حلبة شاسعة تساوي ثلاثة أضعاف كوكب الأرض في مساحتها مدراجتها مكتظة بمخلوقات من مختلف الأساطير، وفي وسط الحلبة كائن أبيض غريب يصيح بحماسة وهو يقول "سيداتي سادتي أهلا بكم أنتم تعرفون القوانين لذا لا داعي لتضييع الوقت. إمنحوني عرضا رائعا، وداعا للآن سأترككم مع المعلق" إختفى الكائن الأبيض وحلت محله كرة نارية تعتليها إبتسامة.
بعد ثلاث ساعات، حان وقت المعركة الأولى.
في منصة عالية نقش عليها رمز معبد إغريقي هناك يجلس نخبة الفريق الإغريقي
قال شاب أشقر وسيم يرتدي عبائة فاخرة وتاجا من ورق الغار "علينا مواجهة السومريين في الجولة الأولى، إذا هل إخترت مقاتلاً مناسبا" رد عليه رجل أبيض الشعر لكن لا يبدو عجوزا "بالطبع لقد أرسلت إبن عمك أظن أنه سيكون كفيلا بهزيمة مقاتل بلاد الرافدين" "من يكون مقاتل السومريين في رأيك" "هناك مقاتل واحد سيفتتح فريق بلاد الرافدين به البطولة، لا بد أنهم سيرسلون كبش فدائهم المفضل".
ملأت الحلبة أصوات الأبواق معلنة بداية المسابقة
أخذت الكرة النارية بالتحرك وهي تقول " من بلاد الرافدين يأتي بطلنا" ألقي من بوابة الحلبة الشرقية رأس وحش عملاق يشبه الأسد يملك لُبدَة كبيرة ولسانا مشعبا وقرنين هائلين أخذ الرأس يتراما في الحلبة إلى أن إستقر "المحارب الذي ينهض من قلب الهزيمة حاملا معه لذة الإنتصار" خرج من البوابة الشرقية رجل يرتدي ثوبا حريريا فخما "البطل الذي قطع عدة رحلات في حياته" أزال عنه الرداء الحريري ليظهر جسده المفتول العضلات "الخلود، المجد، الخير الكامن في داخله، أيا كان الهدف فبطلنا مستعد لأخذ رحلة طويلة للوصول إليه. إنه تحفة الآلهة العظمى، بطل الأبطال، ملك أوروك الواحد والوحيييد!" "گيييييلگاااااااميييش" أرسل گيلگامش قبلة في الهواء إلى الجمهور وهو يبتسم إبتسامة وكأنه يحتفل بالنصر منذ الآن، لقد كان وجهه في غاية الجمال وشعره الطويل الناعم يصل إلى ظهره لقد كان شكله مثاليا من ناحية الجمال والتناسق وكأن الآلهة إستثمرت وقتها كله في صناعته. إشتعلت الجماهير حماسا وهي تصرخ بإسمه "گلگامش" "گلگامش" "گلگامش".
في منصة نقشت عليها نجمة عشتار هناك كان يجلس نخبة فريق بلاد الرافدين
كانت تجلس فتاة في غاية الجمال تملك تاجا ذهبيا كبيرا تنظر إلى گيلگامش بضجر وإستياء "ممم، لا أصدق أننا نضع حياتنا رهن هذا الفاشل" رد رجل يرتدي ثيابا ذهبية وعيناه تشتعلان ببريق أصفر غريب بنبرة مازحة "أاااا عشتار هل مازلت مستائة لأنه رفضك؟" ردت عشتار بإستياء "إخرس يا شَمَش" ثم تابعت بنبرة صوت خافتة "صدقني لدي شعور أنه سيموت في هذا القتال"
صاحت كرة اللهب بصوت حماسي "وفي الجانب الآخر من الحلبة لدينا المحارب البربري الهائج العظيم" خرج من البوابة الغربية شخص بجسد عملاق يخطو خطوات ثقيلة "إبن الأرض والبحر" ملأ التصفيق صفوف الجماهير "أجل سيداتي سادتي إنه حامي أرض الأمازيغ بطل شمال إفريقيا المهيب" "عنتييييييي" وما إن سمعوا هذا الإسم حتى أخذ الجماهير بالتصفيق والصفير والتهليل. لقد كانت تعتلي وجه عنتي نظرة جادة على عكس گلگامش الذي كانت تعتلي وجهه إبتسامة متفاخرة، إقتربا من بعضهما ووقفا يتبادلان تلك النظرات الجادة والمبتسمة.
"أنظر كيف يبتسم بطفولية وكأنه لا يحمل كل حيواتنا على عاتقه، أراهن أنه يعتبر الأمر مجرد قتال، أنظر إلى جدية بطل الإغريق ألا يمكنه أن يكون مثله؟" قالت هذه الكلمات إمرأة جميلة ترتدي ملابس فخمة تظهر مكانتها العالية، رد عليها رجل ذو لحية طويلة يرتدي خوذة زئبقية فيها قرنين هائلين وهو يبتسم " إهدأي يا عزيزتي أنا واثق من أنه يأخذ الأمر بجدية لا تقلقي" ردت عليه بإستياء "لكن يا نابو ألا ترا أنه ضد خصم لا يجب التهاون معه!" رد عليها وهو مركز نظره على گيلگامش "إسمعي يا تاشمت لا يهم كيف يبدو الأمر لك لكنه ليس متهاوناً أبدا، گيلگامش ليس من النوع الذي يتساهل في القتالات خاصة إذا كان الخصم قويا، حتى وإن لم يبذل جهده من أجل حمايتنا فأنه سينتصر من أجل مجده الخاص" "لا أعرف يا نابو أرجو أن تمر الأمور على خير"
في داخل الحلبة
"بطل الأمازيغ ها"
لم يرد عليه عنتي بل ظل يرمقه بنظرته الباردة
"كما تشاء، تريد أن تلعب دور الفتى الهادئ، إذا لا فائدة من الثرثرة" شحن گلگامش لكمة قوية وأرسلها إلى صدر عنتي تزحزح عنتي إلى الوراء ثم بأعين ملإها الغضب نظر إلى گلگامش ودفعه بيده دفعة قوية أرسلته إلى داخل البوابة الشرقية
"هههه، هذا هو إبن أخي" قال الرجل أبيض الشعر وهالة قوية تخرج منه من شدة الحماسة "لا عجب في الأمر كونه إبن بوسايدون فمن الطبيعي أن يتمتع بقوة جسدية هائلة عدا عن بيلاروفون كلهم ورثوا قوى في غاية الفعالية" رد عليه الشاب الأشقر وهو يراقب القتال بهدوء ونظرات ثابتة مركزة أشد التركيز على القتال "أجل من ناحية القوة الجسدية الصافية فهو يعتبر أقوى أولامبي، وعنتي قد ورث نصيبا مجزيا من قوة والده؛ أرجو أن يستغلها بشكل جيد. دعنا نراقب ما ستؤول إليه الأمور"
في داخل الحلبة
"يبدو أن بطل أوروك قد أغمي عليه أو ما شابه، دعنا نعد من عشرة إلى واحد ونعلن فوز الإغريقيق إن لم يظهر گلگامش"
"عشرة" "أرأيت إنه سوف يتسبب في موتنا جميعا بسبب إستهتاره" "إهدأي يا عزيزتي لا تقلقي لم ينتهي العد التنازلي بعد تحلي ببعض الأمل"
"تسعة" "هل سينتهي القتال بهذه السرعة" قالها فتى مجنح تعلو وجهه نظرة كسولة
"ثمانية" "لا يمكن أن يهزم گلگامش بهذه البساطة" "لا عجب في الأمر يا شاماش إذ أن وضع حيواتنا على عاتق هذا الفاشل كان فكرة سيئة في المقام الأول"
"سبعة" خرج من البوابة الشرقية گلگامش بسرعة هائلة وركل عنتي ركلة في غاية القوة "ماااا هذاااا ! لقد عاد گلگامش وبقوة إلى القتال مستعملا ركلةً قوية" سقط عنتي أرضا والكدمات تملأه، أخذ گلگامش يلهث بشدة لقد خسر قدرا كبيرا من طاقته.
مدد عنتي أطرافه على الأرض وأغمض عينيه، نظر إليه گلگامش بضجر وقال "الأمر بلا فائدة هذه ليست تربة بل أرضية مصنعة لذا لا تضيع وقتك"
رفع عنتي رأسه نحو گلگامش وهو يبتسم إبتسامة غريبة وقال "شكرا" ثم قفز عاليا وأخذ يحطم الأرض و يحفرها لإستخراج التراب "واو أنت تملك لسانا إذا" قال گلگامش بسخرية "على أي إسترح جيدا ستحتاج لكل ذرة من قوتك" قال وهو يبتسم إبتسامة منتصر.
" هههه إن كان خصمنا هكذا فسنفوز بالتأكيد" قالها أدوسيوس وهو يضحك
"اللعنة فيما يفكر هذا الأحمق!" قالتها وهي تضغط بقوة على حافة المنصة "إهدأي يا عشتار القتال لم يحسم بعد" قال شاماش وهو يخفي قلقه بصعوبة "سواء إنتها أم لا هذا تصرف أحمق" صرخت في وجهه بغضب "دعينا لا نفقد أعصابنا فالمسابقة ما زالت في بدايتها وكذلك هذا القتال"
في الحلبة
خرج عنتي من الحفرة وكل كدماته قد إختفت وقف عنتي أمام گلگامش رفع گلگامش رأسه نحوه وقال "دعنا لا نوفر جهدا في القتال من الآن فصاعدا" رد عليه عنتي وهو يبتسم "من دواعي سروري".
أنت تقرأ
Heavenly Arena
Fantasyكيان كوني قوي يسمى الكاتب يجمع شخصيات من عدة أساطير ليتقاتلو فيما بينهم ليحددو أيهم ستعيش قصصهم بينما تذهب قصص البقية في طي النسيان