الفصل الـخَامس:-فَـتَـــاةٌ ونـَــجْـمَـــة

699 37 19
                                    

آنَ الآوان وحلّ المساء، أو إنه ما بعدَ الزوال في حديقة المنزل هي.
كانت قد عادت من الثانوية، التي تغيّبَتْ لنِصفِ فصلِها، وتلّقتّ إهاناتٍ لا تكتمِلُ من مديرها، لسبب تغيّبِها وعدمِ حضورِ أوليائها للمدرسة يومًا، فهي دائما ما كانت تتحجَجُ بجدتها المريضة أو المسافرة.
هطلت كريات الثلجِ البيضاء على شعرها الذهبي، ليكتسح البياض أعلى رأسها، وتنشق ابتسامتها أكثر، لترفع يدها كي يتساقط على كفها. قهقهت، لطالما أحبت أجواء الشتاء التي تكون عادةً دافئة وعائلية، والتي لم تعشها يومًا، لابأس إنه جيدٌ للوحدة أيضًا.
وضع هو مفاتيحه على طاولةِ غرفة المعيشة، يبحث بعينيه عنها، سبقه راي إلى المطبخ، كي يتقدم لثلاج يوَدُ أن يفتحها، إذ به يلمح ضالةَ أخيه من وراء الباب الزجاجي للمطبخ. واقفة بالحديقة، ليشيح بنظره له، كي يميءَ له، يخبره بمكانها، ولم ينسى إظهار إبتسامته الخبيثة.
إبتسم جايسن بعد أن خرج إليها، وهو ينظرُ لظهرها كي يقول
«ستتجمدين إن بقيتِ هنا»
إستدارت إليه بعد أن نزلت للأرض، كي تمسك بكميةٍ من الثلج بيدها، حتى ترميها عليه ضاحكة، ليلتسق بعضًا منه على ملابسه، فأردف
«هكذا إذًا!»
وردَ الضربة معلنًا بداية المعركة، ليُصفِق راي الذي كان يتخِدُ دور المشاهد منذ مدة، منضمًا إلى المعركة.
يضربُ جايسن أفروديت وأفروديت تردُ الضربة كيَ يتلقى الإثنين كرية ثلجٍ من راي. ولا يتوقفون عن الضحك.
لينتهي بهم الأمر أمام المدفئة، يتمسكون ببطنياتهم أفروديت بجانب جايسن، الذي جلس راي على مقربةٍ منه لتو،ّ يقدم لهما شرابًا ساخنًا، كيّ يتحدث بعد مدة
«أفروديت، أقسم لكي إن أصبتُ بزكام سأقتلكِ»
ليتكلم جايسن، بعد أن ضحك على عبوس أفروديت
«أشكُ أن رصاصة تؤثر عليك كيف لك أن تمرض بزكامٍ سخيف»
قلّب راي عيناه، وهمّ مجيبًا
«لستُ حيوانًا مثلك كي لا تؤثر عليّ»
«على الأقل أنتَ لن تُبطرَ لتغيُبِ أكثر على المدرسة»
تكلمت أفروديت مُوقفة حرب القصف التي كانت ستبدأ بين الإثنين، ليسألها راي
«كيف كانت الثانوية بالمناسبة»
زفرت، لتبدأ شكواها مُضجرة
«لا شيء تغيّر غير أن الإمتحانات الأسبوع المقبل، وأنا لا أتذكر سوى حصة التعارف»
وضع جايسن يده على كتفها، ببشاشة بعثت الطمأنينة لقلبها
«لابأس، يمكننا مساعدتكِ»
ليهمّ راي قائلاً بحماسة
«أجل، أنا وهذا الغبي هنا يُمكننا تدريسك ما رأيُكِ سنستمتع»
إبتسمت أفروديت على حماسته، وكذا عفويته، لكنها أخبرته
«لا يا رفاق، لا يمكنني تشويشكم عن أعمالكم»
«بحقكِ أفروديت ما هو المشوش في كومة أوراق واجتماعات؟»
صرخ بها راي متذمرًا "وأعمال سوداء من وراء الأوراق، دماء وتنفيذ إوامر أباهم وتحكم في كل تلك الشركات التي تزعم برأتها، تبييض الأومال وغيرها" كلها أعمال إعتادت عليها عائلته لكن هل سيتقبل عقلها كل هذا كي يهجر به، أُردف جايسن بهدوء
«يمكننا الموازنة بينها»
«لكن...»
قاطعها راي بنبرة مرتفعة بعض شيء يماطلها
«هي لن تحرميني من حلمي لطالما تمنيت أن تكون لي أختٌ صغيرة أدرسها، أليس كذلك جايسن»
إستنجد بجايسن في الأخير، ليميء لها برأسه إيجبًا بعد أن أشاحت نظرها له، كيّ تزفر
«حسنا إذًا»
أجابت باستسلام، ليصفق راي واقفًا قبل ان يقول
«جيد سأدرسكِ الأداب وجايسن ليتكلف بالباقي»
ضحكت هي عليه، وافصحت بعد أن شبكت يديها بدرامية على مقربة من جانب وجهها
«انتما حقًا أفضلُ ما حصل لي»
ليُسمعَ صوتُ جرسِ الباب، فأشاح جايسن نظره لراي، كونه لا ينتظرُ من أحدٍ القدوم. زفر راي وتقدم يفتح الباب، لتندفع فتاةٌ إلى حضنه صارخةً بكلامٍ لم تفهمه أفروديت
«ميو كارو، كوانتو مي مانكي»
-عزيزي، كم اشتقتُ إليك-
لتعقف حاجباها، بينما ظهرت الفتاة الصهباء بشعرِها المجعد، والنمش يغطي كامل وجهها، ذات قوامٍ ضعيفة، وطويلة بعض شيء.
بدلها راي الحضن بعد أن تغيرت ملامحه و انمحت إبتسامته، تقدمت إلى ذاخل الغرفة، كي تحتضن جايسن هو الثاني، ليربت على ظهرها، ثم يبعدُها مخبرًا أفروديت
«أفروديت، هذه جيسكا صديقتنا من أيام الثانوية كما أنها حبيبة راي»
إبتسمت لها جيسكا لتصافحها
«مرحبًا»
قالت لأفروديت ببشاشة، كيّ يوجه كلامه لها
«وهذه أفروديت، صديقتنا الصغيرة»
ليعبث بشعرها أثناء كلامه، و تنطق جيسكا بلطيف وهي تنظرُ للإثنين معًا...غيرَ أن راي سألها بنبرة شبه غاضبة إستطاعت أفروديت تمييزها
«من الأفضل لكي من أين أتيتي!»
عقدَ كلا من جايسن وأفروديت حاجبيهما، بينما إحمرت عؤون جيسكا معلنةً عن رغبتها بالبكاء، وتقول
«أقسم لك أنه من المهمة لم أعني أن أخونك أبدًا»
إقترب راي منها خطوة وقال بنبرة هادئة تشبه خاصة جايسن
«لا أصدقكِ»
«ماذا كنت تنتظر مني هل تريدني أن أخالف أوامِر أباك»
شعر جايسن أن جيسكا ستكشف حقيقتهم لأفروديت المندهشة عن كيفية تغير راي من شخص فكاهي غير مبالي إلى أخر ذو ملامحٍ جادة ونبرة رزينة غاضبة في غضون ثواني، كي يحثّها
«هيا بنا، لا يجبُ ان نضيّع أي وقت»
أومأت أفروديت له، فاهمةً مقصده كي يتوجها معًا إلى غرفتها، بينما إستطاعت أن تستمع لراي يقول
«أجل، إن طلب ظن حبيبة إبنه أن تكون عاهرة أعدائه فمن حقكِ الرفض كنتُ واللعنة أن أقف معكِ في وجهِ أبي»
وفي طريقها لفتح الباب قال
«سأحضر الكمبيوتر المحمول ربما نحتاجه»
«حسنًا»
أجابته، قبل أن يذهب إلى غرفته، كما فعلت هي الثانية.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 06, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مُــــتـَـوَزِيـــانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن