الفصل السادس

6.7K 360 4
                                    

الفصل السادس

جلست بحضنه كطفلة صغيرة يداعب شعرها بيد ويقرأ كتاباً باليد الثانية. تنهّدت بسكينة انسابت بأعماقها بوداعة تنسى هموم الدنيا وما فيها، كأن الكون قد توقف عن الدوران ولم يعد لغيرهما وجود على هذا الكوكب، أناملها تلعب بأزرار قميصه، تتسلل بين الحين والآخر من بين فتحاته فتلامس عضلاته الصلبة غافلة عن أن حركتها تلك تعبث بثباته.

تنهدت من جديد تستدعي انتباهه هاتفة:
«لِمَ يتملكني هذا الشعور وأنا بقربك؟»
رفع حاجبه ينتظر تفسيراً، فتأففت موضحةً «كنت آتية  إليك بنيّة التشاجر معك ورمي غضبي بوجهك ولكني لحظة رأيتك كل ما أردته هو الارتماء بحضنك...» تردف بانفعال «مع إنك لا تستحق ذلك
هتفت جملتها الأخيرة بنبرة طفولية رسمت ابتسامة نقية على محياه، ضمّها يلثم جبهتها بحنان مفرط يدلك تشنّج كتفيها برفق، يحاول أن يكون رقيقاً معها، إذ عندما يعود الأمر إليها يحاول أن يبقى يقظاً بكل حركة يقوم بها خوفاً من أن يقوم باذيتها عن غير قصد، إذ من ناحية لا يجد نفسه يتقن فنون التعامل مع الجنس اللطيف ومن ناحية ثانية طبيعة نشأته بحيث كان السيف والخنجر رفيقا دربه منذ ريعان شبابه، يقاتل أعدائه، يحارب السيرانة، يُحارب المردة( مصاصي دماء مُرتدِّين عن الحكم  يريدون إقصاءه واحتلال عرشه) يحارب أعداءً أخرين متفرقين هنا وهناك.
لهذه الاسباب يجد نفسه دائماً يقمع رغبته اتجاهها، تقف هشاشتها الداخلية والخارجية عقبة بينهما، تحثّه على الانتظار إلى ما بعد اكتمال تحوّلها حتّى تصبح جاهزة لتقبل المزيد.

دماء الشمس، الجزء الأول من سلسلة دماء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن