بعد ساعتين**
في شركة النبراس**
تجلس فرسان تراجع أوراقها لتنهي أعمالها بشكل كلي.. خاصة بعدما أبلغها أبوها أنه باق في البلدة للغد لا مغادرة حتى الصباح.. لم تفقه ما يحدث معهم فلا حديث مباشر وافي الشرح.. لكنها بنفس الوقت إرتاحت كلياً لهذا فقد أبلغت السلطة المرافقة لها أنها انسحبت كلياً من القضية.. يمكنهم الإعتماد على انفسهم ليقبضوا على عصابة لا رأس لها.. ولا هدف لها غير إرباكها الذي ما زالت تجهل الهدف منه فلا بضائع مخالفة دخلت عبر شركتها أو غسيل أموال بالطرق المعهودة في عالم الأعمال وحسابها المفتوح منحتهم كل شيء بخصوصه وفي إنتظار ردهم ليتعلم كيفية التصرف به..وقفت ومعها الملفات التي ستمنحها لجواد لمناقشتها معه
قبل توقيعهما النهائي..
تهادت خطواتها المرهقة حتى عبرت الممر الفاصل بين مكتبيهما.. رنت بنظرة على يسر لتجدها في مكانها تضع سماعة الهاتف الداخلي مكانها.. وقفت أمام غرفته.. كادت تدير مقبض الباب فهي على علم بجدوله اليومي كما يفعل هو معها.. حين سمعت صوت من خلفها مباشرة يخص يسر المعترضة :
" السيد جواد معه عميل هام.. السيد طارق جمال البيسي وكيل شركة.. ".
رفعت فرسان كفها لتقطع سيل الكلمات ثم تعلمها بما اصدره صوتها :
" أعرف الشركة.. لماذا ليس لي علم بهذه المقابلة ؟!!".
لوت شفتيها بلا مبالة صارت تغضب فرسان :" لم يطلب سوى لقاء السيد جواد ".
وخاصة عندما استطردت :" يرتاح لمعاملته أكثر ".
لن تحتاج فرسان المكوث معها أكثر من هذا.. يبدو أنها لا تعلم أن رجل مثل هذا لا يمر على مكتب مرتين بذات اليوم إلا لكارثة..
أدارت فرسان المقبض بعد طرقه طرقة واحدة جاء بعدها
صوت جواد مرحباً.. فدلفت من فورها ومعها الملفات.. مدت كفها للرجل الذي وقف من فوره للقائها تعلو شفتيه ابتسامة منافقة تدرك عشرات منها :
" مرحباً سيد طارق.. يبدو أن قدرك أن أقطع مقابلتك مع السيد جواد".
كانت كفه قد اخذت كفها لتسحبها لأعلى فتقبل ظاهر كفها كتقليد اعتادت عليه هي قبله وبعض رجال الأعمال.. استمر صوته يجاملها بعد أن سحبت كفها:
" سعيد حقاً لرؤيتك مرتين بذات النهار ".
هادنته بصوت ناعم تريد الوصول به لدرجة المرح :
" يالك من مجامل".
اغتمت عينا جواد من طريقتها الناعمة مع هذا الرجل اللزج في حين هي سعيدة كقط يتلاعب بالفأر قبل الإجهاز عليه.. هتف الرجل مطوحاً كفه في الهواء لينفي صفة المجاملة عنه :
" سيدتي رجل الأعمال دائماً يجامل مع أي شيء ماعدا رؤية سيدة فائقة بكل شيء مثلك ".
ضربت جواد عاصفة غيرة من جميع الجهات الأصلية.. كاد يسب الرجل ويركل مؤخرته بطرف حذائه وخاصة
أنت تقرأ
ويحسدونني[الجزء الثالث من سلسلة حد العشق]!
Romance"صنعتُ رجلاً،، مرتين.... ولَم أجد أيّ الرجلين!" عنّي يتحدثون... وتتناقل الكلمات بأسماعهم، يقولون: تجمع بين الفتنة، وعلو النَفْس؟ مثقفة، ذات حسب ونسب؟ كانت خطيبة رجل مثالي؟ وزوجة رجل أكثر منه مثالية، الآن! وحين يُسَاءِلونَك: ماذا بعد؟ وها هي قد حققت...