الفَيلَق 511 ( 2 )

20 2 1
                                    

وجدنا أنفُسنا امام مخيم كبير يعُج بالجنود الألمان ، كلهم يحملون نفس - بُندقية - هاذا الاحمق ، على كلٍ ، هناك خيمة واسعة متمركزة في الوسط أُخيطَ عليها بالبند العريض الرقم ' 511 ' ، يحرسها جنديان ضخمان مُسلحان ، ادركتُ حينها انه قد يكون زعيمهم داخل الخيمة ، تجاوَزَنا جنود يحملون اغراضا يكدِسونها في الزاوية ، أشياءٌ نهبوها من قريتنا او غَنائمٌ كما يُسمون ، طعام ، شراب اقمشة وسيوف وما إلى ذلك ، اما في الجانب الآخر ، فقد شَكّلوا غُرفة من جُدرانٍ شائكة حديدية يحجزون داخلها اهل قريتي ، لا ادري لماذا ، هم فقط واقفون هناك فالدّاخل يكادون يتسَمّرون من البرد او يهلكون من الهلع ، ولَجنا للمُخيم ، حتى اهتز سِتار الخيمةِ ليَخِرَّ الحارسان منحنيين ، خرج رجُلا طويل العِماد ، متقدمَ السن حليقَ الشعر ، عضلاته تَبرُز من زيه مُمَزق الاكمام ، واكثر ما يُميزه عن غيره ، نَدبةُ على جَبينه تَمُر بحاجبه الايمن فتقسمه نصفين . اقبل الينا وقال :

" Du bringst es jetzt dorthin "

" In Ordnung "

رد عليه الجندي الذي يُمسكني ثم امرني ان اتبعه اين يجمعون اهلي خلف الجدار ، تبعته دون تردد فليس الخيار بيدي ، فتحَ حارس الجدار الباب ليدفعني الجندي بقوة للداخل اذ سقطتُ على ركبتاي ثم اغلق الباب .

" آزومي ، انتي حية ! " حضنتني صديقتي يونا بقوة ، بما ارُد ؟ كنت مصدومةً بشدة ، امسكت وجهي بكفيها :
" آزومي ، أُنظري اليّ ، انتي بأمان الآن ، لا تقلقي .. "
قالت ثم عادت لتحضُنني من جديد وتذرف دموعا دافئة اعادتني من شُرودي واشعرتني بالحنين ، حنين امي .

" يونا ، ما الذي يحصل بحق السماء ! "

قاطعنا هاشيرو كين ، صديق طفولتي الرحال ، الذي يعلمني الفروسية .

" القوات الالمانية تغزو اليابان وتنتشر فيها انتشار النار فالهشيم ، سَمِعتُ ان اغلب المدن و القُرى على الساحل الغربي تَحت سيطرة الالمان ، لكن لم يتوقع احدٌ ان نفوذها سيُبسطُ ليصل قريتنا بهذه السرعة ! "
تنهد ، امسك رأسه رافعاً شعره الطويل عن جبينه ، ثُم استرسل :
" هَجموا في ليلة مُضلمة ، كان عُنصر المُفاجئة الى جانبهم ، اللّعناء !! "

" انتهى الامر ، إنتصروا ، لا فرصة لنا للنجاة .."
دمدمت يونا باستسلام و إستكان .

رد كين بغضب عارم
" لن نَخضع ! إياكم ان تضُنوا ذالك ! اللعنة ! قد فاز هاؤلاء الصراصير بالمعركة لاكننا سنفوز بالحرب ! سوف نخرُج من هنا ثم سوف نعود باكمل قوتنا لنرضخ المستعمر ! ... تذكروا كلامي جيدا . "

ثُم انصرف .

" آزومي ، ساذهب لاعتني بجروح كين ، لقد كان اول من اعلم اهلنا بالهجوم ثم قاوم الجنود بحفاوة فالقرية فتعرض لرُضوضٍ قوية . "
" لكن .. لماذا لم يهرب بحِصانه فالوقت المناسب ؟ "
" اعطاه لاخيه الاصغر واخته ، لقد رعاهُما منذ توفى والداهما فلم يُرِد ان يَترُكهما في امس حاجتهِما اليه ، انه حقا .. شجاع "
ثم إنصرفت ، وتركت آزومي تُصارع افكارها الدفينة .
لاحظت آزومي جنديا يُقبل اليهم لتدرك انه ذالك النحيل الذي كان في منزلها سابقا . اخذ يضرب السياج الحديدي بِبُندقيته الى ان إنتبه له الجميع .

" إسمعوا ايها عبيد ، سنتحرك غدا باكرا ، انتم مُكلفونَ بِحَمل الغنائم الى ان نصل الى وِجهتنا "
" اين سننام .." همست آزومي
" اين تريدُ ان تنام الآميرة " قال مُقهقها " اتُفضِلين الاسطبل مع امثالكِ من الدواب ؟ "

" لن أجرؤ على النوم مكانك " ردت آزومي مبتسمة

" ايتها الخرقاء ! افتحوا الباب لِأُلقنها درسا ! "

" ماذا قُلت ، ايها اللعين ! ، اجل فلتدخُل وأرِني رجولتك التي تتبختر بها خلف السياج !"

قال كين مُهاجما الجُندي في عُقر ثكنته كي يُغطي على فِعلة آزومي ، وربما ، يُعاقب مكانها .

تَدخل القائد فعم الصمت المكان

"Nehmen Sie ihn heraus, prügeln Sie ihn 50 Wimpern und werfen Sie ihn dann weg und den Stall "

" لاكن سيدي ..  Er hat Deutschland beleidigt! لقد اهان جنديا المانيا ! "

"Ich weiß was zu tun ist ! "

"In Ordnung"

" سوف يُجلد 50 جلدة ثم يُرمى فالاسطبل عقابا على فعلته ! .. انه محظوظ لان القائد في مزاج جيد اليوم ، ونملك نُقصا فالعَبيد وإلا فانه قبلَ طلبي بقتله ! "

ثم واصل

" سنُقدم لكم الطعام الآن ، بقايا الخبز والعضام ، بما يليق مستواكم " ثم اتصرف

بقيت آزومي تُحدق فالجنود يسحبون كين وهو مُستسلم ويمشي بمَحض ارادته كأن هاذا ما اراده من الأساس .

" افعل ذالك ، من اجلي ؟ "

Azumi's saga || ملحمة آزوميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن