البدايه

32 2 0
                                    

ولدت في اشد الايام حراره، استطيع القول ان هذه بداية رحلة وجدت نفسي اخوضها مجبره
لم اختر ان اولد في هذا الوقت ولا في هذا المكان ، لم اختر اسمي ولا عائلتي .
الرابعه لعائله مكونه من سبع اشخاص :
المهمشه بين اخوتي
لاتعرف والدتي عني الكثير ،كل ماتعرفه هل تغذيت وهل ذهبت الى نوم ؟ هذه حدود علاقتها معي اما والدي فقد كنت لا اراه الا قبل نومي بدقائق ، وقد ايقنت ان الاباء قد خلقو لكي نراهم قبل النوم بعدة لحظات .
سألت نفسي كثيراهل يتذكر انه انجبني لهذه الحياة ؟
اجد الاجابه حين ان انظر الى اخوتي
ايقنت انه نسي !
اختي الكبرى ليلى كانت الاقرب الي في هذا المنزل ، تتحدث الي كثيرا تحاول ان تهون عليه ما اعيشه وما تعيشه من مراره .
تجسلني في حجرها لكي تحدثني عن ماتشعر به ، في بداية الامر لم اكن استطيع ان افهم ماتريد قوله ،لكن مع مرور الايام والسنين فهمت كل ما اباحت به الي .
ليلى تمنت شيء واحد في هذه الحياة ان تتزوج حب حياتها بسام .
كان بسام ابن الجيران يعمل مع والده في محل لبيع الاغذيه
الرجل الوحيد الذي رأته وحين بلغت كان لابد لها ان تقع في حبه فحسب ماتقوله لي كان يبادلها نفس الاحساس وقد اعترف لها بأنه سيتزوجها يومآ ما ، لكن متى هذا اليوم ؟ ليت هذا اليوم لم يأتي ابدا!
كنت قد بلغت الخامسه عشر من عمري وجدت نفسي استطيع  ان اجعل مايحدث امامي خطوط ع الورقه
كان الورق والقلم لايفارقانني في الدرس وخارج الدرس في كل مكان لا استطيع ان العيش بدونهما
كانت ليلى الوحيده التي تشجعني لكي استمر بالرسم وكانت تجلس امامي لساعات بلا تذمر لكي ارسمها .
بعد عدة شهور تقدم بسام لخطبتها والدي ووالدتي لم يستوعبو ابن صاحب المحل الذي بالنسبه لهم غني جدا
جاء لخطبة ابنتهم الكبرى .
كانت سعيده جدا لم تنم ليلتها بقيت مستيقظه الى الصباح الباكر تتحدث عنه وكيف ستعيش معه وتطبخ له وتنجب الاولاد وتكون زوجه مطيعه لكي يبقى يحبها الى الابد .
انا سعيده لاجلها وحزينه لانني سأفقد اختي والشخص الوحيد الذي يعرف بأني استطيع الرسم والخروج من عالمي وحياتي البائسه حين ارسم .
كان لدي الكثير من الاوراق احتفظ بها سرآ ،رسمت والدي ووالدتي اخوتي منزلنا
وجميع احلامي المخبأة في قلبي .
ذهبت ليلى الي منزل عائلة بسام لتعيش معه في غرفته .
كان يوم سعيد جدا لها ويوم بائس وحزين لي .
رسمتها وهي ترتدي الفستان الابيض لكن وهي تبكي والدماء تمليء الفستان لم استطع ان افهم لماذا رسمتها بهذا الشكل ،
وتوصلت الى انني انانيه واردتها ان تبقى معي لاجلي فقط .
لذا تخلصت من هذا الشعور وتمنيت لها السعاده من قلبي .
كانت تأتي لزيارتنا في مواعيد محدده ولم تتحدث معي الا لوقت قصير فقط
لم اكن استطيع ان اقول لها  بكل ماريد قوله
ولم تكن تسألني عن الرسم ، كل ما تتحدث به هو بسام وحياتها معه ومحاولتها لاسعاده وانجاب طفل لكي يبقى بجانبها ولا يتزوج امرأة اخرى .
ليله ماطره سوداء خضت نقاش مع اخي الكبير منير وتحول هذا النقاش الي مشاده كلاميه وصلت به الى غرفتي وقد بعثر اوراقي ووجد رسوماتي فكانت بالنسبه له لا تليق بحياتنا ، فانهال علي بالضرب واخذ جميع لوحاتي  ومزقها وحرقها . بكيت بحرقه ليلتها لم استطع كتمان مشاعري تجاهه تمنيت موته اكثر من اي شيء اخر .
بانت خيوط الصبح وقررت ان ابتدا بلوحه جديده تنسيني ما مررت به في الامس .
لكني لم استطع ان ارسم اي شي مجرد خربشات لا معنى لها .
في تلك اللحظه قررت الهروب من حياتي وواقعي بدون اي تردد !
لم اخذ معي اي شي فقط ما كنت ارتديه في ذلك الوقت ، حين جاء الليل ونام الجميع خرجت من المنزل وركضت بكل ما لدي من قوه .
وجدت مكان استطيع ان انام فيه ، نمت كالرضيع في رحم امه .
استيقظت ، في باديء الامر لم استوعب اين انا؟ لكن بعد مروه عدة لحظات ، اخذت بالمشي مجددا .
وغطيت وجهي حتى لا يعرفني احد .
ركبت الباص وذهبت الى ابعد مكان يصل اليه.
في هذا اليوم نسيت كل شيء يخص حياتي السابقه من هم عائلتي ومن انا؟
لكن مابقي يشغل بالي ليلى وحياتها التعيسه، التي اختارتها بنفسها.
نمت في الشارع ليال عده تناولت من فضلات الناس صادفتني الكثير من العقبات التي كنت اتجاوز بعضها بسهوله والبعض الاخر اخرج منها وهناك بعض العلامات على وجهي وجسدي.
في احدى المرات واثتاء ما كنت نائمه وجدت رجل يحاول اغتصابي منعته بكل ماستطيع وصرخت بأعلى صوتي لكنه لم يتزحزح عني ، استسلمت للامر وفكرت في نفسي ليحدث فهذا ما اخترته لنفسي ، لكن بعد عدة لحظات احسست بالدماء تنزل على جسدي ووجهي ، توقعت انها دمائي ! لكنها دماء هذا الرجل .
ضربه رجل اخر على راسه . ابعدته عني بسرعه واخذت اجري واجري والرجل الاخر يجري معي .
حتى انهارت قواي وتوقفت لالتقط انفاسي .
شكرت الرجل وطلبت منه ان يتركني لكي اذهب وحدي لكنه رفض واراد مساعدتي وان اذهب معه لمكان امن ، خفت في باديء الامر لكن مالذي قد يحدث اسوأ مماحدث سابقا.
ذهبت معه ،كانت غرفه كبيره نوعا ما فيها الكثير من الفتيات نساء اطفال ورجال ، ووعدني بتقديم المساعده.
طلبت منه ان يساعدني لأذهب الى مكان  استطيع فيه ان احقق احلامي ، تحدثت معه كثيرا عن احلامي بأن اصبح رسامه والجميع يرى ماستطيع ان افعله، استهزأ في باديء الامر واستصغر احلامي .
تركته وخلدت الى النوم .
في الصباح الباكر وجدت دفتر والوان وطلب مني البدء بالرسم .
لم اصدق ما رأته عيناي فأنا لم ارسم منذ مده طويله ، اخذت الدفتر والالوان وبدأت يداي ترسم بلا توقف رسمت ورسمت حتى تعبت .
وحين اكملت ورأى الدفتر .
قال لي بأني سأحقق جميع احلامي وبأنه سيساعدني حتى اصل الى المكان الذي اريد ، كنت سعيده جدا بما سمعت.
اخبرني بأن هناك سياره سوف تذهب الى نهاية هذه الدوله اتريدين الذهاب معنا فوافقت بدون تردد.
في يوم الرحله جلب لي ملابس نظيفه ارتديتها وكنت في قمة سعادتي وقد بانت جميع احلامي امامي.
ركبنا السياره وكنت طوال الطريق افكر بما سأرسم والناس تشاهد لوحاتي وتشجعني .
نمت في منتصف الطريق .
وصلنا سمعت ليث يقول ، نزلت من السياره واحلامي معي.
المكان غابه كبيره ومخيفه طلب منا البقاء فيها حتى وصول القارب حتى نعبر الى الجهة الاخر حيث الاحلام تتحقق.
قضينا في الغابه سبع ليال ، لم يتبقى من الطعام شيء وفقدنا الامل في وصول القارب وبدأت بالتخلي عن احلامي الواحد تلو الاخر كنت مرهقه جدا ، وصل القارب واخيرا وصل فلتحزمو حقابئكم ،هذا ماسمعته احسست بقوه تغمرني ونهضت ونهضت معي احلامي من جديد .
ركبنا القارب جميعنا لم يكن يكفينا جميعا، لكن لدينا اهداف يجب ان نصل بها الى بر الامان .
اخذ القارب يترنح يمينا ويسرا انتابنا الرعب بأننا سنسقط منه ونغرق صرخنا وبكينا ودعونا بصوت واحد .
وصلنا الى بر الامان .
عشت في هذا البلد الجميل حققت كل ما احلم به ،رسمت جميع ما اردت رسمه يوما بإتقان.
بدأت الناس تعرفني وتأتي لتشاهد لوحاتي وتشتري منها اخذت لوحاتي تجوب العالم وانا معها
اصبحت ما كنت احلم به طوال حياتي.
هذا مارأيته حين انقلب القارب وبدأت بالغرق حاولت السباحه لكنني لم اكن اعرف ،سحبتني المياه الى الاسفل الاسفل جدا ،حت، ذهبت الالوان وبقي السواد هو كل ما اشاهده امامي.

النهاية

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 09, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لاجئه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن