||بدايةُ النِهاية||

349 34 174
                                    


_

مين ميرال..مذيعةُ الأخبار الفيتنامية ذات الثماني وعشرين عاماً يعودُ سبب الوفاة لسقوطٍ قويّ ارتدَ على رأسها فأصابَ البصلة السيسائية مما أدى لتهَدُجِها وفقدها الحياة_

نقرََ بأنامِله على مكتبه عدةَ مراتٍ متتابعة وتهالكَ جذعهُ ليستريحَ على كُرسيه الجِلدي غائصاً في تحليلاتِ عقله اللجوجة،ضيقَ عيناهُ في تركيز وانتصبت يدهُ ترسُمُ في الهواءِ أشكالاً ومسالكَ وهمية

_أرِح تفكيركَ قليلاً

حَوّلَ انتباهه نحو الصوت وإذ بصديقه وزميل عمله  يقتحمُ مساحة صمته الصاخب ويضعُ له كوباً من الأمريكانو المُثلج، قدمَ له ابتسامةَ شُكرٍ مُرهقة وأخذَ الكوب زافراً باجهاد

=تشانيول..إنها من أكثرِ الجرائم التي مرت علينا غرابةً
أعني..فلنُركز هُنا قليلاً

تركَ الكوبَ يتيماً على حافةِ المَكتب واستقام واقفاً يتجهُ نحوَ الحائط الزُجاجِي حيثُ عُلقَت صورُ الضحية على ناصيته وتلمسَ إحدى الصور بأصابعه النحيلة

=الجاني لم يسرق...لم يَغتصب..لم يُبدِ أيّ دافعٍ قد يَجعلنا نتوصل لهدفه الحقيقي الكامِن خلفَ القتل

تلمسَ الآخر حوافَ ذقنهِ يطرحُ أسئلةً متعجبةً دونَ أن يُفرجَ عنها

=وقد يكونُ مُجردَ سفيهٍ سكير حاول قُربها فحدته..وانتهى به الأمرُ يهذي بجنونه بعدَ قتلها

ناظره بيكهيون من خلفِ نظاراته المُدورة بريبة وقد حاصرهُ التعجبُ من كُلِ حدب

=لِم قد تعتقد ذلك؟

تركَ تشانيول كوبهُ الذي أوشكَ على أن يفرغ بجانبِ مثيله المُترع الخاص بصديقه ونفضَ رأسهُ نافياً بخفة يُزيلُ غشاوةَ الشرود التي أودت به لأن  يُتمتم بقشورٍ هو ليسَ أهلاً لشرحِ لُبابِها.

_لا أعتقدُ ذلك بيكهيون..سأكونُ خارجاً لو احتجتني

خطى نحوَ البابِ وخلفه عيون بيكهيون التي ظلت تُرتقبُ تملصهُ من الحديث كما انسحابه المؤكد من هذه القضية

= تشانيول!

توقفَ عندَ حدّ الباب الحائل بينه وبين الخُروج،نبرة الآخر الرسمية تلك كانت تحمل في طياتها أمراً،تلكأ قليلاً قبلَ أن يرسُم ابتسامةً حُلوة تفيضُ بالإجبار واستدارَ نحوَ من ناداه

_نعم بيك؟

فكّ بيكهيون عُقدةَ ساعديه وتقدمَ حذوَ المكتب واضعاً كلتا يديه على شفيرِ الكُرسي وطبطَب فوقهُ عِقبها

أشـلاءُ ديسمبِرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن