دماء الشمس، الجزء الأول من سلسلة دماء الشمس

الفصل الخامس

الفصل الخامس

ضمّت كفيّها إلى صدرها تتنفس الصعداء فأصدرت قيود معصميها خشخشة رنّانة تعيدها إلى واقعها المرير، عندها فقط رأت حقيقة المكان من حولها، رفعت رأسها نحو السماء تنحب بقهر:
« إنها حقيقة، حقيقة وليس كابوس، حقيقة قلبت حياتي رأساً على عقب، انتزعتني من إنسانيتي ورمتني بين قرني الشيطان»
جثت أرضاً تشهق وتبكي بمرارة وأسى.

ومن خلف الزجاج الداكن المضاد لأشعة الشمس الضارة لهم وقف كايدين يراقب فرحتها العارمة بحسرة يحزنه وضعها، لقد تهيأ لها للوهلة الأولى أن الأحداث التي مرّت عليها بالفترة الماضية مجرّد كابوس وولى لتعود وتجثو أرضاً تبكي بمرارة وانكسار عندما أدركت حقيقة ما يحصل من حولها.

عثوره عليها كان بمثابة معجزة انتظر حدوثها لقرون طويلة، لقد تقفّوا أثرها خلال ملاحقتهم لمجموعة من السيرانة وجدوهم يحومون في مدينتها، فقبضوا عليهم وأنزلوا فيهم عذاباً قاسياً تمكنوا عبره من انتزاع خبر عثورهم على ملكتهم التي ستقودهم إلى النصر ضد مصاصي الدماء التي تربطهما عداوة قدمها من قدم التاريخ .

السيرانة مخلوقات برمائية من نسل الشيطان يمكنهم العيش في الماء والبر، يصطادون السفن والملاّحين وكل كائن حي يجرؤ على اختراق مثلث برمودا حتى أصبح هذا المعلم الجغرافي عند البشر من أخطر الأماكن التي يستحيل عبورها حيث لا سفينة ولا طائرة ولا حتّى غواصة عبرت حدوده وعادت منه مما دفع الدول المحيطة لإصدار قانوناً عامّاً ورسمياً بالابتعاد عنه وعن جزره بشكل كلّي.