...قدماه تصطدمان بالأرضية الصلبة بقوة من شدة الركض، يلهث من فرط سرعته وعضلات جسده بدأت تتشنج كذلك لكنه غير مهتم بهذا البتة.
ببساطة لأنه قد وجد أملا أخيرا في إعادة أوديت لسابق عهدها، إعادة الألوان لحياتها البهيمة، لذلك لن يفوت ثانية واحدة.
توقف أمام منزلها لاهثا بقوة لشدة ركضه، طرق الباب بصخب ورن الجرس مرارا لتفتح تلك الخادمة وقبل أن تنبس بكلمة كان هو قد وصل للسلالم يصعدها بسرعة متخطيا بعض الدرجات من فرط سرعته.
اتجه للعلية مباشرة بينما لايزال يلهث إضافة لألم قوي يجتاح خاصرته، لكنه لا يهتم مادام قد وجد طريقة ليعيد أوديت فألامه الجسدية حقا لا تعني شيئا.
بحث في كل الصناديق عن ذاك الكتاب اللعين الذي تسبب في قلب حياتهم، لم يجده لسوء الحظ إلا أنهتذكر كونه قد سبق ووجده في غرفتها، ولكن قبل أن ينزل من العلية قام بمسح تلك الدائرة والنجمة الخماسية.
استغرق وقتا في إزالتها لكونها مخطوطة من الدماء ومنذ وقت طويل، لقد كان مجبرا فهذا جزء من التخلص من تلك الروح العابثة.
أبعد الشموع وحطم تلك الجمجمة المخيفة أيضا، بعدها اتجه إلى غرفتها مباشرة ليجد ان الباب مغلق بإحكام وبعد محاولات عدة هو استطاع فتحه.
سار بخطواته المهرولة لمكتبها ساحبا الكتاب من على الرف، لكن الدفتر الذي أمامه لفت انتباهه، رمقه بشك ليفتح أولى صفحاته ويجد أنها مزينة بقطرات من الدموع والخط غير واضح وكأن اليد التي كتبت هذه الكلمات كانت ترتجف.
قرأ أول جملة ليدرك فورا أن الكاتب أوديت مر لآخر جملتين مباشرة كأنه على علم مسبق لما كتبت هذه الرسالة؛ اتسعت مقلتاه قلقا متمنيا أن لا تكون أوديت تفكر في أذية نفسها، سمع صوت شهقات مكبوتة من الحمام ليركض ناحيته ويطرق الباب بقوة.
"أوديت حبيبتي هل تسمعينني؟ هذا أنا لوكاس افتحي الباب ودعينا نتكلم أوديت"
طرق الباب بعنف مجددا مناديا باسمها بعد أن رفضت إجابته ظل على تلك الحال إلى أن قرر تحطيم الباب فإن تأخر أكثر قد تودي بحياتها إلى التهلكة.
كسر القفل أخيرا ليجدها متكورة في الزاوية وتبكي بمرارة إضافة لبعض قطرات قرمزية تزين أرضية الحمام، مشى ناحيتها بملامح مرتعبة وقلبه يتحطم لرؤية صديقة طفولته تعاني بسببه.
انحنى لمستواها وأحاط جسدها قائلا بنبرة ذابلة
"أوديت انهض! عزيزتي، لا تؤذي نفسك أرجوك، أنت لا تستحقين كل هذا، أنا الوغد الذي يجب أن يمر بهذه الأحداث المرعبة، أجيبيني أوديت أنا أرجوك"
تحسس وجنتيها برقة مبتسما بزيف بينما هي تحدق للفراغ وكأنها في عالم آخر، ضمت نفسها فجأة وارتجف جسدها بقوة بينما تردف بصوت مرتعش وأعين جاحظة
"إ-إنه قادم لوكاس إنه قادم أرجوك اهرب أنا أرجوك"
كان التوسل يغلب على الخوف في نبرتها، نهضت وأمسكت بياقته بنظرات تظهر كم القلق والخوف الذي تحس به بين تطالبه بالذهاب.
غير أن ملامحه لم تهتز، أبعد قبضتيها عن ياقته وأردف بعزم
"أنا لن أتركك أوديت هيا! لدي فكرة للتخلص من هذا المخلوق اللعين"
سحبها معه وخرجا من الحمام ليحس وكأن قوة كبيرة تحكم عنقه وتحاول خنقه، شهقت برعب محدقة له يتخبط ويحاول بجهد نزع شيء غير مرئي عن عنقه.
ارتجف جسدها بقوة عائدة للخلف، إن مات لوكاس بسبب هذا الشيء هي قطعا ستلحق به، وفي خضم عراكه مع ذاك الشيء رأت أنه يمسك كتابا ما في يده، الكتاب الذي دمر حياتها كليا.
بدأ يحاول التنفس من فمه بعد أن فشل في إبعاده، رمى الكتاب قريبا منها ليردف بصعوبة من بين أنفاسه المتصاعدة
"أ-أوديت احرقيه يا أوديت"
هزت رأسها بالإيجاب بأعين واسعة خائفة ركضت للكتاب تحمله بيديها المرتجفتين، ولكن بماذا ستحرقه.
لم تجد حتى فرصة لتفكر حتى سحب الكتاب مرميا من النافذة وأوديت ارتمت فوق السرير بطاقة غريبة بينما شيء يحاول التجسد على شكل إنسان يعتليها ممسكا معصميها بقوة.
...
أنت تقرأ
لعنة داجية
Horrorعاد بعد سبع سنين هربا من ماض مشين، تواق لرؤية فتاته الدعجاء ليصفع بمرارة حاضر أسوء منه ماض، تغير عصف بها و من ملاك بأجنحة فراش تحولت إلى شيطان بأعين حمراء صارت. فهل له أن يعيدها؟ Odette Lucas