرا ، حتى اكثر منى .....
دخل الغرفه وعيناه لم تنزل عنى ، امسك المنديل ومسح دموعى ، وازاح ابره المحلول من يدى بقوة .
ورفعنى على ذراعه واخرجنى من المشفى .
ردة فعلى الوحيده هى الاستسلام ،ان كانت عائلتى اختفت من هذا العالم فلاختفى ايضا ... فليقتلنى ويريحنى .
******
هذه المرة أخذنى الى مكان غريب ، اشعر قليلا انى رأيته من قبل حاولت التذكر لكنى لم استطع ، يوجد اشجار فى كل مكان ، ولا يوجد منازل سوى بيت واحد مكون من طابقين
حملنى وادخلنى الى البيت من الجانب الاخر، المؤدي الى سرداب اسفل البيت، ألقانى على الارض ... وابتعد وأغلق الباب .
ظهرى يؤلمنى بقوة ، لا يوجد حولى سوى الظلام ، لم اتفقد اى شئ كنت عاجزة عن الحركه وعقلى فى مكان اخر ...
*****
مرت الايام حتى اصبحت شهور ، والشهور أصبحت اعوام .
الايام كلها متشابهه ابقي دائما وحدى ، يأتى دائما فى الليل يلقى الى وجبه صغيرة وينظر الى بعيونه المضيئ فى الظلام ويتركنى بدون اى كلمه ، انتظرت طويلا حتى يقتلنى فذلك ارحم من مكوثى فى ذلك السرداب
تسالت طويلا اين جواد ؟ بحكم انه اخى الثانى ... سمعت من الشرطى فى المشفى انه نجى من الحادث لكن لم أراه .
لا اعلم تاريخ اليوم ولا اعلم كم مر من السنوات ، اعلم فقط انى اصبحت اكثرا طولا وشعرى قد نمى كثيرا .
تذكرت كم كانت امى تواظب على قصه دائما لى ، فدمعت عيناى.
اشتاق اليكي ياامي....
****
اعتدت النوم على الارض الصلبه ، واصبحت شجاعه اتقبل وجود العناكب بجانبي .
لا اعلم ماذا كنت سأفعل ان لم تكن تلك الفتحه الصغيرة التى تدخل جزء من الشمس لى .. موجوده .
دائما اراقب الاجواء منها الصيف الشتاء الربيع الخريف ،
واراقب اخى وهو يأتى فى الليل ، ويلقى لي الطعام .
......
ذلك اليوم لم ياتى اخى بمفرده ، جاءت معه سيده ترتدى سلسله ذهبيه طويله ورجل يرتدى بذله انيقه ، وفتاه فى العقد الثالث تمشي ويديها تطوق يده .
عقلت الامر بسرعه ... نعم انها خطيبته .
سمعت اصوات الضحك وخطوات اقدامهم طويلا ، كانت اول مرة العن فيها اخى..
رايتهم يخرجوا من البيت وعلى وجههم سعاده بالغه ...
حاولت ان انظر باقصي قوتى لعلي اراه يبتسم مثله... لكنى وقعت من الكرسي وانا ارفع نفسي... حاولت ان اقف من جديد واراقبهم لكنهم قد ذهبوا وقعت عيناه فى عيني ... وان كانت عيني مشوشه تقريبا الا انى مازلت اراى لمعه عينه من ذلك البعد...
كلما كان يقترب تزداد الوهج اكثر حتى شعرت بالخوف فابتعدت بسرعه.....وبعد يومين كاملين لم ياتى الى البيت .. اعتقدت انه تركنى هنا لاموت وحدى .
خاب ظنى عندما رايته ياتى الى فى اليوم الثالث ، لا اعرف كيف اتتنى الشجاعه لانتظره وهو يفتح الباب لارمى فى عينيه التراب ، وازيحه من امامى بسرعه واهرب .....
الخوف ... والرعب نمى داخلى فترة طويلا حتى اصبح مصدر قوتى ، وفى هروبي كنت اشعر انى اطير وانى سأجنح فى الهروب، نظرت خلفى وانا اجرى باقصي سرعه ، لاراه يتقدم خلفى بشكل مرعب .
لم أكن اتصور أن اعيد تكرار مشهد الاسد وهو يهجم على الغزاله ويمسكها بأنيابه ..
لم استطع ان اقاوم قوة ذراعه وهى تلتف حول خصرى حتى تشل حركتى .
حملنى على كتفه العريض، لقد ازدت قوة ياخى كثيرا واكتسبت الطول ، كنت اتمنى ان تزداد قوة لتحميني لا لتأذيني.
.... تتبع......
#سارة_منصور
أنت تقرأ
عيون القط (مكتملة)
Misterio / Suspensoيملك داخل عيناه لمعه عيون القط فى الظلام كم اخشي منه ومن نظراته لي...