البارت الاول💕

5.5K 98 43
                                    

"صباح الخير يا حبيبتى"

قالتها سيدة ذات وجه صبوح في منتصف العقد الخامس من عمرها للفتاة الواقفة الى جوارها والتى فاجأتها فى المطبخ وهى تعد طعام الافطار
فردت الفتاة: صباح الخير والسعادة يا أحلى خالتو في الدنيا , اي النشاط ده كله يا قمر😉 صاحية بدري يعني؟
ضحكت خالتها وقالت: ومن امتي مكنتش نشيطة يا بت ؟ مش بتلاقيني كل يوم صاحية بدري عشان احضر لحضرتك الفطار ؟
ابتسمت نور وتوجهت نحو خالتها لتضمها بذراعيها بحب جارف :ربنا يسعدك ويديم عليك الصحة والنشاط دائما ياجميل , أنتي طبعا اكتر واحدة عارفاني اكتر من نفسي وعارفة اني بحب اهزر معاكي واناغشك ياقمر .
ثم أضافت بمرح ظاهر: وبعدين انتي اكلك حلو اوي ومليان دسم مش ملاحظة أن وزني زاد في الفترة الأخيرة 😂انتي السبب يا خالتو .
خالة نور ( هالة) : اي الكلام ده يا بت 🤔 ! أنتي وزنك زاد !
ثم رمقتها بنظرات مقيّمة من رأسها حتى أخمص قدميها وهزّت رأسها يمنة ويسارا كمن لا يعجبه أمر ما :
يا حبيبتى أنتي عودك ولا عود غزال بسم الله ماشاء الله, شبه أمك الله يرحمها تمام كأني شايفاها بالظبط😥
ترقرقت دموع الحزن فى عينى ريماس ولكنها أخفتها بمهارة شديدة عن خالتها المحبة وقالت بسرعة :ربنا ما يفرقنا ابدا يا خالتو يلا نفطر سوا بقي قبل ما اتأخر علي الشغل واترفد😂
(نور فتاة جميلة لديها شعر بني حريري طويل بيضاء البشرة متوسطة الطول تعيش مع خالتها هالة بعد وفاة والديها. )
بعد الانتهاء من وجبة الافطار توجهت نور مسرعة نحو الباب ثم عادت لتطبع قبلة رقيقة على خد خالتها: باي ياخالتو خلي بالك من نفسك لحد ما ارجعلك ياقمر .

وخرجت مسرعة لتلحق بالحافلة فى طريقها الى العمل
عندما وصلت الى غرفة مكتبها ألقت التحية على السكرتيرة الجالسة أمام شاشة الكمبيوتر تضرب بسرعة ومهارة شديدتين على مفاتيح اللوحة
ردت عليها التحية دون أن ترفع بصرها عن الشاشة ولكنها ما لبثت أن تذّكرت أمرا ما فقالت بلهفة: نور... قبل ما أنسى في واحد اتصل بيكي مرتين وأصرّ على انك تكلمه ضروري.
نور بتعجب : مين ده يا مي🤔؟
مي : ولا اعرف يابنتي بس هو ساب رقمه عشان تبقي تكلميه .
شكرتها نور على اهتمامها وتوجهت الى الغرفة الفسيحة حيث يقع مكتبها فى منتصف الغرفة بين مكتبين آخرين يخصان زميلين لها
أحدهما التفت اليها مرحبا أما الثانى فبدا وكأنه تجاهل أمر وجودها بالحياة أصلا , لقد تعودت على مثل هذا التجاهل المتعمد ولكنه ما زال يترك ألما فى قلبها لا تمحوه الأيام ولا تشفيه المواعظ
ريماس بابتسامه: صباح الخير يا هيثم.
ولم تلتفت نحو زميلها الآخر
هيثم : عندنا ملفات كتيرة جابتها مي الصبح ولازم تختاري منهم ٥ ملفات علي الاقل.
التفتت اليه متسائلة فأشار برأسه ناحية المكتب الآخر حيث يجلس خلفه رجل عابس ولكنه ملئ بالحيوية والنشاط
تنهدت نور وتوجهت ناحيته لتلتقط الملفات التى ستبدأ بها
مدت أصابعها باتجاه الملفات المتكدسة فى تنظيم وترتيب فائقين حتى تبدأ بمهمتها الشاقة ففوجئت به يمنعها من ذلك ببرود أثلج الهواء المحيط بهما : استني, انتي مفكرة نفسك هتعملي اي؟
نور : هاخد الملفات اللي تخصني , و لو سمحت متضيعليش وقتي.
سخر منها ببطء: ما لسه بدري ؟ مانتي متأخرة اوي انهاردة😏
نور : وانت مالك ؟ لا انت مدير عليا ! ولا أنت صاحب الشغل!
رد بغيظ قائلا :فى الحالة دي متبعتريش الورق وحافظي علي ترتيبه.
شعرت هى بالضيق الشديد وحاولت أن تكظم غيظها حتى لا تتفوه بما تندم عليه فيما بعد
وعدت الى رقم عشرة فى سرها وببطء
تنفست ولفظت الكلمات كأنها ترميه بها: في اي أوامر تانية 😒
رد ببرود: لا كفاية كدا انهاردة .
سحبت الملفات بسرعة وجرت نحو مكتبها وهى تفكر أن اليوم لن يمر بهدوء فما زال أمامها الكثير من العمل بالاضافة الى أمر المكالمة الغامضة التى أثارت فضولها
بعد فترة قصيرة تناست أمر هذه المكالمة واندمجت فى عملها , ترتب الأوراق وتجمع البيانات فى ملف جديد
فأنجزت الأعمال المتكدسة أمامها وهى ترتشف من فنجان قهوتها الساخنة الخالية من السكر كما تعشقها حتى حان موعد الانصراف.
جمعت أغراضها وألقت التحية على هيثم متجاهلة الآخر تماما
وكانت على عجلة من أمرها فاصطدمت وهى فى طريقها للخروج بشخص ما وكادت أن تقع أرضا لولا أن أمسك بها هذا الغريب فى اللحظة المناسبة.
رفعت رأسها لترى ذلك الذى قلب كيانها فرأت رجلا تبدو عليه سمات الوقار والهدوء قدرت بأنه فى منتصف الأربعينات من عمره , فاعتذرت منه بكلمات مقتضبة وهمت بالذهاب فاستوقفها بسؤاله الذى أثار انتباهها: انا اسف , بس مش أنتي الآنسة  نور حمدي ؟
هزت رأسها بالايجاب وهى فى حيرة من أمرها , كيف عرفها هذا الرجل ؟

(عشقت صيادي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن