هل عاد؟

70 3 0
                                    

الحياة مليئة بمفترقات الطرق، وهذا يجعلنا مضطرين لاتخاذ القرارات مرات عديدة، احيانا ننحرف الى مكان ونقول حسنا وجدت طريقي اخيرا، لكن نهايته تفتح مفترقات اخرى ونضطر الى اتخاذ قرارات مجددا ، في النهاية كل تلك الخيارات تجعلنا انفسنا ،وفي كثير من الاحيان القي نظرة الى الوراء وانظر بحيرة للقرارات التي اتخذتها، هل هي صحيحة؟ خاطئة؟ هل ضللت الطريق؟ .. لكن بالمقارنة ، الأنا التي كانت في ذلك الوقت تدهشني احيانا ، لكن تستمر الحياة وتستمر القرارات التي يتوجب علينا اتخاذها ، على اي حال نحن مجبرون على السير والشيئ الأكيد ان هذه الطرقات نمر منها مرة واحدة فقط ولنحاول الا نندم ....

"صباح الخير أمي" ارتد هذا الصوت في ارجاء المنزل مزامنة مع الخطوات المسرعة على السلم
اجابت والدته بينما تحزم بسرعة علبة طعام طفلها" شي هوناه لقد اخبرتك مرات عديدة الا تركض على السلم هذا خطير"
"أعلم لكنني متأخر ، سأتعرض للتوبيخ" تحدث اثناء ارتداءه لحذاءه
حملت حقيبتها وحقيبة طفلها وركضا نحو المصعد ..

ساعدته على الجلوس في المقعد الخلفي واضعة حوله حزام الأمان وقدمت له علبة فطوره ليشرع في تناوله ثم تعود الى مقعد السائق ، حالما تحركت كادت تصدم احدهم، توسعت اعينها بهلع ليبدأ الضرب على الجزء الأمامي من السيارة بينما يصرخ" نونا انقذيني، انا متأخر عن الجامعة ولدي اختبار"
اسرعت بفتح الباب لأجله ليصعد بينما يستمر في تقليب بعض الأوراق ويحاول استظهار ما يستطيع ، شرعت في القيادة لحسن الحظ ان كلا من مدرسة طفلها وجامعة ذاك الشاب في نفس الطريق، حملت قنينة ماء صغيرة من جانبها وقدمتها له لتقول" ستبلي جيدا في الإختبار بومين، انا اثق بذلك"
اخذ القنينة من يدها ونطق" اتمنى ذلك لقد كانت جدتي متعبة الليلة الماضية واعتنيت بها طوال الليل لذلك استيقظت متأخرا"
"هل هي بخير ؟" قطبت حاجبيها بينما تجول بنظرها بينه وبين الطريق
"لقد اصبحت افضل حالا الآن، شكرا لقلقك" نطق بابتسامة ملائكية كما عهد الجميع في تلقيها منه
"حسنا لتكمل ما كنت تفعل سأجعلك تصل في الوقت المناسب"
"تفضل هذه هيونغ لتساعدك على التركيز" تمدد شي هيون ليقدم حبتي عنب و قطعة تفاح لبومين الذي تلقاها بامتنان تحت انظار الام الفخورة

تمكنت من توصيل بومين اولا وفي الوقت المناسب، شكرها سريعا وغادر السيارة مسرعا لتبدأ في الصراخ" حال انتهائك فلتزرني بمكان عملي"
بادلها الصراخ" سأفعل ذلك "
ردد طفلها من الخلف" اتفهمين الآن لما اناديك ببطلتي الخارقة "
قهقهت وعادت للقيادة لأجل طفلها المتأخر بالفعل ...

***بعد ذلك ..
دخلت المحل بسرعة محاولة الاحتماء من المطر، اخذت نفسا عميقا وعادت للمشي بتثاقل، ففي هذا الوقت من اليوم يكون المحل مليئا بالزبائن، ولما لا وهذا أحد المخابز الذي يقدم افضل معجنات بالمدينة، تحركت كالعادة الى مكانها المعتاد ، طاولتها الموضوعة امام الجدار الزجاجي، لتستمتع برؤية مجرى حياة الناس..
ثواني ويوضع فوق طاولتها كوب قهوة، اعادت جسدها لتتكئ على الكرسي بشكل مريح وتقول "يوقي ألا تعلمين ان عليك ان تسألي الشخص عن طلبه اولا"
ردت بينما تضم الصينية "ولما أسأل وانت تأخذين نفس الطلب منذ بداية عملي بهذا المخبز"
"لا .. عليك ان تسأليني، ماذا لو رغبت اليوم في تغيير طلبي"
اخذت يوقي نفسا عميقا لتقول بقلة صبر" ماذا تريدين ان تشربي آنسة اون"
"سأشرب قهوة بالتأكيد هل علي ان اختار اليوم من بين جميع الأيام لأغير طلبي، انت تعلمين..."
توقفت عن الحديث بعد ان اقتربت منها يوقي لتقول بينما تصر على اسنانها" اسمعي اوني، انا بالفعل متوترة لذا لا تزيدي الطين بلة "
ضربت الأخرى على كتفها بخفة لتجلس وتقول "ألم تتعبي من هذا فلتعودي الى عائلتك وحياتك، لما عليك العمل لأجل راتب شهري كنت تصرفينه سابقا بغمضة عين، ان العيش وحيدا بعيدا عن الأسرة التي لطالما احتوتك امر صعب للغاية صدقيني انا اعرف ماهية الشعور ولا ارغب بأن تمري بما مررت به"
تنهدت يوقي لتجيب" لدي اسبابي اوني، وليس عليك القلق بشأني فأنا بخير"اطلقت كلماتها وغادرت لتعود تايهي بالشرود خارجا متناسية الضوضاء التي تسود المحل ..

Antisocial 💬حيث تعيش القصص. اكتشف الآن