خرجت من غرفتها تعدو بالرواق.. لم تهتم بحالتها الصحية.. تصرخ بأعلى ما تملك من صوت :" عمي.. عمي ".
لم ينتبه لها أحد وهى تهبط الدرج بنفس الصوت إلا عندما أرتد صدى صوتها في البهو كرصاصات متفجرة.. جعلت الجميع يخرج من حيث هو.. فإذا عمها يخطو خلفها على رأس الدرج :" جسور ماذا هناك ابنتي؟!! ".
تجمدت مكانها لحظة لم تطل فتكون اثنين.. دارت على عقبها وهي تمسك بحاجز الدرج الرخامي تواري ضعفها داخله.. تنظر لعمها لأول مرة تجده هرماً هكذا.. أين ذهبت حيويته.. ابتلعت ريقها لا تعرف كيف تبلغه ما يحدث.. هل تقول له أبلغها هادر أن فرسان سقطت منه مغشياً عليها عندما وجدت زوجها يلقى القبض عليه بواسطة رجال الشرطة.. زوجها الذي ما أن نال شهادة الدكتوراه التي كانت أهم شهادة بالنسبة لها ففيها أعلن للعالم كله أنها هي من صنعته.. بكل فخر أعلن لها هذا.. ابتلعت ريقها لترطب حنجرتها المتصحرة.. نظرت لأسفل تجاه والدها الذي صدح :" ماذا هناك جسور تحدثي ؟!!".
هتفت بلا وعي تبحث عن دعم :"أسوار أين هي ؟!!.. لم أجدها بغرفتها هي والغالي ".
ضج أبيها بالضحك :" متهورة طوال عمرك.. هل ظننتها اختطفت !!.. لقد غادرت منذ لحظات لإجتماع عمل مع راعِ معجب بعزفها.. أبغتني قبل مغادرتها وقد أخذت زهرة والغالي معها.. ستقود سيارتها الجديدة بنفسها.. لا تخشين عليها ".
تركت عينيها والدها تذكرت جميع الخبر الذي أبلغها به هادر.. أن تخلي الفيلا من الغرباء والعاملين لأنه سيجلب فرسان ويخاف أن تأتي الشرطة للقبض عليها.. يجب تدبير مكان لها لا يعلم به أحد.. صرخت بهادر لماذا ؟!!.. أعلمها ما علمه لتوه.. وشاهدت لحظتها القبض على جواد وكأن الشاشة اختارت الوقت الملائم لتلفت نظرها أن هادر كان يجمع الأدلة على فرسان الفترة السابقة.. كل ما يدينها كان معه.. لماذا لا يكون هو.. خفت صوتها وهي تنظر بحرقة لعمها :" هادر أتصل يقول فرسان مغشي عليها معه عندما شاهدت جواد يقبض عليه في الجامعة ".
هل ما تصدره شفتا تلك الصغيرة هو الحقيقة.. لم يدرك أن جسده يسقط على الدرج.. كان يتمسك بالقائم الخشبي العريض.. هبط جالساً على الدرج تحته.. ينظر لها بفراغ.. لا يعلم بل عقله صار لا يعي ما يحدث.. بينما صفوان بدأ يرتقي الدرج وهو ينادي الصبيين :" آنس.. مالك.. أدركا والدكما ".
كانت قفزات الشابين قوية تتردد على الرواق قبل أن تظهر ملامحهما.. بلحظة أعادت جسور كل ما كان منها وأوامر هادر الذي قررت ان تكون معه حتى تجلب كل الحقوق من عينيه هو وأبيه :"أخليا المنزل من الغرباء ومن الخدم كذلك.. أمنحوهم اليوم إجازة.. حتى الأمن سنكتفي بفردين على البوابة الأمامية فقط ".
لم تنس أي أمر من هادر حتى تؤمن دخول أختها المنزل.. ستتصرف فيما بعد..
بالفعل تم تولي الصبيين نقل أبوهما لغرفة مكتبه كما أمرهما.. منحاه علاجه وجعلاه يستريح على الأريكة الجلدية العريضة داخل الغرفة بينما عمهما يتمسك بكف أخيه بعجز فكان ما يحدث معهما صار فوق الخيال.. خارج نطاق العقل..
أنت تقرأ
ويحسدونني[الجزء الثالث من سلسلة حد العشق]!
Romance"صنعتُ رجلاً،، مرتين.... ولَم أجد أيّ الرجلين!" عنّي يتحدثون... وتتناقل الكلمات بأسماعهم، يقولون: تجمع بين الفتنة، وعلو النَفْس؟ مثقفة، ذات حسب ونسب؟ كانت خطيبة رجل مثالي؟ وزوجة رجل أكثر منه مثالية، الآن! وحين يُسَاءِلونَك: ماذا بعد؟ وها هي قد حققت...