الفصل السابع

11.5K 264 53
                                    

الفصل السابع
خرجت جيهان من غرفتها ومسكت يد إيلين وقالت :
" مين اللي قالك الكلام ده ...؟!"
اجابتها إيلين بتوتر بالغ :
" ياسمين قالتلي الكلام ده ... "
فركت جيهان يديها الاثنتين بتوتر وقالت محدثة إيلين :
" ياربي ... هنعمل ايه دلوقتي ؟!"
لترد إيلين عليها بجديه :
" لازم نلاقي حل بسرعه ..."
" انا هتصل  بيه حالا ..."
قالتها جيهان وهي تتجه الى داخل غرفتها بحثا عن هاتفها ... حملت جيهان هاتفها وأجرت اتصالا سريعا بعاصي الذي تجاهل اتصالها كما توقعت ...
خرجت جيهان عند إيلين وهي تحمل هاتفها وهتفت بها :
" مش بيرد ... هنعمل ايه دلوقتي ...؟!"
هزت إيلين رأسها بحيرة وقالت :
" انا هروح انزل تحت واشوف الحرس جايز يتكلموا او يقولوا ليا اي معلومة ..."
" انا جايه معاكي ..."
اتجهت إيلين مسرعة نحو الطابق السفلي تتبعها جيهان ... في نفس الوقت فتح عاصي باب القصر الداخلي وولج الى الداخل ... تراجعت إيلين لا إراديا الى الى الخلف وهي ترى قميص عاصي الملطخ بالدماء لتشهق بقوة قبل ان تتجه نحوه وتهتف بصوت عالي ...:
" عملتله ايه ...؟! قتلته ...؟!"
وعندما لم تجد ردا منه اخذت تضربه على صدره بعنف وتهتف به بقوة :
" انطق ... عملت ايه ؟! قتلته ...؟! أتكلم ... "
قبض عاصي على كفي يديها موقفا إياها عما تفعله ... تطلع الى عينيها الحمراوتين بملامح جامده قبل ان يهتف ببرود :
" ايوه قتلته ... هتعملي ايه ...؟!"
هطلت دموعها لا إراديا من عينيها وهتفت بملامح مذعورة :
" لا مقتلتوش... انت بتكدب عليا ... رامي عايش مماتش ..."
ثم دفعته بعيدا عنها بعدما حررت كفيها من قبضته واتجهت راكضة خارج المكان لتقترب جيهان من عاصي بملامح باكية وتهتف به :
" قتلته ليه عاصي ...؟! عملت كده ليه ...؟!"
صمت عاصي لوهلة قبل ان يهتف بجمود وملامح غامضة :
" اطمني يا امي ... مقتلتهوش ... بس اكيد هقتله قريب ..."
..........................................................................................................................................
ركضت إيلين خارج القصر لتجد الحراس أمامها يسألونها :
" عايزة ايه يا انسة إيلين...؟!"
" عايزة اخرج ... "
" ممنوع ...
قالها الحارس بصرامة لتحاول إيلين دفعه والخروج من المكان لكن جميع محاولاتها بائت بالفشل ...
عادت إيلين الى حديقة القصر خائبة ... اخذت تسير داخل الحديقة وهي تبكي بحرقة حينما جذب انتباهها اصوات متداخلة تأتي من غرفة قريبة ملحقة بحديقة القصر ...
اتجهت نحو الغرفة لتزداد الأصوات وضوحا ... كانت صوت آهات متألمة تخرج من المكان وصوت مجموعة رجال يتحدثون بكلمات غير مفهومة ... ضغطت على قدميها لتسرع في الوصول اليها وفتحت الباب مقتحمة الغرفه لتجد رامي اخيها ممدد على سرير يتوسط الغرفة و احد الأطباء يعالجه بينما بعضا من رجال عاصي يشرفون عليهما ...
ركضت إيلين نحو رامي المتألم غير أبهة بنظرات الموجودين المنصدمة ... اقتربت منه وقالت بلهفة شديدة :
" رامي انت عايش ... انت كويس يا رامي ..."
ثم انهارت باكية ليهتف الطبيب  بها  محذرا :
" مينفعش كده يا انسة ... انا بحاول اخرج الرصاصة وانتي كده بتعطلي شغلي ..."
مسحت إيلين دموعها وقالت بنبرة لاهثة :
" انقذه ارجوك ... انا مليش غيره ....."
سحبها احد الرجال بعيدا عن الطبيب ليكمل عمله ...
وقفت ايلين بعيدا عنهما تتابع ما يحدث بملامح متألمة ...
انتهى الطبيب مما يفعله ليتجه نحوها فتسأله بلهفة وتوجس:
" طمني يا دكتور .... رامي كويس ....؟!"
اومأ لها الطبيب برأسه وأجابها مطمئنا إياها :
" الحمد لله كويس ... قدرنا نخرج الرصاصة من جسمه ... كويس انوا الرصاصة مكانتش فمكان حرج .... "
" الحمد لله.... طب مش هننقله للمستشفى ....؟!"
هز الطبيب رأسه نافيا وقال:
" مينفعش كده هيبقى فيه مشكلة لعاصي بيه ...."
ضغطت إيلين على شفتيها بقوة تمنع نفسها من قول كلمة في غير محلها ...
اومأت برأسها متفهمة وسارت متجهة نحو القصر لتتحدث مع عاصي ....
...........................................................................
دلفت إيلين الى داخل القصر وتوجهت الى غرفة عاصي ... طرقت على الباب عدة مرات حتى جاءها رده المقتضب :
" ادخل ...."
ولجت الى الداخل لتجده واقفا امام النافذة يتطلع الى خارجها وفي يده سيجارة مشتعلة ...
كان يدخن سيجارته بشراهة حينما وقفت هي على بعد مسافة صغيرة منه تتأمله بملامح مترددة قبل ان تهتف بعد لحظات صغيرة :
" مخلصتش عليه ليه زي ما كنت عايز ....؟!"
كان سؤالا في محله ...
حل الصمت المطبق بينهما قبل ان يلتفت عاصي نحوها ويتأملها بنفس ملامحه الجامدة ويهتف رادا عليها :
" يمكن عشان عايز اعذبه الاول .... الموت رحمة هو ميستحقهاش ...."
اخذت إيلين نفسا عميقا ثم قالت بملامح متحفزة :
" انا مش هسمحلك تأذيه ... ده اخويا الوحيد... وانا مش هسيبه ليك ..."
اقترب منها عدة خطوات ...وقف أمامها وقد تشدق فمه بإبتسامة ساخرة قبل ان يهتف بتهكم بارد :
" هو انتي ليكي حق اصلا تسمحي او لا ...؟! انتي نسيتي انك هنا مخطوفة ... ؟! زيك زيه ...."
عقدت ذراعيها امام صدرها وردت :
" لا منستش ... بس ده اخويا .... اخويا اللي لا يمكن اتخلى عنه ابدا ... "
" هتعملي ايه يعني ...؟!"
سألها هازئا بها وبثقتها اللامحدودة لترد بجدية :
" هعملك اللي انت عاوزه.... بس تسيب اخويا فحاله ...."
تفحصها بنظراته محاولا استيعاب ما ترمي اليه .... هل تضحي بنفسها لأجل إنقاذ أخيها ...
تحدث اخيرا بلهجة حازمة :
" انتي متأكدة من اللي بتقوليه ده ...؟!"
اومأت برأسها مؤكدة على كل حرف نطقت به ليهتف مكملا :
" هتنفذي كل اللي انا عاوزه ...؟!"
ابتلعت ريقها قبل ان تهز رأسها ليقترب منها اكثر حتى اصبح امامها ولا يفصل بينهما سوى سنتيمترات قليلة ....
" تعرفي انا عايز ايه ....؟!"
هزت رأسها نفيا لتتفاجئ به يفك يشق قميص بيجامتها الى نصفين فتظهر ملابسها الداخليه تحته ....
شهقت بقوة وهي تتراجع الى الخلف وتخبئ جسدها بيديها ليهتف بها ماكرا:
" تؤ تؤ ... احنا قلنا ايه ... هتنفذي كل اللي عاوزه ....."
ارتجف جسدها كليا واخذ صدرها يعلو ويهبط قبل ان يشير لها بإصبعه ان تتقدم نحوه ...
تقدمت نحوه بخطوات خائفة وهي ما زالت تخفي جسدها بكفي يديها لتقف امامه قبل ان يأمرها ان تبعد يديها عن صدرها ...
أبعدت إيلين يديها لتجده ينظر اليها بإثارة واضحة قبل ان يمد اصبعه ويسير به هبوطا من رقبتها الى نحرها ثم بطنها ليشعر بإرتجافها الواضح وقلة حيلتها ....
" اقلعي ....."
جحظت عيناها بصدمة محاولة استيعاب ما يقوله ليهتف بتهكم :
" امال انتي فاكرة ايه ....؟! هطلب منك ايه مثلا...؟! نروح الملاهي ...؟!"
أدمعت عيناها بقوة وفكرت بأن رجل مثلا لن يطلب شيئا سوى هذا ... هو سيطلب جسدها مقابل أن يترك اخيها .... فهي لا تملك شيئا أخر تمنحه اياه ...
رفعت رأسها فجأة وقالت بنبرة شامخة :
" انا موافقة اعملك اللي طلبته ... بس هضمن منين انك هتسيب اخويا فحاله ....؟!"
ابتسم ببرود وقال:
" نفذي انتي الاول ولكل حادث حديث ..."
زاغت نظراتها بحيرة وهي لا تعرف ماذا يجب ان تفعل .... هل تضحي بنفسها فداءا لأخيها الوحيد ....
هل ستكون فدية له ...؟! وماذا عن هذا الرجل الواقف امامها ...؟! هل سينفذ وعده بحق ويترك أخيها وشأنه ...؟!
افكار كثيرة تحاصرها لا مفر لها منها فهي مقيدة بها ....
" انا مش هعمل اي حاجة الا لما يكون معايا ضمان انك سبت اخويا فحاله ...."
قالتها اخيرا بترفع وإباء قبل ان تكمل بقوة :
" عن اذنك ..."
وقبل ان تتحرك من امامه كان يحملها بين يديه ويرميها على السرير ويهوي بجسده فوقها وقد قرر ان ينهي الموضوع بمعرفته ... هي مقابل زوجته .... قرار لا مفر منه ....
يتبع

العاصي والمتمردة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن