الفصل التاسع

7.2K 349 14
                                    

الفصل التاسع

نزلت السلالم المؤدية الى القبو تنتابها قشعريرة سميكة، تحاول جاهدة طرد ذكرياتها السيئة المرتبطة بهذا المكان، تعبق رائحة الموت بحواسها بشراسة لحظة دنت من الغرفة الطبية التي يبقون فيها داميان.
دخلت الغرفة بخطوات مترددة تفتّش نظراتها عن كايدين الذي رصدته بالحال يقف بزاوية محايدة محاطاً بحرسه الشخصي اللذين يشكلون حوله جداراً صلباً يفصل بينه والبقية.
لم يرفع بصره ناحيتها حين دخلت ليقينه بأنّه إذ فعل سيخرّب كل شيئ ويخطفها بعيداً عن كل هذه الفوضى التي تغتاله بوحشية وعدم رحمة.
« سيلين» همس مارك يحثها على التقدم تجد نفسها عاجزة عن أخذ خطوة إضافية قبل أن يمنحها كايدين نظرة تطمئنها،
«دعني أتحدث إليه أولاً أرجوك»
توسّلت مارك تتشتت عزيمتها، لا تطيق رؤية معانات كايدين الواضحة للعيان تدرك حساسية وقباحة ما ستهم على القيام به، تتردد، تعاني، يغتالها الصراع الذي فتح أبوابه بعقلها وقلبها على مصراعيه.
كيف يمكنها أذيته بهذا الشكل؟
كيف يمكنها كسر هيبة ملك عظيم يهابه الجميع دون استثناء؟
كيف تحني ظهره وتندس كرامته وتشوّه كبريائه على مرأى من حرسه الشخصي؟
« أرجوك » توسلته من جديد تحتاج للحظة فقط، تحتضنه خلالها، تقبل روحه وعينيه وتعتذر منه مقدماً على ما ستفعله من أجل انقاذ حياة أخيه الذي يصارع الموت.
«لا» أتاها رد مارك الحاسم يبرر لها بلين « كلما أطلتِ الأمر كلّما زدتي من معاناته، دعينا ننتهي من المسألة قبل أن يفقد حرسه السيطرة عليه ويتسبب بكارثة يندم عليها لاحقاً»
أومأت تذعن له تتبعه بخطواته وتلاحق كايدين بنظراتها المتوسلة، تنتظر منه اشارة تريح قلبها وتمنحها موافقته على ما توشك على فعله، تراه يجاهد لعدم منحها مرادها...
وكيف يفعل؟
كيف يمنحها رضاه على منح أخيه دمائها العذرية التي من حقّه هو وحده، حق تمنّع عنه في سبيل حمايتها كيف يرضى بمشاركة توأمة روحه مع أخيه، يمنحه درباً الى روحها وقلبها.
ومن ناحية أخرى، كيف يحرم أخيه؛ دمه وقطعة من قلبه؛ من الوسيلة الوحيدة القادرة على انقاذ حياته، لا يمكنه أن يترك أخيه للموت حتى لو كان الثمن جحيم غيرة عمياء تحطم كبريائه وتشاركه قطعة من روحه....

دماء الشمس، الجزء الأول من سلسلة دماء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن