غروب شمس (part (1

285 11 7
                                    

المشهد الأول
- أغسطس 2008
- مستشفي الوطن للأمراض النفسية

* بداخل غرفة مظلمة بعض الشيء لا تحتوي إلا علي أريكة يوجد " أحمد علم الدين " الذي لم ينطق بكلمة واحدة منذ دخوله المستشفي من عام 2006 ويوجد أيضا كاميرا معلقة في السقف لمي يراه الطبيب الذي يحدثه من الغرفة الأخرى عبر ميكرفون معلق في الحائط.
* من الغرفة الأخري تحدثه الطبيبة " نور يسري " الوافدة الجديدة للمستشفي منذ اسبوعين مضوا وصاحبة اقتراح أن يجلس أحمد بغرفه وحده ويحدثه طبيبه من بعيد .
* الطبيبة الجديدة تعلم جيدآ مما قيل لها من زملائها أن ما تفعله لن يجدي نفعا مع أحمد ، فهو الذي صام عن الكلام لعامين ولم يفطر حتي الآن ، تمسكت نور بما اقترحته وقالت سأحدثه أنا عسي أن يحدث شئ جديد ، وكانت قد أشرفت علي تنظيف الغرفة التي سيجلس بداخلها أحمد وأوصت بأريكة ليس كرسي ليكون في حالة راحه تشجعه على الحديث و أن تكون الغرفة خافتة الإضاءة حتي لا يشتته الضوء ، بالفعل تم كل ما أوصت به وها هو في تلك الغرفة و هي تبدأ جلستها معه .
- " أحمد علم الدين " اتمني اكون قلت الإسم صح ، ولا تحب أناديلك بإسم تاني ؟؟
- أتاها صمته من الجهة المقابله وهي تتابعه عبر شاشة صغيره وهو يتحرك في جميع أرجاء الغرفة وكأنه لم يبصر الأريكة حتى الآن بسبب قلة الإضاءة
- أنا الدكتورة " نور " جديدة هنا في المستشفى ، أنا قرأت كل تقاريرك من يوم ما جيت المستشفى و كل زمايلي الدكاترة بيأكدوا إنك سليم بنسبة 100% وعقلك سليم و إنك ممتنع عن الكلام بإرادتك يا أحمد .
- شتت تركيزها بحركاته الدائريه داخل الغرفة وهي تتابعه ، حتى انتبه للأريكة و جلس عليها ممددآ و أخذ نفس عميق و نظر للكاميرا المعلقة و بعربية فصحى تكلم قائلآ " منذ متى والإعتراف بالحب خطيئة نُحاسب عليها مِمَن إعترفنا لهم بحبنا و يقع علينا منهم أشد العقاب ؟؟"

- لا تدري لماذا انقبض قلبها حين تكلم ، أليس هذا ما كانت ترجوه منذ دقيقه ، أم أنها كانت واثقه من الفشل فتفاجئت من النجاح ؟ ، هي الآن لا تدري ماذا تقول أول ما خطر ببالها هو الفضول فسألته
- اشمعني أنا اللي نطقت معاها ؟ أنا كنت واثقة من الفشل ، وماتقولش إنك ارتحتلي عشان انت ماشفتنيش أصلا
- مرة أخرى ينظر للكاميرا مبتسما و يقول
- ريحتك
- ريحتي ؟
* أومأ برأسه علامة الإيجاب و أردف قائلا
- ريحتك شبه ريحة" شمس " أوي فكلمتك
- أحست نور أن معرفة من هي شمس تنقصها فقررت إنهاء الجلسة لتعرف المزيد عنها

- طيب يا أحمد دي علامات مبشرة جداا انك بدأت تتكلم هنحتاج كمان كام جلسة زي دي نتطمن فيهم على حالتك النفسية و ان شاء الله نكتبلك على خروج من المستشفى
- صدقيتي دي أول و آخر مرة هتكلم فيها ، أنا قلتلك ان ريحتك اللي أنا شاممها في المستشفى من يوم ما جيتي هي اللي خلتني اتكلم و دا مش هيحصل تاني ______________________________________

غروب شمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن