4. Into The Woods

1.1K 139 80
                                    

كنت أتتبعه بحرص بالغ، أشعر بأن قلبي سيُقتلع من مكانه في أي لحظة. إلي أين يذهب؟ لقد سرنا لمدة ليست بقصيرة ولحسن حظي هو لم يلتفت ليتفقد ما إن كان هناك من يتتبعه أم لا و هذا جيد أنه لا يعلم أني اتبعه.
"واصل السير أيزاك فأنا لن أتركك حتى تأتي لي بتفسير لكل ما يشغل بالي" همست لنفسي بينما نتوغل أكثر فأكثر بالأحراج.

فجأة توقف أيزاك عن السير وأنا أختبأت سريعََا وراء شجرة كي لا يراني. بدأ أيزاك يراقب كل الإتجاهات من حوله يتفقدها بينما أنا أدعو بداخلي أن لا يراني، نبضات قلبي تتسارع أكثر مع كل دقيقة كما لو أنها تسابق الزمن. يا الله هذا كثير علي لأتحمله، أنا أريد العودة للمنزل.

''هل جننتي؟!، تريدين العودة للمنزل بلا تفسير لما كان يؤرقك لعدة أيام؟ بعد أن قطعتي كل هذه المسافة!توقفي عن كونك جبانة بيل'' وبختني نفسي على تفكيري الجبان. أخذت نفسََا عميقََا و زفرته ببطأ شديد
''أنا لست جبانة' خاطبت نفسي أحثها على مواصلة المضي.

نظرت لإيزاك مرة أخرى لأجد أنه يرفع باب حديدي مُستدير ملتصق بالأرض كما لو أنه مخبأ بمنتصف الغابة. دلف بداخل المخبأ مُستخدمََا الدرج و سحب الغطاء ليغلقه مرة أخرى.
و ها هو الآن أختفى عن الأنظار كأنه لم يكن.

هل يجب أن أتبعه للداخل؟ ماذا إن كان هذا القرار الخطأ؟ ماذا سيحدث حينها؟

ربما يكون قرار خاطئ لكن يجب علي معرفة من هو، أم من المفترض أن أقول '' ما هو'' أشعر و كأنني أتتبع أيزاك مختلف تمامََا عن الشحص الذي عرفته مُسبقََا. الشكل عينه لكن شخص مختلف.

لقد حسمت قراري

سأدخل إلى أيََا يكن قاع الجحيم الذي دخل به.

لقد عشت أهاب المستقبل طوال حياتي و لهذا لم أواجهه قط، و الآن حان الوقت لينتهي كل هذا الخوف من اللاشئ، فكما يقولون قضاء حياتك في الخوف من شيء ربما يحدث و ربما لا كالموت مرتين.

أخذت نفسََا عميقََا قبل أن أسحب ذلك الباب و أحدق قليلََا بالدرج الذي لا أستطيع رؤية سواه. نزلت الدرج بينما ظهري مُقابل لأيََا كان الذي بداخل الغرفة.
قبل أن ألتفت ملأت رئتاي بالهواء النقي ثم زفرته
''تحلي بالشجاعة بيل، أنتِ لها''

التفتت بسرعة لأرى أيزاك مُلتصقََا بي، حرفيََا لا يفصل بيننا سوى إنشات.
ندت مني صرخة مدوية إثر الهلع الذي إنتابني، من يعلم ربما لو كررها مرة أخرى سأصاب بالسكتة القلبية.

'' أيزاك'' وكأنني لا أعرف مثلََا
'' مرحبََا'' رحب بإبتسامة خبيثة، نظرته لي تُصيبني بالفزع

'' لمَ ترددتي في الدخول، كنت أنتظرك''
سحقََا
لقد كان يعلم أنني أتتبعه
'' ل..لماذا؟ '' حاولت أن أحافظ على رباط جأشي لكن الأمر أكثر صعوبة من ما تصورته
'' شششش.. ألستي متعبة؟ '' سأل بينما يداه تداعب خصلات شعري و عيناه تتمعن النظر بي. وضع يداه فوق وجهي ليغطيه بكف يداه. أغمض عينيه و شرع في تمتمة كلمات غير واضحة. شعرت بجسدي يتثاقل و أنني سأقع أرضََا فقام بحملي و ليس لدي أدنى فكرة إلى أين سيذهب بي لكن كل ما أعرفه هو أنني لا أقوى علي الحراك أو البقاء مُستيقظة.
***

Isaac // أيزاك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن