الفصل الثالث
وقفت مذهولة تتأمّل المائدة امامها، طاولة مستطيلة طويلة محاطة بالعائلات، رجالاً ونساءً وعدداً ضئيلاً من الأطفال الذين صمتوا جميعاً لحظة دخل كايدين بها إلى الصالة.
قفز قلبها رعباً تتسمر بأرضها لحظة وقفوا جميعاً عن مقاعدهم يستقبلون ملكهم باجلال يستحقه فبسط كايدين كفّه أوسط ظهرها يدفعها بخفة يدعوها ناحية المائدة، أشار لها لان تجلس على المقعد المجاور لمقعده يأمر قومه بالعودة الى مقاعدهم
جلست بصمت تراقب الحضور باهتمام شديد، خمس رجال ضخام ولكن ليس بضخامة كايدين وبجوار كل واحد منهم امرأة خارقة الجمال تجمعهن صفة واحدة وهي لون الشعر الأقرب للبياض منه للصفار، لونٌ خيالي جميل يشبه ضياء القمر
عبست تلحظ أن هناك طفلان على المائدة ومراهقة واحدة، يشبهون البشر بكل التفاصيل مثيرين تساؤلها، ما حاجتهم للاطفال، ولكن لا يبدو عليهم أنهم مخطوفين أو مضطهدينأخرجها من دوّامة تساؤلاتها صوتٌ قادم من المقعد المجاور لها، ترحب بها فتاة مراهقة تبدو بالخامسة عشرة من عمرها:« أدعى تاليا، يعجبني فستانك، تبدين كأنك ترتدين الحديقة بأكملها، وأساورك هذه انها غريبة، هل هذه الموضة الحالية بعالمكم؟ »
حدّقت سيلين بها بغباء تلحظ أن السكون قد عم أرجاء المكان منتظرين جوابها، فالتفتت إلى كايدين تستنجد به إذ لا تعلم كيف عليها أن تتصرف بين شعبه، فسارع الأخير بإنقاذ الوضع هاتفاً بنبرة هادئة:
« سيلين سوف تشرفنا على المائدة يومياً، أتمنى منكم أن تهتموا بسلامتها خلال تواجدها بالقصر ومحيطه، إنّها مسؤولة منكم جميعاً دون استثناء»
استمر الصمت للحظات طويلة وترتها، لاحظت خلالها سيلين أن جميع الحاضرين يتبادلون نظرات صامتة فيما بينهم تنتفض مجفلة لحظة وقفوا سوياً برشاقة خاطفة، حنوا ظهورهم بشكل طفيف باسطين أكفهم عند صدورهم موضع قلوبهم مرددين بصوت واحد:
«سلامتها من سلامة ملكنا وكما أقسمنا له الولاء نقسم لها بالمثل ، دماؤنا وأرواحنا وأولادنا فِدى الملك وأنثاه»
أنت تقرأ
دماء الشمس، الجزء الأول من سلسلة دماء الشمس
פנטזיהتبدأ رواية دماء الشمس بإختطاف (سيلين ) التي كانت حتى تلك اللحظة تعيش حياةً عادية رتيبة كإنسية ، إلى أن إكتشفت لاحقاً بعد إختطافها من قِبل ملك مصاصي الدماء (كايدين) أنها مخلوقة تتمتّع بقوى خارقة مدمرة وخطيرة جداً على جميع مخلوقات الارض ومن عليها ، إن...