الغرفَة مظلِمة ، رائِحة نتِنَة ، سيِّدة برِدَاءٍ أبيضَ دموع و اِبتِسامة ، بِرك حمرَاء لزِجَة ثم ضَوء أحمَر قَاتم قوِيّ و عَوِيل نِسرٍ بِالخَلفِيَّة.إستيقَظت ببِركَة عرَقٍ شَدِيد و ارتِعَاشٍ بِيَدِي ، نَظَرت نحو السَّاعةِ الحَائِطِيَّة كَانت السَّاعة الرابِعَة و النِّصف فَجرًا، لَقَد كَان مُجَرَّد كَابوس، هَذِه اللَّيلة الأولى.
لم أَشَأ العَودة للنَّوم ، شَغَّلت جِهَاز المِذيَاع و أَخَذت دَفتَرًا صَغِيرًا و دَوَّنت بِهِ كُلَّ حَدَثٍ غَيرَ مَنطِقِيٍّ حَدَث منذ مَجِيئِي هُنَا و كُلَّ مَا أعرِفه كَان قَلِيلا لحَلِّ هَذِه القَضِيَّة لا يَزَال الطَّرِيق طَوِيلا.
السَّاعَة الثَّامِنَة صَبَاحًا ، طَرقٌ خَفِيف عَلَى باب الشُّقَّة ، فَتَحت البَاب و قَد كَانَت مفَاجَئة
" صباح الخَيرِ كُولونِيل " قلت بابتِسَامَة
" صَبَاح الخَيرِ مَذِيبَة عُقُول المَدِينَة " فتَحت له البَاب ليَدخُل دمدن
"تَنَاوَلتَ إِفطَارك ؟"
" لَقَد إنتَهَت فَترَتِي للتَّو ، أتَيت لِأطمَئِنَّ عَلَيكِ ، لابُدَّ أنَّهَا كَانَت لَيلَةً صَعبَةً عَلَيكِ "" الكَوَابِيس خِلال ليَالِي السِّحر الثَّلاث سَيِّئَة للغَايَة لكِن لا تَقلَقِي بما أَنَّهَا لا تَتَضَمَّن عَوِيلَ نِسرٍ فَأَنتِ بِأَمَان "
تجمَّد الدَّم بِعُروقِي عَلى كَلِمَاتِهِ الأخِيرَة ، استجمَعت أنفَسِي و سَألتُه " مَاذا يعنِي عَوِيل النِّسر ؟"نَظَر لي بِتَمَعُّنٍ و قَلق ثُمَّ قَال بِجزَع " نارسيسا إنَّهَا تَعنِي إِمَّا تَحَقُّقَ الحُلم أَو ... المَوتَ !! "
خَارَت قوَايَ و كِدت أَسقُط على الأَرض لولَا أنَّه أمسَكَ بِي ، نَظَرتُ بِعَينَيهِ كَأَنَّهُمَا آخِر أمَلٍ بِالحَياة ثم انفَجَرت بالبُكَاء فَضَمَّنِي عَمِيقًا بِصَدرِه ، مَلَاذِي الوَحِيد بالوَقتِ الحَالِي .
بعد نِصفِ سَاعَةٍ :كنت جَالِسةً على الأرِيكَة و قَد حَكَيت لهارولد عَلى مَا رَأيتُه
" هارولد هَل تسدِي لي خِدمَة ؟ أرِيد مغَادَرَة المَدِينة " لم تَكن تَعَابِير وَجهِهِ تَدُل عَلى إرتِيَاحِهِ لقَرَارِي" أهَذِهِ هي نِهَايَة الآنِسَة ستِيلا نارسِيسَا بلَاك بتَايوَان ؟ سأخبِركِ بشَيءٍ، منذ أسبوعَينِ تقرِيبًا قَابَلت فَتاةً أنِيقَة ذَات إبتِسَامَةٍ ودِيعَة ، قد تبدو للعيُونِ قِطَّة لطِيفَةً بَرِيئَة لكِن أقسِم أنِّي رأيت بِهَا فَراسة الأسَدِ و دَهَاء الثَّعلَب إن إختَارَت الهَرب عن المواجَهَة فهَذَا قرَار لا يروق بِهَا هَل حقا تريدين هَذَا ستيلا ؟"
إندَهَشت لِكَلامِهِ، لم أظنَّ أبدا أنه يراني بتِلكَ الطرِيقة ، نظرت إلى عينيه الحَائرتين تنتظِرَان إجَابتِي بِحَرَارة
أنت تقرأ
سِرّ ميراكولي ~ The Secret Of Miraculy
Misterio / Suspensoلطالما أحببنا سماع قصص الخرافات و الأساطير أمام المدفأة بالشتاء من عند الأجداد و الجدات مع رائحة الدفء العائلي. اختلفت الشخصيات و الأحداث و الأزمنة لكنها كلها اشتركت بالنهاية السعيدة البهيجة مهما كان موضوعها : الأشباح ، الفراعنة ، سندريلا ، مصاصو ال...